بتـــــاريخ : 12/27/2008 5:42:18 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1086 2


    نهر النفع الجاري

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : هناء الحمراني | المصدر : www.midad.me

    كلمات مفتاحية  :

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    - إن عليّ ديناً ولا يمكنني سداده، وهذا الأسبوع هو آخر موعد لي، فماذا أفعل؟

    - صحتي متدهورة والمرض لازال يشتد، والأطباء لا يعرفون ما مرضي.

    - مشاكلنا كثيرة، وقد أوشك والدي على الانفصال البارحة، والأمر يزداد سوءًا.

    - توفيت زميلة لي عند عودتها من المدرسة في حادث سيارة. ذهبت فجأة دون أن أقول لها وداعاً.. دون أن أقدم لها شيئاً.

    - السيارة كلما سرنا بها سمعنا صوت الغناء يعلو من السيارات المجاورة، شباب طائش، ولا حول ولا قوة إلا بالله!.

    -الحروب في كل بلد مسلم كأنما في جسدي.. قتل وتعذيب وتشريد وتنصير و...

     

    تحتارين أمام هؤلاء الشاكيات، لا تعلمين ماذا تفعلين كي تخففين ما بهن من بلوى تسوقك رغبة جازفة في تسديد دين فادية، ومعالجة فدوى وحل مشكلة والديّ فائزة، وأن تقدمي لفلوة المتوفاة ما قد ينفعها، وأن تنصري إخوانك المسلمين في كل بلد. أن تعجبي على هداية كل من ترينه على معصية، وإن لم تكوني تعرفينه ولا تستطيعين أن تصلي إليه.

    في كل يوم تطلع شمسه تسمعين أخباراً متشابهة في شكلها، مختلفة في التفاصيل والشخصيات، لا تملكين أحياناً سوى أن تضعي يدك على كتف صاحبتك مبتسمة قائلة: "فرج الله قريب"، وفي أحيان تثور الدموع مع بكائها فتواسينها بالبكاء.

    يزدحم رأسك بالأسئلة بحثاً عن الأجر العظيم؛ فـ (من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربه من كرب الدنيا والآخرة)، وبحثاً عن محبة الله؛ فـ (أحب الناس إلى الله أنفعهم خلقه) فكيف نكون أنفع الناس للناس، لكل الناس، لكي يحبنا الله؟

     

    أولاً: احتسبي الأجر في كل عمل تقومين به.. أنه لله فقط، وليس فيه نصيب لمخلوق.

     

    ثانياً: لا تنتظري من أحد كلمة شكر؛ فالعطاء هنا ليس أخذ.

     

    ثالثاً: حاولي أن تكوني قدر الإمكان طرفاً خفياً لنفع الناس.. أجرك على الله.

     

    رابعاً: ضعي نصب عينيك أن تعيني من حولك (ظالماً أو مظلوماً) وسوف تفتح لك أبواب الخير من كل مكان بإذن الله.

     

    خامساً: ابذلي جهدك المادي والمعنوي في حل مشكلة من تقدرين على حل مشكلته.

     

    وأخيراً يأتي السؤال: والذي لا يمكنني أن أساعده..؛ فماذا أفعل؟

    إنه ذلك الحبل القوي الذي يصلنا بربنا - سبحانه وتعالى -، من خلاله ييسر لنا الرزق ويفرج الكرب، ويشفي المريض، ويهدي الضال، ويلم الشمل، ويطرح الأمن في البلاد المسلمة إلا أن تقتضي سنة الله غير ذلك، فعله يطرح الأمن في قلوب أصحاب هذه البلاد ويفرغ على المبتلى الصبر إنه – وأظنك قد عرفتيه - إنه الدعاء.

     

    فلتتوضئي ولتستقبلي القبلة بقلب خاشع، وقبل الفراغ من صلاتك اقنتي لربك وارفعي يديك: الله...

    اكف "فادية" بحلالك عن حرامك واغنها بفضلك عن سواك.

    فرج كرب "فائزة" وفرج كرب جميع المسلمين..

    اشف "فدوى" وجميع مرضى المسلمين..

    اهدنا واهد من ضل من المسلمين..

    انصرنا وانصر إخواننا المسلمين: واجعل هذا البلد آمناً وسائر بلاد المسلمين.

    ارحم "فلوة" وجميع موتى المسلمين، ثبتها بالقول الثابت، واغفر لها ذنوبها وكفر عنها سيئاتها، وأصلح ما بقي لها من أهلها، واجعل ألسنتهم لا تفتر عن الدعاء لها، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة وأدخلها الفردوس يا رب العالمين.

     

    خاتمة:

    يروى عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: والذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد أدخل على قلب الفقير سروراً إلا خلق الله له من هذا السرور لطفاً؛ فإذا أنزلت به نائبة جرى إليها لطف الله كالماء في انحداره حتى يطردها عنه.

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()