بتـــــاريخ : 6/18/2008 4:11:44 PM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1784 1


    التنويم المغناطيسي

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : Mystery | المصدر : www.arabs2day.ws

    كلمات مفتاحية  :
    طب

    تعريف التنويم المغناطيسي:

    هو الحالة التي يكون فيها الفرد في وضع يستجيب فيه للإيحاءات الملائمة من خلال حدوث تغيرات في إدراكه الحسي أو ذاكرته أو مزاجه.

    والتنويم حالة تشبه النوم ولكنها تختلف عنه في قابلية المنوِّم للإيحاء، وتأثير المنوِّم (المعالج) على نفسه وجسده تأثيراً يتعدى الحدود الطبيعية حيث ينحصر انتباه المريض كلياً فيما يمليه عليه المنوِّم من خلال حديثه معه.

    نبذة تاريخية عن التنويم المغناطيسي:

    تعود بدايات العلاج بالتنويم إلى أبي الطب المصري القديم (أمحوتب) وذلك سنة 2850 قبل الميلاد، حيث كان يستخدم في مدرسته الطبية ومستشفاه بمدينة (منف) طريقة تشبه الإيحاء للوصول إلى المخزن السري – العقل الباطن- بأن يترك مرضاه ينامون سواءً كان نوماً طبيعياً أو في أعقاب تناول النباتات المخدرة، ثم يجعل الكهان يرددون على أسماع هؤلاء المرضى النائمين عبارات إيحائية لتتسلل إلى أحلامهم وتلعب دوراً إيحائياً في حفزهم على التعافي من أمراضهم التي يعانون منها.

    وفي اليونان اشتهرت بعض المؤسسات المتصلة بمعبد اسكولاب (ESCULAP) إله الطب عندهم بمعالجة المرضى بواسطة الرقاد، وكان يتم ذلك بواسطة وضع المريض اصطناعياً بحالة نعاس كلي فيصبح شديد التأثر بالإيحاء مما يساعد على الشفاء.

    وبعد تلك البدايات الواعدة لهذا العلم تسنّم شأنه وتولى زمام أمره – فيما بعد- الدجلة والمشعوذون، ولذلك فقد خلطوه بالسحر والخرافات، ثم عاد العلاج بالتنويم ليحتل مكانه عندما نشأت فكرة المغناطيسية البشرية على يد الطبيب السويسري باراسيلسوس ((Paracelsus (1493 – 1541م) الذي كان يؤمن بأن النجوم من خلال طبيعتها المغناطيسية تؤثر في البشر، ولقد استنتج من ذلك – حسب اعتقاده- أن أي مغناطيس يمكن أن يؤثر في الجسم البشري من خلال تلك الانبعاثات غير المرئية التي تصدر من المغناطيس.

    وبعد ذلك بعدة عقود من الزمن أضاف فان هلمونت ((Van Helmount(1577 – 1644م) مفهوم المغناطيسية الحيوانية، والتي يرى بأنها تنبعث من الجسم البشري ذاته فتؤثر في أجسام وعقول الآخرين. ولقد أدى ذلك إلى انتشار المعالجين المغناطيسيين في أوروبا لفترة طويلة، والذين قد حقق بعضهم نجاحاً ملحوظاً في بعض الحالات التي عالجوها مما أدى بالتالي إلى انتشار تلك الطريقة العلاجية وإقبال الناس عليها بشكل كبير.

    ورغم ما حققه بارسيلسوس و فان هلمونت إلا أن التاريخ الحديث للعلاج بالتنويم المغناطيسي ينسب البدايات الحقيقة لهذا العلاج إلى الطبيب النمساوي فرانز أنطون ميسمر (1734- 1815م) الذي كان يعمل في فرنسا، وكان متخصصاً في دارسة تأثير الأجرام السماوية على الحياة البشرية إلا أنه فيما بعد أصبح مهتماً بدراسة ظاهرة المغناطيسية. ولقد لاحظ ميسمر أن تعريض المريض للمغناطيس يؤدي إلى تخفيف شكواه بدرجة كبيرة، لكنه اكتشف فيما بعد أن المغناطيس لم يكون ضرورياً لحدوث ذلك الأثر العلاجي، فقد كان يكفيه أن يحدث ذات التأثير من خلال لمس المريض أو لمس الماء الذي يجلس فيه المريض بواسطة قضيب من الحديد. ومن ذلك فقد استنتج ميسمر بأن القوة لم تكون في المغناطيس وإنما في ذاته، مما أدى إلى قناعته بما يسمى (المغناطيسية الحيوانية) والتي يرى بأنها عبارة عن سائل غير مرئي يستطيع أن يختزنه في جسده وأن ينقله إلى الآخرين.

