بتـــــاريخ : 2/21/2009 3:59:09 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1171 0


    الدعوة المؤثرة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جمال ماضى | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :
    الدعوة المؤثرة

    تقديم
    الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله---و بعد،
    لاشك ان الدعوة الى الله، أصبحت اليوم فناً وعلماً تتلقاه الأجيال، ففي كل يوم يعلم الله الانسان مالم يعلم، وتزداد وسائل الاعلام المختلفة، وتتدخل الآلة والجهاز في نقل الدعوة الى الناس، ولما كانت الدعوة مستقرها الأفئدة والأنفس، فقد ارتبط الصورة مباشرة بالنفس ارتباطاً وثيقاً فأصبح لها تأثيرها الواضح المبرمج، وجذبها المرسوم المخطط، وأصبح للاقناع ثم تحوله الى عمل وسلوك.. علم محدد، وخطوات واضحة.
    وان كان هذا الأمر اليوم يدرس فيدول العالم، في برامج لاكتساب مهارة الاتصال، للوزراء ووكلاء ورجال الأعمال وغيرهم، وذلك نظرا ًللتكاليف الباهظة للمشترك الواحد، وقد أعدت له خصيصاً المعاهد والمدارس المتخصصة، واستقدم لها الخبراء والمستشارون والعلماء.. وان كان ذلك كله يتم بعيداً عن اتصالها بالدعوة الى الله، أوضح المعالم في تكامل وشمول، يواصل العلم الحديث بتجاربه ودراساته أيصل اليها والى حقيقتها، فالقرآن الكريم والسنة النبوية والاتباع الصالح لعلماء الأمة ومصلحيها، أصبحت للمسلم نبراساً ونوراً في ممارساته وتطبيقاته المؤثرة.

    الجزء الأول
    الدعوة المؤثرة
    *وسائل التأثير في القرآن الكريم
    *التاثير في الدعوة الفردية
    *اصول التاثير في الدعوة الفردية
    وسائل التاثير في القرآن الكريم
    وقد اعتمد القرآن الكريم على أساليب تاثيرية، حوت بين ثناياها طرقاً ووسائل عدة، يمكننا ان نلخصها في أربعة أساليب:
    أولاً: اسلوب اثارة الدافع:
    عن طريق :
    1- القصة: لأنها تحقق التاثيرات التالية :
    - التاثير النفسي و العاطفي للاحداث.
    - التاثير بالدرس في ثنايا القصة.
    - اثارة التشويق والآنتباه.
    - التاثير في السلوك العملي.
    والمثال على ذلك :قصة يوسف عليه السلام.
    2- الأحداث: وتحقق التأثراي التالية :
    - تهز الوجدان.
    - تحت تأثير الحدث يكون الذهن أكثر استعدادا لتعلم العبرة.
    ومثال على ذلك ما حدث يوم حنين... (( ويوم حنين اذا أعجبتكم كثرتكم فلنم تغن عنكم شيئا و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين )).

    ثانياً : أسلوب اثارة الانفعال و الذهن :
    عن طريق :
    التكرار : و يحقق ذلك التاثيرات التالية :
    1- تثبيت هذه الافكار وبالتالي يمكن تعلمها.
    2- التاثير في اتجاهات الناس لطرح فكرة ما مثل ما يحدث في الترويج لسلغة ما.
    المثال : تثبيت العقيدة في نفوس النلس بالتكرار :
    - (أاله مع الله ) خمس مرات في سورة النحل.
    - (يا قوم اعبدوا الله ) أربع مرات في سورة هود.

    ثالثاً : أسلوب اثارة النفس: عن طري :
    1- ضرب الأمثلة و التشبيهات الفنية:
    مثال:
    (من أشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق).
    2- نزول القرآن على فترات وعلى مواقف:
    مثال :
    (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا)
    رابعاً: أسلوب التدرج في تعديل السلوك:
    قد تستقر بعض العادات السيئة في السلوك ويصعب تغيرها ويتطلب التغير من الفرد ثلاثة أمور: ارادة قوية وجهد كبير وتدريب طويل.
    ولما كانت هذه الأمور لا يطيقها كل فرد فكان من أنجح الطرق للتخلص منها التدرج في التعديل السلوك.
    و هذا ما سلكه القرآن الكريم أمام ما استقر من عادات سيئة في سلوك العرب قبل الاسلام حيث لم يكن من السهل في المرحلة الأولى من الدعوة أن يطلب من المسلمين التخلى عن بعض عاداتهم السيئة.

    التأثير في الدعوة الفردية
    أ‌- المؤثر في الآخرين
    تعريف المؤثر: هو الذى يتفاعل مع الآخرين ويقوم ذلك على مراحل الثلاث:
    1- التأثير في الناس.
    2- توجيه سلوكهم.
    3- بلوغ هدف الجماعة.
    واذا كان التاثير في نفوس الآخرين هو المرحلة التأسيسية التى يقوم عليها السلوك ويتنامى لتحقيق الأهداف المنشودة فان أخطر ما يقوم به المؤثر توجيه الآخرين والتوجيه الصحيح له غرضان أساسيان:
    أولاً: المساعدة : ويعنى بها مساعدة الفرد على تفهم حقيقة امكاناته.
    ثانياً: المعاونة: ويعنى بها معاونة الشخص على تفهم حقيقة امكاناته والاعتماد على نفسه في الوصول الى قرارات حاسمة.

    ب- تنمية السلوك التأثيرى لدى الأفراد
    1- تنمية صفات التأثير: المبادأة، الابتكار، المثابرة، الطموح.
    2- تنمية التفاعل الاجتماعى.
    - الاجابية في المشاركة الاجتماعية مع الآخرين.
    - الذكاء وفن الدعوة و الممارسة الابداعية.
    - استجاباته الانفعالية أكثر حرارة.
    3- تنمية العلاقاة العامة :
    - التوجيه يسرى في دمه دون تكليف و بعيداً عن العمل.
    - الفكاهة و التبسم و التفاؤل و التشجيع.


