انبثق نور الإسلام من الجزيرة العربية وامتد شرقاً إلى العراق وإيران وأفغانستان وشبه جزيرة القارة الهندية ثم ماليزيا وإندونيسيا وحتى الصين والفلبين.
واستغرق هذا الانتشار زماناً ، وامتد مكاناً ، وتأخر وصول الإسلام إلى اليابان إلى أواخر القرن التاسع عشر.
ويعبر اليابانيون مسلمهم وغير مسلمهم عن أسفهم واستغرابهم من التأخير في الوقت الذي وصل فيه الإسلام الصين والفلبين ، وعلى أية حال وبقدر من الله سبحانه وتعالى حدث الذي حدث.
وإنني بهذه الورقة آثرت أن أعرض الوجود الإسلامي زمنياً Chronology وحددت محطات وأرخت لكل فترة ما تيسر من معلومات عاشرت الأربعين سنة الأخيرة منها ، وتتبعت المراحل التي قبلها بالبحث والتنقيب لفترة زادت على الثلاثين سنة.
ولا أدعي الإحاطة وكل إنسان يرى التاريخ يبدأ من عند نفسه، وحين تتعدد الكتابات والمصادر فإن الصورة قد تصل إلى ما هو أقرب إلى الكمال ، وها أنا أدلي ببضاعتي معتذراً إن كان لحظ النفس فيها شيء، وهو غير مقصود، فتجارة الدنيا تمحق بركتها إن لم يصاحبها الصدق والإخلاص، فكيف بالتجارة مع الله ، وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وإني أسأل الله العفو والمغفرة وأرجو من إخواني الصفح.
مرحلة ما قبل 1900 :
في بداية عصر النهضة اليابانية ويدعى "عصر ميجي ""MEIJI والذي بدأ عام 1868 كانت دولتان وحيدتان في آسيا هما اللتان تتمتعان بالاستقلال وهما العثمانية واليابانية ، وكلاهما تواجهان ضغوطاً من الدول الغربية ، فحرص الجانبان على إقامة علاقات ودية بينهما ، وتم تبادل الزيارات، وكانت أهمها البعثة التي أرسلها المرحوم السلطان عبد الحميد الثاني إلى اليابان على الباخرة "آل طغرل" وعلى ظهرها أكثر من ستمائة ضابط وجندي عثماني (ترك وعرب وألبان وبوسنيون .... الخ) يقودهم الأميرال عثمان باشا، وذلك عام 1890.
وبعد أن أدت البعثة مهمتها في اليابان وقابل رئيسها الإمبراطور، عادت أدراجها، إلا أنها وهي لا تزال على الشواطئ اليابانية وليس بعيداً عن أوساكا هب عليها إعصار شديد، أدى إلى تحطمها واستشهد أكثر من خمسمائة وخمسين شخصاً بما فيهم أخو السلطان ومعهم عثمان باشا.
هزت الحادثة الطرفين، ونقل الناجون على باخرتين يابانيتين إلى إسطنبول، ودفن الشهداء عند الموقع، وعمل متحف بجانبهم، ويحتفل اليابانيون والأتراك إلى يومنا هذا كل خمس سنوات بهذا الحادث في نفس الموقع رغم تبدل الحكومات، وهذا دليل على إخلاص اليابانيين في صداقتهم.
بعد سنة من الحادث تصدى صحفي ياباني شاب (أوشاتارو نودا) لجمع تبرعات من اليابان لعوائل الشهداء وذهب إلى اسطنبول عام 1891، وسلم التبرعات للسلطات العثمانية، وقابل السلطان عبد الحميد ، وأثناء إقامته في إسطنبول لقي أول مسلم إنجليزي وهو "عبد الله غليام" وهو من مدينة ليفربول، وبعد التحادث معه قبل دين الإسلام وتسمى "عبد الحليم"، كما تظهر الوثيقة العثمانية المرفقة.
ويمكن اعتبار "عبد الحليم نودا" أول مسلم ياباني ، تبعه بعد ذلك يامادا الذي وصل إسطنبول عام 1893 يحمل التبرعات لعوائل الشهداء وطلب منه السلطان عبد الحميد تدريس اللغة اليابانية للضباط العثمانيين، واتخذ اسـم خليل أو عبد الخليل، فبذا يمكن اعتباره ثاني مسلم ياباني.
أما الشخص الثالث فهو أحمد أريجا Ahmad Ariga وكان مسيحياً يعمل في التجارة، زار مدينة بومبي عام 1900، ولفت نظره مسجد فيها فدخله وأسلم هناك، وعاد داعية وشارك في أحد ترجمات القرآن الكريم لليابانية ، وفي هذه المرحلة سكن تجار مسلمون من الهند في كل من طوكيو ويوكوهاما وكوبي ، وبهذا يعتبرون أول جالية إسلامية تقيم في اليابان.
العشرتان الأولى من القرن العشرين ( 1900- 1920 )
زار اليابان مبعوث للسلطان عبد الحميد يدعى "محمد علي" في عام 1902 وذكرت الوثائق أنه كان يخطط لإقامة مسجد في يوكوهاما.
كما زار اليابان الضابط برتو باشا، مبعوث السلطان عبد الحميد لمراقبة الحرب اليابانية الروسـية (1904-1905) وأقام سنتين، وقابل الإمبراطور وألف كتاباً من جزأين باللغة التركية.
وبعد الحرب اليابانية الروسية نشرت أنباء عالمية عن اهتمام اليابان بالإسلام والعالم الإسلامي، مما حفز المسلمين في كل مكان على القيام بنشر الإسلام في اليابان ، فقد ذكر العقاد أن ضباطاً مصريين بهرتهم انتصارات اليابان على روسيا فتطوعوا في الجيش الياباني وتزوجوا يابانيات، وخلفوا، منهم من عاد إلى مصر ومنهم من بقي .
كما زار الداعية الهندي سر فراز حسين اليابان في أواخر عام 1905 وأوائل 1906 وألقى محاضرات عن الإسلام في ناغاساكي وطوكيو ، وأقيم أول مسجد في أوساكا للأسرى المسلمين الروس بعد الحرب التي ذكرناها وذلك عام 1905.
كما نشرت الأخبار في العالم الإسلامي أن مؤتمراً يعقد في طوكيو عام 1906 يقارن فيه اليابانيون بين مختلف الأديان لاختيار الدين الصحيح، هكذا وصلت الأخبار المبالغ فيها، فتحمس المسلمون في كل مكان لحضور المؤتمر، وذكر السيد على أحمد الجرجاوي وهو محامي شرعي أزهري أنه ذهب لحضور المؤتمر ، وألف كتاباً عام 1907 أسماه "الرحلة اليابانية" ادعى أنه ومعه داعية صيني يُدعى سليمان الصيني وروسي يدعى مخلص محمود وهندي اسمه حسين عبد المنعم، كونوا جمعية في طوكيو للدعوة الإسلامية، وأسلم على أيديهم اثنا عشر ألف يابانياً.
وبعد سنتين أو ثلاث زار اليابان عبد الرشيد إبراهيم وهو رحالة وداعية مسلم من روسيا واستهجن هذا الإدعاء ، واستهجن كذلك بادعاء الجرجاوي الداعية والمفكر الهندي محمد بركة الله الذي أقام في اليابان خمس سنوات ما بين 1909-1914، وإن كاتب السطور منذ بضع سنوات يجري التحقيق :هل زار الجرجاوي اليابان أم لا، ولم يتمكن من الحصول على أي دليل مادي غير الكتاب الذي ألفه الجرجاوي.
وجاء الداعية عبد الرشيد إبراهيم الذي سبق ذكره إلى اليابان عام 1909 وأقام ستة شهور، قابل فيها رجالات اليابان من الوزراء إلى الفلاحين ، وأسلم على يديه نخبة من المفكرين والصحفيين والضباط الشباب، كما زار الصين وكوريا والهند والحجاز ، وألف كتاباً من ألف صفحة باللغة العثمانية أشرف كاتب هذه السطور على ترجمته ومراجعته وسيصدر قريباً إن شاء الله .
وعبد الرشيد رحالة وداعية وسياسي وأديب وعالم وقال عن كتابه المرحوم عبد الوهاب عزام : إنه أهم من كتاب ابن بطوطة، كما روى ذلك الدكتور محمد رجب البيومي في مقالة له في مجلة الأزهر.
كما زار اليابان محمد بركة الله من بهوبال في الهند ، وهو أول من علم الأردية في جامعة اللغات الأجنبية في طوكيو وأصدر لثلاث سـنوات مجلة "الأخوة الإسلامية " ISLAMIC FRATERNITY مابين 1910-1912.
وأسلم علي يديه عدد من اليابانيين، ولم أحصل إلا على عددين من مجلته، ولا أزال أفتش عنها لأنها تحمل براعم انتشار الإسلام في اليابان ، ومن الضباط الذين ذكرهم العقاد عرفت عن أحمد فضلي الذي أقام في اليابان وتزوج يابانية عام 1908 ولقي عبد الرشيد إبراهيم وتعاون معه، كما تعاون مع بركة الله لستة شهور في إصدار المجلة ثم تركه، وألف فضلي كتاب "سر تقدم اليابان" عام 1911عربية، كما ترجم من اليابانية كتاب "النفس اليابانية" التي توضح الشخصية اليابانية، وزار جامعة واسيدا بصحبة عبد الرشيد ، وترجم له محاضرة عن الإسلام بالجامعة لثلاث ساعات ..
