قال الله تعالى :
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7)) القمر
وقال تعالى في سورة القارعة:
(يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)
شبه الله تعالى الناس حال بعثهم مرة بالفراش ومرة بالجراد
وصِفة الجراد والفراش صفتان متضادتان
فحركة الجراد حركة منتظمة
والفراش طائش ليس له وجهه معينه يموج بعضه في بعض
حول النار حتى يتساقط فيها
فنرى الفرق بين الفراش والجراد !!!
وينبغي تصديق كلا الآيتين مع الجمع بينهما
إذاً وظيفة العالم هنا أن يجمع مابين الآيتين
فكيف نجمع بينهما ؟؟؟
يجمع بينهما بأن نقول أن الناس أول ما يخرجون من الاجداث يخرجون
كالفراش طائشون لا يدرون أين يذهبون لأنهم
لم يبعثوا من قبل فيموج بعضهم في بعض
فإذا تكلم إسرافيل ونادى تركوا هذا الموج وانتظموا
وتبعوا الداعي الذي هو اسرافيل
فانتقلوا من حالة كالفراش إلى حالة كالجراد
فحالة الجراد المقصود بها الكثرة والانتظام
وحالتهم كالفراش المقصود بها الاضطراب
قال تعالى في سورة طـة:
(يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)أنتهى كلامه
هذا هو حالنا يوم البعث والنشور من هول ما نرى في ذلك اليوم
تخشع الابصار
وتسجر البحار
وتساوى الأرض بالجبال
ويموج بعضنا في بعض
عراة حفاة لا نملك من الدنيا إلا أعمالنا
نرجو رحمة ربنا ونخشى عذابه
ذلك اليوم عسير على الكافرين
نسأل الله أن ييسره علينا
ولا نعلم على أي حال سيكون حالنا !!!
فأي حال سيكون حالنا؟؟؟
اللهم أمنّــا يوم البعث
اللهم أمنّــا يوم الفزع الاكبر
اللهم أمنّــا يوم الحشر
المصدر مجموعة دروس تأملات قرآنية
لفضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي