لنتفق في كل موضوع من سلسلة حملة التغيير – أخلاق× أخلاق
على الثوابت التي تقوم عليها هذه الحملة:
قوله تعالى في سورة الروم: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لا يَرحم لا يُرحم"
قوله تعالى في كتابه العزيز: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) - المائدة
وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) – البقرة
________________
آخر نظافة
على الرغم من أن ديننا بُنيَ على النظافة والتطهر إلا أن معظم المسلمين ليس لهم علاقة بذلك، والحجج كثير منها:
لا أحد يرى ما أفعل – لا يعرفني أحد – هناك من هم ينظفون ورائي ولن أقوم بوظيفتهم لأني سأقلل من نفسي وقدري – وهل ورقتي هي التي صنعت فارقا في الشارع القذر
في الحقيقة أنه لا يصح لمسلم أن يفكر بهذا الأسلوب لأن من المفترض أنه يعي أن الله يراه في كل وقت، وأن أجره يزيد وينقص على حسب ما يراه منه سبحانه وإن كان الأجر والرزق من الله فمن باب أولى أن يخشى الإنسان ربه وهو في خلوته عنه مع الناس، وهو يعي أيضا أنه سيحاسب وحده عن ما أمره به الله عز وجل ولن تُقبَل حجته: "الناس كلها تفعل ذلك"، ألم تقرأ أخي في كتاب الله ما كان يقوله الكافرون : وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (170) – البقرة
هذا أخي ما تقوله حين تردد "ما كل الناس بتعمل كدا إشمعنا أنا اللي حأتغير"
وسأرجوك أن تعود للقواعد التي قررنا أن نسير عليها والتي وضعتها بأعلى وستعلم لماذا عليك أن تغير من نفسك ومن سلوكك.
بعض التطبيقات العملية
لا تلقي أي قذارة في غير مكانها حتى لو كان المكان قذرا وحتى لو أنت متأكد أن أحدا لن يراك أو يعرفك، وابتغي أجرك عن ذلك من الله وحده وسيرضيك سبحانه فهو لا يضيع أجر المحسنين.
إذا أكلت شيئا قم من أكلتك تاركا المكان نظيفا كما كان، فهذا لا يقلل من قدرك إنما يظهر نظافتك وتواضعك ويزيدك إحتراما عند الناس وقبل كل ذلك يزيدك قربا لله لأن الله يحب المحسنين، وقد تفعل ذلك أمام الناس بنية أنك تدعوهم لتقليدك وبذلك تكون قد ضاعفت أجرك.
إذا دخلت دورة المياه لقضاء الحاجة ولو في مكان عام حافظ على المكان نظيفا كما دخلته فإن الله لا يرضى عن عبد يترك نجاسته في كل مكان ويؤذي بها غيره من الناس.
لا تبصق على الأرض فإن غيرك قد يجلس عليها أو قد يؤذيهم ما فعلت وليس هذا من شيم المؤمنين
تخيل أن الله أكرمك وكنت من أهل الجنة ثم عد إلى ما تفعل واسأل نفسك في كل خطوة تخطيها على الأرض "هل هذا سلوك لإنسان من أهل الجنة؟"، لعلك إذا حرصت على السلوك الطيب أكرمك الله بجنته في الدنيا والآخرة بقدر هذا الحرص
افعل كل ذلك وعلم أبناءك فإنهم أولى بدعوتك وأولى بجهرك بالمعروف حتى يزيد أجرك ويزيد رضا الله عنك وعن أهل بيتك فتنالك رحمته سبحانه من أوسع أبوابها