اننا كعرب نضخم من هذه الموضوعات جدا ونعطيها أكبر من حجمها وننقل ذلك لأولادنا ونجعلهم مهيئين للبحث عن الأسرار وعن ما خفي من معلومات من مصادر خاطئة ونصدق كل شئ دون وعي بأي شئ بسبب غباء الأمهات، واسمح لي بهذا التعبير فلقد سمعت من كثير من الأمهات، خاصة احداهن في قناة فضائية وهي تستنجد بالداعية التي كانت ضيفة البرنامج وتقول لها ابنتي كبرت وقاربت على البلوغ وتسألني أسئلة لا أستطيع ان اجاوب عليها ماذا أفعل. سبحان الله فعلا حاجة تنقط، وكأن الأم لا تعرف شيئا ومن يراها هكذا يتسائل كيف تزوجت أصلا وكيف أنجبت هذه الطفلة.
بعيدا عن الموضوعات التي تغيظ نعود للموضوع الرئيسي:
حين اتحدث عن موضوع عادي جدا بلخبطة وسرية وشعور بالحرج أنقل لمن امامي الشعور بأن وراء هذا الموضوع مصيبة، أما حين أتحدث بكلمات طبيعية يسقط في نفس من أمامي ان الموضوع طبيعي ويعطي المتلقي لهذا الموضوع حجمه،
لتقريب وجهة نظري:
إذا كنت أخي زميل لي في العمل وأريد أن اعتذر لك عن غيابي اليوم السابق فأقول لك حين أقابلك في كلمات ثابتة:
أنا آسفة حصل لي ظروف ومقدرتش آجي امبارح
والموضوع انتهى
أما إذا جئت اليك وترددت وبدأت كلامي وأنا أخجل من أن أتحدث أنني لم أحضر أمس دون اعلام زملائي، هذا ما في نفسي ولكني بطريقتي أنقل أشياء أخرى، فأبدأ بالكلام وأقول أأأأأصل ......أنا ..... امبارح ما جيتش ....أأأأأصلي يعني ... كان فيه ظروف وكدة.... أنا آسفة
بالطريقة دي أنا كل اللي عملته إني أشعرتك أن هناك شئ محرج في الموضوع، وأن هناك أسرار خلف غيابي، وجعلتك مهيئ لتصديق أي كلام يقال عني متعلق بغيابي في هذا اليوم.
نعود للأم:
طبيعي أن الأم أمام ابنتها تصلي الفروض وتاتي في أيام لا تصلي فيها وطبيعي أن تسألها ابنتها عن عدم الصلاة فلما لا تقول لها أمها لأن هناك أيام في الشهر لا يجوز للمرأة الصلاة لأن كذا وكذا بكل بساطة ، وكذلك في الصيام، وأن ما يحدث هو تهيئة للأنثى لتستطيع أن تتزوج وتلد، وأن الابنة بعد سنوات ستبدأ في نفس هذه الدورة.
أما المعلومات عن الزواج فأفضل ما يقال عنه هو في اطار الطبيعة التي خلقنا الله بها في كلام ديني بسيط، والنقل ببساطة يجعل الاستيعاب أيضا ببساطة وتزيد المعلومات مع كبر السن دون الدخول في أي تفاصيل، فيكون الطفل مؤهلا لدخول مرحلة المراهقة وهو يعلم أبعاد هذا الموضوع وأنها سنة الحياة والطبيعة التي خلقنا الله بها وكفل لنا السبل التي تمكننا منه في اطار شرعي يرضي الله لأن كل ما خرج عن شرع الله فسد، فالله خلقنا وهو أعلم بنا وكل ما شرعه لنا هو في مصلحتنا.
مع العلم أني أم لولد وبنت في هذه السن ولم أجد أي صعوبة في توصيل شرع الله حتى يكون كل من الولد والبنت مهيئين لتلقي المزيد دون أي صدمة