بتـــــاريخ : 2/13/2009 1:42:57 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1186 0


    جوهر التغيير في أمريكا .. و كيف نتعامل معه؟

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : طلعت رميح | المصدر : www.osrty.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    جوهر التغيير في أمريكا .. و كيف نتعامل معه؟

    طلعت رميح

    في الوضع الراهن, يبدو أننا أصبحنا في مواجهة آلة إعلامية تجدد الخطاب الأمريكي الموجه لنا وتعيد الترويج للولايات المتحدة لتحسين صورتها أو لتغيير صورتها الحقيقة التى نجح بوش باقتدار في إظهارها ونشرها بشكل صادم طوال سنوات حكمه.

    الأمر يبدو واضحا وهو سيتضح أكثر في الأيام و الأسابيع المقبلة. لقد دارت الآلة الإعلامية طوال الأشهر الماضية لتغرقنا في طوفان من التطورات والأحاديث والتصريحات الجارية في داخل ألاعيب الديمقراطية الأمريكية, حتى عشنا في داخلها وكأننا ناخبين ومصوتين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

    لقد كانت الصورة الكرنفالية التى تنقلها أجهزة التليفزيون لما يجرى في الانتخابات الأمريكية منذ بداية الانتخابات التمهيدية داخل الحزبين الجمهورى والديمقراطي أحد أدوات الإبهار والدعاية للنموذج الأمريكي حضاريا وسياسيا. وما إن وصل أوباما لسدة الرئاسة, حتى تحولت تلك الآلة لتتحدث عن تجاوز أمريكا لمشكلات العرق واللون, وأن الحلم الأمريكي هو ما أتى بابن المهاجر الإفريقي - الذي أمضى عدة سنوات خارج " الوطن " - ليصبح رئيس لأكبر دولة في العالم.

    أوباما لم يكن إفريقي الأصل وأبوه مسلم, فقط، بل هو كان فقيرا, ولم يمنعه لا هذا ولا ذاك من أن يصبح الآن رئيسا، هكذا قالت الأفلام التسجيلية في اليوم التالى للانتخابات, حتى صار أوباما مثلا وبطلا للإنسانية على الكرة الأرضية. ومن بعد سيعود علينا المروجون, ليتحدثوا عن "جوهر" ما جرى, باعتبار أن الديمقراطية الأمريكية هي ذاك النموذج الإنساني المبهر, الذي من خلاله تتبدل رئاسة الدولة, من رئيس بعد رئيس من المحافظين الجدد "الجمهوريين" إلى مواطن مجتهد ومثابر ديموقراطى الرؤية والنزعة و الفكر فقير الحال, يسعى للمصالحة والحوار مع الآخرين بما فيهم الأعداء ..الخ.

    ولذلك وغيره, ينبغي " ضبط " البوصلة وتحديد علاقتنا بتلك الانتخابات من جهة, وبالنتائج الحقيقية لها, وتحديد كيف نتعامل مع الولايات المتحدة "الجديدة" هذه, ومن الأصل, أن نحاول الفهم الجوهر الحقيقى لما جرى.

    السياسة الخارجية والداخلية:
    السياسة الخارجية لأي بلد, هى انعكاس للأوضاع الداخلية و للسياسات السارية في هذا البلد أو بالدقة هى انعكاس خارجى للمصالح الداخلية في أي بلد. تلك قاعدة من القواعد الأساسية في فهم السياسة الخارجية, وفي ذلك يطول الشرح, لكن باختصار، أن حاجة الشركات الأمريكية للتوسع (مثلا) هو ما ينعكس في السياسة الخارجية التي في تلك الحالة تستهدف فتح الأسواق الخارجية أمام التصدير, وتوسيع الصلات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية مع الدول الموردة للمواد الخام (الأولية), أو فعل هذا وذاك من خلال معادلات واستخدامات القوة الصلبة.

    وإذا كان لوبى السلاح هو المسيطر على الحكم في الولايات المتحدة، فإنه سيسعى إلى توسيع مبيعات السلاح لتطوير شركاته وتعميق ربحيته, وفي ذلك تترجم السياسية الخارجية تلك الحاجة أو هذا الهدف, سواء عن طريق إقامة العلاقات السياسية مع أطراف معادية لأخرى في مناطق الصراع الملتهبة, أو من خلال إشعال الحروب، وكذا الحال في قضايا كثيرة متعددة.

