السؤال
أنا باحث فى العلوم الإسلامية، وقرأت فتوى على موقعكم إسلام ويب لكم لم أصدق أن هذه الفتوى تخرج من موقع كبير مثل موقعكم، فأنا أعتقد أن هذه الفتوى غير دقيقة، وتنكر شيئا حدث بالفعل لا نخجل منه كمسلمين، فعندما سألكم شخص، وقال لكم توجد روايتان حول زواج النبي بعائشة؛ الرواية الأولى تقول إن النبي تزوج عائشة وهي في السابعة ودخل بها في التاسعة. وسئلكم الشخص وقال لكم هل حسب هذه الرواية التي تقول إن النبي تزوج عائشة وهي فى السابعة ودخل بها فى التاسعة، هل كان النبي عندما طلب عائشة للزواج وهي فى السابعة كان يريد أن يدخل بها وهي في السابعة، ولكن بناء على رغبة أبيها أبي بكر لم يدخل بها النبي إلا وهي فى التاسعة، وكانت إجابة سيادتكم لا يوجد دليل على أن النبي كان يريد الدخول بعائشة وهي في عمر السابعة. وأنا أعلق وأقول لسيادتكم هل الدين يجزأ، ففعلا النبي في البداية عندما طلب عائشة للزواج وهي في عمر السابعة لم يظهر أنه يريد الدخول بها، ولكن بعد ذلك أظهر النبي أنه يريد الدخول بعائشة وهي في عمر سبع سنوات، ولكن عقد عليها النبي فقط وهي في عمر السابعة بناء على رغبة أبيها أبي بكر، وبناء على رغبة أبيها أبي بكر أيضا لم يدخل النبي بعائشة إلا وهي في عمر تسع سنوات.
وعندما سألكم السائل مرة أخرى وقال وهل حسب الرواية الثانية التى تقول إن النبي تزوج عائشة وهي في السادسة ودخل بها في التاسعة هل كان النبي عندما طلبها للزواج وهي في السادسة كان يريد الدخول بها وهي في عمر السادسة، ولكن بناء على رغبة أبي بكر لم يدخل بها النبي إلا وهي في عمر تسع سنوات. وكانت إجابة سيادتكم هذا الكلام لم يثبت لدينا ولم يقل به أحد من العلماء وغير صحيح.
وأنا أعلق على هذه الإجابة وأقول لكم أيضا هل الدين يجزأ؟ ففعلا النبي في البداية عندما طلب عائشة للزواج وهي في عمر السادسة لم يظهر أنه يريد الدخول بعائشة وهي في عمر السادسة، ولكن بعد ذلك أظهر النبي أنه يريد الدخول بها وهي في عمر السادسة، ولكن عقد عليها النبي فقط وهي في عمر السادسة بناء على رغبة أبيها أبي بكر.. وبناء على رغبة أبيها أبي بكر أيضا لم يدخل النبي بعائشة إلا وهي فى عمر تسع سنوات، فنرجو التعليق من سيادتكم والرد علينا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولاً أن قسم الفتوى بموقعنا هذا تقوم عليه لجنة متخصصة من طلبة العلم الشرعي تبذل قصارى جهدها في التحقيق العلمي في السؤال المطروح عليها، وللمزيد بهذا الخصوص راجع الفتوى رقم: 1122.
ثانياً: أننا ننشد الحق، فأنى وجدناه أخذنا به، وليس لدينا أحكام مسبقة على الأشياء نبحث عن مبرر لها، وإنما نبحث عن الدليل، فإذا وجدناه وثبت أخذنا بمقتضاه ما لم يعارضه معارض راجح، ثم إننا ليس لدينا ما نخفيه عن الناس أو نستحي من القول به، وإذا تبين لنا الحق في أي أمر من الأمور رجعنا إليه، فالحق قديم لا يبطله شيء، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.
ثالثاً: أننا ذكرنا في المسألة المذكورة والمتعلقة بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها أننا لم نطلع على دليل يثبت أنه كان يريد أن يدخل بها بعد ما عقد له عليها، وأنه ترك ذلك لرغبة أبيها أبي بكر رضي الله عنه، ونحن لا نزال على ذلك، وطالبنا من لديه دليل أن يذكره لنا ويبين مرجعه العلمي. وأنت لم تأت بجديد، وغاية ما فعلته أنك استدللت على الدعوى بالدعوى، والنتيجة هو أنه تبقى هذه الدعوى بلا برهان، وما دمت باحثاً في العلوم الإسلامية فواصل بحثك فيما ينفعك وينفع أمتك، ولا تشغلنا وتشغل نفسك بمثل ما كتبت لنا في هذا السؤال.
والله أعلم.