هل يجب أن تكون خطبةً مأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أم تكون خطبةً مرتجلة لمكافحة الخطايا التي تنشأ في المجتمع، بمعنى: هل يجب أن تكون الخطبة معاصرة، أم كيف توجهون الناس؟
الخطب ليست توقيفية، فالإنسان يخطب بما يسر الله له، وإن لم يكن خطب بخطبة النبي عليه الصلاة والسلام، المقصود أن الخطب والجمع والأعياد والمواعظ ليست توقيفية لا يخطب الإنسان إلا بالشيء المنقول عن النبي عليه الصلاة والسلام، لا، بل يخطب بما دل عليه الكتاب والسنة، ولو لم يحفظ هذا منقولاً عن النبي أنه خطب بذلك، فيخطب يوم الجمعة بما يعظ الناس وينفعهم في كل زمان وفي كل عصر بما يناسبه، ففي الأماكن التي يكثر فيها الخمر يعظ الناس بالخمر ويحذرهم من الخمر، ويبين لهم أنه من الكبائر العظيمة وما فيه من المفاسد والأخطار، وإذا كان في بلد كثر فيه الربا يحذرهم من الربا ويبين لهم شدة تحريم الربا، وإذا كان في بلد كثرت فيه الغيبة والنميمة حذرهم من ذلك، وإذا كان في بلد يكثر فيه الزنا واللواط حذرهم من ذلك، وإذا كان في بلد كثر فيه الإعراض والغفلة والجهل حثهم على طلب العلم والتفقه في الدين، وأرشدهم إلى حلقات العلم وإلى العلماء حتى يتعلموا فهو يخاطب كل قوم بما يناسبهم، وبما هو أنسب لحالهم ولمعلوماتهم، المقصود أنه يتحرى ما هو الأنفع في كل زمان وفي كل مكان. جزاكم الله خيراً