بتـــــاريخ : 2/2/2009 6:01:29 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1515 0


    كيف تجتاز الأسرة أيام الامتحانات

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : جاسم المطوع | المصدر : www.e-happyfamily.com

    كلمات مفتاحية  :
    كيف تجتاز الأسرة أيام الامتحانات
     
     

    فى كل عام تهل علينا هذه الأيام , وتحمل معها , أجواء جديدة , تسمى : ( الامتحانات ) من أول أن تطرق علينا الأبواب حتى تنتهي , وتحمل معها التوتر والاضطراب والشجار و المشكلات الزوجية , والأزمات الأسرية , فهل ما يحدث سببه : الامتحانات حقا أم هى بريئة من ذلك ؟


     فقد تكون المشكلة منا فى عدم التعامل معها كما ينبغى ؟ أو تكون من أبنائنا الذين يتأثرون بما يحيط بهم وفى داخلهم من مشكلات خفية ؟ أو تكون من نظام التعليم والجو المدرسى والمعلمين ؟ أو تكون وهما فى خيالنا أو شبحا لا  وجود له يرعب قلوبنا .. ويشتت أفكارنا ؟ .
     ورغم ذلك كله : فالامتحانات على الأبواب , ثم هى تجتاز الأبواب , ثم نجد أنفسنا فى الامتحانات , هذا هو جو أسرنا فى هذه الأيام , فكيف نتعامل معها ؟ وكيف نجتاز هذه الأيام بهدوء وصفاء وأمان ؟ .
    1 – ماذا تريد  الأسرة من الأبناء ؟
    بداية هل نريد تفوقا علميا لأبنائنا فقط ؟ أم نريد لهم تفوقا إيمانيا وتربويا ؟ . هل مهمة الأسرة فى نقل وغرس القيم التعليمية أم التدين والالتزام والثقافة الأسرية ؟ , وبالإجابة علي التساؤلين تطمئن الأسر , وتهدأ الأحوال , لنتعامل برفق ونجاح , نحن بالفعل نريد تفوقا إيمانيا وتربويا , وليس معنى ذلك ألا نريد تفوقا علميا ! ولكن ما الأولوية التى توافق طبيعة الأسرة ؟ إنها التربوية والايمانية بالتأكيد , والنتيجة : تتعامل الاسرة مع الواقع العلمى للأبناء بمستوياتهم المختلفة دون إجبار أو إكراه أو طلب المستحيل ! .
     وقد أثبتت الدراسات أن قيم الأسرة التى تنقل للأبناء هى الأخلاق والتدين لأنهما يحتاجان إلى قدوة وملاصقة ورؤية ومعاشرة , ولا يحقق ذلك إلا الاسرة , ومهمة الوالدين فى ذلك أساسية ودافعة وقوية وطبيعية .
    2 – هل الامتحانات حقا شبح كل عام ؟
    لقد اتفق علماء التربية أن أفضل تعامل فى أيام الامتحانات تتمثل فى:
    1– الاستعانة بالله والإقبال عليه فبيده وحده التوفيق والنجاح
    2 – احتساب الجهد من الآباء لله تعالى دون نظر إلى النتائج
    3 – المذاكرة وسيلة وليست غاية حتى لا يكون هناك أى قلق
     4 – بذل المجهود فى المذاكرة ثم الرضا بقضاء الله تعالي
    5 – تميز المسلم اليوم واجب ولكن ليس فى اتجاه أو مجال واحد
    6 – الإسلام يحث على العلم والحضارة وهى مسئولية ذاتية .
    فى ضوء هذه الاتفاقات , فليست الامتحانات شبجا كما يتصور البعض نواجهه بالمعارك , وإنما لابد من الاستيعاب القائم على الفهم وحفظ ما يمكن حفظه من قوانين وقواعد وأسس , ولو أننا كآباء وأبناء تعرفنا على البصائر الثلاث لأرحنا واسترحنا : ( اعرف نفسك واعرف شخصيتك واعرف هدفك فى الحياة ) .
    ولذلك المطلوب حتى ينجح أولادنا فى مراحلهم الدراسية المختلفة من الحضانة إلى الجامعة  أمران : الأول إزالة النفور لدى أبنائنا , الذى قد يكون من طبيعة المادة , أو ممن يعرض المادة , أو من الأصحاب والشلة , والثانى : تهيئة جو صحى ممثل فى ذهن صافى ليتم الفهم  , والتزام فى الوقت ليتم الإلمام , والمذاكرة ليتم الاستيعاب , فكيف ننفذ هذا المطلوب ؟.
    3 - حل عملي للتعامل مع أيام الامتحانات
