المعنى الاصطلاحي :
ما يدفعك إلى فعل الشيء دون دعم خارجي ، وذلك قياس لكل الموازين وفق متطلبات خاصة ،المتعلقة بكل (ذات) في معايشته وبقائه مع الواقع الملموس .
المعنى الحركي :
لا ينبغي أن يكون تحركهم ونشاطهم ….أي الدعاة……ناتجا عن تأثرهم بالمربي وشخصيته فقط ، وأنما يجب أن يكون نابعاً من ذاتيتهم وايمانهم بضرورة العمل فهذا من شأنه أن يحفظ عليهم عطائهم وبذلهم مهما تغير الظرف وتبدل .
لذا يجب على المربي أن ينتبه لذلك ، ويغرس في نفوس الذين يعملون معه دافع الذات والايمان .
أهداف الموضوع :
1) تكوين الشخصية الفعالة المتحركة رغم وجود العوائق والظروف الصعبة ورغم عدم وجود التسهيلات .
2) وبهذه العملية أي ( التحرك الذاتي ) تحصل على شهادة الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى امتيازات ربانية مثل .. الغربة الإيجابية والإخلاص .. والجرأة واخوة الرسول عليه الصلاة والإسلام .
3) تكوين من يفجر الطاقات ويشحن القلوب بالإيمان
4) تكوين الأخ القدوة ، في ميدان المبادرة والدعوة والعمل الصالح
5) تكوين الشخصيات الجماهيرية ورموز الدعوة العامة
6) تكوين معالم ومشاعل الهداية
7) تكوين القيادات الميدانية في كافة المجلات
8) تكوين قيادات الضرورة إذا أستدعى الظروف والواقع
9) لاشك أنهم هم الذين يقومون بأدوار صعبة
10) ولا شك أنهم هم صناع الحياة والإبداع
دوافع التحرك الذاتي …
أولاً ـــ الهمة العالية أو علو الهمة ، و الاعتماد على منطلق (بالهمة نصل إلى القمة) ولا شك أن الهمة هي الباعث للفعل والدافع للعمل والحركة
(( أقوال في الهمة التي نعنيه ))
أ ـ الشيخ عبد القادر الكيلاني يقول (همك ما اهمك فليكن همك ربك عز وجل وما عنده ) ويقول (سبحان الذي ألقى في قلبي نصح الخلق وجعله اكبرهمي )
ب ـ ويقول ابن قيم (ولله الهمم ما عجب شأنها واشد تفاوتها ،فهمة متعلقة بالعرش وهمة حائمة حول الانتان والحش )
ج ـ ويقول المودودي (انه من الواجب أن تكون في قلوبكم نار متقدة تكون في ضرامها على الأقل مثل النار التي تتقد في قلب أحدكم عندما يجد ابنا له مريضاً ولا تدعه حتى تجره إلى الطبيب أو عندما لا يجد في بيته شيئاً يسد به رمق أولاده فتقلقه وتضطره إلى بذل الجهد .
د ـ ويقول المثل ( همك ما أهمك وخواطرك من جنس همك )
( دور الهمة في أداء الرسالة )
تحقيق كثير من الأمور العظيمة مثل :
* الرسول عليه الصلاة والسلام وبناء خير أمه في اقل من ربع قرن .
* أبو بكر الصديق ومواجهة المرتدين وما نعي الزكاة واستطاع أن يكسر حلقه الحصار في أقل من سنتين .
* عمر بن عبد العزيز والقيام بعملية التجديد الفعلي إلى ما كان عليه الجيل الأول .
* الإمام محمد بن عبد الوهاب وإخراج الجزيرة العربية من الشرك .
* الإمام البنا .. .. أصبح بمنهجه الدعوي الإصلاحي التربوي مثالاً حياً منتجاً متحركاً لا يعرف الكسل والفتور والتراخي وكان يدعوا ليل نهار إلى الصراط المستقيم ويقول بالهمة الربانية ( أحلام اليوم حقائق الغد )
2) الارتقاء في مدارج السالكين والوصول إلى مراتب عليا من التربية الروحية .