وذكر عبد الرشيد أن في جامعة واسيدا حوالي الألف صيني من بينهم تسع وثلاثون مسلمون ، وهم الذين أصدروا صحيفة إسلامية باللغة الصينية عنوانها" الاستيقاظ الإسلامي" هكذا كتبوا العنوان بالعربية.
كما أصدر حسن هاتانو الذي أسلم على يد بركة الله مجلة شهرية مصورة باللغة الإنجليزية أسماها أيضاً " الأخوة الإسلامية " واسمها بالإنجليزيةIslamic Brotherhood ولم أعثر على أي عدد منها حتى الآن وذلك في عام 1918، كما أنه أصـدر في عام 1911 مجـلة Islam باليابانية والإنجليزية، ولم أعثر حتى الآن على أي عدد منها ، وأدى الحج أول ياباني عام 1909 عمر ياما أوكا ، فقد صاحب عبد الرشيد إبراهيم إلى الديار المقدسة ثم إلى إسطنبول.
ونشرت مجلة العالم الإسلامي بالفرنسية عام 1911 خبراً عن إسلام شخصين يابانيين مقيمين في الصين، وعزمهما على نشر الإسلام في اليابان بعد عودتهما إلى بلدهما.
العشرينات : 1920-1930:
تمام اليابان بالعالم الإسلامي لأغراض متعددة، توسعية، اقتصادية، ثقافية، كما تمت ترجمات لمعاني القرآن الكريم ، وشكلت الجمعيات ، وألفت الكتب الإسلامية الاستشراقية.
وبدأ المهاجرون من المسلمين التتار يفدون اليابان فراراً من الحكم الشيوعي في روسيا، واستقر أكثرهم في طوكيو وناغويا وكوبي ، كما أدى ثاني مسلم ياباني فريضة الحج وهو المرحوم نور أبي تاناكا IPPEI TANAKA الذي أسـلم في الصين ، كما أسلم في الصين المرحوم عمر ميتا مترجم معاني القرآن الكريم ، زار عمر ياما أوكا مصر ، وذهب إلى الأزهر عام 1924 وله صورة تذكارية بالزي الأزهري، يعلو وجهه النور ، وكأنه أحد علماء إندونيسيا وماليزيا .
الثلاثينات 1930 – 1940:
برز اسم "عبد الحي قربان علي" كزعيم ديني للمسـلمين التتار ، وأصدر مجلة باللغة التتارية "جابان مخبري" توزع في داخل اليابان وخارجه، وأنشأ مطبعة بالحروف العربية طبع فيها الكتب الإسلامية باللغة التتارية ، وطبع القرآن الكريم الذي كان قد طبع في مدينة قازان قبل الحكم الشيوعي ، وقوى علاقاته بالسلطات اليابانية مما دفعها لمساعدة المسلمين في بناء أول مسجد في طوكيو عام 1938 ، والذي حضر افتتاحه المرحوم حافظ وهبة سفير المملكة في لندن مندوباً عن المرحوم الملك عبد العزيز آل سعود ، وحضر سيف الإسلام الحسين من اليمن ، ومحمود فوزي قنصل مصر في اليابان ، والذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية ونائباً لرئيـس الجمهورية.
ولدى كاتب هذه السطور الكلمات التي ألقيت وترجمتها والصور التي أخذت بالمناسبة.
عاد ثانية إلى اليابان عام 1933 الداعية عبد الرشيد إبراهيم وتعاون مع قربان علي في قيادة الجالية الإسلامية حيث أصبح الضباط الشباب الذين أسلموا على يديه في زيارته الأولى أصبحوا هم الذين يتولون سياسة البلد.
كما جاءت شخصية هندية لامعة لليابان وهو "نور الحسن برلاس" الذي تولى كرسي اللغة الأردية في جامعة اللغات الأجنبية منذ عام 1932 إلى عام 1949، وكان له نشاط مع المسلمين وكتب الكثير عن الإسلام في اليابان باللغة الأردية ، ترجمها كاتب هذه السطور للعربية ، وقابلت ابنه في كراتشي عام 1997 وأحفاده في كراتشي وإسلام آباد والرياض.
وزار اليابان كذلك الداعية العالم الهندي "عليم الله صديقي" وألقى محاضرات عن الإسلام في طوكيو ، وهو من أوائل الرحالة والدعاة العالميين الذين أنشئوا مراكز وزاروا أقطار الدنيا، وترك أثراً في كل بلد، وعندي خطابه الذي ألقاه في فندق الأوريون في جينـزا GINZA بقلب طوكيو عام 1936 عن مكانة المرأة في الإسـلام ، وقد أسس في هذه الفترة مسجد كوبي عام 1935 من قبل المسلمين الهنود وساهم المرحوم فيروز بأكبر قسط من المال ، وقابلت ابنه في دلهي عام 1995 وقبلت رأسه احتراما لوالده.
كما بنى المسلمون التتار مسجداً في مدينة ناجويا بنفس الفترة ، واهتمت اليابان بتركستان الشرقية ( التي هي جزء من الصين ) واستدعت زعماء المسلمين هناك والطلبة لليابان ، ومنهم أمين إسلامي الذي أصبح إماماً لمسجد طوكيو من 1938 إلى 1953، وهاجر بعدها للملكة في الطائف ثم جدة ، وعمل في الإذاعة ووزارة الحج وأبناؤه في جدة.
كما برز في هذه الفترة وأسلم المرحوم مصطفى كومورا ، وكان له دور مع مسلمي تركستان الشرقية ويوننان في الصين ، وبعد الحرب شكل جمعيتين إسلاميتين معترف بهما رسمياً ، وبهذا يعتبر أشطر وأول اليابانيين المسلمين في التسجيل الرسمي ، والذي يعتبر أصعب شيء في اليابان ، وأرسل عشرات الطلبة إلى باكستان وماليزيا ثم المملكة، وشارك عمر ميتا في ترجمة معاني القرآن الكريم في مكة المكرمة ، وألف موسوعة ضخمة عن تاريخ الإسلام في اليابان باللغة اليابانية ترجمناها للإنجليزية وهي قيد الإعداد للطبع.
وفي هذه الفترة بدأ سيل من المسلمين اليابانيين الذهاب لأداء فريضة الحج في سنوات متتالية ، حظي أبرزهم المرحوم صالح سوزوكي بمقابلة المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود ، حيث كان يعطي اهتماما كبيراً للحجاج اليابانيين ، كما روى لي السيد العامودي الذي كان يعمل في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة أن السيد جابان أوغلو وهو عديل للسيد قربان علي ، زار المملكة وقابل المرحوم الملك فيصل في الطائف في وسط الثلاثينات ، وحدثه عن مسلمي اليابان ، وطلب من المملكة دعمهم .
وجاء اليابان التاجر اللبناني الأديب عبد الرحمن قليلات قادماً من البرازيل ومعه عائلته، وله إسهامات مع المسلمين في اليابان، كما سكنت اليابان عائلة الدبس وكبيرهم المرحوم عبد الهادي الدبس، وهم تجار كبار من سوريا، وإن ابن عمه السيد فؤاد الدبس متعه الله بكامل الصحة والعافية، الذي يقيم في كوبي ، وله ولآل الدبس أيادي بيضاء في دعم الوجود الإسـلامي في اليابان.
الأربعينات 1940- 1950:
وصل اليابان عام 1941 الشيخ عبد الله طوغاي مبعوث الأزهر إلى اليابان ، وبقى ستة أشهر فقط حيث عاد إلى مصر بسبب انضمام مصر إلى الحلفاء ضد المحور أثناء الحرب العالمية الثانية، وتعلم العربية عليه الأستاذ عمر هاياشي.
ومع عبد الله طوغاي تواجد في اليابان محمد كامل طبارة تاجر الأسهم اللبناني، وهو الذي فك الرموز والكتابات التي تمتلكها قبائل العَينو ، وهم سكان اليابان الأصليين.
إن هذه الكتابات عجز عن فكها فطاحلة علوم الألسن والأجناس اليابانيون ، وأعلن طبارة ترجمتها في مؤتمر صحفي كبير في طوكيو عقد في حينه ، اطلعنا عليه في الوثائق التي وجدناها.
دخلت اليابان الحرب واحتلت أجزاء من آسيا، واحتك اليابانيون بمسلمي الصين وماليزيا واندونيسيا والفلبين وبورما ، وظهرت أسماء "عمر يوكيبا" متعه الله بوافر الصحة والعافية ، وهو موجود بالندوة هذه ، حيث أسلم في ماليزيا، والمرحوم عبد المنير واطانابا أسلم في إندونيسيا ، والمرحوم صادق إيمازومي ، والمرحوم فاروق ناغاسي وسودا وماتسوباياشي وغيرهم.
- توفي رائد الدعوة الإسلامية في اليابان عبد الرشيد إبراهيم عام 1944 وهو دفين مقبرة المسلمين في "مقبرة تاما" بضواحي طوكيو.
