بتـــــاريخ : 2/28/2009 5:12:03 PM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 765 0


    عقاقير تثبيط الشهية ( أدوية الرجيم Diet Drugs)

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د. وائل أبو هندى | المصدر : www.maganin.com

    كلمات مفتاحية  :
    عقاقير تثبيط الشهية

    يتميزُ تاريخُ استخدام المقهمات العقَّارية أو مثبطات الشهية الدوائية بكثيرٍ من التفاوت بين النجاح والإخفاق وكذلك بكثيرٍ من المفاجآت والتأثيرات غير المتوقعة، فكثيرًا ما طرحت عقاقير في الأسواق على أنها آمنةٌ ومجربةٌ ولم تلبث في الأسواق إلا قليلاً لأن ضررًا صحيا كبيرًا قد ظهر بعد استخدامها على نطاق واسع، ونستطيعُ بصفةٍ عامةٍ أن نقول أن جميع مثبطات الشهية الدوائية على اختلاف أنواعها وتركيباتها وما يشاع حولها للتسويق، جميعها لا تستطيع إنقاص الوزن دونَ أن تصاحبها حميةٌ غذائيةٌ ما وربما برنامج تريضٍ أيضًا.

    ونتائج الدراسات العلمية التي اهتمت بدراسة هذه العقاقير تبينُ أن تأثيرات استخدامها على مدى الستة أشهر الأولى قد تعطي هبوطًا في الوزن يتراوح ما بين 2 إلى 10 كيلو جرامات، إلا أن الاستجابة لها تختلف اختلافات شاسعةً بين الأفراد لأسباب غير مفهومةٍ بالكامل بعد، إضافةً إلى أن وقف استخدام العقار يعني استعادة الوزن الذي كان قد فقد تقريبًا بلا استثناء (Freemark, et al.,2002).

    وقد نتجَ عن ذلك أن تكرر سيناريو واحد تقريبًا في التاريخ الطبي لعقاقير تثبيط الشهية فالعقار الذي تقرأ عنه اليوم أنه هو الاكتشاف السحري والحل النهائي الآمن لمشكلة زيادة الوزن هو نفسه العقار الذي ستقرأ عنهُ غدًا أنهُ تسبب في حدوثِ خلل أو اضطراب صحي خطير بشكل أو بآخر، فإما أنهُ يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو يؤدي إلى خلل في صمامات القلب أو أنه يسببُ نوعًا من أنواع الأورام الخبيثة أو أنهُ أو أنهُ أو على الأقل أنهُ لم يعط التأثير المرجو منه.

    ولعلني أكتفي تحت هذا العنوان بتقديمي عرضًا لترجمة ما ورد في طبعتين متتاليتين من كتاب أسرار الطب النفسي Psychiatric Secrets، وهو كتابٌ أمريكيٌّ على طريقة السؤال والجواب، لكي أبينَ للقارئ سرعة تغير المعلومات بينَ الطبعة الأولى(Wing & Klem, 1996) والثانية (Wing & Klem, 2001) من الكتاب وذلك من خلال ترجمتي للإجابة على سؤال: هل هناكَ عقَّاقير تفيدُ في علاج البدانة ؟ ففي الطبعة الأولى من الكتاب والتي وزعت عامي 1996 و1997 كانت الإجابةُ كما يلي:

    "تعتبرُ الحميةُ والتريضُ والتعديلات السلوكية هيَ العلاجُ المبدئي للبدانة، إلا أن بعض المرضى يستفيدونَ من إضافةِ بعض العقَّاقير إلى برنامجهم العلاجي، وهناكَ نوعان من العقَّاقير يستخدمان الآنَ في علاج البدانة هما: العقَّاقير التي تعملُ من خلال النورأدرينالين (وتشملُ الداي إيثيل بروبيون Diethylpropion والمانديزول Mandizol والفينترمين Phentermine )، والعقَّاقير التي تعملُ من خلال السيروتونين( وتشمل الفينفلورامين والفلوكستين)، وتوضحُ نتائجُ الدراسات التي تمت فيها مقارنةُ العقَّاقير العاملة من خلال النورأدرينالين بالمموهات(المرضيات الخاملةPlacebo) أن هذه العقَّاقير تسببُ نقصانًا في الوزن بمعدل 23كيلوجرام في الأسبوع وذلك على مدى الأربعة أسابيعَ الأولى، ويستمرُّ نقصانُ الوزن بعد ذلك وإن كانَ بمعدل أبطأ، وما تزالُ الآثار الطويلةُ المدى لعقَّاقير النورأدرينالين على الوزن غيرَ مدروسةٍ بالشكل الكافي