3) القدرة على التحكم في النفس وتربية الذات وذلك لاداء الرسالة كاملة وشاملة
4) صاحب الهمة العالية يستطيع أن يستثمر وقته أكثر من أي شخص كان ،استثماراً بناءً ومثمراً .
( وسائل تربية الهمم )
1) المجاهدة المستمرة المتوازنة لتحقيق الواجبات
2) التوكل والاعتماد المطلق على الله مع استعمال الأسباب المشروعة .
3) البرمجة المستمرة لتطوير الهمة
4) التقرب من أصحاب الهمم العالية .. .. صداقة وملازمة وتلمذة .
5) المحاسبة الدائمة وفق برامج التطوير .
6) تجنب الأمور المحبطة والمؤثرة سلباً على الهمم .
ثانيا:الشعور بالمسؤولية والتلذذ بالتعب الدعوي :
1- ومنطلقنا في هذا الدافع تدور حول الحديث النبوي الشريف ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ، ومسؤولية الدعوة من أكبر المسؤوليات خاصة لمن احس بروحه واعتقد به اعتقاداً راسخاً ربانياً ، لا يمكن أن يهمل أو يتهاون في هذه المسؤولية سواءً كان بمفرده أو في جماعة ربانية ، لذا يجب (أن يكون في مستوى المعركة التي تواجه الإسلام وأن يكون في إيمانه أثبت من الرواسي وفي فهمه أعمق من الحجج وفي صبره أقوى من الشدائد )
( وأن يتولد لديه شعور ذاتي بأنه مسؤول عن الإسلام ويجري في عروقه إحساس رباني بالتكليف )
2- ( وأن يوصل الداعية إلى غايته بدعوته و إيمانه وإقناعه بها وكفايته فيها وانقطاعه إليها بجميع مواهبه وطاقاته ووسائله وذلك هو الشرط الأساسي والسمة الرئيسية للدعاء أو كما قال أبو حسن الندوي )
ثالثاً : تعظيم ثواب هداية الأفراد في نفس الداعية ولا شك هذه المسألة تؤدي إلى الحرص على هداية الناس وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام كثيرة في هذه الشأن :-
- لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم وفي رواية من الدنيا وما فيها وفي رواية مماطلعت عليه الشمس .
- من دل على خير فله مثل أجر فاعله .
- من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً .
- وفي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام حول ضمان الأجر وأستمراريته بعد الموت( إذا مات ابن انقطع عمله إلاّعن ثلاث .. ..
ـ الصدقة الجارية
ـ علم ينتفع به
ـ أو ولد صالح يدعو له ( أو كما قال الرسول صلى الله عوسلم )
- الحصول على صفه الاحسنية ( ومن أحسن قولاً مما دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) حين قرأ حسن البصري رضى الله عنه هذه الآية قال : ( هذا حبيب الله .. هذا ولي الله ... ... هذا صفوه الله ... هذا خير الله ... هذا أحب أهل الأرض إلى الله ... أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته ، وعمل صالحاً في ( اجابته وقال إنني من المسلمين هذا خليفة الله )
هكذا يجب أن يعرف الداعية دوره في ذاته وفي ميدانه وأن يتحرك وفق الأوامر الربانية دون فتور و انقطاع .
رابعاً : التحرق لواقع الإسلام والمسلمين ، و متابعه ما يجري وما يحدث .
1- الغزو الفكري والأهداف الرئيسية من وراء كل المحاولات مثل :-
ـ منع روح الإسلام من الانتشار
ـ ضرب الإسلام من الداخل
ـ تمكين الاستعار الغربي
ـ خلق مواطن الخلل والتوتر في البلاد الإسلامية
2- الواقع الحالي والعالم الإسلامي ( مثل أفغانستان ـ العراق ـ البوسنة والهرسك ـ فلسطين ـ شيشان .. .. ) والمضايقات المستمرة على الصحوة الإسلامية في كافة انحاء العالم الإسلامي .