- خسرت اليابان الحرب وعاد ثلاثة ملايين ياباني ومن بينهم الذين أسلموا في آسيا.
رجع نور الحسن برلاس عام 1949 وباع طوابع قديمة ليقطع تذكرة له ولزوجته ليعود إلى باكستان ، وقابلت ابنه عام 1997 كما قلت في كراتشي ، ويبلغ من العمر 82 عاماً وكان قد درس في يوكوهاما.
الخمسينات 1950 – 1960:
- اجتمع المسلمون اليابانيون، عمر ميتا، صادق إيمازومي، عبد المنير واطانابا، عمر يوكييا، عمر ياما أوك، مصطفى كومورا .. الخ ، وشكلوا أول جمعية للمسلمين اليابانيين عام 1953.
- بدأت طلائع جماعة الدعوة والتبليـغ ترد اليابان من باكستان، ما بين 1956 - 1960 فأول بعثة لهم كانت عام 1956 (بقي شبير أحمد الوحيد من بينهم على قيد الحياة وقابلته قبل بضعة شهور في رايوند بلاهور).
لقد زاروا اليابان أربع مرات، رافقتهم في المرة الرابعـة عام 1960.
لقد أحيوا المســلمين القدماء بروح الدعوة )عمر ميتا ومصطفى كومورا) وأدخلوا جدداً في الإسلام ، عبد الكريم سايتو رحمه الله ، خالد كيبا (متعه الله بالصحة)، والدكتور عمر كاواباتا وزكريا ناكاياما وعلي موري وأمين ياماموتو (والأربعة الآخرون رحمهم الله من أكبر الدعاة إلى الله في جزيرة شكوكو رابع جزيرة في اليابان وهم من جماعة خالد كيبا).
كما أسلم على يد صادق إيمازومي كل من رمضان إيسـوزاكي وزبير سوزوكي وصديق ناكاياما ويوسف إيموري (متعهم الله بوافر الصحة )
- وبرز في هذه الفترة رائد عملاق وهو المرحوم عبد الرشيد أرشد وهو مهندس باكستاني من التبليغ وحافظ للقرآن الكريم وداعية من الطراز الأول، زار اليابان في بعثة تدريبية على حساب الحكومة اليابانية عام 1959 والتحق بالبعثة التبليغية الثالثة ، وأسلم على يديه خيرة الناس ومنهم خالد كيبا.
وهو الذي شجع كاتب هذه السطور على المجيء إلى اليابان حيث تعرفت عليه بواسطة المرحوم السيد علي أبو الحسن الندوي، حينما قابلته في زيارة له لباكستان حيث كنت أدرُس الزراعة في لائلبور "فيصل آباد".
وبعد عودة عبد الرشيد من اليابان لقيته في رايوند قرب لاهور في نوفمبر 1959 في اجتماع التبليغ السنوي فكان يشجعني للذهاب إلى اليابان ويقول: اليابان كالبستان الزاهر، مملوء بالفاكهة اليانعة، تدخله وتجمع الثمار بكل سهولة، وإن من بين الذين يسلمون من هم أشبه بالصحابة.
أشرف عبد الرشيد أرشد في أوائل الستينات على مد الخطوط التلفونية بين مكة والمدينة وأخبرته وأنا في اليابان في عام 1961 أن عمر ميتا بدأ يترجم معاني القرآن الكريم، حيث كنت أسكن مع عمر ميتا في غرفة واحدة لمدة سنة تقريباً فاتصل وهو مقيم بمكة المكرمة بالرابطة حين أول تأسيسها فاستدعت عمر ميتا وبعدها مصطفى كومورا ، وترجم ثلاثتهم سوية معاني القرآن الكريم لليابانية، وتوفى عبد الرشيد بحادث سيارة بين المدينة ومكة عام 1964 أو أوائل 1965، وكان معه مصطفى كومورا وعمر ميتا فنجاهما الله ليتما نشر ترجمة معاني القرآن الكريم.
- وممن أسلم في هذه الفترة عملاق ياباني آخر ورائد كبير في مسيرة الدعوة الإسلامية في اليابان ، وهو المرحوم البروفسور عبد الكريم سايتو، أسلم على يد أهل التبليغ وعمل أستاذاً في جامعة تاكشوكو Takushoku وأسلم على يديه عشرات من الشباب اليابانيين.
أرسلناهم سوية في الستينات للأزهر وفي السبعينات للمملكة العربية السعودية، وهم الآن يتولون تعليم اللغة العربية في الجامعات اليابانية والعمل في كبرى الشركات، ومنهم من يتولى إدارة جمعية مسلمي اليابان الآن مثل الأستاذ خالد هيكوجي Higuch رئيس الجمعية والأستاذ أمين توكوماتسو والأستاذ يحيى إيندو.
الستينات 1960 – 1970:
وصل اليابان الطلاب المسلمون الأجانب ، باكستانيون، عرب (ومنهم كاتب هذه السطور)، أتراك، وأعداد كبيرة من إندونيسيا، وشكلنا أول جمعية للطلبة المسلمين في اليابان في أوائل عام 1961 ومن إدارتها د. زحل من إندونيسيا (الآن بروفسور في جامعة جاكرتا الوطنية ووزير سابق ، وجمع لنا مبلغاً محترماً للمساعدة في إعادة بناء مسجد طوكيو المركزي )، مظفر أوزي (تركي) أحمد سوزوكي (ياباني أزهري يمثل الجيل الثاني حيث إن والده مسلم وخاله مسلم) وعبد الرحمن صديقي (باكستاني) وصالح السـامرائي (عربي).
- شكل الطلبة المسلمون مجلس مشترك للدعوة مع جمعية مسلمي اليابان (عمر ميتا، عبد المنير واطنابا، وعبد الكريم سايتو) من الجانب الياباني و (عبد الرحمن صديقي ومظفر أوزي وصالح السامرائي من جانب الطلبة) ومن النشاطات التي قام بها المجلس:
1ـ أصدر كتيبات عن الإسلام من تأليف عمر ميتا ، وترجم ونشر كتاب ما هو الإسلام للمودودي.
2 ـ ساعد الأخ فاروق ناغاسي بإصدار جريدة صوت الإسلام في اليابان.
3 ـ أرسل الشباب اليابانيين للدراسة في الأزهر ، وقبل إرسالهم عمل لهم دورات مكثفة.
4 ـ والى شؤون الدعوة في أنحاء اليابان بعد أن انقطع أهل التبليغ. .
5 ـ اشترى المجلس أول مقبرة للمسلمين في إينـزان بتبرع من المملكة العربية السعودية والكويت ، ومن خالص أموال المرحوم عبد الكريم سايتو (سجلت المقبرة فيما بعد باسم جمعية مسلمي اليابان ، وعلى أساسها حصلت الجمعية على التسجيل الرسمي في محافظة ياماناشي المجاورة لطوكيو).
6 ـ قدم المجلس البروفيسور عبد الكريم سايتو للعالم الإسلامي ، فأول ما زار العراق ثم مصر ثم المملكة العربية السعودية ، وبعدها الكثير من البلدان الإسلامية.
7 ـ فتح المجلس أول مركز إسلامي في طوكو شيما بجزيرة شكوكو عام 1965 ، ولم يستمر إلا لسنة واحدة.
8 ـ فتح أول مركز إسلامي في طوكيو عام 1965 بدعم من أول سفير لدولة الكويت الشقيقة (الأستاذ الصنيع وعلمت أنه ذهب إلى ربه، رحمه الله رحمة واسعة). واستمر المركز لسنة تقريباً ، وأغلق لأن السفير انتقل من اليابان وانقطع الدعم.
- سعادة الأستاذ المنقور سفير المملكة العربية السعودية في طوكيو ومعه الأستاذ محمد بشير كردي متعهما الله بوافر الصحة والعافية ، والأستاذ صلاح الحسيني يرحمه الله (وهو نجل المرحوم حاج أمين الحسيني مفتي فلسطين) في سفارة المملكة بطوكيو كانوا يدعمون نشاطنا، والأستاذ المنقور كان يدفع لنا في كل مناسبة مبلغاً محترماً للقيام بالنشاطات المختلفة.
- الإخوة الإندونيسيون كان لهم مقر ضخم في قلب طوكيو وقرب مسجدها المركزي، وكنا نحيي فيه المناسبات الإسلامية وخصوصاً عيد الفطر المبارك، حيث يعملون حفلة ضخمه فيها لذيذ الطعام يسمونها "الحلال بالحلال" يأتيها المسلمون وكبار المسئولين اليابانيين ، وحتى أعضاء البرلمان فكانت تظاهرة إسلامية كبيرة.
- في الثلث الأخير من هذه الفترة وبعد أن عاد أكثر الطلبة إلى بلدانهم وقل نشاطهم جاء إلى اليابان عملاق آخر وداعية قل نظيره، هو "سيد جميل" المحاسب القانوني الأول في حكومة باكسـتان Chief Accountant ورئيـس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بكراجي ، لقد تابع ما بدأ به الآخرون ووسع.
كما نشر بعض الرسائل باللغة اليابانية وشمل نشاطه كوريا أيضاً.