    والأمر لا ينطبق على الولايات المتحدة وحدها بل هو قاعدة تسير عليها كل المجتمعات والدول, وفي ذلك يكون الاختلاف بين دولة وأخرى ناتجا عن طبيعة المجتمع وأهدافه, التي تترجم مختلف في السياسة الخارجية؛ فإذا كانت الدولة والمجتمع يعتمد اقتصادها على السياحة مثلا – وفق الواقع الراهن – فإن هذه الدولة ستقوم سياستها الخارجية على تطوير علاقاتها بالعالم وفق طرق دبلوماسية وسياسية ودعائية لا وفق استخدامات القوة العسكرية، بل أن مصالحها تقضى بتسكين كل الصراعات في المنطقة المحيطة بها.

    وفي واقع الحال , لا يبدو الأمر بتلك البساطة ، إذ كل مجتمع تتعدد فيه القضايا والمصالح والاتجاهات العقائدية والفكرية والسياسية، التي تتبلور في النهاية في رؤية معينة لأهداف الدولة المعبرة عن هذا المجتمع في علاقاتها مع الدول الأخرى, كما أن الأبعاد التاريخية تلعب دورا هي الأخرى في تحديد نقاط الانطلاق لكل السياسات الداخلية والخارجية ..الخ.
    والقصد من كل ذلك , هو أن متابعة التغيير في الولايات المتحدة, يتطلب النظر في جوهر التغيير الداخلي الذي جرى وأسبابه العامة, وتحديد مجالات انعكاسه على السياسات الخارجية, التى هى ما يهم الدول والشعوب الأخرى, باعتباره هو ما يحدد نمط العلاقة مع تلك الدول, يحدد تأثير سياساتها على أوضاع ومصالح الأمم الأخرى.

    والقصد بطريقة أخرى, هو أننا يجب أن نفرق بين وضعيتين، الأولى أن نتابع اللعبة الديموقراطية الداخلية في أمريكا وكأننا طرف فيها, والثانية أن نركز في المتابعة على فهم انعكاسات هذا التغيير على قضايانا نحن, وبين هذا وذاك يبدو الفارق كبيرا بل وخطيرا.

    أوباما .. والتغيير
    وواقع الحال أننا أمام تغيير في الولايات المتحدة, لاشك في ذلك. وفي فهم هذا التغيير فنحن أمام جوانب عديدة مهمة؛ فهناك أننا أمام تغيير جرى في داخل الحزب الديمقراطي الذي لم يكن قابلا بوجود مرشح أسود فقير في وسط اسمه ( والده ) اسم حسين المسلم.. لكنه في النهاية رضخ, وفي هذا الرضوخ, لم يكن بسيطا أن يخرج كولن باول (وزير الخارجية الأسبق ومن قبل كان قائدا في العدوان العسكري ضد العراق) ليقول وما العيب أن يكون اسم والد أوباما مسلم.
    كما نحن أمام تحولات في الخارطة الانتخابية الأمريكية المستقرة منذ حرب إعادة توحيد الولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (الحرب الأهلية) . كما أوباما هو الرئيس الأمريكي الأول, الذي ينجح في الانتخابات دون أن يتلقى أموالا من الشركات الأمريكية الكبرى واللوبيات المهيمنين على اختيار وصناعة الرؤساء, ولذلك قال أوباما إن دور اللوبيات والشركات التى كانت تحدد خريطة السياسة في واشنطن قد انتهى, وإننى لم أتلق أية تبرعات من الشركات بل من المواطنين.

    وفي هذا التغيير نحن أمام قوة الشباب الأمريكي الذي دخل هذه المعركة حاملا أوباما على كتفه, كما نحن أمام تغيير في شعارات الحزب الديمقراطي, الذي تغيرت شعاراته لتشير إلى الدفاع عن الطبقة الوسطى .. الخ .