    ورغم اكتشاف ميسمر أن القوة لم تكن في المغناطيس، وإنما في ذاته إلا أن المرضى كانوا مقتنعين أن القوة في المغناطيس ومع ذلك يتحقق الشفاء. وهذا يدل على أن قناعة المريض بنفع شيء ما رغم عدم نفعه حقيقة قد يؤدي إلى آثار إيجابية، ولذا فإن استشهاد بعض المعالجين بالقرآن بأن المريض ليس به علة من خلال إيهامه بالعلاج بالقرآن وهم يقرؤون عليه شعراً أو سواه، فيتماثل المريض للشفاء حقيقة هو استشهاد غير صحيح، ولك لأن قناعة المريض بأنه سينتفع من هذا العلاج الذي يظن أنه القرآن هي قوة شفائية بحد ذاتها بإذن الله.

    وحينما ذاع صيت ميسمر واشتهر توافدت عليه أعداد كبيرة من الناس طلباً للشفاء، فاضطر إلى جلسات العلاج الجماعي حيث جعل وعاءً كبيراً و ملأه بالماء وبرادة الحديد وعدداً من القضبان الحديدية وأجلس مرضاه حول هذا الوعاء جاعلين تلك القضبان الحديدية على الأجزاء العليلة من اجسامهم، ويقوم هو بالمرور من حولهم ويلامسهم بيده ليمدهم بقوته المغناطيسية التي يعتقد بها.

    ولعل لجوء ميسمر إلى العلاج الجماعي يذكرنا بفعل بعض المعالجين بالقرآن، حيث ما إن يشتهر بعضهم حتى يلجأ إلى علاج الناس في مجموعات (الرقية الجماعية) ربما طلباً للمزيد من حطام الدنيا رغم فتوى بعض علماء الشريعة الإسلامية بعدم مشروعية هذا اللون من العلاج بالقرآن.

    ولم تكن جلسات ميسمر العلاجية في الحقيقة سوى مجموعة من الإيحاءات الضمنية التي تؤدي إلى استرخاء المريض وقناعته بقدرات المعالج بالمغناطيس وتوقعه لحدوث تغيرات مفاجئة. ولقد نسبت هذه الطريقة العلاجية إلى ميسمر وسميت باسمه (الميسمرية) (Mesmerism) حيث إن مصطلح التنويم المغناطيسي لم يكن معروفاً في ذلك الحين.

    وقد كان يعتري مرضى ميسمر أثناء تلك الجلسات العلاجية حالات مماثلة لما يسميه العلماء المعاصرون بالأزمة النيمية (Hypnotic Crises) والتي كانت تسمى الأزمة الميسمرية، وهي تلك الحالات التي يتغير فيها وعي المرضى وتعتريهم نوبات من البكاء وربما الضحك، وقد يغيبون عن الوعي في بعض الأحيان، ولو أمعنّا النظر لوجدنا أن هذه الحالات لا تختلف كثيراً عن بعض ما يحدث لبعض المرضى عند بعض المعالجين بالقرآن.

    ورغم خطأ نظرية ميسمر في تفسير سبب شفاء المرضى إلا أنه قد أوضح بجلاء دور العلاقة بين المعالج والمريض في حدوث الشفاء. ولقد اختلفت وجهات النظر حول الطريقة الميسمرية في العلاج، كما لوحظت بعض السلوكيات المنافية للحشمة التي كان يمارسها ميسمر أثناء العلاج حيث كانت طريقته العلاجية تستدعي لمس أجساد المرضى والذين يكونون أحياناً من النساء (مجرد ملامسة للكتف أو الرأس، لكن ذلك لم يكن مقبولاً على الإطلاق في أوروبا في تلك الفترة من الزمن)!!.

    ولذلك فلقد استدعى الأمر أن تكلف الحكومة الفرنسية في عام 1784م مجموعة من العلماء للنظر في الطريقة الميسمرية في العلاج. ولقد قام أولئك العلماء (ومنهم أنطون لافوازيه عالم الكيمياء المشهور) بالعديد من التجارب التي لم تستطع أي منها إثبات وجود المغناطيسية الحيوانية التي يزعمها ميسمر، وإنما لاحظوا أن قناعة المرضى واعتقادهم بقدرات المعالج هي السبب الأساسي في حدوث الآثار الإيجابية للطريقة الميسمرية.