    أصول التاثير في الدعوة الفردية
    وهى ثلاثة : أولاً00 المؤثر
    1- صاحب عقيدة :
    لابد أن يكون المؤثر متأكداً من أن نيته لله عز وجل، وليس المقصود اظهار براعة أو ثقافة على الآخرين، أو حوز اعجاب وثناء كل ذلك يحبط عمل عند الله تعالى، ويفسد أمره لدى الناس.
    2- صاحب فكرة:
    وخلاصة ذلك: أن يتحمس لدعوته وبشدة لتوصلها من رأسه وقلبه الى قلب ورأس المدعو، وذلك بأن يكون مقتنعاً بها، وفي عبارة وجيزة صاحب الفكرة يتحقق فيه قول القائل: (ما رأيت ظاهرة أشبه بباطن منه، ولا باطناً أشبه بظاهر منه).
    3- صاحب علم :
    هل تريد لنفسك الاحراج ؟ ولفكرك الاساءة ؟ اذن كن على حذر! انهما يتحققان حينما لا تعد مادتك، ولا تحيط علماً بموضوعك.
    والبصيرة في القرآن الكريم، هي القول عن علم والتاثير بدراسة الموضوع :
    (( قل هذه سبيلي أدعو الى الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )).
    ثانياً: المؤثر فيه:
    1- هو انسان و الانسان يكره أن يلوم نفسه أو يلام، لأن ذلك يضعه في موقف الدفاع عن نفسه وكبريائه وعزته
    2- يذكر لك الناس تأثيرك فيهم دخرونه لسنوات حتى بعد أن تنساها أنت، ولذلك يجب مراعاة التالي:
    - المكان المناسب، الزمان المناسب، الحال المناسب.
    ثالثاً : طرق التأثير : و تعتمد على أصلين :
    الأصل الأول : أن تخاطب الانسان فيما يحبه و يرغب فيه وأن تدله على طريقة الحصول عليه.
    الأصل الثانى : أن تجعل فيه رغبة قوية جامحة في أن يفعل ما تريده له.


    مراحل التأثير في الدعوة الفردية
    • مرحلة الاثارة
    • مرحلة الجذب الى الداعي
    • مرحلة الجذب الى الفكرة
    المرحلة الأولى
    الاثارة
    وهى تقوم على عدة قواعد :
    القاعدة الاولى
    (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)
    و يعنى بها الاهتمام بالناس لكسب حبهم لك ، فلكى تكون هاماً كن مهتماً ، وهى من الصفات التنفيذية للفرد المسلم ، بأن يكون نافعاً لغيره.
    ومن آثار ذلك أن تأثر الناس، و تثير فيهم العاطفة نحوك، وهكذا كان الرسول (ص)، حتى بلغ قول الرجل :
    فلقد كان و ما في الأرض أحد يتنفس أبغض الا منه، فما برح حتى كان أحب الا من ولدى ووالدى ومن الناس جميعاً ، وذلك لأنه سمع النبى في السوق يقول :
    (( رحم الله أمراً ، سهل البيع ، سهل الشراء ، سهل الأخذ ، سهل العطاء ، سهل القضاء ، سهل التقاضى ))

    القاعدة الثانية
    ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )
    ان تعبيرات الوجه تتكلم بصوت أعمق من صوت اللسان ، و كأن بها تقول عن صاحبها : (انى سعيدٌ برؤيتك).
    و يعنى بها الابتسامة الحقيقية التى من أعماق نفسك ،وهى الحركة التى تتم في داخل النفس ، فينشرح لها الصدر ،و تنفرج القسمات ، فتلقى الآخرين ،بوجه طليق ، ومن آثارها انها تعمل عمل السحر.
    و الرسول (ص)حينما دعا الى الابتسامة ، كان خير قدوة للمسلمين ، فكم من الأصحاب رضوان الله عليهم جذبهم الى الاسلام تبسم النبى (ص).

    القاعدة الثالثة
    ( أن تناديه بأحب الأسماء اليه )
    وهى من أهم وسائل الاثارة التى لا تنسى : حفظ الأسماء و تذكر الأشخاص ، و مناداته بأحب الأسماء اليه ، ولعل عمرو بن عبسة لم ينس ذلك حينما جاء الى مكة فاسلم فقال له النبى (ص) : انك لاتستطيع ذلك يومك هذا ، ولكن ارجع الى أهلك ،فاذا سمعت بى ظهرت فالحق بى 00 ثم عندما هاجر الرسول الى المدينة ، يقول عمرو : قدمت عليه فقلت : يا رسول الله00اتعرفنى ؟ ، قال :نعم ، ألست أنت الذى أتيتنى بمكة؟ قال : قلت بلى.


    القاعدة الرابعة
    ( فليقل خيراً أو ليصمت )
    ويعنى بها الآستماع الحسن و الكلام القليل ، فالمتحدث البارع مستمع بارع ،فكن حسن الاستماع ولا تقاطع من تحدثه ، بل استمع اليه كما تحب ان يستمع اليك.
    ولكم تاثر زعيم قريش أبو الوليد عتبة بن ربيعة حين عرض على النبى هزله الكثير ، وظل النبى مستمعاً حتى سكت أبو الوليد ، فقال النبى (ص) : فرغت ؟! قال : نعم.
    فتلى رسول الله (ص) أول سورة فصلت ، الى ان أبلغ :(فان أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد و ثمود ). فقال عتبة : حسبك ، ما عندك غير هذا ، قال : لا.