    لكن الأهم من متابعة الحديث عن كل هذا, هو التساؤل: ما الذي جعل هذا التغيير ممكنا في الولايات المتحدة وما طبيعة هذا التغيير أو هل يرق إلى المستوى الفكري والمفاهيمي في داخل المجتمع ؟ وما هو تأثير هذا التغيير على السياسات الخارجية للولايات المتحدة التى تعتدي على أمتنا في كل مكان؟

    طبيعة وأسباب التغيير
    في فهم طبيعة هذا التغيير في الولايات المتحدة , فإن ما يهمنا هو أن التغيير ليس تغييرا فكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا شاملا. بما يعكس نفسه في تغييرات مقابلة في السياسات الخارجية واستراتيجيات الولايات المتحدة في علاقاتها مع العالم. ومن الأصل فإن الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة , أي الجمهوري والديمقراطي, كم من مرة جرت بينهما لعبة تبادل الكراسي في الحكم منذ نشأة الولايات المتحدة وحتى الآن, دون أن يتبع ذلك انقلاب درامى في السياسات الداخلية أو الخارجية.
    ومن هنا تتحدد ملامح التغيير التي أتى بها أوباما، إذ هو نجح بتأييد من الحزب الديمقراطي في معركة انتخابية مع الحزب الجمهوري، أي أن أوباما ليس إلا ممثلا للحزب الديمقراطي وليس خارجا عليه, وإلا لما دعمه الحزب في الانتخابات بطبيعة الحال . كما أن أوباما إذ أتى ممثلا للحزب الديمقراطي, فإن فريقه في الحكم لن يكون إلا من بين قيادات هذا الحزب

    وصحيح أن أوباما أتى على أكتاف " شباب جدد " في الحياة الفكرية والسياسية في الولايات المتحدة, كما هو رفع شعارات تتبنى مصالح الطبقة الوسطى لا الفقراء, كما كانت استراتيجية الحزب الديمقراطي في خوض الانتخابات دوما – وهو ما وسع الحشد والتعبئة والتصويت له – لكن كل ذلك لا يعنى أن "انقلابا" أو تغييرا جذريا وقع في هيكل المجتمع الأمريكي أو مفاهيمه أو سياساته .
    وهنا يبدو التساؤل الضرورى – اذا كان الحال كذلك – هو لماذا ، كل هذا الضجيج حول "التغيير" الذي جرى.

    هناك أمران : الأول, هو أن أوباما يأتي بعد رئيس اسمه جورج بوش, الذي أنهك
    الولايات المتحدة وكشفها أمام كل شعوب الأرض, وأدخل تغييرات خطيرة على تركيبة و تكوين المجتمع الأمريكي, إذ هو قام بمحاولة تغييره في اتجاه ليس معهودا، أى بتحويله من مجتمع "براجماتي" إلى مجتمع عقائدي.

    والثاني, هو أن أوباما جاء بديلا للحزب الجمهوري في نسخته الأشد "تطرفا في أيديولوجيتها" , اذ مثل جورج بوش وتشينى ومن معهما في قيادة الحزب الجمهوري, فكرا وأيديولوجية المتصهينين الجدد.
    ولهذين السببين, جرى الشعور بأهمية المعركة الانتخابية وبطبيعة التغيير الحادث, ولكن الأمر لا يعدو في جوهره, مجرد العودة إلى "الحياة الطبيعية" والسياسات المعتادة للولايات المتحدة, مع بعض التحسينات والتطورات هنا أو هناك.

    لكن ما يكشف طبيعة التغيير, وما ينقلنا إلى تأثيرات التغيير الداخلي على السياسات والاستراتيجيات الخارجية, هو تحديدنا لأسباب هذا التغيير الذي جرى, باعتبارها هى ما أحدث التغيير وحدد مجالاته واتجاهاته وحدوده.
    ولعل المعطى الأول في "حزمة الأسباب" التي جاءت بالتغيير وبأوباما , هو المعطى الخارجى لأوضاع الولايات المتحدة في العالم.

    لقد جاء أوباما إلى الحكم, بل وما جعل المجتمع الأمريكي يقبل أن يكون الرئيس من أصل وعرق ولون مختلف, هو أن المأزق الخارجي للولايات المتحدة بات ذا تأثير خطير على أوضاع المجتمع الأمريكي وعلى قدرة هذا البلد على المستوى الدولي.
    كان للأزمة الاقتصادية تأثير حاسم, في ذلك, باعتبارها طالت استقرار وحياة فئات اجتماعية كثيرة في المجتمع الأمريكي (هي من توجه لها أوباما بخطابه).