    ونلاحظ في هذه الأيام أن بعض المعالجين بالقرآن – وإن كانوا قلة – يلمسون بعض المواضع من جسد المريضة – كالرأس والنحر بشكل خاص – دون وجود حاجة لذلك، كما نلاحظ في الوقت نفسه ضجر بعض المصلحين وأهل الفضل والعلم من هذا السلوك بل وتدخل بعض الحكومات في العالم الإسلامي بحزم لمنع مثل هذه التصرفات المشينة.

    وعلى العموم فلقد اعترفت اللجنة العلمية بالأثر الفعال للطريقة الميسمرية في العلاج، لكنها رفضت تماماً النظرية التي يفسر بها ميسمر حدوث ذلك الشفاء، بل واعتبرت ما يمارسه إنما هو نوع من الدجل والشعوذة، وذلك لأن دور الإيحاء أو أي أسباب نفسية أخرى في شفاء الأمراض لم تكن مقبولة علمياً، حيث أن العلم آنذاك لم يكن يقبل سوى الأسباب المادية لتفسير الأمراض والعلل على عكس كثير من أفراد المجتمع الذين يميلون للإيمان بتطرف بالأمور الغيبية غير المحسوسة أياً كانت. وكذلك الأمر بالنسبة لميسمر، فهو من ذلك الجيل من العلماء ولذلك فإنه لم يقدم نظريته بأن أسباباً نفسية تكمن وراء شفاء بعض الأمراض، وإنما لجأ للمغناطيس كسبب مادي يفسر به ما يشاهده.

    ولعل التاريخ يعيد نفسه ثانية فنجد أن كثيراً من المثقفين في دول العالم الثالث يقبلون الأسباب المادية فقط لتفسير الظواهر التي يواجهونها وهو أمر يحتاج إعادة نظر، في حين أنه على النقيض من ذلك تغرق شعوبهم في الإيمان بالخرافات والأساطير، وكذلك ببعض الغيبيات مما لم يأمر به الدين وترفضه الفطرة السليمة.

    ورغم إيماني بخطأ ميسمر في تفسير مشاهداته إلا أن قرار اللجنة العلمية بأن عمل ميسمر يقوم على مجموعة من التخيلات، ولذلك فلا داعي لإجراء المزيد من الأبحاث حوله هو خطأ أيضاً، وذلك لأن تلك اللجنة العلمية قد تجاهلت ما اعترفت به سلفاً من شفاء الكثير من مرضى ميسمر، وما كان قرارهم ذلك لشيء إلا لأن نظرية ميسمر التي يفسر بها شفاء مرضاه لم تكن صحيحة. ولعلنا نستنج من ذلك أن حدوث نتائج إيجابية عند استخدام طريقة علاجية معينة ليست بالضرورة دليلاً على صحة النظرية التي يفسر بها مستخدم تلك الطريقة العلاجية سبب حدوث ذلك الشفاء. وكذلك الأمر بالنسبة للمعالجين بالقرآن فعندما يتحسن مريض عند علاجه بالضرب فليس بالضرورة أن يكونه تفسير الراقي (المعالج بالقرآن) صحيحاً بأن المريض كان متلبساً بجني خرج بسبب الضرب. وكذلك أيضاً عندما يتحسن مريض عند العلاج بالقرآن فليس بالضرورة أن يكون تفسير الراقي صحيحاً بأن المريض كان مسحوراً أو مصاباً بالعين – وإن كان ذلك أمراً ممكناً، وإنما قد يكون به أية علة أراد الله أن يكون شفاؤها بالقرآن.

    ولعل الحال التي نمر بها هذه الأيام حول استخدام القرآن في العلاج تذكرنا بحال الناس واختلافهم بشأن العلاج بالمغناطيس زمن ميسمر رغم اختلاف المنبع، فالعلاج بالقرآن توجيه رباني والعلاج بالمغناطيس نتاج بشري، ولذلك فيجب على الرقاة – في نطري- أن لا يقعوا في مثل ما اخطأ فيه ميسمر في ضرورة تقديم سبب محدد لحدوث الشفاء وتفسير ما حدث للمريض بأن ما كان به هو سحر أو عين حاسدة أو جن وينافحوا عن ذلك، لأن الناس قد يختلط عليهم الأمر فيرفضون العلاج بالقرآن (وهو علاج صحيح) بسبب عدم قناعتهم بالتفسير المقدم من لدن المعالجين بالقرآن لتعليل حدوث ذلك الأثر (وهو تفسير قابل للخطأ والصواب). وفي المقابل أيضاً يجب أن لا يقع المصلحون وأولو الأمر في البلاد الإسلامية بمثل ما أخطأت به اللجنة العلمية والحكومة الفرنسية زمن ميسمر فيرفضون العلاج بالقرآن لسبب أو لآخر كتجاوزات بعض الرقاة وأخطاء البعض الآخر منهم مهما بلغت، إذ على ولاة الأمر أن يعتبروا أصل المنهج العلاجي (وهو علاج صحيح) ويضعوا لجاناً متخصصة لا لتكفير أو تجريم الرقاة فحسب كما هو حاصل، وإنما لمحاولة تقديم العلاج بالقرآن في خطوات عملية مؤصلة بضوابط الشرع ومدركة لمدى الحاجة الشديدة لدى الناس لمثل هذا اللون من العلاج.

