بتـــــاريخ : 3/1/2009 6:49:08 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1505 0


    جـــــــــــارك

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : داليـا رشـوان | المصدر : www.alameron.com

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام الجار الاخلاق

    لنتفق في كل موضوع من سلسلة حملة التغيير – أخلاق× أخلاق

    على الثوابت التي تقوم عليها هذه الحملة:

    قوله تعالى في سورة الروم: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)

    عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لا يَرحم لا يُرحم"

    قوله تعالى في كتابه العزيز: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) - المائدة

    وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) – البقرة

    _____________________

    جـــــــــــارك

     إستقرار الإنسان المسلم وصلاحه فكريا وعقليا وبدنيا واجتماعيا هو أحد الركائز الأساسية الذي سعت إلى تحقيقه الفرائض والشرائع التي أنزلها لنا الله سبحانه وتعالى وذلك لأن الإستقرار النفسي للفرد يجعله في حالة تمكنه من إقامة دين الله في الأرض وتحقيق الهدف الذي خلق من أجله.

     بيتنا هو السكن الذي نستقر فيه وجيراننا هم جزء من هذا السكن والاستقرار وحق الجار في الإسلام حق لا يستهان به فقد قال تعالى في كتابه العزيز:

    ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً﴾ 36 - النساء.

     ورد في السنة النبوية:

    حدثنا يزيد بن هارون وعبدة بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

    حدثنا أبو الأحوص عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره

    وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة)) فرسنُ الشاة هو حافرها، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (أي لا تحقرن أن تهدي إلى جارتها شيئاً ولو أنها تهدي مالا ينتفع به في الغالب). والمقصود أن يتواصل الخير والود والبر بين الجيران، ففي صحيح مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك)).

    ففي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعاً: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره)) و لهما عنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن , قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه)) أي لا يأمن شره وخطره.

    الأحاديث منقولة من خطبة لفضيلة الشيخ خالد بن عبد الله المصلح

     

    المشكلة حاليا هي أن مفهوم الإحسان إلى الجار وأهميته يتعامل الناس معه على أنه مفهوما قديما طغت عليه مفاهيم حديثة تتوافق مع المناخ الذي نعيش فيه من دنيا المصالح حيث أن الإنسان الذكي في الوقت الحاضر في نظر الناس هو الشخص الذي يأخذ حقه بيده بل حقوق الآخرين ويخافه الناس ويعملوا له ألف حساب لعنفه وعدوانه وعدم احترامه لأحد.

    هنا ما أخرجه البخاري (6032)، ومسلم(2591) من حديث عائشة -رضي الله عنها- : أن رجلاً استأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما رآه قال: "بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة" فلما جلس تَطَلَّقَ النبي -صلى الله عليه وسلم- في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة- رضي الله عنها-: يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عائشة متى عهدتني فاحشاً ؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره " وفي رواية عند مسلم: "اتقاء فحشه ".

     

    حسن معاملة جارك هو رصيد لا ينفذ من الحسنات ومن رضا الله

    والخير كله يأتيك حين تلبي نداء الرحمن

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) – الأنفال

    اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ (47) - الشورى

     

    بعضكم سيقول أن جاره مؤذي أو جاره ظالم

    أخي ..

    إذا كان هذا الظلم لآخرين فإن لديك عدة قواعد للمعاملة

    ولكن قبل الاستطراد فإن عليك أن تعي هذا الحديث

    ففي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة)) وذكر في الثلاثة الذين يحبهم ((رجل كان له جار سوء يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه بحياة أو موت))

    هنا بعض الإقتراحات التي قد تفي بالغرض  

    أن تقدم النصيحة لهذا الجار بشكل مبسط وغير مباشر وبالحسنى

    وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) – آل عمران

    وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) – التوبة

    وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)

     

    أو أن ترد بالحسنى

    وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) - فصلت

    أو أن تتجنبه ولا ترد عليه بما يعاملك به

    اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) – الأنعام

    خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) – الأعراف

    وعلى في كل الأحوال الصبر خير

    لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186) -

    وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) – هود

    وإذا كان لك حق عنده فلك أن تطالب به من خلال القنوات الشرعية لذلك

    لكن أسوأ معاملة أن ترد عليه بنفس الأذى الذي يفعله معك

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعص وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله و لا يكذبه ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم هذا الحديث خرجه مسلم

    ردك بالحسنى قد يكون دعوى له وللآخرين من جيرانك للإلتزام بدين الله وفي زمننا هذا نحتاج قدوة حسنة بعمل الصالحات في العلانية وبشرح مفصل للهدف منها للآخرين لتعليمهم قواعد دينهم عمليا لأن النصيحة الشفهية لا تعطي غالبا نتائجا إيجابية، لذا فإن عليك أن تعمل وتشرح لمن حولك ما تعمل بنية أن يقتادوا بك.

    وهذه المسألة ذات فائدة كبيرة خاصة وأن كثير من الناس يعتقد أن الأعمال الصالحة التي أمرنا بها الله ورسوله لا تصلح في هذا الزمن، ووجود إنسان يطبقها أمام أعينهم يجعلهم يغيرون هذا الإعتقاد.  

    كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جار يهودي يحرص على وضع القاذورات على بابه ، فلما غاب اليهودي عن الرسول ثلاثة أيام ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى داره ليزوره ، فقال اليهودي : لما هذه الزيارة يا محمد ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" لم تضع ما كنت تضعه فحسبتك مريضا ، فجئت أزورك "
    فقال اليهودي للرسول صلى الله عليه وسلم : أدينك يأمرك بهذا يا محمد ؟!! فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " بل أكثر من هذا " فقال اليهودي : أشهد ألا أله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .

    يلي هذا الموضوع إن شاء الله الجزء الثاني منه وهو التطبيقات العملية

    كلمات مفتاحية  :
    إسلام الجار الاخلاق

    تعليقات الزوار ()