- وجاء إلى اليابان أستاذ مصري قدير هو المرحوم علي حسن السمني حيث علم اللغة العربية في جامعة اللغات الأجنبية والمعاهد اليابانية الأخرى من 1963 - 1978 وتخرج عليه المئات من اليابانيين، وراجعه كبار الأساتذة واستفادوا منه، وأنعم عليه إمبراطور اليابان السابق بوسام رفيع تقديراً لخدماته في حقل الثقافة العربية الإسلامية.
وكان يجلس في السبعينات في مسجد طوكيو بعد عصر كل يوم أحد ومعه المرحوم عبد الكريم سايتو وكاتب هذه السطور لاستقبال من يسأل عن الإسلام من اليابانيين.
- كما لا ننسى إمامي المسجد المركزي في طوكيو مفتاح الدين وعينان صفا تغمدهما الله برحمته وكذلك السيد كلكي إمام مسجد كوبي رحمه الله ، وهم من التتار المهاجرين حيث كانت لهم خدمات جلية للجالية الإسلامية.
- ونود أن نؤكد أنه في هذه المرحلة كان الدعم المادي الرئيسي للنشاطات العامة التي يقوم بها المجلس الإسلامي المشترك كان من الكويت الشقيق، وكان الواسطة في ذلك الأستاذ عبد الله العقيل والمرحوم عبد الرحمن الدوسري، حيث كانا يجمعان لنا التبرعات من أهل الخير وعلى رأسهم المرحوم عبد الرزاق الصالح المطوع القناعي والشيخ عبد الله العلي المطوع وغيرهم، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
في السبعينات 1980 – 1970:
- في عام 1970م زار المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز طيب الله ثراه اليابان والتقى بوفد من المسلمين في اليابان ومعهم وفد من مسلمي كوريا، وتقدم الدكتور عبد الباسط السباعي رئيس جمعية الطلبة المسلمين في اليابان في ذلك الحين بطلب للملك فيصل يرجو ابتعاث الدكتور صالح السامرائي الأستاذ بجامعة الرياض ليساعد في الدعوة الإسلامية في اليابان، فاستجاب رحمه الله لهذا الطلب في عام 1973م ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
رعى المرحوم الملك فيصل ترجمة معاني القرآن الكريم لليابانية الذي قام بها عمر ميتا ، ورصد الأموال في سفارة المملكة بطوكيو لتصرف كلما نفذت الطبعة ، وذكر عمر ميتا في المقدمة أن السيد أحمد سوزوكي والدكتور صالح السامرائي ساعداه في المراجعة الأخيرة بالرياض صيف 1970 .
- في السنتين الأوليتين استمر سيد جميل يقود العمل الإسلامي في اليابان وكوريا.
- في عام 1973 أرسل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله كاتب هذه السطور للدعوة الإسلامية في اليابان ومعه ستة آخرون خالد كيبا (ياباني) وأسعد قربان علي (ابن مؤسس مسجد طوكيو المرحوم عبد الحي قربان علي) وعبد الباسط السباعي (مصري) وعلي الزعبي (سوري) وعبد الرحمن صديقي (باكستاني) وموسى محمد عمر (سوداني) وهم ممن درس في جامعات اليابان ، ولهم سابقة بالعمل الإسلامي فيها.
أسس هذا الفريق أول مركز إسلامي متكامل في اليابان بالتعاون مع آخرين يابانيين ومقيمين من أمثال عمر ميتا مترجم معاني القرآن الكريم لليابانية ، وعبد الكريم سايتو ومصطفى كومورا ، وتميم دار محيط ، وعبد المنير واطانابا ، وعمر دراز خان ، وعلى حسن السمني ، ومطلوب علي ، وعينان صفا.
ولا ننسى دور الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ ـ رحمه الله ـ فقد كان الساعد الأيمن للمرحوم الملك فيصل في هذا الأمر ، ووالى دعم نشاط المركز الإسلامي والدعوة الإسلامية في اليابان، وكذلك جهود المرحوم الشيخ عبد العزيز بن باز، وهذان الرجلان عملاقان في الدعوة الإسلامية ، وقل من يدانيهما في هذا المستوى، فعليهم من الله رحمة ، وأجزل لهما الأجر ، ولكل من يعمل للإسلام.
- جاء تشكيل المركز في فترة هامة مرت بها اليابان وهي أزمة البترول لعام 1973 وما بعدها فبدأ اليابانيون يهتمون بالإسلام، حيث إن أكثر الدول المصدرة للبترول إن لم تكن جميعها هي دول إسلامية.
وكان تأسيس هذا المركز تحقيقا لحلم كل من اهتم بالدعوة الإسلامية في اليابان منذ مائة عام حيث كل من قرأنا لكتاباتهم من الذين زاروا اليابان وعملوا في الدعوة من أمثال عبد الرشيد إبراهيم وبركة الله ونور الحسن برلاس وغيرهم كانوا يتمنون إقامة مركز إسلامي يقوم بالدعوة ويعمل به يابانيون ومن لهم معرفة باللغة اليابانية ، ويصدر كتبا باللغة اليابانية ويقدم الإسلام للشعب الياباني.
1 ـ بدأ يفد إلى المركز الإسلامي الآحاد والعشرات بل المئات من اليابانيين ودخلوا في الإسـلام أفواجاً .
2 ـ قام المركز بإصدار أعداد كبيرة من الكتب والكتيبات عن الإسلام باللغة اليابانية ، وأصدر مجلة السلام باللغة اليابانية.
3 ـ غطى البلاد من أقصى الشمال إلى الجنوب بالنشاط الدعوي ووصل الإسلام لأول مرة جزيرة هوكايدو في أقصى الشمال ، وفتح الفروع في مدن عدة.
4 ـ أرسل الطلبة إلى المملكة العربية السعودية ومصر للدراسات الإسلامية.
5 ـ أسس أول مجلس للتنسيق بين الجمعيات الإسلامية ، وعددها حينذاك اثنا عشر تضم التجمعات الإسلامية اليابانية في عدة مدن والجالية الإندونيسية وجمعية الطلبة المسلمين ، وذلك في عام 1976.
6 ـ كما عملت في عام 1977 أول ندوة عن الشريعة الإسلامية أقامها المركز بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي وجامعة شو أو CHUO وكان محركها الأستاذ خالد كيبا ، وحضرها عم الإمبراطور الحالي وأعضاء المحكمة العليا وثلاثمائة من أئمة القانون في اليابان ، وحضرها المرحوم محمد علي الحركان أمين عام رابطة العالم الإسلامي ، واسـتمرت لثلاثة أيام ، ونشرت وقائعها باللغات العربية واليابانية والإنجليزية، وكان من نتيجة هذه الندوة أن عملت دراسات مستمرة حتى يومنا هذا عن الشريعة الإسلامية في اليابان.
7 ـ كما عقدت ندوات ثقافية حضرها الآلاف في طوكيو والمدن الأخرى برعاية كبريات الصحف اليابانية التي تصدر الملايين لكل صحيفة بالتعاون بين المركز الإسلامي وجامعة الرياض حيث حضرها معالي الدكتور عبد العزيز الفدا وسعادة الدكتور توفيق الشاوي متعهما الله بالصحة والعافية.
8 ـ نظم رحلات إلى الحج أولها عام 1976 واستمرت سنوياً بدعم سخي من سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود نائب وزير الداخلية ، واسـتضافة كريمة من رابطة العالم الإسلامي، كما أشرف على أكبر بعثة حج لثلاثة وأربعين مسلماً ومسلمة يابانيين قاموا بها بخالص أموالهم بقيادة الداعية الياباني الحاج محمد ساوادا، وأرسل المركز معهم الأستاذ نعمة الله ، والأستاذ عبد الرحمن صديقي.
كما شارك في إعداد أكبر تجمع آخر للحج بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين في حج عام 1420. وإن آخر بعثة نظمها المركز لحج 1421 هي بدعم سخي واستضافة كاملة من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود فجزي الله الجميع خير الجزاء ، وأخلف عليهم بالخير.
9 ـ وفي زيارة للمركز قام بها معالي المرحوم حسن آل الشيخ عام 1975 طلب المركز من معاليه إقامة معهد عربي إسلامي في طوكيو ؛ ليكون مرجعية إسلامية في اليابان ، ويعلم اللغة العربية والثقافة الإسلامية للشعب الياباني ، فأحال الأمر إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وتولى معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي حفظه الله المهمة فأنشأ هذا الصرح الشامخ ، ونهل آلاف اليابانيين منه الثقافة الإسلامية واللغة العربية وأسلم العديد.
كما تنازل سمو الأمير سعود الفيصل عن مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين في طوكيو وأرضها ليبنى عليه هذا الصرح الذي نحتفل بافتتاحه ، حيث إن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ومتعه بوافر الصحة والعافية دعم البناء الحالي بعشرة ملايين دولار ، وجهزه ومول تسييره بأكثر من مليون دولار.
وإنني هنا أقف موقف المؤرخ وليس المداح، أرصد الحقائق من أجل أن يدعو المسلمون في كل مكان وعلى مر الأجيال للعاملين في حقل الدعوة الإسلامية في اليابان والداعمين لها.
