بتـــــاريخ : 2/28/2009 4:04:03 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1454 0


    هذا قدري و ذاك قدرها !

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : عين التسنيم | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :

    هذا قدري و ذاك قدرها



    قابلتها بالصدفة في أحد قاعات كليتنا ( كلية اللغات ) ، دار الحديث بيننا عفويا جداااا . كنت أصلي في أحد القاعات الخالية و كانت هي جالسة تدرس بالقرب مني . و عندما انتهيت من الصلاة اتجهت نحو الباب لأخرج ، نظرت إليها ، و ألقيت تحية الإسلام ، و هممت بالخروج ، و إذا بها تسألني : " في أي قسم أنت ؟" فأخبرتها ثم سألتها بدوري في أي قسم أنت ، فأخبرتني . و كان أن جرنا الحديث ، فأخذت تحدثني عن قصة دخولها لكلية اللغات و أنها لم تكن راغبة في ذلك . فبعد أن أدت امتحان الثانوي كان حلمها أن يكون مجموعها عاليا ليؤهلها لدخول كلية الصيدلة ، و لكن عند ظهور النتيجة خاب أملها . و مع ذلك لم تيأس ، و تقدمت لامتحان الثانوي في ليبيا ، و للمرة الثانية على التوالي خاب أملها . و قررت في النهاية أن تستسلم لقدرها و تدخل كلية اللغات التي كرهتها كرها شديدا . و قالت لي إنها كانت راغبة في إعادة المرحلة الثانوية مرة أخرى لرغبتها
    ( المستميتة ) لدخول كلية الصيدلة .

    في الواقع ، أدهشتني قصتها كثيرا ، ذلك أن ما حدث معي أنا و أختي كان العكس تماما . فقد حصلنا على درجة عالية في القسم العلمي و خاصة أختي في السنة الأولى و مع ذلك حولنا إلى القسم الأدبي في السنة الثانية لرغبتنا في دخول كلية اللغات و عدم رغبتنا دخول كلية الطب كما أراد أبي ( سبحان الله كان لدينا و خاصة أختي المجموع الذي يؤهلنا للصيدلة و لم نرغب في دخولها و هي ترغب في دخول الصيدلة و مجموعها لا يؤهلها سبحان الله (أنت تريد و انا أريد و الله يفعل مايريد ) ) . و لأكون صادقة معها أخبرتها بقصتنا فاندهشت كثيييييييييييييرا و قالت لي :
    " سبحاااااااااااان الله ................و الله أنا كنت في منتهى الحزن و الأسى ، و كنت كارهة لهذه الكلية قبل أن أحادثك . و هذا أول يوم لي فيها ، فقد أجبرت نفسي على المجيئ حتى لا أتأخر في الدراسة . و لكن بعد التحدث معك تغيرت نظرتي للأمور ، ففي البداية كنت أظن أنه ابتلاء و أن حظي العاثر قادني لأبغض كلية إلى قلبي ، و لكني الآن على يقين بأن هذا هو قدرى و الأفضل لي " .

    " و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و انتم لا تعلمون " . فعلا و الله و الله يعلم و انتم لا تعلمون .

    في نهاية حديثنا الودي هذا شكرتني كثيرا و دعت لي ، بدوري شكرتها و دعوت الله أن يوفقها ، فقد علمتني هي كذلك درسا في غاية الأهمية يهمله الكثيرون عند تحقيق أهدافهم و هو :
    أن تبذل كل ما تستطيعه لتحقيق هدفك ثم تفوض أمرك إلى الله راضيا و إن لم تكن ( في الوقت الحالي ) سعيدا بقضائه ، فغدا تعلم أن قضاء الله و قدره كان في صالحك فالله يعلم و أنتم لا تعلمون . و في النهاية أدركت و أدركت هي أن هذا كان قدري و ذاك كان قدرها .

    و في الختام أتمنى لكم من كل قلبي حظا موفقا في الدنيا و ألآخرة ، و تذكروا قول الله تعالى : " إن الله لا يضيع أجر المحسنين " ، فاحسنوا إخواني و أخواتي في الله و تذكروا أن الله لا يضيع أجر المحسنين مهما بدا لكم ذلك أو مهما دلت دلائل على ذلك من ( درجات و مراتب و مكانات )

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()