بتـــــاريخ : 2/18/2009 9:16:12 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1205 0


    موعد مع الألم

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ريف البوادي | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة موعد الألم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    قصة هي بداية امساكي للقلم كانت حبيسة ادراجي لوقت طويل

    ولكني قلت لنفسي واحتي لها الحق الكثير ان ارد لها شيء من ما اخذت منها

    ولا انسى ابدا تلك الجنود المجهولة التي ساندتني وشجعتني وما زالت

    كلمات الثناء والشكر تعجز عن شكرهن .. فجزاهن الله عني خير الجزاء




    موعد مع الألم


    الجزء الأول



    يوم الأربعاء يوم حافل بالأ حداث فقد كان يوم حفل نهاية العام في مدرستي ..

    كان يوماً رائعًا لا ينسى! ففيه كُرِّمت من قبل إدارة المدرسة لأني الطالبة المثالية

    و كُرِّمت من قبل معلماتي لتفوقي بكل المواد الدراسية ..

    شعَّ بريق الفرح في عيني أ مي الحبيبة أثناء متابعتها لي ،


    و أنا أردد أنشودة جميلة مع زميلاتي على مسرح المدرسة .



    لم أبدُ أنيقة كباقي زميلاتي ، لكني كنت جدا سعيدة فلم يؤثر لباسي المتواضع على فرحتي أبدا .


    و انتهى الحفل ، انتهى و عدت إلى المنزل أحمل الكثير من الهدايا .

    كان الفرح رفيقا لي ، و به لهوت كثيرا مع إخوتي حتى سمعنا نداء أمي تدعونا لتناول طعام العشاء .



    تنوعت أحاديثنا في تلك الليلة و ضحكنا كثيرا حتى غلب النعاس جميع إخوتي ،

    أما أنا فقد اسلتقيت على فراشي عبثا ً أحاول النوم لكن فرحتي أبت و نحَّت عني كل التعب و النعاس

    فأخذت استعرض ذلك اليوم كشريط فيلم علقت أحداثه في الذاكرة حتى أن غطيت في نوم عميق ...



    لم أعِ بنفسي إلا في الصباح ، و أمي تقف بجانبي محاولة إيقاظي ،


    علامات الحزن تبدو جلية في محياها!!


    قالت : هيا انهضي فلدينا الكثير من الأعمال في هذا اليوم ... سألتها في دهشة :


    و لِمَ اليوم بالذات ...؟!

    أجابت قائلة :أحد أقاربنا سوف يزورنا الليلة .

    قلت : و ما الجديد في ذلك دوما و لله الحمد بيتنا عامر بالضيوف و الزوار ..... !

    لم تجب على تساؤلي و اندهاشي ، و اتجهت نحو الباب خارجة و هي تنادي :

    هيا بسرعة أنتظرك في المطبخ .



    لأني البنت الكبرى يجب علي أن أتحمل أعباء المنزل ؟ يا لحظي !!...


    رددت تلك العبارة و أنا أتجه إلى المطبخ ....



    أنهينا جميع الأعمال من طبخ و تنظيف و استعدادات الضيافة ...

    ثم اجتمعت بإخوتي في فناء المنزل و لعبنا

    حتى قاربت الشمس من المغيب ... تأملت منظر المغيب ، كم هو رائع !

    لكن إحساسا غريبا يعتريني !

    و ما إن توارت الشمس حتى حجبت معها بسمتي و طفولتي إلى الأبد .....

    في ليلة كئيبة حالكة السواد لم يضء عتمتها سوى فانوس قديم يكسوه الصدأ ....

    كان الضيوف يتناولون طعامهم و أمي و أخي التوأم يتحدثان بصوت خافت شدني !!!

    لكن !!

    عندما اقتربت كفا عن الحديث قلت : ما الحكاية ؟ و لماذا يا خالد تركت الضيوف و تجلس هنا ؟

    قال : لا عليك والدي يكفي هناك و سوف أذهب الآن ....

    نظرت إلى أمي نظرة المتسائل عما دار بينها و بين أخي و أعتقد أنها فهمت ذلك !!


    انتهى الضيوف من تناول طعامهم ، و قمنا أنا و أمي و أختي الصغرى بالترتيب و التنظيف ...


    و بعد انتهائنا من العمل أمسكت أمي بيدي مستصحبة إياي إلى غرفتها ، و تبعتنا أختي الصغرى ...

    فزجرتها أمي بشدة ..

    ذهلت من تصرف أمي و أصابني الهلع ! فالأمر كما يبدو خطيرا !

    أغلقت الباب و طلبت مني الجلوس ، كنت حينئذ أحدث نفسي : يا رب ماذا فعلت ؟

    لعلي ارتكبت خطأ دون قصد !!

    مئات الأفكار و الخيالات كادت تذهب عقلي !!

    و أمي صامتة تبدو عليها علامات الحيرة و الهم !!!

    لاحظت هذا منذ أن رفضت تناول العشاء ...

    مرعب صمت أمي ، و يرعب أكثر حديثها خشية أن تخبرني بأمر سو ء !!!

    وأخيرا قطعت الصمت بقنبلة هزت كياني ...

    فلان خطبك ، و والدك وافق و الليلة سيتم عقد القران ، و من ثم نحدد موعد الزفاف ،


    استعدي لذلك ..

    أطبق الصمت شفتي و الأفكار في رأسي بدأت تتصارع ، هي تمزح بالتأكيد !

    تمزح إذ كيف تكون خطبة و عقد قران فجأة !

    ثم أني لم أكمل الرابعة عشرة من عمري !

    ويح قلبي كلمات أمي جادة بل و كيف أمي تمزح بهذه الأمور نعم أمي جادة !!!

    يالتعاسة حظي فأبي لم يتراجع عن كلمة قالها قط!!

    لا أمل في التراجع ...!

    أفقت من الصاعقة التي نزلت بي و صرخت بصوت عالٍ ليسمع ذلك الخاطب ، فيذهب دون عودة

    لماذا يا أمي ؟!

    لماذا يا أبي؟!

    ماذا فعلت لكي أستحق منكما هذا العقاب ، نعم فالزواج من هذا الشخص عقاب !!

    بل و سجن مؤبد ، إنه في مثل سن و الدي ، و لديه زوجة و أطفال !.


    و أنا .... أنا مازلت طفلة أحب اللهو مع الأطفال !

    لِمَ فقد كنت البنت المطيعة لكما ....!

    لم أعِ بنفسي إلا و أنا ممدة على فراشي ، أمي بجانبي دموعها ساخنة ...

    نعم أحسست بلهيبها ....!

    بنيتي الحبيبة ...

    صدقيني ليس بيدي من الأمر شيء و الرجل إنسان جيد ، و يكفي أنه من أقاربنا ،


    و سوف تعيشين معه كأميرة ، و تودعين حياة الفقر التي عشتها ،

    ثم أنكِ الآن لست ِ بصغيرة ، فأنا تزوجت و أنا أصغر من سنكِ

    لا تخافي سوف أكون بجانبك دوما ً ...

    بغصة وعبرة صرخت : أمي أرجوك لا أريد أن أعيش أميرة أريد أن أبقى كما أنا ، سعيدة بفقري ....


    .... حبيبتي لا فائدة من كلامك و لا صراخك فالأمر انتهى .... (( سبق السيف العذل)) ....


    --------------------

    صفحات بأقلامهن عطشى فمن يرويها ..؟







    كلمات مفتاحية  :
    قصة موعد الألم

    تعليقات الزوار ()