10ـ كنا نعد المسلمين اليابانيين قبل هذه الفترة ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف، وبدأنا فيها نعد المسلمين بعشرات الآلاف، وانتشر الوعي الإسلامي لدى الشعب الياباني، فبعد أن كان الدين الإسلامي يدعى كاي كيو KaiKyo أصبح يدعى إسرام Isram، لعدم وجود حرف اللام باللغة اليابانية ، ويستبدلونها بالراء.
- وفي آخر هذه الفترة، رجع الداعية المرحوم سيد جميل ثانية إلى اليابان ، وأدى آخر أعماله الجليلة في المنطقة ، ورافقه فيها عملاق آخر هو الشيخ نعمة الله الذي لا يزال في قمة النشاط الدعوي في اليابان حتى يومنا هذا.
- كان الدعم الرئيسي المادي والأدبي والثقافي للنشاطات الإسلامية في اليابان خلال هذه المرحلة والمراحل التي بعدها يأتي أولاً من المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً ومن رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ، كما كان الدعم يأتي من دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان ، وكذلك من جمهورية مصر العربية ممثلة في أزهرها العتيد وليبيا بالدعاة الذين أرسلتهم.
وهنا نذكر الأستاذ حمد الهاجري أول سفير لدولة قطر الشقيقة في اليابان ، حيث قدم لنا أول دعم مادي في أول مرحلة من تأسيس المركز ، والمرحوم الشيخ عبد الله الأنصاري رئيس المحاكم الشرعية في قطر ، وكذلك المرحوم عبد العزيز المبارك رئيس المحاكم الشرعية في الإمارات العربية المتحدة والمرحوم عبد الله المحمود في الشارقة لدعمهم النشاطات الإسلامية في اليابان.
الثمانينات والتسعينات وحتى يومنا هذا 1980 -2001:
- في أوائل الثمانينات تبرع الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله بأرض من أجل إقامة مقر شامخ للمركز الإسلامي، ورعى الأميران الكريمان نايف بن عبد العزيز وأحمد بن عبد العزيز تشييد البناء ، وبذلك أصبح المركز الإسلامي معلماً إسلامياً يقصده الأساتذة والطلبة والصحافيون والتلفزيون وعامة الناس، منهم من يعلن إسلامه ، ومنهم من يستعلم عن الإسلام ، ولا يزال هذا المقر يؤدي دوره بتطور وتحسن مستمر. .
- وقد زار المركز سمو الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود عام 1985 وسمو الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود عام 1986 وقدما الدعم المادي والأدبي لنشاطاته فجزاهما الله كل الخير.
- إن أكبر تطور في تاريخ الوجود الإسـلامي في اليابان بدأ من أواسط الثمانينات حتى الآن، ألا وهو هجرة أعداد كبيرة من المسلمين إلى اليابان بعد أول هجرة للمسلمين التتار، إن أكثرهم من إندونيسيا وباكستان وبنغلادش والهند وسريلانكا وإيران وأفغانستان ثم من الأفارقة والأتراك ويليهم العرب ، لقد جاء الجميع إلى اليابان طلباً للرزق فتزوجوا اليابانيات بعد إسلامهن ، وحصلوا على الإقامة الدائمة ، ومنهم من حصل على الجنسية وأبناؤهم يابانيون بالولادة ، فأبناء اليابانية هم يابانيون.
لقد بنى هؤلاء المساجد والمصليات ، وأقاموا محلات بيع المواد الغذائية الحلال ، وفتحوا مطاعم الحلال ، وعمروا المساجد بالصلاة ، وأصبحت مقراتهم ومساجدهم محلات لقاء وتربية للمسلمين الجدد من اليابانيين.
- في عام 1986 هدم مسجد طوكيو وسط دموع المسلمين وكان الهدف هو إعادة بنائه في نفس الموقع ، إلا أن صعوبات جمة وعراقيل وضعت أمام ذلك ، وبعد جهود متواصلة من قبل المركز الإسلامي ومن قبل المحبين للإسلام في داخل تركيا الشقيقة وخارجها، أعيد بناء المسجد في وسط عام 2000 صرحاً شامخاً جميلاً وعلى الطراز العثماني ، وأصبح مقصداً لجميع اليابانيين يزورونه ، ويتعرفون على الإسلام بواسطته ، وقد أشرفت رئاسة الشؤون الدينية في تركيا على البناء تقريباً، وقام المسلمون في اليابان وخارجها بجمع ثلث كلفة البناء تقريباً، تولى مركزنا الإسلامي جمع أكثرها.
وتتولى رئاسة الشؤون الدينية مأجورة إدارة المسجد إماماً ومؤذناً وإدامة.
- كما تم بناء ملحق بمسجد كوبي العريق يتخذ مركزاً إسلامياً ثقافياً في جنوب غرب اليابان ، وتولى أكثر الصرف على بنائه عائلة الدبس وممثلهم في كوبي الأستاذ فؤاد الدبس، وهو صرح إسلامي آخر في ذلك الجزء من اليابان يؤدي دوره الإسلامي بكل كفاءة.
- وفي ناغويا تم بناء مسجد جميل، عوض الله به عن المسجد القديم الذي دمرته قنابل الحرب العالمية الثانية، وتولى تأسيسه التاجر الباكستاني المفضال الأستاذ عبد الوهاب قريشي ، وافتتحه معالي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيس إدارة الحرمين الشريفين ، وأصبح هذا المسجد ملتقى لمسلمي المنطقة، على سعتها، للعبادة والتعلم ، وأقام هذا الأخ مدرسة قريبة منه لتعليم أولاد المسـلمين ، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
- أما الأخوة الباكستانيون والبنغلادشيون والأفارقة فمساجدهم لا تعد ولا تحصى، فمن مسجد إيجي نيواري الذي بناه أهل التبليغ وسلسلة مساجدهم الأخرى إلى مساجد الحلقة الإسلامية من أتباع الجماعة الإسلامية في باكستان ، ومسجد أوتسوكا الذي حظي بتبرع كريم من صاحب السمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ، وافتتحه فضيلة الدكتور عمر بن عبد الله السبيل إمام الحرم المكي الشريف، ومسجد تودا الذي كان مصنعاً، ومسجد إيساساكي ، ومسجد الأخوة الأفارقة وغيرها ، ولدى المركز قائمة بكل مساجد اليابان سيتولى طبع عناوينها وخرائطها إن شاء الله .
كما حظي الأخوة في جمعية مسلمي اليابان بتبرع كريم من سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز مكنهم من شراء مقر جديد لهم .
. - إن هدم مسجد طوكيو في عام 1986حدث، باطنه الرحمة وظاهره العذاب، فرغم الحزن الذي عم المسلمين والحيرة والتفرق بعد أن كان يجمعهم هذا المسجد، هيأ الله سبحانه وتعالى بدائل وشجع المسلمين الذين تزايدت أعدادهم على إقامة المساجد والمصليات، وكان أول بديل هو المعهد العربي الإسلامي بمقره القديم والجديد ، حيث قام بالدور الرئيسي في استيعاب المصلين في الأوقات الخمسة والأعياد ، فجزي الله القائمين عليه خير الجزاء .
كما إن الأخوة الإندونيسيون استوعبوا أعداداً كبيرة من المصلين في مصلى سفارتهم ومصلى مدرستهم، وكذلك الأخوة في سفارتي إيران وماليزيا، إن جماعة الدعوة والتبليغ هم أول من كسر حاجز إقامة مساجد جديدة ، وأعقبهم بقية المسلمين في شراء وتأجير المصليات.
والمركز الإسلامي يتحمل نصف أجرة المصليات في المناطق التي يتواجد فيها الطلبة ويقل فيها التجار المسلمون، وذلك من أقصى شمال اليابان إلى جنوبه.
ومن أحدث المساجد التي أقامها المسلمون مسجد في مدينة أيبينا Ebina في محافظة Kanagawa التي تعتبر يوكوهاما مركزها ولا تبعد كثيراً عن طوكيو.
إن المسجد كلف مليون دولار ، ولم يجمع المسلمون قرشاً خارج محافظتهم.
أما آخر صرح للدعوة الإسلامية فهو المسجد الذي تبرع ببنائه مأجوراً سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في منطقة هاجي أوجي Hachioji في ضواحي طوكيو ، وهو إضافة في سلسلة قافلة الخير التي تقودها وتدعمها المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومةً وشعباً ، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
- ومن الأحداث المهمة في هذه الفترة ندوة "العلاقات بين اليابان والعالم الإسلامي ومائة عام من تاريخ الإسلام في اليابان" التي أقامها المركز الإسلامي في اليابان بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي ومقرها في جدة ، وذلك في شهر مايو عام 2000 بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أيده الله ومن رابطة العالم الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والندوة العالمية للشباب الإسلامي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، حيث حضر الندوة حوالي السبعين ممثلاً للمسلمين من الدول المجاورة وذات الاهتمام وعلى رأسهم معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة ، وحضرها جمع غفير من المثقفين اليابانيين وألقى كبار الأساتذة اليابانيين المسلمين وغير المسلمين أبحاثاً قيمة ، وكذلك كلمات وأبحاث من الوفود بما فيهم مندوب وزير الخارجية الياباني.