    وكان للهزائم التى تلقتها السياسة الخارجية للولايات المتحدة على يد مختلف أشكال المقاومة (خاصة العراقية والأفغانية) دور في دفع الناخبين لاختيار الحزب الديمقراطي بديلا عن الجمهوري الفاشل (ولذلك كان أوباما يكرر في دعايته على أن مكين هو وجه آخر لبوش(
    وكان لتدهور سمعة ومكانة الولايات المتحدة خارجيا وتراجعها إلى دولة من بين الدول الكبرى الأخرى (حتى وإن كانت الأكبر بينها) دوره في إحداث التغيير.. وهكذا.

    أما المعطى الثاني، في حزمة الأسباب التي جاءت بالتغيير وأوباما, فهي حزمة تتعلق بمعارضة المجتمع الأمريكي لنمط التغييرات التي أحدثها جورج بوش والمحافظين الجدد في الحياة الأمريكية, وخاصة في مجالات "الحريات" و"العدالة" وسيطرة الشركات الكبرى واللوبيات بلا وازع من أي تقدير لمصالح الفئات الوسطى.

    وبنتائج الفضائح والفساد الذي حدث في الولايات المتحدة. وهو أمر نجد إرهاصاته بادية للعيان قبل الانتخابات، في حجم الاستقالات التي جرت في إدارة الرئيس بوش (وهى شملت حتى مدير المخابرات الأمريكية الذي فضح إدارة بوش ومواقفها وسياساتها الداخلية والخارجية), وفي حجم الاختلافات داخل الحزب الجمهورى (بين المحافظين من الطراز القديم والمحافظين الجدد), كما هي ظهرت بجلاء في تصويت الناخبين الأمريكيين خلال التجديد النصفي لمجلس النواب والكونجرس, خلال الانتخابات الرئاسية التى جرت منذ أربعة أعوام, إذ أتى الناخبون بجورج بوش ( بصعوبة) لكنهم أعطوا الديموقراطيين السيطرة على مجلس النواب بأغلبية مريحة, على مجلس الشيوخ أيضا, وإن لم يعطوه السيطرة عليه بما يجعل الديموقراطيين قادرين على منع الرئيس الأمريكي (بوش) من استخدام الفيتو ضد القوانين التى يصدرها الكونجرس ضد إرادته أو قراراته (الأغلبية المطلوبة 60 صوتا من بين 100 صوت(

    هنا باختصار, نحن أمام تغيير من إدارة فاشلة في تحقيق أهداف الولايات المتحدة خارجيا, وفاشلة في تحقيق المصالح الداخلية للمجتمع الأمريكي إلى إدارة جديدة, دون مساس بجوهر التركيب المجتمعي وبلا تغيير فيها.
    أو باختصار نحن أمام عودة عصر كلينتون, لكن وفق معطيات تراجع الولايات المتحدة على المستوى الدولى وتراجع قدرات المجتمع الأمريكي عما كان سائدا من قبل، ووفق ظروف الأزمة المالية والاقتصادية الطاحنة.

    كيفية المواجهة
    في مواجهة مثل "هذا التغيير"؛ فإن القضية الأصل هنا، هي أن أهداف أمتنا ومصالحها في التعامل مع الولايات المتحدة – التى هى انعكاس لأوضاعنا الداخلية أيضا – لا تتحدد في الأصل على أساس طبيعة التغييرات الحادثة في الولايات المتحدة, بل هى تقف أساسا على مصالح أمتنا وأهدافها.

    وفي مواجهة مثل هذا التغيير – ولأن السياسة لا تدار بالمراهنات ولا بالنوايا الحسنة – فإن الواجب الحتمى الآن, هو شن أوسع حملة ضد الولايات المتحدة وأوباما, وبإظهار أن التغيير الحقيقى بالنسبة لنا، هو في الاعتراف الأمريكي بالجرائم والاعتداءات التى شنتها الولايات المتحدة على أمتنا, وفي إعلان سياسة خارجية أمريكية بالتوقف عن القيام بمثل تلك الاعتداءات والجرائم, وسحب القوات الأمريكية من الدول التي احتلتها, ووقف الحرب على الإسلام تحت مسمى الحرب على الارهاب , ووقف التدخل الأمريكي في السياسات الداخلية في الدول الاسلامية , و الافراج عن المعتقلين المسلمين في السجون الأمريكية, ودفع تعويضات للدول والأفراد الذين أجرمت الولايات المتحدة بحقهم .. الخ .