    هناك أشياء  كثيرة تدعو إلى القلق , وما هى بذلك ! فنحن الذين نصنع منها المشاكل ! مثال لذلك ضعف التركيز لدى أبنائنا في مرحلة الطفولة , وميلهم إلى اللعب , وهذا أمر فى الحقيقة لا يدعو للقلق أبدا !! فمراعاة اللعب ومراعاة المرحلة التعليمية ومراعاة النضج العقلي والعاطفي والزمني لأعمار الأبناء , كل ذلك يحتاج منا إلى الحيل التربوية بما يتوافق مع هذه السن المبكرة , ومراعاة الظروف النفسية , والاهتمام بالتغذية الصحيحة , وليس كما تلجأ أغلب الأسر إلى الانفعال فقط ! .
      فهل سألنا أنفسنا كما نوفر للأبناء الدروس الخصوصية ! والإكثار من النصائح تارة أو الإجبار على المذاكرة تارة أخرى , هل سألنا أنفسنا : هل وفرنا لهم كل العوامل المؤثرة من : مكان محبب وضوء مناسب وهدوء , أو بمعنى آخر بهذا الحل العملي :
    بعد الاستعانة بالله تقييم القدرات لأبنائنا بقراءة عامة لملخص المادة , ثم إلمام سريع لها , وأجوبة للأسئلة المهمة , وحلول للامتحانات السابقة ,ثم نسأل أنفسنا :هل تحدثنا مع أبنائنا فى غير المذاكرة لإشعارهم بالأمان ؟ هل قمنا بتشجيعهم ودفعهم وزرع الثقة فى أنفسهم ؟هل وفرنا لهم جو الهدوء والبيئة المحفزة والمساعدة داخل البيت ؟ وذلك بدلا من : التعنيف أو أداء الواجب عنهم , أو الضغط عليهم للمذاكرة , أو دفعهم للشعور بالذنب في عدم تفوقهم وبلادتهم , أو عقابهم الدائم بنية دفعهم للمذاكرة , فهل قمنا فعلا بالمطلوب منا باهتمام وايجابية ؟ .
     4 - لماذا تقلق الأسرة من الامتحانات ؟
    لماذا يقلق الآباء ويقولون : لقد فشلنا ؟ لماذا يفشل الآباء ؟ أرى أن الداعي إلى هذا الفشل أمرين :
     الأول : عدم تحديد ووضوح الهدف :
     بمعنى أن الآباء يركزون على الدرجات والتفوق الدراسي بغض النظر على التركيز على العمل والمذاكرة وبذل الجهد , وذلك بدلا من التركيز على شخصية الابن وتنميته , فيخسرون الدرجات والشخصية معا .
    الثاني : الأسلوب الخاطيء مع الأبناء :
     فى اعتماد المقارنات , والتركيز على الدرجات العالية , دون تبصر بالفروق الفردية , وتنوع القدرات , واختلاف المواهب , وقد وجد بالدراسة أن العمل الجاد والمثابرة أهم من الموهبة ! .   
     وعلى ذلك تختفي حالة الطوارىء ومظاهر التوتر : بمنع التليفزيون والتليفون وسحب المحمول , وحجب الكمبيوتر والزيارات والأصحاب , وللأسف من بداية  إعلان حالة الطوارىء يبدأ موسم المشكلات الزوجية , فى الاختلاف حول ساعات المذاكرة والاهتمام بالامتحانات ووضع المذاكرة وطبيعتها , وقد تصل الخلافات إلى الهجر بين الزوجين , وتتحول أيام الامتحانات إلى أيام نكد فى البيت , يقضى على جو الأمان المطلوب لأبنائنا , ولا حل إلا بالتوازن والاعتدال بين الزوجين , وأخذ أجازة من المشكلات أو تأجيلها إلى وقت ما بعد الامتحانات , وللوصول إلى ذلك أن يعتقد الزوجان بأن المسؤلية الحقيقية تقع على الأبناء بزرع الاعتماد على أنفسهم  , وأن المفضل لديهما هو أبناؤهما وليست الشهادة أو الدرجات , حتى لا يكره الأولاد المذاكرة , وحتى لا ينتشر لدى الأبناء الخوف أو الإحباط , وكل ذلك إنما من صنع أيدينا ! .
    ودور الأسرة هنا فى التوازن والتشجيع على المذاكرة , والاستعداد للامتحانات , وفى نفس الوقت ممارسة الحياة الطبيعية الحياتية , فى النوم والطعام و الحديث و الترفيه و الراحة دون طوارىء , فاستقامة العلاقة بين الزوجين تؤثر تأثيرا مباشرا على الأبناء , فإن أيام الامتحانات تمضي ولكن العلاقات الزوجية هى الباقية والمستمرة والدائمة !! .

     


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()