    القاعدة الخامسة
    ( أحب لأخيك ماتحبه لنفسك )
    احترم الأطراف الأخرى و امنحها حقها من التقدير و التوقير و اجعله يشعر دائماً بأهميته ، ومن باب أحب لأخيك ما تحب لنفسك ، دعنا نمكنح الآخرين ما نحب أن نمنحه :
    * نحفظ له حرمة منزلته :
    ونحن مأمورون أن ننزل الناس منازلهم ، بعيداً عن الملق الرخيص ، أو النفاق المرذول ، أو الكذب في اضفاء صفات لا يستحقها المخاطب.
    * نختار الألفاظ المفضلة :
    نجامله بالحق وهذا كله لا يتنافى مع عزة المؤمن 0 مثل:(هل تسمح لى )( بم تأمرنى )
    * نثنى على ما فيه من جوانب اجابية :
    و نتحين أى شيئ ايجابي و نمدحه فيه تقديراً و اكباراً، فان كان فعله المحمود يمثل 1%، نمدحه و نثنى عليه لهذا الفعل المحمود ، وقد يكون فى أناقته لملبسه ، أو ترتيبه للمكان ، أو خطه الجميل 000 وغير ذلك بكثير.


    المرحلة الثانية
    جذب الشخص الى الداعى

    القاعدة الأولى
    ( ابدأ بالثناء والتقدير )
    ما أعضمها من بداية ، وما أسحره من أثر ، وما أدومه من تأثير ، لكم انتفع الاسلام بعمر بن الخطاب و خالد بن الوليد رضى الله عنهما من تأثير هذه القاعدة :
    عن عبالله بن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله (ص) : اللهم أالاسلام بعمر بن الخطاب أو بأبى جهل بن هشام. فجعل الله دعوة رسول الله لعمر بن الخطاب ، فبنى عليه الاسلام و هدم به الأوثان.

    القاعدة الثانية
    ( قل: ما بال أقوام يقولون )
    ان أخطأ أحد فالمعالجة لها فن مؤثر، استعمله النبى (ص) ، عن أبى داود عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان النبى (ص) اذا بلغه عن رجل شئ لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا و كذا.


    القاعدة الثالثة
    ( ابدأ بنفسك أولاً )
    تذكر أخطاءك ، ثم وجه النقد أو النصيحة ، هنالك يحلو نقدك و تصبح نصيحتك محبوبة.



    القاعدة الرابعة
    ( لاتصدر أمراً صريحاً )
    ما أشق الأمر على النفس ، وما أصعب موقف الآمر !! ولكن هل لك في طاعة بحب و قبول للأمر ؟!
    لا تصدر أمراً صريجاً، مثل : ( افعل ، لاتفعل ، ممنوع )
    ولكن اجعل أمرك في صورة اقتراح مهذب ، بعد أن تعرف رسول الله (ص)على بعض من أهل اليمن ، قال لهم : فهل لكم الى خير !قالوا :وما هو ؟ قال: تشهدون أن لا اله الا الله ، وتقيمون الصلاة ، و تؤمنون بما جاء من عند الله.



    ( القاعدة الخامسة )
    احفظ ماء الوجه
    احفظ ماء الوجه في هذه المواقف :
    -لا تنتقد احداً امام غيره ، بل بكلام مهذب تخفف به من الوطأة.
    - إذا اردت التوفيق بين اثنين ، ابحث عن وجهة نظزهما المتفقة ، ولا تجعل أحدهما في جانب الصواب و الآخر بالعكس.


    القاعدة السادسة
    ( التشجيع )
    يقول علماء التأثير :
    • في الناس مواهب وكنوز ، لو شجعناهم لإدراكها لذهبنا بهم الى ابعد من مجرد تحسينها.
    • قد يغير التشجيع و التقدير ، مجرى حياة الكثيرين ولو لأقل إجادة ، مثل الإشادة بالموهبة أو أقل أمتداح


    القاعدة السابعة
    ( سهل له العمل )
    نعم سهل له العمل الذى ينجزه و اجعله يحبه ، فكم غيرت هذه الكلمات افراداً كثيرين :
    - ان لك استعداداً طيباً
    - انك عبقرى في فهم و مزاولة هذا العمل


    المرحلة الثالثة
    الجذب الى الفكرة

    القاعدة الأولى
    (لا تجادل )
    طريقة واحدة لكى تكسب جدالاً هى ان تتجنبه ، وتذكر انك اذا ارغمت احداً على ان يعتقد ما ليس يعتقد فإنه لا يزال على اعتقاد الأول ، مهما حاولت من وسائل الإرغام ،( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي).
    و صدق رسول الله (ص) :ان المراء لا يأتى بخير.


    القاعدة الثانية
    ( الشجاعة عند الخطأ )
    ان الإنسان بشر يخطئ و يصيب ، ولم يعصم الله سبحانه من الناس الا أنبياءه ورسله ، روى أنس رضى الله عنه أن رسول الله (ص) قال : ( كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون )
    وهنا لاتقل له انك مخطئ ! فكسب القلوب أولى من كسب المواقف 0
    وإبدا معه بالفاظ لها سحر مثل : ( قد أكون مخطئاً ) ( دعنا نختبر الحقائق )
    و ابتعد عن عبارات قاتلة مثل :
    ( سأعلمك ) ( سأثبت لك هذا .



    القاعدة الخامسة
    (سهام الى القلوب )
    بالرفق واللين و الحلم تملك قلوب الرجال، و دع الغضب والعنف والشدة، فإنها مدمرات ، وأنت صياد ماهر ، و كما قيل ، نقطة عسل تصيد الدباب 0 كذلك الأمر في اصطياد الرجال ، أفهمه أنك صديقه المخلص الحريص عليه ، وكن كذلك ، تلك هى الطريق الوحيد الى قلب الرجل.