كما حضرها وتعاون في إنجاحها مندوبون من مختلف الجمعيات الإسلامية داخل طوكيو وخارجها، واستمرت الندوة لثلاثة أيام ، أبرزت الوجود الإسلامي ، ورحب المسئولون اليابانيون وخصوصاً في الخارجية اليابانية بهذا النشاط، وطالبوا بتكراره لتعميق الصلات بين اليابان والعالم الإسلامي.
- كما شهدت هذه الفترة إقامة مخيمات سنوية نظمها المركز الإسلامي بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي ودعم من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز مادياً وأدبياً ، بحضور مسـتشار سموه فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك الذي أضفى على هذه المخيمات حياة في مجال العقيدة والعلم والتوجيه.
- كما كان لفضيلة الشيخ سعد البريك دور كبير أثناء انعقاد المخيمات في إحياء مجلس التنسيق بين الجمعيات الإسلامية الذي كان نشيطاً للعشرين سنة الماضية ، وتوقف نشاطه بوفاة منسقه العام البروفيسور عبد الكريم سـايتو رحمه الله.
فقد وقع أثناء هذه المخيمات ثلاثمائة وخمسون مندوباً مسلماً من جميع أنحاء اليابان على إحياء هذا المجلس ، وانتخاب الأستاذ خالد كيبا العالم الياباني المعروف وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ومدير الشؤون المالية في المركز الإسلامي منسقاً عاماً لمجلس التنسيق .
لقد والى المركز الإسلامي إيفاد بعثات الحج ، ومنها إشرافه على أكبر بعثة حج لثلاثة وأربعين مسلماً يابانياً ومسلمة ، وقدموا من خالص أموالهم ، وكانوا بقيادة الداعية الياباني الحاج محمد ساوادا، وأرسل المركز معهم للإرشاد الشيخ نعمة الله والأستاذ عبد الرحمن صديقي، كما ساهم المركز بدور كبير في إعداد تجمع ضخم للحج من اليابانيين عام 1420 بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
وإن آخر بعثة نظمها المركز للحج عام 1421 وهي بدعم سخي واستضافة كاملة من سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز، فجزي الله الجميع خير الجزاء ، وأخلف عليهم بالخير.
- إن من أكبر هموم المسلمين في اليابان دفن موتاهم خصوصاً بعد أن أصبح وجودهم كثيفاً ، يابانيون وأجانب مقيمون.
إن كلفة الحصول على قبر في المقبرة الحالية إينـزان والتي أصبحت تحت إشراف إخواننا بجمعية مسلمي اليابان تبلغ أكثر من مليون ين (أكثر من عشرة آلاف دولار)، لهذا فقد حرص المسلمون على شراء أرض في إحدى المحافظات المجاورة لطوكيو ، يدفن بها موتى المسلمين مجاناً ، وبدءوا بمحاولة لجمع تبرعات من الجالية ، وهنا جاءهم العون، فقد امتدت يد كريمة لترعى مشروعهم ، وهي يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ حيث قدم تبرعاً كريماً مقداره سبعمائة ألف دولار لشراء أرض للمقبرة.
إن لجنة المقبرة ورئيسها الأستاذ ميان أفتاب التاجر الباكستاني في يوكوهاما ، وهو من كرام الناس ، ومن جملة التجار المسلمين الذين يبذلون الكثير في المشاريع الإسلامية ، هذه اللجنة طلبت أن تسجل أرض المقبرة باسم المركز الإسلامي ؛ لأنه يكاد يكون الهيئة الدينية الرئيسية الوحيدة المسجلة رسمياً لدى الحكومة اليابانية؛ لأن الهيئة الدينية الرسمية هي التي من حقها أن تطلب إقامة مقبرة، وقد لبى المركز الأمر ، ويسعى سوياً مع اللجنة لاستكمال امتلاك أرض للمقبرة.
الوجود الإسلامي الحالي:
إن المسـلمين في اليابان يابانيون ومقيمـون يتواجدون من أقصـى جزيـرة في شـمال اليابان (هوكايدو) إلى أقصى جزيرة صغيرة في جزر أوكيناوا جنوباً قرب تايوان، ومن أقصى الشـرق (طوكيو) إلى أقصى الغرب (كانازاوا وشمياني توتوري).
ويمكن أن نصنف المسلمين في اليابان في الفئات التالية:
أولاً : المسلمون اليابانيون
وهم موزعون كالآتي :
1ـ جمعيات خاصة بهم ، ومن الأمثلة على ذلك:
أ- جمعية مسلمي اليابان
إن حصيلة الوجود الإسلامي للمسلمين اليابانيين حتى عام 1953 هي جمعية مسـلمي اليابان، وهي أول جمعية إسلامية خالصة أسسها مسلمو ما قبل الحرب العالمية الثانية ، والذين عادوا بعد إسلامهم في إندونيسيا وماليزيا والصين ، وكذلك من بقي حياً من المسلمين الأوائل في اليابان ، ولقد سبقتها قبل الحرب جمعيات إسلامية استشرافية.
لقد أدت هذه الجمعية ولا تزال دوراً كبيراً في الدعوة الإسلامية ، ويقوم عليها الآن خريجو الأزهر ، وجامعات المدينة المنورة ، وأم القرى فهي الجمعية الأم، ويكاد ينحصر نشاطها في طوكيو ورئيسها الحالي الأســتاذ خالد هيكوجي Higuchi أزهري ، ومن أعضائها يحيى إندو (الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ) نور الدين موري (أم القرى في مكة المكرمة ).
ب- الجمعية الإسلامية في هوكايدو (عبد الله أراي ) .
ج- جمعية الصداقة الإسلامية في كيوتو (علي كوباياشي(
د- جمعية الدعوة الإسلامية في أوساكا (عبد الرحيم ياما كوجي).
هـ- الجمعية الإسلامية في نارا (محمد ناكامورا)
و- جمعية المرأة المسلمة - أوساكا وكيوتو ( الأخت زيبا كومي ).
ز- جمعية الثقافة العربية في طوكيو (الأخت جميلة تاكاهاشي ) .
2 ـ جماعات مندمجة مع جمعيات تضم الطلبة المسلمين والمسلمين الأجانب المقيمين.
إن هذا الصنف منتشر في جميع أنحاء اليابان وأعدادهم كبيرة ، ومن الأمثلة عليهم الأستاذ خالد كيبا (مع المركز الإسلامي وله جمعية خاصة به في طوكوشيما بجزيرة شكوكو) البروفسور عبد الجبار مائدا (الجمعية الإسلامية في ميازاكي-كيوشو) والأخ محمد سـاتو (مع الجمعية الإسلامية في سنداي) البروفيسور مرتضى كوراساوا (في جامعة ناغويا وهو أحد مدراء المركز الإسلامي) وإلى غير ذلك من الشخصيات والأفراد اليابانيين .
3 ـ أفراد: الواحد منهم يعادل أمة في نشاطه الإسلامي ، وهم الأكثرية الساحقة من المسلمين اليابانيين يديرون أكثر من خمسة عشر صفحة الكترونية باللغة اليابانية، يدعون فيها الناس للإسلام ، ومثال عليهم:
- سليمان هاماناكا في جزيرة شكوكو (له صفحة الكترونية)
- بروفيسور كوسوجي في جامعة كيوتو، له صولات وجولات في التلفزيون الوطني الرئيسي لليابان NHK وفي قاعات المحاضرات والمؤتمرات.
- بروفسور أونامي (جامعة كيوتو- هندسة)، يضع ترجمة معاني القرآن الكريم باليابانية على صفحته الإلكترونية.
- بروفيسور شيرو تاناكا (متقاعد من جامعة اللغات الأجنبية في كيوتو ، وحافظ للقرآن الكريم ).
- بروفيسور هشام كورودا (الجامعة الدولية في نيغاتا ، وصاحب المؤلفات العديدة ، وتلميذ العالم الراحل المشهور جعفر إيزيتسو IZITSU
-الأستاذ أشرف ياسوي (أستاذ اللغة العربية في المعاهد اليابانية).
إن وضع مسلمي اليابان أشبه ما يكون بالعهد المكي ، حينما كان المسلمون الجدد أفراداً متواجدين في مدن وقرى وواحات الجزيرة العربية ، كل يقيم دينه في محل إقامته، منهم من يخفي إيمانه ، ومنهم من يظهره ويؤذى بسببه ، ومنهم من يدعو رغم الإيذاء إلى أن أذن الله بالهجرة إلى المدينة المنورة.
ويبرز هنا سؤال: كم هو عدد المسلمين اليابانيين ؟ ونجيب على ذلك بأنه ليس هناك إحصاء لعدد المسلمين اليابانيين ، ففي اليابان أكثر من مائة جمعية وتجمع إسلامي ، وعشرات إن لم يكن مئات من المساجد والمصليات ، ويدخل يومياً عن طريق هذه الجمعيات والمساجد والمصليات عدد كبير من اليابانيين الإسـلام.
كما يسافر سبعة عشر مليون ياباني سنوياً للسياحة خارج البلاد ، فمنهم من يسلم في البلاد الإسلامية ، ومنهم من يسلم في أوربا وأمريكا، حيث تأتي طلباتهم لمركزنا الإسلامي للكتب عن طريق الانترنيت ، ونستجيب لهم في الحال.
