لم أشاهد التلفاز في بيتي منذ فترة طويلة قد تتعجبن لو قلت لكن تجاوزت العام !!
الأهمية ليست هنا بالطبع فأنا ممن لا يقوى على مشاهدة الدماء و نحوها
قالت لي صديقتي صباح ذلك اليوم : هل علمت ؟
قلت : ماذا ؟
قالت إسرائيل : بدأت الاجتياح البري لغزة !
شعرتُ أن الأرض تدور بي !
فجأة تراءى أمام عيني مشاهد الاجتياح الأمريكي على العراق ،
و الذي كان سببا في مقاطعتي للتلفاز
عدتُ لبيتي و أنا أتخيل ما الذي يجري هناك ؟
أسأل أهلي ومن حولي فيقولوا لي ما يحصل !
لم أتجرأ على فتحه أو مشاهدة أخباره .
أخذني التفكير بما نحن عليه << نحن المسلمين >>
ولدنا و فلسطين محتلة !
كبرنا !
أنجبنا !
و لا زالت محتلة !
ما الجديد على الساحة الآن ؟
ليس هناك من جديد سوى تطور وسائل القتل و الدمار
لم يتطور غيرها عبر هذه السنوات
أيعقل أن يورث الاستسلام , الهوان , الضعف بين أجيالنا !!
حقاً إنه لأمرٌ عجيب
أجيال تموت و أجيال تولد و كأن من يموت يوصي قبل وفاته :
يا أبنائي (( اشجبوا العدوان ، و نددوا ، و إياكم أن تتحركوا ، و لا تنسوا أن ترددوا :
فلسطين الحبيبة كيف أغفو ** و في عيني أطياف العذاب
تمر قوافل الأيام تروي ** مؤامرة الأعادي و الصحاب
لا فضّ فوك شاعرنا العربي يا من نسيت اسمك !
حفظنا قصيدتك كما حفظنا الوصية و لا زلنا نرددها
تذكرتُ قصة انتصار المسلمين على الروم
عندما سأل هرقل أحد جنود الروم: أخبرني عن هؤلاء القوم؟
فقال: أخبرك كأنك تنظر إليهم ، هم فرسان بالنهار ، رهبان بالليل ،
لا يأكلون في ذمتهم إلا بثمن ، و لا يدخلون إلا بسلام ، يقفون على من حاربوه
حتى يأتوا عليه ، فقال هرقل : "لئن صدقت ليملكن موقع قدمي هاتين"
لعل هذا ما تفتقده أمتنا
منذ سنوات لم يجتمع المسلمون صفا وقلبًا واحدًا أليس كذلك ؟
نسيت أن هناك اجتماعات كثيرة ، و لكن من يحضرها لابد أن يكون حافظًا
الوصية السابقة !
عفواً أمتي !
كدت أجحد اجتماعاتك
أخيرًا أقول :
أهلنا في غزة و في كل بقعة من فلسطين
لن أحفظ الوصية و لن أخبر أبنائي عنها
لكِ مني الجهاد بكل ما أملك ..... فقط سامحيني
قال الصليبيون عن نور الدين محمود زنكي:
" إن القسيم بن القسيم ـ يعني نور الدين زنكي ـ له مع الله سر ،
فإنه لم يظفر و ينصر علينا بكثرة جنده و جيشه ، و إنما يظفر علينا
و ينصر بالدعاء و صلاة الليل ، فإنه يستجيب له و يعطيه سؤله فيظفر علينا ".
فليكن كل منّا له مع الله سر
يـــا الله سبحانك نعلم أن الأمر بيدك أولا ً و آخرًا فلا تكلنا إلى ضعفنا يا رب<div align='right'></div>
--------------------
ما دعوة أنفع يا صاحبي .... من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً .... أن تسأل الغفران للكاتب