    القاعدة الرابعة
    (عش في هدوء ( نعم ) )
    دع الرجل يظل يقول : نعم ، في مبدأ الأمر بمعلومات يشعر فيها بمصلحته ، وبذلك ينسى الخلاف و تحقق هدفك المنشود من جذبه الى الفكرة.
    ولكن كيف تدعه يقول : نعم؟
    1- ابدأ فيما تفقتم عليه وادأب على تأكيدها
    2- أفهمها أنكما تسعيان لهدف واحد مع اختلاف الوسيلة
    3- اسأله أسئلة تحصل بها الإجابة ب ( نعم )0


    القاعدة الخامسة
    (اجعله يشعر ان الفكرة فكرته )
    دعه يدير الحديث ، اطلب منه عرض النماذج و الشرح عنك أحياناً ، بل اجعله يتولى الردود عنك احياناً أخرى و انظر 00 كيف ستكون النتيجة المذهلة ؟
    فإن كسب الناس أولى من كسب الجولات ، هنالك يشعر أن الفكرة فكرته.


    القاعدة السادسة
    (عليك بالتى هى احسن )
    انفرد القرآن الكريم بهذا التعبير القرآنى (التى هى أحسن )، وقد استعمله القرآن في بيان الدعوة ولب المجادلة بالفكرة ، فإنها وسيلة لا حدود لها ولا نهاية تنتهى بها ، لأنك كلما بحثت عن الأحسن منه ، يقول الله تعالى : ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن). وفي معناها أنها تحقق أمرين : الأول : التى هى أحسن أى الحال التى هىأحسن من اللين و الرفق.
    الثانى : التى هى أحسن أى الكلمات والبراهين و التعبيرات التى هى أحسن شئ وأدله على المقصود وأوصله الى المطلوب.


    القاعدة السابعة
    (اضرب على وتر حساس )

    في داخل كل منا دوافع نبيلة ، إذا استطاع الداعية أن يتوسل اليها ، ملكنا بقوة ، و جذبنا الى فكرته.
    أخرج الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضى الله عنه ، أن النبى دخل على رجل من بنى النجار يعوده ، فقال له : (( يا خال ، فقال : لا إله إلا الله ، قال : خال أنا أو عم ؟ فقال النبى (ص) : لا بل خال ، فقال :قل: لا إله إلا الله ، قال : نعم 000 فأسلم.


    الدعوة المؤثرة
    الجزء الثانى

    وسائل التأثير في الدعوة العامة
    أولاً: (الحديث المؤثر)
    1- إعداد الحديث المؤثر
    2- فن الإلقاء
    3- الموضوع المؤثر
    4- سمات الحديث المؤثر


    أولاً : الحديث المؤثر
    تمهيد :
    إن الحديث المؤثر يعمل عمل السحر في التأثير على الأذهان ، و الإقناع الذى يتحول الى سلوك و تطبيق ، ولكن هل هو متاح لجميع الأشخاص ؟...
    إن هناك عناصر أساسية يرتكز عليها الحديث المؤثر ، وهى عناصر مشتركة ما بين المتحدث و الحديث ، جمعها أهل الخبرة بهذا الميدان في أربعة عناصر :
    - المثابرة .
    - التصميم على النجاح .
    - الثقة .
    - الإرادة .


    1- إعداد الحديث المؤثر
    يقوم الحديث المؤثر على أصلين :
    الأصل الأول : فهم الإعداد
    1- الإعداد :
    ليس الإعداد بإلقاء افكار محفوظة او مقروءة او منقولة ، فإن ذلك يجعل المستمع لا يتحمس لصاحبها . إنما الإعداد هو افكارك انت ، ورأيك انت بما يتفق معك كصاحب رسالة تؤثر في المستمع .
    وبذلك فالإعداد معناه : التفكر و التأمل و اختيار الأفكار ، ثم صقلها و وضعها في قالب خاص بك .
    2-وسائل اكتساب القدرة على الإعداد :
    أ- أن تدرك الشئ على حقيقته :
    سواء كان على المستوى الطبيعى : الذى نراه بحواسنا و نلمسه للأشياء الخارجية
    أو على المستوى العصبى : مثل المؤثرات من الحواس الى مراكز المخ ،
    أو على المستوى النفسى : و هو يعتبر من أخطر هذه المستويات ، لأنه عند هذا المستوى يتحول الأحساس الى معانى يمنحها العقل ، و النجاح فيه مرهون بالتغلب على عقباته .
    ب- وضوح الفكرة و المعلومة في الذهن :
    لا يكفي فهم الفكرة فقط ، بل لابد من وضوحها ، ليتم تمييزها عن المتشابه معها .
    ج- الموقف النقدى عن كل ما يقرأ :
    د- التلاحم بين العلم والعمل :
    بمعنى الإمتزاج بينهما، بين النظرية والواقع، بين المدارسة و الممارسة ، فالذى يلتزم بالنظرية فقط ، عمله كعمل العنكبوت ، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت .

    الأصل الثانى : كيف تعد مادتك ؟
    1- طريقة الإعداد :
    - حدد الموضوع ، ثم فكر فيه سبعة أيام ، واحلم به سبع ليال .
    - دراسة أحوال المستمعين ، وأن تفكر في مطالبهم و رغباتهم ، فبذلك تكسب نصف المعركة .
    - العامل الأساسى في الإعداد : أن تجمع أكبر معلومات في موضوعك ، أوفر مما تحتاج ، لتمنحك ثقة إضافية .
    2- أهم قواعد الإعداد :
    أ‌- عند الإعداد :
    - حفظ الكلمة مع فهم معناخا .
    - التكرار الموزع على فترات متقاربة .
    - الحالة النفسية الطبيعية للداعية .
    - الجلسة الصحيحة و الهيئة المناسبة .
    ب‌- قبل الإلقاء :
    - لا تقرأ و لاتحاول حفظ الحديث كلمة كلمة .
    - جمع الأفكار الأساسية في عقلك بوضوح .
    - اكتب بعض الملاحظات و اطلع على بعض الوثائق .