    ولقد أدى انتشار تقرير اللجنة العلمية حول الطريقة الميسمرية إلى تدني سمعة ميسمر بين الناس مما اضطره إلى مغادرة باريس ليموت فقيراً معدماً في سويسرا عام 1815م.

    ولقد كانت الخطوة الأكثر تميزاً في تاريخ التنويم المغناطيسي في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي على يد الجراح الاسكتلندي جيمس برئيد الذي لاحظ أن العامل الفعال في الطريقة الميسمرية يكمن في تركيز انتابه المريض على أمر محدد (Monoideism) يؤدي بدوره إلى حدوث حالة من النعاس. ولقد أطلق جيمس برئيد على طريقته الجديدة مصطلح التنويم (Hypnosis) اشتقاقاً من كلمة إغريقية تعني النوم، وبذلك يكون جيمس برئيد هو أول من استخدم مصطلح التنويم لهذه الطريقة العلاجية التي يمكنه من خلالها إحداث حالة من النعاس يغلق فيها المريض عينيه وتسترخي عضلاته ويكون فيها قابلاً للإيحاء بدرجة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك فلقد حقق جيمس برئيد نتائج إيجابية تماثل نتائج ميسمر لكنه تميز عنه بعدم إصابة مرضاه أثناء الجلسات العلاجية بنوبات الهياج والصرع الهستيري التي كانت تنتاب مرضى ميسمر.

    وبعد فترة من الركود – بعد عهد ميسمر- امتدت نحو قرن عاد العلاج بالتنويم ليحتل مكانته من جديد في فرنسا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي على يد طبيب الأعصاب الفرنسي جين مارتين شاركوت (Jean Martin Charcot) الذي استطاع أن يميز بين الشلل الهستيري والشلل الناتج عن خلل الأعصاب. ولقد كان جين مارتين شاركوت مهتماً بدراسة تأثير المعادن على الأمراض وكذلك بالعلاج بالتنويم كما كان يعتقد أن اضطراب الهستيريا يحدث بسبب اختلال مرضي في جسم الإنسان، وأن العلاج بالتنويم يؤدي إلى حدوث تغييرات فسيولوجية لدى المريض. ولقد أدى تفسير هذه الظاهرة بأسباب عضوية إلى استعادة العلاج بالتنويم لمكانته بشيء من الاحترام والتقدير !!. لكن ذلك الاعتقاد لم يدم طويلاً، حيث قدّم أستاذ في الطب الباطني كان معاصراً لجين مارتين شاركوت اسمه هيبولايت بيرنهيم (Hippolyte Bernheim ) فرضيته بأنه ليست هنالك أية عوامل عضوية تكمن في العلاج بالتنويم، وإنما هو استجابة نفسية للإيحاء. كما استطاع أيضاً أن يحقق النتائج التي حققها أسلافه من خلال الإيحاء فقط دون الحاجة إلى تنويم المريض الذي لم يكن يراه ضرورياً لحدوث الأثر الفعال للعلاج.

    وبذلك يتبين لنا أن الأزمة الميسمرية (النيمية) وطرقة جيمس برئيد في العلاج بواسطة التنويم وكذلك اعتقاد شاركوت بالتغيرات الفسيولوجية التي تحدث للمريض عند العلاج بالتنويم إنما ترتبط بشكل خاص بتوقعات المعالج والمريض والتي نبعت أساساً من البيئة الاجتماعية التي عاصروها ومن الظواهر التي شاهدوها.

    وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي أضاف الطبيب النمساوي سيجموند فرويد (1856 – 1939م) أسلوباً جديداً للعلاج بالتنويم، حيث لم يقصره على إزالة الأعراض فقط، وإنما استخدمه أيضاً لمساعدة المريض على تذكر الأحداث الماضية التي ربما تكون هي الخلفية لما يعانيه من أعراض، وبذلك يمكنه تحديد أصل المشكلة، فيقوم باتخاذ العلاج المناسب لها. ولقد نجح سيجموند فرويد في ذلك نجاحاً ملحوظاً، وتبعه في ذلك مجموعة من المتخصصين.