    وأما العقَّاقير العاملة من خلال السيروتونين فإن الفينفلورامين وهو أشهرها يسببُ نقصًا يصل إلى 10 كيلو جرام خلال فترةٍ ما بينَ شهرٍ وثمانية شهور، ويتبعُ ذلك فترةٌ من الاستقرار أو الثبات في الوزن رغم الاستمرار على تناول العقار، وأما الفلوكستين وهو أحد عقَّاقير الماسا فقد أظهرت الدراسات تفوقه على المموهات من ناحية إنقاصه للوزن خلال الشهور الستة الأولى لاستعماله، وخلال الشهور الستة التالية يستعيدُ بعض المرضى ما فقدوه من الوزن رغمَ بقائهم على الفلوكستين، وبعد عامٍ من الدراسة يزول الفرق بينَ من يتناولون الفلوكستين ومن يتناولون المموه.

    *ونستطيعُ من ذلك أن نستنتجَ أن تأثيرات هذه العقَّاقير على الوزن متواضعةٌ خاصةً على المدى الطويل، وقد يكونُ من المرضى من يستجيبونَ لنوعيةٍ من العقَّاقير أفضلَ من استجابتهم لنوعيةٍ أخرى إلا أن الخصائص التي تميزُ هؤلاء من غيرهم غير معروفةٍ حتى الآن، وقد بينت دراسةٌ حديثةٌ أن استخدام توليفةٍ من عقَّاقير زيادة النورأدرينالين والسيروتونين أي الجمعُ بينَ الفينفلورامين والفينترمين يزيدُ من الوزن المفقود بمقدار17 كجم مقارنةً بالعقار المموه، والأهم من ذلك هوَ أن النتيجةَ المحرزةَ بعد استخدام هذه التوليفة يتمُّ الحفاظُ عليها على مدى ثلاث سنوات، وهذه نتيجةٌ ممتازةٌ وإن كانتْ الأبحاثُ غير كافيةٍ حتى الآن لاعتبارها نهائيةً، وما:تزالُ هناكَ حاجةٌ لإجراء المزيد من الأبحاث، وهناكَ عددٌ من النقاط التي يجبُ الالتفاتُ إليها فيما يتعلقُ بأدوية تثبيط الشهية وهي:

    -1- تأثيراتُ معظم مثبطات الشهية هيَ تأثيراتٌ متواضعة.
    -2-علاجُ البدانة بالعقَّاقير يكونُ فعَّالاً فقط إذا استمر المريضُ عليها، لأن معظمَ الأشخاص يستعيدونَ ما فقدوه من الوزن بعد وقف العقار بفترةٍ قد تطول وقد تقصر، ويحتاجُ الشخص للحفاظ على ما نجحَ فيه من فقد للوزن إلى الاستمرار في تناول العقار ربما مدى الحياة.
    -3- أنجحُ الطرق وأكثرها فعاليةً في استخدام العقَّاقير المثبطة للشهية هيَ التي يضافُ فيها العقارُ إلى برنامج حميةٍ تعليمي وتعديلي للسلوك مع الاهتمام بالتريض".
     
    وأما الوارد في الطبعة الثانية من نفس الكتاب(Wing & Klem, 2001) والصادرة عام 2001 عند الإجابة على نفس السؤال فكان كما يلي:" تعتبرُ الحميةُ والتريضُ والتعديلات السلوكية هيَ العلاجُ المبدئي للبدانة،

    وبالنسبة للذين فشلت معهم هذه الطرق وحدها ويبلغُ منسب كتلة الجسد لديهم أكثر من30 أو أكثر من 27 مع وجود مضاعفات جسدية متعلقة بالبدانة، فإن إضافةً العقَّاقير لبرنامج الحمية قد تفيدهم، والعقاران الوحيدان المصرح باستخدامها من قبل هيئة الدواء والغذاء الآن هما السيبيوترامينSibutramineوالأورليستات Orlistat، واللذان يحدثان نقصًا في الوزن بأسلوبين مختلفين.