    ثانياً : فن الإلقاء
    1- إلقاء الحديث :
    و أفضل الإلقاء هو التجدث في حالة طبيعية ، و عليه فتعلم فن الإلقاء لا يعنى إثقال العاتق بالجديد ، وإنما إزاحة العوائق من أمام الدعاة ليصبحوا قادرين على التحدث في حالة طبيعية ... و الخلاصة ، كما يقول أهل الإلقاء : ضع قلبك في أحاديثك .. ولا يمنعك ذلك من الإستعانة ببعض المقترحات مثل : قواعد فن الإلقاء .
    2- قواعد فن الإلقاء :
    أ- براز الكلمات المهمة و جعل غير المهمة ثاوية :
    ب- لا تجعل الصوت على وتيرة واحدة :
    ج- غير من سرعة حديثك :
    د- توقف قبل و بعد كل فكرة مهمة :
    قيل : إن في صمتك حديثا ، ولذلك فاستخدام الصمت بحكمة ، أثناء الحديث كالذهب .


    ثالثاً : الموضوع المؤثر

    1- بداية الحديث
    أ- احذر البداية بالتالى :
    1- البدء بالقصص الهزلية.
    2- لا تبدأ الحديث بالإعتذار.
    ب‌- قواعد البداية المؤثرة :
    و إثارة الإنتباه له عدة من تجارب العاملين به ...
    - إثارة حب الإستطلاع.
    - رواية قصة.
    - التصوير الواضح.
    - أستخدام العرض.
    - وجه سؤالاً.
    - ابدأ باقتباس مثير من مشهور.
    - ابدأ بالحقائق المثيرة.

    2- نهاية الموضوع
    أ‌- احذر هذه النهايات : مثل هذه الأوقوال
    - ( هذا كل ما أستطيع أن اقوله في هذا الشأن )
    - ( أترك المجال فهذا ما عندى )
    ب‌- قواعد النهاية المؤثرة :
    1- التلخيص والتركيز: في حديث قصير وقد لايتجاوز ثلاث دقائق أو خمساً، لخص عناصر موضوعك ، بحيث تترك السامعين في النهاية .
    2- الدعوة الى عمل شئ ما: ينصحك أهل الخبرة بألا تغفل في حديثك الثمار التى تعود على المستمعين في الدنيا و الآخرة مما يكون دافعاًللهمم و حافزا ًللعمل ، و كذلك لا تغفل إحياء المشاعر القلبية ، مثل : مراقبة الله للأعمال وإرادة الإنسلن في العلاج .
    3- تقديم الشكر للمستمعين : بحيث تتركهم مسرورين متفائل ، وهى نهاية رائعة .
    4- اتركهم مسرورين ضاحكين: من انهيات الرائعة أن تترك مستمعيك ضاحكين ، قبل أن تقول لهم وداعاً .
    5- اختم بألقرآن الكريم: و ذلك لما للآيات من تأثير في السامعين ، وخير نهاية يظل أثرها في النفس طويلاً.

    رابعاً :سمات الحديث المؤثر
    أ‌- أن يكون واضحاً
    معنى الوضوح :
    أن تعرف هدفك ، و لتختره بتعقل قبل أن تشرع في إعداد حديثك ، و لتعرف كيف تصل اليه ، وكما قيل : إن من أسبا ب الجوهرية لنجاح المتحدث : ( المعرفة ثم الإعداد ثم الوضوح ) ... عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان كلام رسول اللع (ص) كلاماً فصلاً يفهمه كل من يسمعه .
    و لزيدة الإيضاح في حديثك ، باستخدام الوسائل التالية :
    1- استخدام المقارنات :
    إذا اردت على سبيل المثال ، توضيح حجم الذرة :
    لماذا لاتقول : إنها الذرات الموجودة في قرة الماء و تعادل أوراق الحشائش الموجودة في كل بقاع العالم .. ولذلك فبدلاًمن التحدث بمصطلحات الأطوال و الأميال ، من الأوضح استعمال المقارنات ، ونحب أن نشير الى أن رسول الله (ص) ، استعمل هذا الأسلوب في إضاح الفكرة كثيراً.
    2- تجنب المصطلحات الفنية :
    هناك نصيحة تقول : في إلقاء حديثك اختر أقل المستمعين ذكاء ، ولأمر ما كره رسول الله الثرثارين المتفيقهين ، والذين يخاطبون الناس بما لا يفهمون ، بل أن الأمر قد بلغ مع رسول الله أن يدخل في كلامه ألفاظاً أجنبية و يعدل على لهجته الأصصلية ليخاطب وفود القبابل بما يفهمون من لهجاتهم ، فهل نعيبر ؟!!.. فإن الواجب علينا أن نتجنب في حديثنا ما لا يفهمه الناس .
    3- استخدام حاسة البصر :
    الرؤية خير من السماع ، ولذلك لماذا لا تستخدم الصور و الرسو البيانية ، فهما أكثر إقناعا من الكلمات ، وما أروع في التأثير استخدام رسوم المضحكة التى تعبر عن الأفكار ، وتجعل الناس في مرح ، ومن أجهزة هذا الباب استخدام جهاز عرض الشفافيات ، و الشرائح الملونة و الفيديو و السينما ، لأنها تسترعى الإنتباه ، وتثير الاهتمام ، وغالباً ماتجعل القصد واضحاً طريقة مضاعفة .

    ب- أن يكون مقنعاً
    1- كرر أفكارك الرئيسية في كلمات مختلفة :
    إن تركيز الفكرة في الذهن ، قبل الإنتقال الى الفكرة الجديدة ، أمر مهم جداً في الإقناع ، وقد تكون الفكرة واضحة لك ، ولكن ليس هذا دليلاً على انها واضحة في اذهان الآخرين ، ولذلك فعليك بتكرار الأفكار
    و اعادتها ولكن في ألفاظ اخرى وجديدة ، هنالك لايدرك المستمعون أنه اعادة لهم .
    2- ضرب الأمثال :
    استعمال المثل وسيلة اخرى من وسائل الإقناع المؤثرة وهى تعطى للمستمع فكرة واضحة وحية لمراد المتحدث ، ولكن لابد أن تكون الأمثال : واقعية ومحددة و موضوعية .

