الإسلامي هو من ينتمي الى الإسلام فكراً وحركة، بغض النظر عن لونه وصوته وانتمائه الفطري، وهذا الإسلام يراعي مميزات الأقوام والأشخاص، وهو البوتقة التي تتجلى فيها خصائص الأقوام التي ذكرها الله في القرآن كآية على عظمته، وبديع خلقه .
والإسلام روح وأشكال وجوهر وقشور، فروح الإسلام هو الذي لا يعرف التقسيم على أي أساس كان ويدعو الى وحدة الرابطة الإيمانية والذهنية، أما الإجتهادات هي تصورات للإسلام، فالإسلام مطلق قبل أن يدخل نطاق الفكر، فاذا دخل في فكر أحد يتأثر بما يحمل هذا الشخص من مؤثرات أخرى كلها يعتبر من الإضافات على روح الإسلام الذي يكون في الأخير شكل أو قشور .
ما أكثر أشكال الإسلام في التأريخ، ولسنا بصدد دراسة تأريخية لكل الفرق الذي حملوا الإسلام عبر أفكارهم، اذ أنني لست من الذين يعيشون في الحاضر بقالبهم المادي أما وجههم فهو للماضي وكيانهم يعيش في فقرات من الماضي، فهذه الماضوية هي داء ويمثلها اليوم كثير من الفرق الذين يحملون فكراً اسلامياً اصيبوا بهذه العقدة التي يستحيل معها أن يتعايشوا الواقع بكل معطياته .
التأريخية الفكرية هي الإنغماس في الماضي وهو نوع من الإستلاب الفكري والعاطفي والواقعي، وهو نوع من الإسلام فهو شبيه بالإستسلام للغرب وفكرته ومنهجه في الحياة .
وقد حلل د. محمد حامد الأحمري هذه النزعة نحو الماضي عند الإسلاميين بأن الإسلاميين يلجؤون الى الماضي لأنها منطقة آمنة، وهو الذي قال بأنني اسلامي ما قبل التقسيم عندما سأله تركي الدخيل في برنامج الإضاءات عن انتمائه .
أي كان هذا التقسيم تأريخياً أو واقعياً، فالتقسيم الطائفي (القديم الممتد الى يومنا \"الشيعة والسنة\") أو التقسيم المذهبي بين (المذاهب الخمس المعتبرة) أو التقسيم الحركي الحزبي (الإسلام السياسي بكل ألوانه وأشكاله) والتقسيم المكاني والزماني و....وهذه التقسيمات كلها عبارة عن أفكار بشرية عن الإسلام وليس هو الإسلام وحده، وهو يحدد الإسلام المطلق .
فأنا حقيقة أقول من حيث المبدأ بالرغم اني أنتمي الى نوع وقسم من هذه التقسيمات الإسلامية إيماناً مني بأنه أقرب الأفهام الى روح الإسلام المطلق، ولكنني من حيث التحرك أفضل أن أكون (اسلاميا ما قبل التقسيم) كما قال د. محمد حامد الأحمري .