كيفية إقناع الناس في طريق الدعوة، كيف يتحتم ذلك، وما هي الأسس السليمة للدعوة إلى الله؟
إقناع الناس قد لا يتيسر، لكن الذي على الداعي البيان، يبين ويوضح والله الذي يهدي من يشاء، قال الله جل وعلا: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (125) سورة النحل، وقال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا (33) سورة فصلت، وقال - سبحانه وتعالى -: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي (108) سورة يوسف، وقال جل وعلا: وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) سورة التوبة، ما قال حتى يتبين، قال: حتى يبين لهم، فالمقصود البيان والإيضاح، والله تعالى يقول هذا بلاغٌ للناس، هذا بيانٌ للناس، فالمقصود البلاغ والبيان، والله يهدي من يشاء، يقول - سبحانه وتعالى -: لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (272) سورة البقرة، فليس من شرط الدعوة أن تقنعه، قد يكون مكابر قد يكون معاند لا يقتنع، وإن كان الكلام مقنعاً، وقد يراه مقنعاً لكن قد لا يقتنع، قد يقول ما اقتنعت، فلا يلتفت إلى قوله، متى بُلِّغ وأُنِّذر وحُذِّر وجبت عليه الحجة، ووجب أخذه بها، ولا يلتفت إلى قوله أنا ما قنعت، المقصود البيان، فمتى أبلغ الحجة وبين له الأمر وجب أن يعامل بمقتضى ذلك، فإن كان لا يصلي، وجب أن يعامل بما يقتضيه الحكم الشرعي من قتله إن لم يتب، وإن كان يسب الله أو رسوله أو يتعاطى أموراً من الردة عومل بما يستحق، وهكذا في جميع المسائل، يعامل بما يستحق بعد البيان والإيضاح ولو قال إني لم أقتنع، يبين له باللغة التي يفهمها.