يحتوي جسم الإنسان على 2 – 4 مليون غدة عرقية و التي تعمل على تبريد الجسم من خلال العرق. و يتم تغذية تلك الغد العرقية للتحكم في إخراج العرق عن طريق مركز بالمخ. و ذلك عن طريق أعصاب تدخل في الحبل الشوكي و تكون وصلات عصبية على جانبي العمود الفقري. و تغادر هذه الخلايا العصبية الحبل الشوكي و تدخل العقد السمبثاوية Sympathetic Ganglia في الصدر، و في النهاية تغذي الأطراف العليا. و التنشيط الزائد للغدد العرقية متعلق بتنشيط زائد للجهاز العصبي السمبثاوي.
و يتمثل العلاج الجراحي لفرط التعرق في: قطع الأعصاب السمبثاوية بالمنظار Endoscopic Thoracic Sympathectomy ( ETS ).
كما سبق أن ذكرنا أن فرط التعرق يكون نتيجة النشاط الزائد للأعصاب السمبثاوية Sympathetic Nerves الموجودة في التجويف الصدري بجانب العمود الفقري. و تلك الأعصاب لها 12 عقدة في التجويف الصدري. و تتضمن العملية الجراحية قطع تلك الأعصاب. و يختلف عدد الأعصاب التي يتم قطعها ( المستوى الذي يتم قطع الأعصاب عنده ) تبعا لنوع فرط التعرق. و يجب أن تقام العملية الجراحية بدقة شديدة لتفادي أي مضاعفات.
و تتلخص خطوات العملية الجراحية في الآتي:
-
تتم تحت التخدير العام.
-
يقوم الجراح بعمل فتح (شق ) جراحي صغير ( ربع بوصة ) في منطقة الإبط.
-
يتم إدخال منظار صغير جدا خلال ذلك الفتح ليصل إلى التجويف الصدري.
-
بعد ذلك يتم إما قطع الأعصاب أو استخدام مشبك صغير لغلقها أو إزالة جزء صغير من العصب.
-
عند استخدام مشبك صغير للضغط على العصب Clamping: يستخدم مشبك صغير من مادة التيتانيوم للضغط على العصب. و بذلك يقاطع إشارات العصب خلال الأعصاب السمبثاوية. و لا يتم المساس بالعقد العصبية السمبثاوية Sympathetic Ganglia. و ميزة تلك الطريقة أنه يمكن إزالة المشبك بعد ذلك إذا احتاج المريض لذلك ( في حالات التعرق التعويضي الشديد ).
-
عند قطع العصب Cutting: يتم قطع العصب من خلال مقص طبي أو الكي الكهربي Electrocautery. و يعتبر العيب في تلك الطريقة أن قطع الأعصاب يكون نهائيا أي لا يمكن إعادته مرة أخرى إذا احتاج المريض لذلك.
-
عند استئصال الأعصاب السمبثاوية Resection: يتم إزالة جزء من الأعصاب. و يفضل بعض الجراحين تلك الطريقة.
-
يتم بعد ذلك إخراج المنظار و غلق مكان الفتح الجراحي. و يكون أثر الجرح ( الندب ) بعد ذلك بسيط و غير ظاهر.
-
يتم الرجوع للعمل خلال أسبوع أو أقل من إجراء العملية.
نتائج العملية الجراحية
العملية فعالة جدا في معالجة فرط تعرق الأيدي. و أغلب المرضى بعد أن يستيقظ من التخدير يُلاحظ أن يداه جافة و دافئة. و العديد من المرضى الذين يعانوا من فرط تعرق القدم يلاحظون بعض التحسن في تعرق أقدامهم بعد العملية. أيضا بالنسبة لحالات فرط تعرق الإبط فإن نتيجة العملية تكون جيدة جدا. كذلك تعرق الوجه يستجيب بصورة جيدة جدا للعملية. أيضا حالات احمرار الوجه ( facial blushing ) تتحسن بصورة ملحوظة. و بالتالي تتحسن حالة المريض النفسية.
الأعراض الجانبية للعملية الجراحية
أكثر الأعراض الجانبية انتشارا هي التعرق التعويضي compensatory sweating. و هو عبارة عن زيادة في التعرق تحدث بعد إجراء العملية. و يكون التعرق في الجزء السفلي من الصدر، الظهر، البطن، الفخذ، و الساق. و قد تكون مصحوبة بحساسية زائدة للحرارة أو البرودة.
و أغلب المرضى يواجهون درجات مختلفة من ذلك التعرق التعويضي بعد إجراء العملية الجراحية. فدرجة التعرق التعويضي تكون متفاوتة من شخص إلى آخر. قد يظهر كرطوبة بسيطة أو يكون زيادة تعرق واضحة. و عادة يحدث في الجو الحار. و لا يمكن توقع درجة حدوثه قبل إجراء العملية.
و أغلب المرضي لا يمثل لهم التعرق التعويضي مشكلة ذات أهمية في سبيل التخلص من المعاناة التي يواجهونها بسبب فرط التعرق. لكن هناك عدد قليل من المرضى يعاني من درجة شديدة من التعرق التعويضي. و في تلك الحالات يتم إزالة المشبك الذي استعمل للضغط على العصب و قطع الإشارات العصبية. و بذلك يعطي استخدام المشبك فرصة للتراجع عن العملية و التخلص من التعرق التعويضي الشديد في حالة حدوثه. و يجب إجراء ذلك بعد فترة قليلة جدا من الجراحة حيث أنه بعد شهور قليلة تقل فرصة إرجاع العصب إلي ما كان قبل إجراء العملية.
و يعتقد أن درجة التعرق التعويضي تتعلق بمدى قطع الأعصاب السمبثاوية، أي المستوى الذي يتم قطع الأعصاب عنده. فكلما كان القطع في عدد كبير من الأعصاب كلما زادت درجة التعرق التعويضي.
في الطرق القديمة للعملية كان يتم قطع مجموعة كبيرة من الأعصاب و بالتالي كان الشخص يعاني بعد ذلك من درجة عالية من التعرق التعويضي. لكن حديثا مع الطرق المتقدمة في العملية يتم قطع أعصاب محددة تختلف تبعا لنوع التعرق و بالتالي تقل حدة التعرق التعويضي.
هناك بعض الأدوية تستعمل بنجاح في علاج التعرق التعويضي مثل الروبينول Robinul، و الديتروبان Ditropan.
تتضمن أيضا الأعراض الجانبية و المضاعفات للعلاج الجراحي الآتي
-
نزيف.
-
عدوى.
-
تدمير العصب.
-
ألم بالضلع بعد العملية.
-
جفاف اليد، الوجه، و الرقبة.
-
بعض المرضى يحدث لهم نقص في ضربات القلب.
-
في حالات نادرة قد يحث ضرر بالرئة و الإصابة بمتلازمة هورنير Horner's Syndrome.
و عامة حديثا و مع استخدام التقنيات الجديدة في العملية الجراحية فنادرا جدا ما تحدث تلك المضاعفات
|