    ج- أن يكون قصيراً
    في تذكرة السامع و المتكلم نصيحة غالية :
    (( لا يطيل الدرس تطويلاً يممل ، ولا يقصره تقصيراً يخل ، يراعى في ذلك مصلحة الحاضرين ))
    عن أبى اليقظان عمار بن ياسر رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله (ص) يقول : (( إن طول صلاة الرجل ، وقصر خطبته ، مئنة من فقهه ، فأطيلوا الصلاة ، و أقصروا الخطبة )) . ( رواه مسلم )



    ثانياً : المتحدث المؤثر

    أ- الذاكرة المؤثرة
    1- تحسين الذاكرة :
    وقالبعض العلماء : (( 5 دقائق من التركيز العقلى تأتى بنتائج أعضم من التفكير الذاهل الموزع لمدة أيام عديدة ))
    2- وسائل التذكر :
    1- الإنفعال :
    انفعل انفعالاً قوياً بالشئ الذى تريده أن تتذكر ، ولكى تصل الى ذلك يجب أن :
    - تركز لأن التركيز سر القوة في الذاكرة .
    - تتذكر بحاستين وليس بحاسة واحدة .
    2- التكرار :
    ترجع أهمية هذه الوسيلة الى عاملين :
    الأول : عقلنا الباطن يكون مشغولاً بين فترتى التكرار بتكوين ترابطات أكثر ضماناً .
    الثانى : العقل حين يقوم بعمله على فترات ، لا يرهقه التعب المتواصل ، فبع 15 دقيقة يفقد العقل نشاطه .
    3- الترابط :
    معناه ، ربط الشئ ببعض الحقائق الأخرى ، وهو عنصر ضرورى في عملية الإستدعاء أو التذكر .
    مثل : ربط الأسم بشئ معلوم لديك أو صورة غريبة ، وهذا سر التذكر السريع اربط الأسم بالشكل ، ثم تعرف على العمل ، ثم اربط الاسم بالشكل بالعمل .

    ب‌- احذر أمراض الذاكرة
    1- النسيان :
    أ‌- من أين يأتى النسيان ؟
    إننا ننسى خلال الساعات الثمان الأولى ، من المادة الجديدة التى نتعلمها ، أكثر مما ننسى خلال الثلاثين يوماً التالية ، لذلك عليك أن تنظر في مادتك ، وأفكارك لتجدد الذاكرة .
    ب‌- مقاومة النسيان :
    العمل بالمعلومة ونقلها الى التطبيق ، وهو سر أصحاب رسول الله (ص) في حفظ كتاب الله تعالى و السنة .
    - عدم الإنشغال بمعلومات جديدة ، بل راحة ، ثم استرجاع الأفكار .
    - عدم الإعداد عند الإرهاق ، أو الاضطرابات النفسية .
    - التكرار على فترات متقاربة .
    - صفاء الذهن للتفكير ، والابتعاد عن الضوضاء لتحسين عملية استرجاع المعلومة .
    - ترك الذنوب و المعاصى ، لأنها لا تحقق الأسباب السابقة ، وهى وصية الإمام الشافعى الجامعة :

    شكوت الى وكيع سوء حفظى
    فأرشدنى الى ترك المعــاصى
    وقــال إن العلم نـــور
    ونور الله لا يهدى لعــاصى

    2- املل :
    أ‌- من أين يأتى الملل ؟
    - في الأغلب يعود الى اسلوب الإعداد والى ظروفه مثل : الأسلوب الخاطئ في القراءة بدون فهم ،
    و قد تعود السبب الى عدم الرغبة في المادة التى تعد .

    ب‌- علاج الملل :
    يقول أهل الخبرة :
    1- تحديد الهدف مع الصبر و الشجاعة لتحقيقه مهما كانت الظروف .
    2- فهم ما يقرأ أو تغيير المادة وينصح التربويون : بالإنتقال من الأصعب الى الأسهل .
    3- عدم نسيان فترات الراحة ، خاصة بعد الأكل ، حيث يبدأ الإعداد بعده بساعة على الأقل .

    ج- وأخيراً.... النصائح

    أولاً : طريقة ثبيت هذه المعلومة :
    1- الفهم الجيد
    2- المراجعة : باستعراض أهم الأفكار الأساسية .
    3- المناقشة : المناقشة مع نفسك ومع غيرك .
    ثانياً : ماذا تفعل إذا أصاب الناس الملل :
    1- قالوا :
    التوقف السريع ، و الترويح عن الحضور و مراعاة الحديث على فترات متباعدة لقول ابن مسعود رضى الله عنه : (( إن رسول الله (ص) كان يتخولنا بالموعظة ( يتعهدنا ) مخافة السامة علينا )) .
    2- و قال آخرون :
    تغيير المكان يقطع الملل ، وينعش الأحوال وذلك لما أخرجه ابن السمعانى عن مكحول قال : (( كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يحدث الناس ، فإذا رآهم قد تنابوا ( رفعوا اصواتهم ) وملوا أخذ بهم في غراس الشجرة )) .


    ب- الشخصية المؤثرة
    1- تحسين الشخصية :
    ولكن كيف نحسن الشخصية ؟
    1- اذهب الى الحديث وأنت مستريح ، فالمتحدث المتعب ليس له تأثير أو جاذبية .
    2- اختر الوقت المناسب، لإلقاء الحديث، وليكن غذاؤك خفيفاً، مع التقليل من المثلجات إن أمكن، و استرح بدنياً و عقلياً ونفساً.
    - وما اجمع قول امام الدعاة ابن جماعة وهو يلخص التهيئة النفسية و الجسدية شخصية الداعية المؤثرة قائلاً:
    التهيئة النفسية :
    8- ينوى نشر العلم و تعليمه .
    9- ان يقول : بسم الله ، حسبى الله توكلت على الله ، لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ، اللهم ثبت جنانى ، وأدر الحق على لسانى .
    التهيئة الجسدية :
    لا يدرس وقت جوعه أو وقت عطشه أو همه أو نعاسه أو قلقه ، و السؤال الذى دائماً يطرح : لماذا يتجمع الناس حول داعية بعينه ؟
    - ربما يكون السبب أنه أكثر اهتماماً بموضوعه ولذلك حديثه مشوق .. أو أنه يتحدث بحيوية أقوى وايمان اعمق مما يثير الانتباه على الدوام .. أو الحماسة و النشاط والجاذبية ، فالناس يتجمعون حول الداعية النشيط .


