حمل الأستاذ دفتره قاصداً قلعة التعليم
وبعد أن صلى الضحى يبتغي وجه الكريم
سمع دوي طلقات تبعث في النفس أنين
خرج مهرولاً للشارع ينظر في رعب دفين
خوفا على أهل البلدة فوجدهم آمنين
واستعاد الدفتر وسار إلى الحصن الحصين
ليعلِّم أطفال البلاد دروساً في اليقين
سار ثم سار ونظر ثم تصلب الدم في الشرايين
منظر مروع مؤلم لما في قرية جنين
منظر يملأ القلب حقداً تجاه كل الفاعلين
ذبح وحرق ودمار في كل فلسطين
ودخل الأستاذ الفصل ووجد التلاميذ قليلين
فألقى التحية عليهم وقال أين الباقين
فقال الأول لقد قُتلوا إثر رصاص المجرمين
وقال الثاني بل هم شهداء القصى الحزين
وقال الثالث لا يا أستاذ إنهم في علين
هم شهداء لمفاوضات قوم هم للعروبة منتسبين
خلّو بينهم وبين القرآن ويقولون نحن موحدين
وقال الرابع يا أستاذ لقد مات الغائبين
ونحن فداء للقدس أما الزعماء فهم متورطين
في معاهدات بينهم وبين اليهود الملاعين
فتنهد الأستاذ بعمق وقال أيها الأسود الزائرين
بكم ستكون دولة ترفع الغمامة عن فلسطين
قالوا كيف يا أستاذ ونحن يوماً بعد يومٍ منقرضين
قال أنتم أصحاب حق لكم وعداً من رب العالمين
كتب لأغلبن انا ورسلي والقوم المؤمنين
فالله لا يضيع عمل عامل أبناء فلسطين
فإما لكم شرف الشهادة وإما النصر والفتح المبين
بقلـــــــــــــــمي