|
توازن الاسواق المالية
الناقل :
elmasry
| العمر :42
| الكاتب الأصلى :
زنبقة البحيرة
| المصدر :
www.startimes2.com
ان أهم وظيفة يتميز بها السوق هو حفاظها على التوازن بين المدخرات والاستثمارات للقطاعات الاقتصادية من خلال تحويلها (أي الأموال) من القطاعات التي فيها فائض مالي إلى القطاعات التي تواجه عجزاً من الأموال اللازمة لتمويل الإنفاق الاستثماري .تسهم السوق كذلك بتوفير السيولة المالية من خلال اجتذاب رؤوس الأموال مما ينشط تنمية الاستثمارات اللازمة لعملية التنمية الاقتصادية كما يتميز السوق بوظيفة تحويل المخاطر حيث يتم إصدار أسهم ملكية على مجموعة من المستثمرين يحصلون بموجبها على مقدار من الإرباح حسب نسبة مشاركتهم في رأس المال ومن الجانب الأخر نجد إن السوق تقوم بتحويل الانتظار حيث إن المستثمر يستطيع إن يقوم بتحويل الاستثمارات المالية له إلى نقد عند الحاجة.مما تقدم نجد إن سوق العراق للأوراق المالية تقوم بتحويل الأموال بين القطاعات المختلفة إضافة إلى توفير السيولة المالية للمستثمرين للدخول في استثمارات جديدة وهذا يعزز بالنتيجة التنمية الاقتصادية ويوفر الفرصة الاستثمارية لاختيار الاستثمار الأفضل بالنسبة للمستثمرين للتفضيل بين الاستثمارات المتنوعة المتداولة في السوق أو الاستثمارات الجديدة التي يتم تأسيسها من خلال الاكتتاب باسهم تلك الاستثمارات كما أنها توفر المجال أو المكان المناسب لتداول تلك الأسهم من خلال قاعة التداول التي يتم فيها انتقال الاستثمارات بين المستثمرين عن طريق الوسطاء المفوضين بعمليات البيع و الشراء وفق ضوابط وتعليمات السوق بما يعزز من الشفافية من خلال التقارير والبيانات والإفصاح لما تقوم به الشركات من عمليات مالية وإنتاجية وتطويرية توضح إمكانية الشركة ومركزها المالي بما يعزز من مصداقية القيمة الحقيقية لسعر السهم المتداول من خلال البورصة.إن الفترة من عام 2003 ولغاية ألان مر فيها سوق العراق للأوراق المالية بفترات مختلفة من الإقبال على تداول الأسهم حيث كانت الفترة لعامي 2004 و 2005 بالنسبة للسوق تمثل أوج نشاطها من حيث الكميات المتداولة وكذلك وصلت أسعار الأسهم إلى اعلي مستوياتها ضمن مؤشرات السوق المعمول بها، ومما ليخفى على احد إن هذه الفترة كانت تتميز نوعا ما بانخفاض مستوى الأعمال الإرهابية وان وتيرة تلك الأعمال كانت محدودة إضافة إلى تأسيس عدد لا بأس به من الشركات الجديدة كما إن هناك مؤسسات مالية دخلت في شركات مع مؤسسات مالية عالمية مما عزز ثقة المستثمر بتلك الشركات وأدى إلى ازدياد الطلب على أسهمها المتداولة في السوق وبالتالي أدى إلى الارتفاع في قيام تلك الأسهم إضافة إلى إن إدارة سوق العراق للأوراق المالية كانت تعمل بشكل جدي ومستمر على تطوير أداء السوق المالي من خلال عقد الاتفاقيات الدولية مع الأسواق الأخرى إن كانت إقليمية أو عالمية، وكذلك تطوير أداء العاملين في السوق من خلال الدورات التطويرية وأيضا تطوير أسلوب التداول في السوق من خلال إدخال التعامل او التداول باستخدام اللوحات الالكترونية حيث إن النظام الالكتروني للتداول يعتمد على ضبط التداول غير المسموح به من خلال البرامج الجاهزة والتدفق المستمر للمعلومات عن جميع عمليات التداول بالبورصة كما يسهل هذا النظام عمليات المتابعة لجميع الأوراق المالية المتداولة مما يسهل بالتالي من مهمة تطبيق قوانين ولوائح السوق.إن بورصة العراق للأوراق المالية قامت وبشكل واضح على أداء دورها المتميز في السياسة النقدية حيث انها قامت بدور صمام الأمان والمؤشر الحقيقي لمستوى السيولة النقدية في البلد فعندما تتوفر سيولة عالية لدى المستثمرين نتيجة العوائد المالية للاستثمارات نراها تتجه من خلال البورصة لتعزيز استثماراتها في اسهم الشركات المتداولة وكذلك عند حاجة المستثمرين للدخول في استثمارات جديدة يتم تحويل تلك الاسهم الى نقد يوجه الى استثمارات حقيقية تضيف لاحقاً عوائد مالية جديدة للاقتصاد مما يعزز من فرص النمو الاقتصادي. وهكذا نرى ان ادارة السوق استطاعت ان تعزز ثقة المستثمرين فيها من خلال الاداء المتميز بالشفافية والوضوح في تطبيق القانون وكذلك من خلال السعي المتواصل لتطوير مستوى الاداء بالاعتماد على احدث التقنيات اضافة الى تعزيز الخبرات من خلال التواصل مع البورصات العالمية.ان من الادوار المهمة ايضا للبورصة هو انها تعتبر كمرآة تعكس المستوى الحقيقي للنشاط الاقتصادي وذلك من خلال توجهات المستثمرين على القطاعات المختلفة في الاقتصاد مما يؤشر في فترة زمنية معينة مستوى الاداء الفعلي لتلك القطاعات وانعكاساتها على مستوى العوائد المادية في المجتمع بما يعزز فرص النمو للقطاعات المختلفة.مما تقدم نجد ان البورصة في مختلف دول العالم تعتبر المقياس لمستوى الاداء الاقتصادي لذلك البلد اضافة الى انها تؤشر مستويات النمو لتلك القطاعات وكذلك تعتبر مؤشراً للاتجاهات النقدية للمستثمرين عبر الفرص الاستثمارية المتوفرة في السوق بما يعزز من تطوير تدفق الاستثمارات للقطاعات ذات النمو الاقتصادي المرتفع، وكذلك تعزز من اداء الشركات باتجاه تعظيم الموارد مما يخلق عوائد مرتفعة ويعزز من ربحية الشركات والمؤسسات المالية ويحرك القطاع المصرفي.ان الدور الذي لعبه سوق العراق للاوراق المالية في تنويع الفرص الاستثمارية وتحفيز الشركات على تطويرادائها اضافة الى تكريس ثقة المستثمرين في تلك السوق وبنائها على اسس الشفافية والافصاح وانفتاحها على الاسواق والبورصات الاقليمية والعالمية فهو خير دليل على نجاح تلك السوق بادائها لمهامها على الرغم من الظرف الامني الصعب الذي يمر به البلد اضافة الى قدرة ادارة تلك السوق على تهيئة مستلزمات تطويرها.
|