    فنون الشخصية المؤثرة
    1- فن الملبس :
    - ولنا في رسول الله (ص) القدوة والمثل ، في استعمال هذا الفن ، حيث كان يرتدى الجديد ، وينوع الألوان ، ويأنق ملبسه ، عن البراء رضى الله عنه قال : (( كان رسول الله (ص) مربوعاً ( لم يكن بالقصير ولا بالطويل وكان الى الطول أقرب ) وقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئاً قط احسن منه )) .
    - ويقول ابو الدرداء رضى الله عنه لسهل بن الحنظلية : كلمة تنفعنا ولا تضرك ، فيقول سهل : سمعت رسول الله (ص) يقول : (( إنكم قادمون على إخوانكم ، فأصلحوا رحالكم ، وأصلحو لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس ، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش )) .
    2- فن الجلوس :
    اجلس بارزاً لجميع الحاضرين ، وقف في مسقط الضوء ، فالناس يذهبون لرؤيتك ، وتعبيرات الوجه أكثر تعبيراً . يقول السلف : (( يجلس بارزاً لجميع الحاضرين ، ويوقر افاضلهم بالعلم والسن والصلاح ، ويتلطف بالباقين ويكرمهم بحسن السلام وطلاقة الوجه ))
    3- فن النظر :
    على الداعية الا يظهر تفضيل البعض على البعض ، في مودة او اعتناء ، وان يكون النظر اليهم جميعاً .
    4- فن الصوت :
    يقول بعض السلف : ((الا يرفع صوته زائداً على قدر الحاجة، ولا يخفضه خفضاً لا يحصل معه كمال الفائدة، والأولى ان لايجاوز صوته مجلسه، ولايقصر عن سماع الحاضرين.. ولا يسرد الكلام سرداً بل يرتله ويرتبه)) .
    5- فن المنصة :
    لاتجعل شيئاً على المنصة حتى لاتشتت انتباه المستمعين، ولذلك من الأفضل استعمال المنصة الفردية ، لمن يتحدث وعدم جلوس المتحدثين معاً امام المستمعين .
    6- فن الحركة :
    التوازن في الحركات والإشارات :
    o قف ثابتاً .
    o اضبط حركات جسمك فان ذلك يساعد على رياضة العقل .
    o انسى يديك تماماً ولتكن حركتها طبيعية .
    o فن التجميع :
    احشد مستمعيك بعضهم الى بعض فلا يمكن التاثير بسهولة على مجموعة متفرقة فالفرد بين الجماعة يضحك ويستحسن وربما يصفق معهم ، اذا كان حديثا مديا مع مجموعة صغيرة لاتقف على منصة وانزل الى نفس مستواهم واجعل حديثك في شكل محادثة .
    7- فن الكلام :
    المتحدث الجيد يستخدم الأعضاء التى تشترك في احداث الصوت ، ومعنى ذلك انه يتنفس بانتظام ، ويحتفظ بالأوتار الصوتية حساسة لينة وهذا يعنى ايضاً استرخاء جميع اجزاء الفم عند الكلام ، وبذلك تخرج الكلمات واضحة ويكون الصوت رخيماً قوياً .


    ثالثاً: وسائل التأثير في الدعوة العامة

    1- أفكارك من الناس
    2- وفيما يتعلق بأنفسهم
    3- كن لبقاً
    4- كن واقعيا
    5- استعن بالتصوير
    6- استعن بالقصة
    7- استعن بالمثل
    8- هئ مستمعيك
    9- القواعد وحدها لاتكفى



