لست خبيرا اقتصاديا ولكن الاعتقاد كان يلازمني منذ طفولتي- ومازال- بأن الدول الفقيرة لا تملك ما تعطيه للعالم إلا..فقراءها . ولكن الاقتصادي العالمي "مهران جافنا"، وهو من أبرز المحللين لأسواق المال اقترح على أصحاب الأموال في نشرة تحمل عنوان "التفرد" أن يحملوا أموالهم إلى أسواق الدول الآتية، وعلى وجه السرعة: الهند، تشيلي، البرازيل، تايوان، وكوريا الجنوبية .يقول مهران: "إن أرباح الأسهم في أسواق هذه الدول تزيد بمقدار الضعف من الأرباح في أسهم نيويورك، أو طوكيو، أو لندن، أو سويسرا .." .
والاقتصادي مهران يطلق هذه الدعوة من كندا، حيث يرأس شركة للأبحاث حول "الأسواق الجديدة"في العالم، ومع أنني لا أعرفه ولكن خطر لي أنه " متعصب" للعالم الثالث، وإلا فهل من المعقول أن يحمل اليابان "يناته"وأن يحولها إلى الروبية كيف يصرفها في أسواق بومباي و ..يربح؟ وماذا عن "عمنا" البريطاني الذي وضعنا عنده" أموالنا المنقولة وغير المنقولة" على أمل أن نستعيدها مضاعفة في يوم ما؟.
صديق اقتصادي أقنعني بأن مهران على حق، قال إن التوظيف في الأسواق القديمة ، مثل لندن، ونيويورك، وزيوريخ، أو عملية أفضل وصف لها هو "أنك تلحس المبرد"، وقصة القط الذي كان يلحس المبرد معروفة، فهو كان يستمتع بطعم الدم، ولم يكن يعرف أنه دمه، وكذلك المستثمر في تلك الأسواق، فهم يعطونه فائدة، ولكن الدولار الذي تدفعه اليوم يفقد ربع قيمته الشرائية بعد سنتين، ونصف قيمته بعد 4 سنوات، وبعد 8 سنوات تخسره كله ، فإذا تضاعفت قيمة الأسهم خلال هذه الفترة، تكون قد استعدت دولارك كما وضعته، أما إذا ارتفعت بنسبة 50 في المائة فتكون قد خسرت نصف ما استثمرته .ومن دون أن تشعر، فهم يقولون لك إنك ربحت! .
ويقول صديقي الاقتصادي إن الأسواق الجديدة في العالم النامي تمنح المستثمر فرصا حقيقية للربح، وفي مدى زمني أسرع، لأن النمو الاقتصادي لهذه الدول، قد يصل إلى 8 في المائة في العام، بينما لا يزيد على 4 في المائة في العالم الصناعي ..
إذن، هل بدأت الهجرة المعاكسة؟ أعرف أن الأموال كانت تهاجر من العالم الثالث إلى العالم الأول، اليوم يحدث العكس، ولكن المشكلة أن كثيرين "أدمنوا" لحس المبرد..
أنا لا أملك ما استثمره ، ولكن اعتقد أنه حان الوقت لأتعلم الماليباري ...و ...نلتقي في الهند .