    فأما السيبيوترامين فيقوم بتثبيط استرجاع النورأدرينالين والسيروتونين، ويقر مُتناولوهُ بأنهُ يقللُ شهيتهم ويزيدُ من إحساسهم بالشبع، وبعد عامٍ من الانتظام على السيبيوترامين ينقص الوزن بمقدار 6,1 كيلوجرام بينما ينقصُ الوزن في المجموعة التي تتناول عقارًا مموها فقط بمقدار 1,8 كيلو جرام وذلك في دراسةٍ استمرت لمدة عام كامل، ويصل المنتظمون على تناول السيبيوترامين إلى أفضل النتائج عند مرور ستة أشهر من بداية تناولهم للعقار بينما تحدثُ بعضُ الاستعادةِ للوزن المفقود خلال النصف الثاني من العام، إلا أن زيادةً في ضغط الدم تصل إلى 15 ملليمتر زئبق حدثت في ثمن المرضى، ولذلك تجبُ متابعة ضغط الدم والنبض في المرضى الذين يتناولون عقار السيبيوترامين.

    وتبينُ المقارنةُ أن الكلام عن الفينفلورامين والفينترمين قد أسقطَ تمامًا في الطبعة الحديثة من أسرار الطب النفسي، وظهرَ بدلاً منه الكلامُ عن السيبيوترامين والأورليستات (الذي سنعود إليه عند الحديث عن المُفَـرِّغات العقارية)، ومع أن السيبيوترامين لا يبدو متمتعًا بالكثير من الأمان إلا أن الحديثَ عن استخدامهِ على المدى الطويل هو الرأي السائد حتى الآن، كما أن هناكَ اتجاهًا إلى قصر استخدام عقَّاقير تثبيط الشهية على فئةٍ معينةٍ من فئات البدانة وهم الذين يبلغُ منسب كتلة الجسد لديهم أكثر من30 أو أكثر من 27 مع وجود مضاعفات جسدية متعلقة بالبدانة،

    أي أن هناكَ اتجاهًا لمنع استخدام هذه العقَّاقير في إنقاص الوزن لأسبابٍ جماليةٍ تتعلقُ بصورة الجسد، وهذا بالطبع تطورٌ جيدٌ وإن كانَ ضبط مثل هذه القواعد غيرُ ممكنٍ في معظم بلدان العالم النامي ومنها الدول العربية والإسلامية،

    فما يحدثُ ونلمسه يوميا تقريبا هو أن نسمع عن من تستخدم مثبطات الشهية الدوائية لكي تحفظ وزنها ليبقى جسدها على المقاس، أي أنه يستخدم كوقاية لجسدها الشاب الجميل، ومن المؤسفِ أنه لا يصح استخدامه أثناء الحمل كما كانت تقول إحدى المريضات.

    *ومن الملاحظات المهمة فيما يتعلقُ بعقَّاقير تثبيط الشهية أن الاستجابةَ لها ليستْ مؤكدةً في كل الحالات، فهناكَ من لا يستجيبونَ رغم انتظامهم على العقار، كما أن هناكَ من الدراسات ما يشيرُ إلى أن الشخصَ الذي لا يستجيبُ بفقد 2 كيلوجرام من وزنه بعد أربعة أسابيعَ من العلاج عادةً ما لا يستجيبُ بعد ذلك أيضًا، حتى ولو زُوِّدت الجرعة التي يتناولها(Weintraub et al.,1992)، وهذه الملاحظات مهمةٌ في تحديد من يستمرُّ على العلاج ومن لا يستمرُّ لأن عدم وجود فائدةٍ للعقار بعد استخدامه لفترة شهرٍ يعني وجوب إيقافه، وهذا بالطبع ما لا يمكنُ ضبطه في بلاد (هي معظمُ بلدان العالم الثالث على أقل تقدير) تباع فيها أدوية تثبيط الشهية كما يباع أي شيء، مع فارقٍ وحيدٍ هو أن بائعها صيدلي

    كلمات مفتاحية  :
    عقاقير تثبيط الشهية

    تعليقات الزوار ()