3- الاهتمام بالدعوة والدعاة
1) والاقتداء بالنبي الأكرم ( حيث لم يخرج إلى الهجرة الأبعد ما خرج المسلمون )
2) والتفكر في قصه الرجل المؤمن ( وجاء رجل من أقصاء المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين )
خامساً : الفهم الصحيح والمتحرك والعملي لكتب فقه الدعوة خاصة وكتب المكتب الإسلامية عامة وأن
1 ـ يجب التميز بين المطالعة السطحية والعميقة
2 ـ استحضار المعاني الروحية والعملية في الدراسة
3 ـ المعايشة مع تجربة المؤلف
4 ـ التدرج في الدراسة والخصوصية والأفضلية لبعض الكتب
سادساً : تكثير خلوات التأمل مع كتاب الله والسيرة النبوية والسنة المطهرة 0
القران الكريم
1) التامل في قول الله تعالي -إن هذا القران يهدي للتي أقوم-- أفلا يتدبرون القران أم على قلوب اقفالها
ـ إذا فعليناً : .. .. القراءة والترتيل .. .. التدبر والتأمل .. .. الفهم والتفسير .. .. الحفظ والتطبيق .. .. المتابعة النظرية والعملية .
ـ دراسة تفاصيل القران ( من عقيدة وعبادة وقصص وتاريخ وعلوم ومعارف ) .
* السيرة السنة المطهرة : -
وفي ذلك نقول كما قال الصحابي الجليل معن بن عدي ( رضي الله عنه ) قال الصحابة بعد موت الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) [ ليتنا ميتنا ولم نشهد موته فقال معن أما أنا فما احببت أن أموت قبله قالوا لِمَ ؟ قال : لكي اصدقه ميتاً كما صدقته حياً ( وما محمدا إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل .. .. )
ـ هكذا يجب أن نفهم ونؤمن به عليه الصلاة والسلام بسيرته وسنته
ـ وأن ندرس مراحل حياته ودعوته في كل صغيره وكبيره وأن نجعله ميزاناً لا فعالنا وحركاتنا .
العوامل المساعدة للتحرك الذاتي
1) عمق الإيمان وحسن الصلة بالله وعدم إهمال جوانب التزكية والتربية الروحية .
2) الدقة في فهم الدعوة ومراحلها ومفرداتها
3) حب الخير للناس ومساعدة الآخرين
4) الاستعداد للتضحية بكافة أنواعها
5) الاعتراف بالتقصير
6) اتخاذ الاحسان مبدأ في الحياة وفي العمل
7) الاجتهاد في أن يعمل بكل عمل يؤدي إلى جلب مصلحة المسلمين ودفع الضرر عنهم .
8) الصبر على مشقة الطريق والتأني في تطبيق الخطوات .
9) عدم اليأس من المدعوين .
10) عدم اليأس أمام ضربات الإعداء ومكايدهم .
مصادر ومراجع للموضوع وللتقوية في هذا المجال
1) تفسير أبن كثير
2) المصفى من حياة الدعاة ـ الجزآن ـ عبدالحميد البلاني
3) مفاتيح التعامل مع القرآن ـ صلاح الخالدي
4) صفات الداعية النفسية ـ عبدلله علوان
5) الحرص على هداية الناس ـ فضل الهي
6) الهمة الطريق إلى القمة ـ محمد بن حسين بمن عقيل
7) جولة في ذات المسلم ـ خليفة التونسي
8) بناء الذات المسلمة ـ حسين محمود
9) الوقت عمار أو دمار ـ جاسم محمد
10) الرقائق ـ محمد أحمد الراشد
11) الغزو والفكر ـ عبدالصبور شاهين
12) مشكلات الدعوة والداعية ـ فتحي يكن
13) طريق الدعوة الإسلامية ـ جاسم المهلهل
14) نحو جيل مسلم ـ محمد عبدالله الخطيب