    ثالثاً
    وسائل التاثير في الدعوة العامة

    1- استخرج افكازك من الناس:
    انت تحدث الناس، بل اهتمامات الناس، ولذلك فالأفكار لابد ان تكون من الناس وعنهم، فإن قال قائل: إن موضوعات الناس قديمة، قدمها انت باشياء جديدة.
    فالربط بين خواطرك وبين واقع الناس واحوالهم وقضاياهم يجعلك اقرب الى قلوب الناس.
    2- حدث الناس فيما يتعلق بأنفسهم:
    ولقد أجمع السلف محذرين الدعاة الذين لايتقيدون بهذا الأمر، بخطورة الموقف، وقد أوضحوا هذا الأمر للمتحدث، بأن يراعى ما يتعلق بنفس المستمع قائلين: بما هو أهل له، لأن ذلك ربما يوحش الصدر، وينفر القلب، ويورث الوحشة، وكذلك لايلقى اليه مالم يتأهل له، لأن ذلك يبدد ذهنه ويفرق فهمه.
    3- كن لبقاً:
    فإن لم تكن كذالك، يكون حديثك ثقيل الوقع على السامعين، وإن كنت كذالك، أدخلت السرور على قلب متحدثك، فكيف تكون لبقاً ؟
    والإجابة باختصار شديد ألا تحدثه عن الأشياء التى تهمك، ولكن حدثه عن الأشياء التى تهمه ، عن اهتماماته و اعماله ومتاعبه ونجاحه ، ثم ارقب نتيجة ذلك فسترى عجباً .
    4- كن واقعياً :
    وهذه حقيقة جوهرية في اثارة الأهمية... ومثال ذلك:
    أنيحظى الحديث المؤثر بالأمربالمعروف والنهى عن المنكر، والنقد لأخطاء التطبيق في المجتمع بما يحقق الصبغة الربانية في الحديث، من معالجة الواقع وتقويمه، وذلك يكفل للداعية دوام انتباه السامع، لأنه سيكون معه دائم التنفل بين مثالية العلم ولمحات النقد لسير المجتمع، ويتحقق له بذلك اقتناع السامع تلقائيا بسداد ما شرع الله وتلك غاية من غايات الداعية.
    5- استعن بالتصوير الفنى :
    المتحدث الذى تنصت اليه في سهولة هو الذى يستطيع ان يضع الصور امام عينيك ، اما الذى يستخدم الرموز الغامضة فانه يحمل اليامعين على هز رؤسهم دليل قلة اكثراثهم .والمتأمل يجد أن الأمثال والحكم التى تتناقلها الأجيال ما هى الا صوراً مرئية : (( عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة )) .
    وهذا الأمريتضح من قول النبى (ص) في تصوير المسألة : (( لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى ، ليس في وجه مزعة لحم )) أى قطعة لحم .
    6- استعن بالقصة :
    الحديث يلقى قبولا اذا كان مفعما بالقصص الإنسانية ، وينبغى على المتحدث إن يستعرض نقطاً قليلة ، ويصورها بالحالات الحقيقية الملموسة ، وهذه الوسيلة استعملها القرآن الكريم ، استعملها الرسول (ص) في عرض القصص النبوى البليغ ، فكان لهما الأثر الممتد .
    وما اروع ان تكون قصصك من الواقع ، ستدهش حقا لما تراه من سيطرة على الموقف ، وامتاع حديثك .
    7- استعن بضرب الأمثال :
    ضرب المثل ، انما هو تشبيه حالة ما بأقرب الأمثال شبها بها واكثره مماثلة لها ، يلتفت بها المرء من الكلام الجديد الى صورة المثل المأنوس .
    وضرب المثل يحقق التأثيرات التالية :
    - تجديد وتنبيه وتنشيط للسامع والمتكلم .
    - له خلابته ورشاقته في النفس ، التى تظهر في شعوب المستمعين ، بأن سرائرهم تبتسم وتهش .

    * يقول ابن المقفع : (( اذا جعل الكلام مثلا كان اوضح للمنطق وانور للسمع واوسع لشعوب الحديث )) .
    من العبارات التى اصبحت مثلا من القرآن والسنة :
    - كل حزب بما لديهم فرحون .
    - انما الأعمال بالنيات .
    8- هئ مستمعيك :
    بمعنى انشاء نوع من التهيئة ، ليصل المستمع الىنفس حالك من الشعور ، وتتنوع وسائل التهيئة وتختلف باختلاف المتحدث، وليس لها قاعد ثابتة، لأنها ترمى الى انشاء مزج شعورى و ارتباط وجدانى، لكن اقوى هذه الوسائل استعمال الرقائق ، لأنشاء صلات روحية فيكون المستمع معك غالباً على ما تريد ، ولا يكون همك ما ألقيت وانما ما اثرت في المستمع ، وجعلته جندياً في دعوة الله تعالى .
    • من الأمثلة النبوية : حدث سلمان الفارسى رضى الله عنه قال : كنت مع رسول الله (ص) تحت شجرة فأخذ منها غصناً يابساً ، فهزه حتى ورقة فقل : ( يا سليمان : الا تسألنى لم أفعل هذا ؟ ) قلت لم تفعله ؟ قال : ( ان المسلم اذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما تحات هذا الورق ) ، وقرأ :
    (( اقم الصلاة طرفى النهار وزلفاً من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين )) .
    ألا ترى كيف بهذا التمهيد الجميل ، صارت قلوبنا و عقولنا اكثر تقبلا بل اكثر سرا وحيوية ، بما مازجها من انوار الآية وحسن توجيهها ؟!

    9- وأخيراً : القواعد وهدها لا تكفى :
    قد يتبع البعض القواعد السابقة في حديثهم ، ولكنهم لا يهتمون بموضوعهم ولا يتحمسون له ، فكيف ينتقل الاهتمام الى المستمع ؟ ..
    نعم ان اثارة الاهتمام لا تكن باتباع القواعد وحدها ولكن العدوى كما يقولون تنتقل على الفور من المتحدث اولاً ، وذلك يتوقف على حالته ، إن حالة المتحدث السيئة تسرى الى السامعين وإن اتبع كل قواعد التأثير ، فكن على حذر .
    • لقد كان السر في متحدث القرن العشرين : الإمام حسن البنا ، ليس في استعماله لقواعد التأثير فحسب ، بل إنه حينما يتحدث أو يكتب أويألف أو يخطب ، أحسست بأنه ينقلك من محيط ويهدى اليك نفسك ، ويدعوا الى الربانية الشاملة التى تهئ لك حياة صالحة سعيدة ، في حين كان السر في اخفاق غيره من أساطين اللغة ، وملوك الأسلوب، في الخطابة أو التاثير او الصحافة او التأليف، انهم فقدوا الغاية والإحساس ثم الفهم و الايمان ، فتراهم يدهشوك بكثرة اطلاعهم ، وتنوع معارفهم ، وقد يحدثك للتسلية ، او تراهم يتظرفون بالنكت اللبقة ، والفكاهات البارعة ، ليقال انهم مجددون ، يريدون تحقيق المؤانسة والمتعة العاطفية ، ليجتمع حولهم السامعون ، وقد افتقر حديثهم للرسالة ، فضاعت كلماتهم من الوجود ، لأن حالهم كمن كتب ثم محى ، تتأثر بكلامه ثم تبحث عنه لتعمل بأثره فلا ترى لهم وجوداً ، كالسراب ، أو كالدخان يعلو فوق طبقات الجو وهو وضيع .

    كلمات مفتاحية  :
    الدعوة المؤثرة

    تعليقات الزوار ()