(كتبت لنا مسلمة يابانية من كوالالمبور في البريد الإلكتروني أنه يوجد خمسون ياباني ويابانية يرغبون في التعرف على الإسلام ، وتطلب مدهم بالكتاب الإسلامي باللغة اليابانية(.
نقول أحياناً : إن عدد المسلمين اليابانيين يقارب المائة ألف أو يزيدون ، والأجانب ثلاثمائة ألف أو يزيدون ، وهذه أرقام تقديرية ينظر إليها المراقبون من زوايا مختلفة ، ويعطون أرقاماً متعددة ، ولكنه من المؤكد أن المسلمين اليابانيين يتزايدون، وأن الشعب الياباني من أقرب شعوب الأرض للإسلام، يحترمون هذا الدين ، ويرون فيه تأكيداً لمثلهم وتقاليدهم العريقة
ثانياً: المسلمون المهاجرون
1 ـ إن طلائع المسلمين المهاجرين إلى اليابان هم من شبه القارة الهندية قبل الاستقلال، جاءوا لليابان في أواخر القرن التاسع عشر ، واشتغلوا بالتجارة ، وأقاموا في طوكيو ويوكوهاما وكوبي، وهم الذين بنوا أول مسجد دائم في اليابان وذلك في مدينة كوبي عام 1935، وصمد هذا المسجد شامخاً رغم قنابل الحرب العالمية الثانية التي حطمت كنيسة مجاورة له ، ورغم الزلزال الكبير عام 1995 الذي هدم الكنيسـة المجاورة للمرة الثانية.
1 ـ أما الدفعة الثانية من المهاجرين فهم المسلمون التتار أو أتراك القازان الذين لجئوا لليابان فراراً من الشيوعية ، وجاءوا في أوائل العشرينات من القرن الماضي، وعاشوا مع الهنود في كوبي ، وضم الجميع مســجدها ، وأقاموا مسـجداً في ناغويا (دمرته الحرب العالمية الثانية) وأقاموا مسجد طوكيو عام 1938، قائدهم في العمل المرحوم "عبد الحي قربان علي" ومن بقاياهم حتى الآن الأستاذ تميم دار محيط متعه الله بالصحة والعافية، وهو بين الحضور الآن.
نستطيع أن نقول : إنهم هم أول جالية إسلامية تستقر في اليابان، ولقد هاجر شبابهم إلى تركيا وأوربا وأمريكا والقليل منهم موجود الآن في اليابان.
3 ـ الإندونيسيون والماليزيون هم ثالث جالية ترد اليابان وهم الذين حدث خلاف مذهبي بينهم (وهـم على مذهب الإمام الشــافعي) وبين التتار وهـم (أحناف) مما دفع المرحوم "عبد الحي قربان علي" الإمام التتاري أن يكتب لإمام الحرمين "المعصومي" عن هذا الخلاف فأجابه المعصومي برسالة "هدية السلطان إلى بلاد اليابان" وذلك في الثلاثينات من القرن العشرين ، وقد أعيد طبع هذه الرسالة عدة مرات وهي متداولة الآن.
ولا تزال الجالية الإندونيسية من أكبر الجاليات ، ولهم مدرسة ومسجد في طوكيو، أدى دوراً كبيرا ً حين افتقد المسلمون مسجد طوكيو.
4 ـ أما الهجرة الكبرى فهي التي حدثت منذ الثمانينات والتي سبق ذكرها ، وتمثل مختلف الجنسيات ، والكثير منهم استقر بعد زواجه من اليابانيات ، ويوجد اتجاه جديد وهو زواج اليابانيين بعد إسلامهم من المسلمات ، وأكثرهن من إندونيسيا وماليزيا والفلبين ، ومن العربيات المسلمات ، ومن آخر الزيجات زواج ياباني بعد إسلامه من مسلمة روسية.
ثالثاً: الطلبة المسلمون القادمون من البلدان الإسلامية.
إن أوائل الطلبة المسلمين هم من المسلمين الصينيين الذين درسوا في جامعة واسيدا عام 1909 وعددهم حوالي الأربعين ، وأصدروا مجلة باللغة الصينية "الاستيقاظ الإسلامي"، كما جاء ثلاثة طلاب عثمانيون إلى جامعة واسيدا عام 1911 منهم ابن الرحالة الداعية عبد الرشيد إبراهيم ، وأثناء الحرب العالمية الثانية جاءت أعداد من الطلبة الإندونيسـيين والماليزيين، استشهد منهم عدد في قنبلة هيروشيما ، ومنهم من شفى من أثر القنبلة وبقي على قيد الحياة، وقد اجتمعنا بأحدهم قبل سنتين في إندونيسيا.
كما درس أبناء التتار المهاجرين في الجامعات والمدارس اليابانية ، منهم الدكتور التنباي والأستاذ تميم دار محيط ، وحرمه الدكتورة ثالثة ، ورمضان صفا ، وأسعد قربان علي، متعهم الله جميعاً بالصحة ، وكانوا أسسوا جمعية خاصة بهم في الأربعينات من القرن العشرين.
أما الأعداد الكبيرة من الطلبة المسلمين فقد بدأت بعد الحرب العالمية الثانية ، وفي أواخر الخمسينات وهي تتزايد حتى يومنا هذا .
إن أكثرهم من الإندونيسيين ثم الماليزيين ثم من باكستان وبنغلادش ثم العرب والترك والإيرانيين والأفارقة.
إن هؤلاء مع المسلمين اليابانيين والمسلمين المقيمين شكلوا تجمعات مشتركة ، في كل مدينة يقيمون مصلى مؤجراً (وبدءوا بإقامة مساجد ثابتة مملوكة) يضم مكتبة وثلاجة لبيع اللحم الحلال ، إضافة لمكان الصلاة والاجتماعات، وعلى ذكر المصليات كنت دائماً أتأسف وأقول ، كل الأقوام المسلمة من المقيمين في اليابان أقاموا مصليات ومسـاجد إلا قوم الرسول صلى الله عليه وسلم من العرب، وأخيراً أقام الطلبة العرب وأكثرهم مصريون ، أقاموا مصلى في منطقة إقامتهم في ضواحي طوكيو (شن ميساتو( Shin Misato وأدى خمسـة وعشرون شخصاً منهم ومن الطلبة الآخرين فريضة الحج لعام 1421، إضافة لأعداد كبيرة من الطلبة من الجنسـيات الأخرى حجت هذا العام.
رابعاً : المتدربون من البلدان الإسلامية.
تأتي اليابان أعداد كبيرة من المتدربين من البلدان الإسلامية لفترة من أسابيع إلى سنة ، وهؤلاء لهم احتياجاتهم من التعرف على الأطعمة الحلال ومواقيت الصلاة، كما إن الكثير منهم يتعرضون لأسئلة عن الإسلام، وبذلك تأتينا في المركز الإسلامي أسئلة وطلبات بالبريد الإلكتروني والفاكس ننفذها في الحال.
إن لهؤلاء المتدربين دور كبير في التعريف بالدين الإسلامي، وإن محض وجودهم كمسلمين يعلم اليابانيين شيئاً عن الإسلام، خصوصاً حينما يتحرى هؤلاء المسلمون العيش ضمن تعاليم الإسلام.
خامساً : التجار والسياح المسلمون .
العلاقات التجارية بين العالم الإسلامي واليابان قديمة ومستمرة ، ويؤم اليابان سنوياً عدد من التجار ، وكذلك السياح، ولهؤلاء دور في التعريف بالإسلام.
إن مركزنا الإسلامي متخصص في الكتاب الإسلامي باللغة اليابانية ، ويزود كافة الجمعيات الإسلامية في اليابان والطلاب والمتدربين والتجار والسياح وغيرهم بالمادة الإسلامية المقروءة ، ويزود المتدربين وحديثي القدوم إلى اليابان بالمعلومات اللازمة عن المساجد وأوقات الصلاة والأطعمة الحلال ومراكز تجمع المسلمين.
مداخلة :
وهنا نؤكد مرة أخرى أن الشعب الياباني تتمثل به الأخلاق العالية والصفات الكريمة، بل أقول : إن الياباني إذا تعرف على الإسلام يجده مطابقاً للمثل التي يعتنقها مجتمعه، فينال استحسانه، وإذا أراد الله له الهداية فإنه يعتنق هذا الدين الذي أعجب به ، وإننا نرفق وثيقة تظهر الصــفات الأصيلة للشـعب الياباني التي ورثها عن زعمائه الفرسـان (السامورائي).
يكتب لنا شخص على البريد الإلكتروني أنه درس الإسلام ويريد اعتناقه، هل عليه أن يتعلم الصلاة قبل النطق بالشهادتين أم يقول الشهادتين ثم يتعلم الصلاة؟ وهل الختان لازما ، وإن كان كذلك فهل يجب أن يقوم به طبيب مسلم ؟ وإلا فهو على استعداد لعمله بأي مستشفى مجاورة لمكان تواجده؟ والأخرى تكتب لنا رسالة إنها درست الإسلام استعدادا لتقديم بحث في جامعتها فأعجبها الإسلام وتريد أن تدعو طلبة جامعتها إلى الإسلام بطريقة علمية ، وتقول: إني أعرف أن تحريم الخنـزير أمر له علاقة بالصحة، أليس هناك أشياء في الإسلام أثبتها العلم حتى أستطيع بها أن أدعو طلبة جامعتي للإسلام ؟
أما محمد داود فقد زار القدس وغزة قبل سنتين فأحب الإسلام فرجع إلى كيوتو ، واتصل بالأخت الداعية زيبا وتعلم منها الإسلام فأسلم (أقول عن الأخت زيبا كومي : إنها تعادل مائة رجل إن لم يكن ألفا).