    ولم يفقد العلاج بالتنويم مكانته بعد ذلك، فلقد عاد الاهتمام به ثانية أثناء الحربين العالميتين لعلاج تلك الأعراض العصابية التي أصابت بعضاً من الناس.

    وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية قام العلماء بإجراء بعض الدراسات التي تميزت بمنهجيتها وإعادة تقييم الاعتقادات والظواهر السابقة وتطوير تقنيات أفضل لتقييم مستوى الاستجابة لهذا النوع من العلاج، وما يزال العلم يأتي لنا كل يوم بأمر جديد.

    ومن الجدير ذكره أيضاً أن كثيراً من المصادر العربية مازالت تطلق على هذه الطريقة العلاجية مصطلح التنويم المغناطيسي. وفي الحقيقة إنه من الأصوب – في رأيي – حذف كلمة المغناطيس من المصطلح واستبدالها بما هو مناسب مما يتفق عليه المتخصصون.

    ولعل من يقرأ كلام الإمام ابن القيم – رحمه الله – يدرك أنه قد سبق من أسلفنا ذكرهم في الحديث عن دور قوة النفس عند المريض والمعالج في شفاء بعض العلل والأسقام، بل وقد تميز عنهم بأنه قد ربطه بصدق التوجه إلى الله وإقبال الروح إلى فاطرها وهو ما يمكن تسميته (بقوة الروح) وهي صدق الإيمان، وبذلك يكون ابن القيم – رحمه الله – قد جمع للمريض بين قوة النفس وقوة الروح يقول ابن القيم – رحمه الله- وقد عُلم أن الأرواح متى قويت (قوة الروح) وقويت النفس والطبيعة (قوة النفس) تعاونا على دفع الداء وقهره فكيف يُنْكَرُ لمن قويت طبيعته ونفسه وفرحت بقربها من بارئها وأنسها به وحبها له وتنعمها بذكره وانصراف قواها كلها إليه وجمعها عليه واستعانتها به وتوكلها عليه أن يكون ذلك لها من أكبر الأدوية وتوجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية ولا ينكر هذا إلا أجهل الناس وأعظمهم حجاباً وأكثفهم نفساً وأبعدهم عن الله وعن حقيقة الإنسانية.

    ويرى الإمام ابن القيم – رحمه الله – في شأن علاج صرع الجن: وعلاج هذا النوع (صرع الجان) يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه (قوة النفس) وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها (قوة الروح)، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً (قوة الروح) وأن يكون الساعد قوياً (قوة النفس) فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل، فكيف إذا عُدم الأمران جميعاً يكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ولا سلاح له. والثاني: من جهة المعالج بأن يكون فيه هذان الأمران أيضاً (قوة النفس وقوة الروح) حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله (اخرج منه) أو بقول (بسم الله) أو بقول (لا حول ولا قوة إلا بالله).

    ويقول ابن القيم – رحمه الله – في شأن العين بعد ذكره الدعوات والأذكار في علاجها: ومن جرب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها، وهي تمنع وصول أثر العائن وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها (قوة الروح) وقوة نفسه واستعداده (قوة النفس) وقوة توكله وثبات قلبه فإنها سلاح والسلاح بضاربه.

    والذي يبدو أن ابن القيم – رحمه الله – قد استفاد في فكرته عن دور قوة النفس ممن سبقه من علماء الإغريق، إلا أنه قد طورها بأن أضاف إليها قوة الروح. يقول – رحمه الله- وعقلاء الأطباء معترفون بأن لفعل القوى النفسية وانفعالاتها في شفاء الأمراض عجائب وما على الصناعة الطبية أضر من زنادقة القوم وسفلتهم وجهالهم.

    ولعل ابن القيم – رحمه الله – بفعله ذلك يقدم نموذجاً حياً للباحث المسلم بتميز شخصيته وعرضه وصقله لكل مستجدات العلم حسب توجيهات من علّم الإنسان ما لم يعلم.

    كما بوّب – رحمه الله – في كتابه زاد المعاد (فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج المرضى بتطبيب نفوسهم وتقوية قلوبهم) ذكر فيه: ما رواه ابن ماجة في سننه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا دخلتم على المريض فنفِّسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد شيئاً، وهو يطيب نفس المريض). قال ابن القيم – رحمه الله – في تعليقه على هذا الحديث: وفي هذا الحديث نوع شريف جداً من أشرف أنواع العلاج، وهو الإرشاد إلى ما يطيب نفس العليل من الكلام الذي تقوى به الطبيعة وتنتعش به القوة وينبعث به الحار الغريزي فيتساعد على دفع العلة أو تخفيفها الذي هو غاية تأثير الطبيب. وتفريح نفس المريض وتطييب قلبه وإدخال ما يسره عليه له تأثير عجيب في شفاء علته وخفتها، فإن الأرواح والقوى تقوى بذلك فتساعد الطبيعة على دفع المؤذي.

    ولقد رُوي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقرأ الفاتحة على المريض فيشفى، فجاء رجل فقرأها على مريض وأعادها ولم يتحسن المريض فقيل له: إنها الفاتحة ولكن أين عمر؟!!.

    قال ابن القيم – رحمه الله – ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواء، ولا أجد طبيباً ولا دواءً فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيراً عجيباً، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً فكان كثير منهم يبرأ سريعاً. ولكن هاهنا أمر ينبغي التفطن له وهو أن الأذكار والآيات أو الأدعية التي يُستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره. فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء، كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية، فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره، فإن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول، فكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ بقبول تام وكان للراقي نفس فعّالة وهمة مؤثرة أثر في إزالة الداء.

    وقال ابن القيم – رحمه الله – أيضاً: وأن على الطبيب أن يستعمل أنواع العلاجات الطبيعية والإلهية والعلاج بالتخييل، فإن لحذّاق الأطباء في التخييل أموراً عجيبة لا يصل إليها الدواء، فالطبيب الحاذق يستعين على المرضى بكل معين.

    التقنية الحديثة للعلاج بالتنويم:

    يستخدم المعالج بالتنويم عدة وسائل في علاجه، والتي منها على سبيل المثال سؤال المريض بأن يركز نظره على شيء ما أمامه، وأن يسترخي تدريجياً حتى يصل إلى مرحلة يكون فيها غير واعٍ لما يدور حوله بدرجة كافية. ويشترط للعلاج بالتنويم أن يكون المريض متفاعلاً ومستعداً للتعاون مع المعالج، ورغم ذلك فإن هناك 5 - 10% من الناس لا يمكن تنويمهم مهما بلغت مهارة المعالج ودرجة تعاون المريض معه، في حين تختلف درجة القابلية للإيحاء عند 90% الآخرين. كما أنه يمكن أيضاً للمريض نفسه بعد فترة من التدريب أن يقوم بتنويم نفسه.

    وتختلف طرق التنويم بحسب الغاية التي من أجلها يُنوّم الإنسان أو الوسيط. فقد يكون المنوم مشعوذاً أو طبيباً أو باحثاً أو هاوياً، فيكون الهدف أحياناً هو خداع الناس أو تسليتهم أو يكون طبيباً بحيث يستخدم التنويم لعلاج بعض الحالات النفسية وقد يكون الهدف إجراء بعض التجارب والبحوث أو يكون مجرد هواية لمحاولة استشفاف الغيب. ومها يكن الهدف من التنويم فإنه يجب أن يتم في مكان هادئ ونور خافت، بعيداً عن اللون الأحمر والألوان الزاهية البرّاقة، كما يجب أن يستلقي الوسيط على مقعد وثير بطريقة مريحة، وأن يحل ربطة العنق والأحزمة الضاغطة وينزع الأحذية الضيقة، ثم يجب أن يعرف الوسيط الهدف من النوم، وأن لا خطر من التنويم المغناطيسي على النائم، كما يطلب منه عدم المقاومة وأن يكون إيجابياً خلال مراحل النوم، ثم يبدأ المنوِّم بالإيحاء النفسي، معتمداً في ذلك على استغلال بعض الأشياء التي تحدث طبيعياً في جسد الإنسان ونوضح ذلك على النحو التالي:

    في البداية يطلب المنوِّم من الوسيط أن يجلس ويداه مفتوحتان على ركبتيه، بحيث يكون باطن الكف إلى أعلى، فيوهمه بأن أصابعه سوف تنقبض بأثير قوة التيار المغناطيسي الذي يوجهه المنوِّم، وبعد لحظات يشعر الوسيط بأن أصابعه فعلاً تبدأ بالانقباض، وهذا الشعور طبيعي لأن أي إنسان إذا ما أرخى عضلات يده فإنه سوف يجد أن أصابعه تنقبض تلقائياً، فإذا أحس الوسيط أن أصابعه قد بدأت تنقبض، توهّم أن هذا الانقباض نتج فعلاً بتأثير من المنوِّم، ثم بعد ذلك يوهمه المنوِّم بأن يديه كما انقبضت بفعل التأثير المغناطيسي سوف تنقلب تلقائياً بحيث يصبح باطن اليد إلى أسفل بعد أن كان إلى أعلى، وفعلاً بعد أن تنقبض الأصابع تدور اليد كما أشار المنوِّم، وهذا أيضاً أمر طبيعي، ويمكن لأي إنسان أن يجرب ذلك بنفسه، فإذا شعر هذا الوسيط والذي غالباً ما يكون إنساناً بسيطاً أو مثقفاً طيب القلب يصدق كل ما يقال له، فإن ينقاد انقياداً أعمى إلى المنوِّم فتزداد ثقته به وبكلامه وبطاقته المغناطيسية، وبعدها يتحول المنوِّم بالإيحاء إلى عيون الوسيط بعد أن يضع أمامه كرة صغيرة لامعة ويطلب منه أن يحدق فيها ولا يلتفت لسواها، فيوحي إليه بأن أجفانه سوف تصبح ثقيلة وتأخذ بالانغلاق رويداً رويداً، وأن محاولة فتحها أصبح أمراً صعباً، وأن عليه الاستسلام وإغلاقها كي لا يتعب، والحيلة الكامنة هنا هو أن المنوِّم يضع الكرة اللامعة على مسافة قريبة جداً من عيني الوسيط وفوق مستوى النظر، وهذه الوضعية يتوخاها المنوِّم لهدفين، الهدف الأول: هو جعل عضلات عدسة العين الشعرية (Ciliary Bodies) تعمل بكامل طاقتها وقدرتها لتركيز الصورة على شبكة العين (Retina) وهذا يؤدي لشعور العين بالتعب، كما أن وضع الكرة اللامعة فوق مستوى العين يجبر عضلات الجفن الأعلى على الانقباض بصورة أشد من الحالة العادية وهذا ما يجعلها تتعب، أما الهدف الثاني: فيكمن في بريق الكرة إذ إن التحديق في جسم لامع يخفف من نشاط وحيوية الإنسان ويعزله عما يدور حوله من أمور. فإذا تعبت العين وقل النشاط والحيوية وأخذ يشعر بلحظات انسلاخ من المحيط الموجود فيه، ازدادت ثقته وقناعته بكلام المنوِّم إلى حد كبير بحيث لا يعود يشك في أية كلمة يسمعها منه. فإذا وصل المنوِّم إلى هذا الحد، أوحى إليه بأن الأصوات حوله بدأت تخف وأن لا صوت يسمع سوى صوت المنوِّم وبأن شعوراً جارفاً بالنوم بدأ ينتابه ولا فائدة من مقاومته وأن عليه الاستسلام لأن النوم فيه راحة له ثم يقول له بعدها بان أنفاسه قد أصبحت طويلة وبأن جسده أصبح خفيفاً جداً وهكذا يستمر المنوِّم بالإيحاء عن طريق استغلال أشياء حقيقة تحصل في جسد النائم حتى تحصل الحالة التي نسميها النوم المغناطيسي.

    وحينما يكون المريض تحت تأثير التنويم سواءً بمساعدة عقار مثل أميتال الصوديوم أو بدون استخدام العقاقير فإن المعالج يتركه يتحدث كيف يشاء، ثم يستخدم ذلك في العلاج لاحقاً.

    وتتصف الحالة التي تنتاب المريض أثناء العلاج بالتنويم بالتغيرات التالية:

    1- انعدام روح المبادرة وانتظار المريض لأوامر معالجه.

    2- انعدام الاستجابة للمؤثرات الخارجية سوى ما يوجهه إليه المعالج.

    3- ازدياد القابلية للإيحاء.

    4- ضعف ارتباط المريض بالواقع من حوله.

    5- شعور المريض ببعض التخيلات الغريبة كشعوره بأنه موجود في زمان ومكان غير الزمان والمكان الذَين يحياهما.

    6- نسيان المريض لما حدث أثناء جلسة العلاج في بعض الأحيان خصوصاً عند ذوي الشخصيات القابلة للإيحاء بشكل كبير عندما يأمرهم المعالج بذلك.

    ولعل بعض طلبة العلم يتحرج فيما يتعلق بحكم مثل هذه الطريقة العلاجية، حيث إن المسلم مأمور بتجنب كل ما يؤثر على وعيه وإدراكه إلا ما دعت إليه الضرورة كالبنج في العمليات الجراحية حتى لا يشعر المريض بالألم.

    وفي الحقيقة أن الألم النفسي الذي يعاني منه المرضى النفسيون لا يقل في بعض الأحيان عن الألم العضوي بل قد يفوقه.

    ورغم عدم انتشار هذا اللون من العلاج في العصر الحديث بشكل كبير، إلا أنه مازال يستخدم في بعض المراكز العلاجية، وفي نظري أنه يمكن الاستفادة من هذا اللون من العلاج في مجتمعاتنا الإسلامية وتسخير ذلك أيضاً في تقوية الجانب الروحي والنفسي معاً لدى المريض.

    ومما يجدر ذكره أن بعض المراجع الغربية تعتبر بعض الشعائر التعبدية عند المسلمين هي نوع من العلاج بالتنويم، وذلك لأن المسلم يتجه بمشاعره أثناء العبادة باتجاه واحد فيقلل ذلك من تأثير المثيرات الخارجية الأخرى عليه.

    ورغم الإيمان بصحة تفسير أولئك العلماء بأن المسلم يتجه بمشاعره باتجاه واحد – هذا إذا كان خاشعاً – إلا أن الاستنتاج الذي بَنَوه على ذلك وهو أن ذلك نوع من العلاج بالتنويم إنما جاء بسبب فراغ أرواح كثير من أولئك العلماء من حقيقة الإيمان بالله وعدم تذوقهم للذة الطاعة وارتباط الدين في حس الكثير منهم بالوهم والخيالات، وإلا فالواقع يشهد بغير ذلك. كما أنه ربما يكون قصد بعضهم تجريد الدين من أي أثر علاجي فعّال بسبب آثاره الروحية، وربط الناس بالآثار والقوى النفسية، وجعل الدين مجرد وسيلة نفسية يمكن الاستغناء عنه بغيره.

    استخدامات العلاج بالتنويم:

    يسعى المعالج بالتنويم إلى إظهار بعض الذكريات من اللاوعي لدى المريض أو أن ييسر له البوح ببعض أفكاره وانفعالاته المزعجة أو غير المقبولة التي لا يستطيع الحديث عنها صراحة في حالته الطبيعية. ورغم أن العلاج بالتنويم قد أخذ في الانحسار تدريجياً مع تطور وسائل العلاج النفسية الأخرى في العصر الحديث إلا أنه قد حقق في السابق درجات مختلفة من النجاح في علاج مجموعة من الأمراض مثل:

    1- السمنة.

    2- إدمان الكحول والمخدرات والنيكوتين.

    3- تم استخدامه في التخدير قبل العمليات الجراحية في القرن الماضي، لكنه نظراً لاكتشاف عقاقير التخدير فإنه لم يعد يستخدم في الوقت الحاضر.

    4- الآلام المزمنة.

    5- الربو.

    6- الثآليل.

    7- الحكة.

    8- حبسة الكلام.

    وليس من المناسب استخدام هذه التقنية العلاجية لعلاج ذوي الشخصيات الوسواسية، وكذلك الشخصيات الشكاكة المرتابة نظراً لانعدام ثقتهم بمن حولهم بمن فيهم المعالج نفسه.

    وبشكل عام فهذا النوع من العلاج نادر الاستخدام نظراً لاختلاف الآراء حوله ووجود تقنيات علاجية جديدة متميزة إضافة إلى أن ممارسته تستغرق وقتاً طويلاً.

    وينسب بعض الناس بغير علم بعض أنواع السحر إلى التنويم المغناطيسي بوصفها ضرباً من ضروبه. ولعل هذا يفسر لنا فتاوى بعض علماء الشريعة الإسلامية في التنويم المغناطيسي التي تقوم أساساً على الفم الخاطئ لدى السائل الذي يعتقد بأن المنوِّم يستعين بالجن للكلام على لسان المنوَّم مما يجعل الفقيه يفتي بحرمة ذلك، لأنه التجاء إلى غير الله واستعانة بالجن. وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية السؤال التالي:

    ما حكم الإسلام في التنويم المغناطيسي، وبه تقوى قدرة المنوِّم على الإيحاء على المنوَّم وبالتالي السيطرة عليه، وجعله يترك محرماً أو يشفى من مرض عصبي أو يقوم بالعمل الذي يطلبه المنوِّم؟

    فكان الجواب: التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جنّي حتى يسلطه المنوِّم على المنوَّم فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض الأعمال بالسيطرة عليه إن صدق مع المنوِّم وكان طوعاً له مقابل ما يتقرب به المنوِّم إليه، ويجعل ذلك الجني المنوَّم طوع إرادة المنوِّم بما يطلبه من الأعمال أو الإخبار بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوِّم. وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي واتخاذه طريقاً أو وسيلة للدلالة على مكان سرقة أو ضالة أو علاج مريض أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوِّم غير جائز، بل هو شرك لما تقدم ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها الله سبحانه إلى المخلوقات وأباحها لهم.

    كلمات مفتاحية  :
    طب

    تعليقات الزوار ()