    وفي ذلك, يبدو من الضرورى التشديد على خطورة ترك الدعاية الأمريكية الموجهة لأمتنا دون مواجهة, إذ ينبغي التركيز على مواجهة كل ألاعيب الجارية لإعادة ترميم صورة الولايات المتحدة بالزعم بأن ما جرى ناتج عن سياسات جورج بوش ومفاهيمه وأخطائه، والتأكيد على أنه نابع من طبيعة الإستراتيجية العدوانية للولايات المتحدة, سواء أكان من يحكمها الحزب الجمهوري أم الحزب الديمقراطي, ذلك أننا قاسينا من الاعتداءات الأمريكية خلال وجود الحزبين في السلطة.

    لقد كان جورج بوش الأب هو من شن الحرب على العراق في عام 1991، لكن كلينتون (محبوب الأمريكيين) هو الآخر من واصل حصار وقصف العراق خلال فترتي رئاسته للولايات المتحدة, كما هو من قصف أفغانستان والسودان .. الخ , وإذ جاء بوش الابن وارتكب جرائم أشد وطأة ضد العراق وافغانستان والسودان، فإن الولايات المتحدة مطلوب منها "البرهنة" على التغيير من خلال إدانة كل هذه الجرائم والاعتذار عنها.. ومعاقبة المجرمين, وتعويض دولنا ومجتمعاتنا.

    وفي كل ذلك يبدو ضروريا الإدراك, بأن الدعاية والسياسة الخارجية الناعمة للولايات المتحدة, ليست أقل خطرا على نهضة أمتنا, من تلك السياسة الخارجية التى تستخدم عصا القوة العسكرية، يمكن القول بأن سياسة العصى الغليظة هو ما أظهر حقيقة الولايات المتحدة وسياساتها العدوانية وجرائمها دون غطاء من الدعاية والتضليل, كما هي من وفر ظرفا ومناخا لظهور المقاومة الإسلامية والعربية والوطنية بكل أصنافها وأنواعها ومواقفها ومساهماتها في المواجهة.

    وكذلك يبدو الإدراك ضروريا, بأن الولايات المتحدة الآن هي في أضعف حالاتها وأن التغيير من الحزب الجمهوري إلى الديمقراطي، ناتج عن ضعف وفشل لا عن وفرة في القوة, ولذلك فإن المواجهة الصحيحة هنا هي في تصعيد المقاومة لها، حتى تحقيق أهدافنا ومصالح أمتنا, دون الالتفاف للألاعيب التي ستجرى عقب تسلم أوباما دفة الحكم رسميا إذ سيقال اتركوا الفرصة للرجل "للتغيير" وأعطوه فرصة, وأن الرجل محمل بنوايا حسنة . وأن .. وأن .

    المواجهة الحاسمة هي الطريق, لتحقيق أهدافنا, ولقطع الطريق على الولايات المتحدة, لممارسة سياسة أخطر, قوامها الفتنة والخداع والتضليل, وفي ذلك يجب أن نقرأ في الأوضاع الراهنة أن ما يجرى هو محاولة أمريكية لاستعادة دورها على حساب أمتنا, وعلى حساب مصالح الأمم الأخرى.

    لم تضيع روسيا الوقت, بل هي في اليوم الأول لوصول أوباما أعلنت أنها لن تلتزم بإنقاص أعداد صواريخها, بل هي نشرت صواريخ جديدة على حدود أوكرانيا, لتصبح في موضع تفاوضي أفضل.
    أوروبا, تحاول الآن اعادة ترتيب علاقتها مع الولايات المتحدة، لتتحول إلى شراكة بدلا من حالة التبعية، إذ طار ممثل لها حاملا وثيقة لإعادة ترتيب العلاقات وفق رؤية أوروبية جديدة.
    والصين لم تنتظر حتى انتهاء الانتخابات, إذ هى حذرت الرئيس القادم من مخاطر تسليح تايوان وغيرها.
    الاستراتيجيات لا تبنى على أساس النوايا الحسنة، بل وفق عوامل القوة والضعف

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()