نتكلم في هذه الوقفة عن الرياضة وأهميتها في حياة الفرد وأثرها على صحته بشكل عام، وقد تختلف نظرة الناس إلى ممارسة الرياضة بكل أنواعها ممن يعتبرها ضرورية ضرورة الماء والهواء، وبين من ينظر إليها على أنها نوع من أنواع الترفيه ومضيعة الوقت والجهد.
ونريد أن نقف بين هؤلاء و أولئك لنجعل من ممارسة الرياضة ثقافة في فكر الفرد، وهواية يمارسها بالقدر الذي يجعله محافظا على لياقته، مجددا لنشاطه، محافظا على شبابه، مؤديا لواجباته، واقيا جسده من الأمراض العصرية المرتبطة أساسا بالخمول وقلة النشاط والحركة.
تنظر إليها الدول على أساس جزء من التنمية البشرية وحفاظ للتوازن الصحي لذلك تنشئ الوزارات المكلفة بالرياضة، والنوادي المهتمة، وعشرات من الفرق التي تضم آلافا من الشباب من الجنسين وتصبح بعض الرياضات المتنفس الوحيد لهموم شعب بأكمله.
ينظر إليه الأطباء بأنها العمود الفقري في حياة الفرد ممارستها ضرورية ولو بالجزء اليسير لذلك ينصحون الناس والمرضى خصوصا بالمشي ولو لمدة نصف ساعة في اليوم.
ينظر إليها النفسانيون وعلماء الاجتماع بأنها المجدد لنشاط الفكر وشحذ العزيمة وصقل للإرادة وتحدي للنفس التي تركن للراحة، ورفع من قوة تحمل الجسم.
في المقابل قد يتساءل البعض عن قدرة آبائنا وأجدادنا عن الحفاظ على لياقتهم ومعافاتهم من الأمراض التي تنخر أجساد شباب اليوم، فقد ترى شيخا في السبعين من عمره يمارس نشاطه بكل قوة، أو ترى عجوزا في قرية من القرى تمارس نشاطها وكأنها في كامل شبابها، والسبب أن هذه الفئة تمارس الرياضة كل على طريقته الخاصة، أليست الفلاحة رياضة؟ أليست مهنة الرعي مثلا رياضة وسياحة؟ فالرياضة ممارسة لجهد لتجديد نشاط الجسم.
ولكن أين نحن من ممارسة الرياضة وبانتظام وهل هي بالفعل تأخذ الاهتمام الكافي في برامج أعمالنا، أم أنها من الفضول؟
من الصعب على بعض الأفراد حتى برمجة الرياضة في أجندته كمشروع ملازم له في حياته، هذا عند الشباب الذكور أما عند نسائنا فمجرد التفكير في ذلك قد يكون ضربا من الخيال والمستحيل.
إذن لماذا أجعل الرياضة شيء أساسي في حياتي؟
-
لأن في ذلك تجديد لنشاط جسمي
-
لأن في ذلك حفاظا على شبابي
-
لأن في ذلك وقاية لي من أمراض الكسل والخمول
-
لأن في ذلك تجديد لهمتي وكسر الروتين الذي أعيشه
-
لأن في ذلك تقوية لعزيمتي، ورفع مستوى قدرة تحمل جسدي
وكيف أجعل الرياضة شيء أساسي في حياتي؟
-
أن أخصص لذلك وقتا مرتين في الأسبوع على الأقل لأمارس هوايتي المفضلة ولو مشيا.
-
أن أداوم على ممارسة الرياضة بحيث لا تؤثر على مهامي.
-
لا أجعل وظيفتي تتحكم في ممارسة الرياضة.
-
أن أختار الأماكن المناسبة لممارسة الرياضة.
-
أن أختار من أمارس معهم الرياضة.
-
أن أتخطى الحاجز النفسي الذي يعيقني عن ممارسة الرياضة.
في الأخير قد يكون الكلام عن ممارسة الرياضة وآثارها من بين الموضوعات التي تحتاج إلى الكثير من المقالات والمختصين في المجال لكن عندما أجعل شعار ممارسة الرياضة... شيء أساسي في حياتي أكون قد خطوت الخطوات الأولى في مسار الخطة، وعندما أجرب وأداوم أدرك أهمية الرياضة، وعندما أقارن بين من يمارسون الرياضة وبين من لا يمارسون افهم "علموا أولادكم الرماية والسباحة و ركوب الخيل".
إذن فلنجعل شعار ممارسة الرياضة... شيء أساسي في حياتي شعارا عمليا قابلا للتطبيق لا يرتبط بعمر أو بفئة أو بجنس.