بتـــــاريخ : 2/20/2009 1:12:37 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 428 0


    يمان العزائم .. لا إيمان الهزائم!

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أ.د. توفيق الواعي | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :
    يمان العزائم الهزائم

    ما كان أهل الإيمان والإصلاح والرسل إلا أصحاب عزائم وقوة ليستطيعوا إزاحة الباطل وزحزحة الضلال، لأنه بدون عزائم لا يكون هناك قوة ولا صبر ولا احتمال، ولهذا يقول القرآن لرسول الله صلى الله عليه وسلم : { واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار } [ ص : 45 ] ، هؤلاء أصحاب العزائم القوية والعقول العظيمة النيرة، اذكرهم لتسير على سننهم، لأنهم استطاعوا بعزائمهم الانتصار على الباطل وإزاحة الفساد.
    ولقد ينظر بعضنا اليوم مثلاً فيرى أهل الكتاب هم أصحاب الكثرة العددية وأصحاب القوة المادية، وينظر فيرى أصحاب الوثنيات المختلفة يعدون بمئات الملايين في الأرض، وهم أصحاب كلمة مسموعة في الشؤون الدولية، وينظر فيرى أصحاب المذاهب المادية أعداداً ضخمة، ويمتلكون قوة مدمرة، وينظر فيرى الذين يقولون إنهم مسلمون ليسوا على شيء، لأنهم لا يأخذون بأسباب الإيمان الصحيح ولا يقيمون كتاب الله المنزل إليهم، فيتعاظم الأمر، ويستصعب الداعية أن يواجه هذه البشرية الضالة كلها بكلمة الحق الفاصلة، ويرى عدم الجدوى في دعوتهم وإيضاح الأمر لهم، وأنهم ليسوا على شيء وأن يبين لهم الدين الحق.
    ولكن واجب صاحب الدعوة لا يتغير لكثرة الضلال، ولا لضخامة الباطل، فإن الباطل ركام مهما بلغ، وكما بدأت الدعوة الأولى بتبليغ أهل الأرض قاطبة عربهم وعجمهم أنهم ليسوا على شيء، كذلك ينبغي أن تستأنف تلك الدعوات بأساليبها العظيمة وتعاليمها المضيئة، وقد استدار الزمان كهيئته يوم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وناداه: { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين * قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم } [ المائدة : 67 – 68 ] .
    وبعزائم الرسل وتضحية المصلحين يكون النصر المبين، ولقد كان هذا واضحاً جداً في الأثر الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ذلك لأئمة الكفر الذين حضروا عند أبي طالب: ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) .
    وحينما قال ذلك لأصحابه: ( والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يصير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ) وحينما قال: ( والله ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولن يبقى بيت مدر ولا وبر إلا دخله الإسلام، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز به الإسلام وأهله، وذلاً يذل به الشرك وأهله ) ، هذا هو الطريق الذي لا محيد عنه: العزم والجد، والقوة والتضحية، ولهذا أمر القرآن الرسل والأمم الجادة أن تأخذ الأمور بقوة، فقال لبني إسرائيل: {خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا } [ البقرة:93].
    وقال ليحيى عليه السلام: { يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا } [ مريم : 12 ] ولهذا أُثر عن يحيى عليه السلام أنه جاءه شباب يريدون اللهو معه فقال: "ما للعب خُلقنا". كما أن هوداً عليه السلام أمر قومه (عاداً) بالاستغفار والتوبة واستمداد القوة من الله سبحانه: {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين } [ هود : 52 ] ، كما أمرنا الله بالاستعداد بالقوة التي تخيف الأعداء وتردع الضالين والمعتدين، فقال تعالى: { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } [ الأنفال:60 ] ، ولهذه المعاني وتلك التعاليم غلب الأنبياء والمجاهدون: { كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين } [ البقرة : 249 ] .
    وبعد، فما بالنا بأقوام يريدون فصل الإيمان عن العزائم وعن الحياة بلا صبر ولا جهاد؟ أهؤلاء يستطيعون إزاحة باطل أو نصرة حق أو بناء مجد، أو زراعة أمان في الأرض؟ لاشك أن هذا مخالف للسنن ومعارض للواقع ومجافٍ للحقيقة.
    وإن ما يُفعل بالشعوب الإسلامية اليوم من محاربة الإسلام وأهله، ومن الدعوة إلى إسلام بارد فاقد للعزيمة والقوة والاتصال بالحياة، يُراد به إيمان يقبل الهزائم ويعيش في كنفها، ولاشك أن الإسلام والمسلمين لا يرضون بهذا أبداً، والله غالب على أمره ولكن المنافقين لا يعلمون

    كلمات مفتاحية  :
    يمان العزائم الهزائم

    تعليقات الزوار ()