أما عثمان فهو طالب في السنة الثانية من الجامعة في مدينة كيوتو، زار تركيا لأسبوع فأحب الإسلام ورجع وقرأ كتب المركز ، حيث طلبها من الأخت زيبا وأسلم ، وفاطمة ناكاسوني شابة تدرس في "برد فورد" في بريطانيا، كانت مسيحية وصادقت فتاة من أصل باكستاني فأسلمت، وهي تضع النقاب مع إنها في بريطانيا، هكذا كتبت لنا في بريد إلكتروني، وأخرى كتبت من أمريكا تريد معاني القرآن الكريم في اليابانية فأرسلنا لها ما تريد، وحينما سألناها عن الجالية الإسلامية في منطقتها قالت : نحن مائة شخص ، وأنا المسـلمة اليابانية الوحيدة ونريد بناء مسجد، وذكرت لنا أن لها صفحة إلكترونية خاصة بها فإذا هي أستاذة للموسيقى في إحدى الجامعات الأمريكية وتعالج بالموسيقى.
وفكتوريا الروسية كتبت لنا من داخل اليابان تريد بنكاً إسلامياً لإيداع نقودها تحاشياً للربا فأعطيناها عنوان البنك الوطني الباكستاني، وتحدثت معنا بالتلفون من مدينة لا تبعد كثيراً عن طوكيو ، وهي متزوجة من ياباني مسلم، وقلنا لها : بعد سبعين سنة من الحكم الشيوعي نرى مسلمة روسية تحرص أن تضع ما تملك في بنك غير ربوي ، هذه معجزة الإسلام وأرسلنا لها ترجمة معاني القرآن الكريم باليابانية ومنشورات المركز ليقرأها زوجها الياباني فشكرتنا على ذلك.
أما الرسالة التي كتبتها جارة مسجد طوكيو بعد أن دعاها للإسلام الشيخ نعمة الله في صباح ذات يوم قرب مسجد طوكيو وحينها كان تحت الإنشاء، وأعطاها نشرة ما هو الإسـلام وعليها البريد الإلكتروني للمركز هذه الرسالة فحواها كالآتي:
نشأت وأنا طفلة في بيت مجاور لمسجد طوكيو ....
وقد كان منظر قبته الزاهية قبيل غروب الشمس يأخذ بالألباب ....
وعندما هدم المسجد انتابني حزن شديد .....
وها إن المسجد قد بدأت إعادة بنائه فإنني أشعر بغاية الفرح والسرور..
وقد كتبت السيدة رسالتها على الانترنيت بورق أخضر وهو رمز الجنة عند اليابانيين.
ومثل هذا يحدث يومياً لنا في المركز ، وفي المعهد العربي الإسلامي ، وفي مسجد طوكيو المركزي ، ومسجد كوبي ، ومع الجمعيات الإسلامية كلها.
إن وجود التجمعات الإسلامية العديدة في اليابان يهيئ فرصة للمسلمين الجدد أن يلتفوا حولها ويتعلموا الحياة الإسلامية منها.
إن المركز الإسلامي في اليابان منارة شامخة للإسلام يهتدي بها من يريد أن يعرف شيئاً عن الإسلام ، ويهتدي بها المسلمون القادمون لليابان، وموقعنا الإلكتروني سهل الوصول إليه، فأي إنسان يضغط زراً بسيطاً إسلام- اليابان يصل إليه في الحال، وهنا تأتي الأسئلة والطلبات وهنا تأتي الإجابة السريعة، ونحن نحتفظ بكل البريد الإلكتروني الذي وصلنا، وإجماع المرسلين يشكروننا على الاستجابة السريعة.
كتب لنا طالب عربي من سياتل غرب الولايات المتحدة يقول : معنا أعداد من الطلبة اليابانيين يريدون التعرف على الإسلام ، ويرجو أن نرسل له كتباً باللغة اليابانية ، وإن طالبة رجعت إلى اليابان وعنوانها كذا ، ويرجو أن نرسل لها كتباً، فما كان منا إلا أن أسرعنا بإرسال مجموعة من الكتب وترجمة معاني القرآن الكريم له ، وكذلك للطالبة فكان تعليقه على ذلك أنه من بين مليون مسلم يوجد واحد من أمثالكم، ويشكر تجاوبنا السريع معه.
زد على ذلك أن مركزنا يعتبر من أقدم المؤسسات الإسلامية في اليابان ، ومعروف لدى الحكومة ووسائل الإعلام والجامعات والمدارس والجماعات الدينية في اليابان، مما جعله مرجعية دينية في اليابان ، ونحمد الله العلي القدير أن جعلنا في موضع نتمكن به أن ندعو لدينه القويم ، والقيام بفرض الكفاية نيابة عن الأمة الإسلامية، ونشكر كل الذين يقدمون الدعم لنا لتسهيل مهمتنا، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا علي : "لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من الدنيا وما فيها أو خير لك من حمر النعم "
الجيل الثاني مشاكله ومستقبله :
إن أهم مشكلة تواجه المسلمين في اليابان هي أبناء وبنات الجيل الثاني وأكثرهم من الزواج المشترك أجانب مع يابانيات ، وبالمثل مسلمات أجنبيات مع يابانيين مسلمين ، وكذلك أبناء المسلمين اليابانيين.
التعليم اجباري وأساسي، والآن لا توجد مدرسة إسلامية واحدة في اليابان ، ويوجد الآلاف من الأبناء المسلمين، وما لم نهيئ لهم وسيلة لتعليمهم الإسلام فلا شك أنهم سيذوبون في المجتمع غير الإسلامي ، والذي يحدث أن المسلم الباكستاني أو البنغلادشي يرسل زوجته اليابانية وأولاده إلى بلدانهم للتعلم ، ومع وجود الفروق الاقتصادية والاجتماعية بين اليابان وهذه البلدان فأن مشاكل كثيرة تظهر، وقد تؤدي إلى هدم الحياة الزوجية ، ولابد من حل جذري لهذه المشكلة.
إن المركز الإسلامي بصدد إقامة أول مدرسة إسلامية في اليابان، واشترى لذلك أرضاً مجاورة لمسجد طوكيو المركزي، ويعتزم إقامة مدرسة عليها ليكسر حاجز التردد في إقامة المدارس الإسلامية عند المسلمين في اليابان، كما كسر حاجز التردد في بناء المساجد في هذا البلد.
إننا إذا اعتنينا بأبناء الجيل الثاني فإن هؤلاء هم الذين سيقدمون الإسلام للشعب الياباني بكفاءة أعلى منا، فهم يابانيون ولغتهم يابانية ، وهذان عاملان مهمان.
وإننا نتقدم بالشكر والامتنان لسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود على المساعدة التي قدمتها مؤسسته الخيرية لشراء أرض المدرسة، والشكر والامتنان كذلك للبنك الإسلامي للتنمية على موافقته لدعم ثلث تكاليف بناء المدرسة.
شكر وامتنان
وفي الأخير إننا نتقدم بالشكر والامتنان العميقين للمملكة العربية السعودية لما قدمته وتقدمه لرفع شأن الإسلام والمسـلمين في اليابان ، إن الكثير من العمل الإسلامي في اليابان هو نبتة مباركة زرعتها المملكة العربية السعودية ، كما إننا نشكر دول الخليج الشقيقة لدعم المسلمين في اليابان وكذلك الدول العربية والإسلامية الأخرى .
وإني بهذه المناسبة أتقدم بالشكر للأساتذة الأكاديميين اليابانيين الذي يهتمون بالثقافة الإسلامية، ويحرصون على تقديمها لأبناء قومهم بحياد تام ومن منابعه الأصلية بعيداً عن تأثير الغرب، ومن روادهم الحاليين على سبيل المثال لا الحصر البروفيسور إيتاجاكي Itagaki والبروفسورة كاتاكورا Katakura والبروفيسور كوماتسو والبروفسوران Sugita اللذان يحملان نفس اللقب في جامعة طوكيو والبروفيسورغوتو Gotoوغيرهم كثيرون، فتحية لهم وشكراً.
كما نشكر حكومة اليابان لإعطائها الحرية الكاملة للمسلمين في اليابان ورعايتها لهم ، وحرصها على تعميق التفاهم بين اليابان والعالم الإسلامي، وفي مقدمتهم معالي وزير الخارجية السـيد كونو Kono وكذلك البوليس الياباني بمختلف أشكاله ورتبه هو أول من يحرص على التعاون مع المسلمين أفراداً وجماعات.
ونحيي كذلك الشعب الياباني الصديق الذي ما إن يسمع كلمة "الإسلام" إلا ويتلقى نشراته وكتبه بكل احترام ويعبر عن ارتياحه لهذا الدين.
إن الدراسات التي تقوم بها الحكومة اليابانية على الأجانب تشير إلى أن المسلمين هم من أهدأ الجاليات وأقلها مشاكل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين