بتـــــاريخ : 6/22/2008 5:15:56 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1412 1


    عـلاقـة الـلـعـب بـالـتـواصـل الإجـتـمـاعــي

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : احمد جوهر | المصدر : www.your-doctor.net

    كلمات مفتاحية  :
    نفس الاطفال التوحد

    إننا نعالج الإتصال الإجتماعي عن طريق اللعب لأن العلاج باللعب وسيلة في غاية الأهمية لتحسين حالة الطفل التوحدي و بفحصنا الدقيق لمهارات الفرد التوحدي في العلاقات الإجتماعية يظهر لنا كيف يمارس بعض اللعاب في محيط أسرته أو مدرسته و لكن بعض الأطفال و عند انتهائهم من المدرسة نجدهم في مواقف اللعب يعتزلون اللعب و يقفون بعيداً و لا يشاركون الأسرة و الأقران في اللعب.
    و ربما يحتاج هذا الطفل التوحدي إلى تعلم كيفية الإستفسار عن إمكانية إنضمامه إلى اللعب و يجب على الأسرة أن تتكفل بهذه الناحية بالكامل. و يحتاج الطفل التوحدي أن يتعلم أولاً معنى الإتصال و أنه عبارة عن وسيلة للتعامل مع الناس و إن هذا الإتصال عملية ضرورية للناس جميعاً و مفيدة لهم, و بطبيعة الحال فإن هذه الفئة من الأطفال لا تعرف هذا المعنى دائماً و يمكن جعلها مدركة له من خلال العمل و الممارسة الفعلية للمشاركة و الإنخراط في المجتمع.

    و قد تتركز المشكلة لدى الطفل التوحدي في التخاطب و اللغة التي يعجز عنها طفل التوحد و التي تعتبر بمثابة حلقة الوصل و و سيلة الإتصال بين أفراد المجتمع (اللغة) و لما كان هو يعاني من الإتصال اللغوي مع أسرته أو زملائه فإن الأسرة تحتاج أن تعلم طفلها كيفية طلب المشاركة في اللعب أو كيفية الحصول على اللعبة مثلاً بأن يقول لو سمحت أريد هذه اللعبة و ليس عن طريق إحداث جلبة أو مشاكل مع الآخرين, نحاول أن نخلق له المواقف المناسبة للطلب و أن نهيئ له أيضاً فرص طلب اللعب و خصوصاً اللعب المهني ,الذي يمكننا أن نوفرها له في المستقبل كمهنة المراسل و المزارع ..الخ, و أن نحرص على تعزيز مواقف اللعب بالترحيب و الثناء و المدح أو نُعزز العمليات الإتصالية في اللعب بمعززات مادية تتعلق بالطفل التوحدي مثل التلفاز و المذياع.
    و نجعل التجارب بعد ذلك تتحول إلى واقع عملي فعلي مثل إقامة حفلة معينة أو القيام برحلة ترفيهية أو مشاهدة الأطفال و هم يلعبون بالصدفة و نحمل الألعاب بأنفسنا إليه و ننوعها و نعرضها أمامه و نقدمها له بحيث يلجأ الطفل لجلب لعبة أخرى بقصد أن يعيد عملية الإتصال , و بتكرار هذا الفعل و تعميمه في مواقف مُشابهة في المدرسة و في المنزل و التبادل العلمي و الفعلي الملموس له و بالمقايضة معه في تعديل سلوكه نكون قد حققنا الهدف السلوكي المرغوب.

    أما كيف نرتب مسبقاً المواقف المُحفزة عن طريق الإستعانة بالألعاب المُحفزة فمن أبسط الطرق أن نضع لعبته المفضلة في مكان بارز و بمستوى عال لا يستطيع الوصول إليه, و بعد ذلك ننتظر منه أن يعبر للمدرس أو الوالدين أنه يريد اللعب. مثال عملي آخر هو أن نجعله يشاهد أطفالاً يلعبون من خلال زجاج الغرفة في الساحة المدرسية أو ساحة المنزل حتى يتفاعل مع ذلك الموقف أو تلك البيئة و يكشف لنا عن رغبته في المشاركة معهم.

    و في الحالتين لا بد من إعداد الخطط المسبقة و تهيئة الظروف التي سوف تساعد الطفل التوحدي أن يتحرك نحو الآخرين عن طريق الألعاب. إذن تحديد الهدف و مجال المهارات هي نفسها الأسس التي سوف تساعد التوحديين على التدريب و التشكيل (التشكيل Shaping هو مساعدة التوحدي للوصول للسلوكيات القريبة من السلوك المستهدف و تعزيزها لتثبيتها و هذا الإجراء للتعزيز الإيجابي المنظم للإستجابات التي تحققها الألعاب) , في التعلم و بجانب التعديلات و التوجيهات من قبل الآباء و المعلمين سوف تكون النتائج مثمرة.
    و يجب على المعالج عدم الإنفعال أو الحيرة عند مشاهدة الطفل التوحدي و هو في أوج حركاته الإنفعالية, بل علينا أن نحاول أن نتفاعل مع تلك التصرفات بعلم و بحلم و هدوء و أن نلقنه معاني جديدة أن أمكن لتصحيح السلوك الخاطئ. و ينبغي إعداد اللعب و الخطط العلاجية منذ البداية لأن قاعدة اللعب و التعلم و التفاعل الإجتماعي يتم تشكيلها جميعاً في بدايات الطفولة المبكرة من خلال مجموعة متنوعة من الأحاسيس و العواطف الداخلية و الخارجية.
    و كثير منها تُكتسب من الآباء و الأمهات اللذين يتفاعلون مع أطفالهم و يداعبونهم و يتكلمون معهم و ينظرون إليهم بعطف و حنان مما يعكس ذلك لهم مدى الإهتمام بهم, و جميع هذه الوسائل كفيلة بتطوير العلاقة مع أطفالهم حيث تتكون لديهم معلومات و أحاسيس و مشاعر أولية مساعدة للعلاج باللعب.

    و يجب التعامل مع الطفل التوحدي بمعيار ثابت حسب الخطة المرسومة بحيث لا تحرقه بلهب قوي و لا تتباطأ معه بالعلاج حتى يبرد.

    إن مجموعة الحركات و الطرق التي يتعامل معها طفل ذوي الحاجات الخاصة و المتطلبات الخاصة بالألعاب عادة ما تكون في شكل لافت للنظر فنجده تارة يحرك الألعاب بحذر و دقة و بشكل متدرج و بلمسات خفيفة مصحوبة بضحكة و تعجب أو أنه يلمسها ببطنه و جسده فلديهم أنماط سلوكية غريبة تجاه لعبهم, مثلاً هناك من المشاهد التي نراها من الأطفال من ينام مع لعبته أو من يحمل لعبته معه باستمرار و في ظل هذا السلوك تحتاج الأسرة إلى طريقة للتعايش مع هذه الظروف بشكل صحيح حتى يتم تغييرها.

    من كتاب / التـــوحـــد الــــعـــلاج بالـــلـــعب / أستاذ/ أحــمــد جــوهـــر/ الــــكــــويـــــت

    كلمات مفتاحية  :
    نفس الاطفال التوحد

    تعليقات الزوار ()