اذابة الدهن في الجسم البشري من دون مباضع، يبدو وكأنه حلم في سبيله الى التحقيق، حيث تعكف بعض الشركات على إيجاد طرق لإزالة الدهن غير المرغوب من الجسم من دون ألم، أو أعراض جانبية، ومن دون الحاجة لإجراء جراحة لشفط الدهون.
ولم تتم الموافقة على أي من الأساليب الجديدة، ولكن أنصارها يتحدثون عن إذابة خلايا الدهن باستخدام الموجات الصوتية، أو الكهرباء، أو الحقن بمواد تذيب الدهن. ولكن الأطباء يحذرون أن العديد من الادعاءات في ميدان جراحة التجميل تتعلق بأساليب غير ناجحة يروج لها لأن هذا الميدان يزخر بمظاهر الدعاية والاعلان.
وأحد الأساليب التي بدأت فيه التجارب الطبية، هو استخدام الموجات فوق الصوتية. ويستخدم العديد من أطباء التجميل موجات الصوت المرتفعة التردد، لتكسير خلايا الدهن وجعلها أسهل للشفط. وتقول الشركات أنه إذا تم استخدام الموجات فوق الصوتية بشكل صحيح، فيمكنها أن تكسر خلايا الدهن، ثم يقوم الجسد بامتصاصها تدريجيا.
وقام الدكتور يورام إيشل من شركة «ألتراشيب» في إسرائيل بتجربة أسلوبه الجديد على 30 شخصا في إسرائيل بالرغم من عدم نشره للنتائج. ويقول ان الشركة تأمل أن تباشر بالتجارب الطبية في أوروبا في السنة المقبلة، ويأمل أن يحصل على موافقة لتسويق الأسلوب في أميركا بحلول عام 2005.
وتعمل شركة «ليبوسونكس» في ولاية واشنطن، على أسلوب إزالة الدهن بواسطة الموجات فوق الصوتية. وتأمل أن تباشر بأول تجارب طبية هذه السنة، ولكنها لا تتوقع أن تدخل تقنياتها السوق قبل عام 2006.
وتعتبر عملية شفط الدهن أكثر عمليات التجميل شيوعا، إذ اجريت حوالي 373 ألف عملية في أميركا في السنة الماضية. ويسبب هذا الإجراء، والذي يتضمن إدخال أنابيب مجوفة عبر البشرة في طبقات الدهن ثم شفطه مرارا، الكدمات والتورمات التي قد تدوم آثارها لأسابيع. ويمكن أن تكون لهذه العمليات مضاعفات مثل فقدان الدم أو تخثره، أو حتى الوفاة. وبين استطلاع للأطباء الاختصاصيين قامت به هيئة جراحة التجميل، وفاة مريض واحد لكل 47415 عملية، ومضاعفات خطيرة في عملية واحدة من كل 384 عملية بين اعوام 1998 و2000. أما الأسلوب بالموجات فوق الصوتية فيتم باستخدام محول طاقة مثل الذي يستخدم لفحص جنين في الرحم. ولكن العديد من الخبراء يشككون في قدرات الموجات فوق الصوتية لوحدها، دون اجراء عملية لشفط الدهون.
وتقر شركات المعدات فوق الصوتية، انه ومن دون عملية شفط الدهون، فانه لا يمكن سوى إزالة كمية ضئيلة من الدهن في كل مرة، حتى يستطيع الجسد أن يمتص تلك الدهون. وتتصور ان الموجات فوق الصوتية يمكنها إزالة ما بين رطل (453 غراما تقريبا) إلى رطلين كل مرة، بينما تؤدي عملية شفط الدهون الى إزالة ما بين 9 إلى 10 أرطال كل مرة.
ولذلك يتوجب على المرضى الذين يستخدمون الأجهزة فوق الصوتية أن يقوموا بزيارات عديدة. وتكون المدة بين كل زيارة وزيارة حوالي شهر أو أكثر، ولكن كل زيارة لن تدوم أكثر من ساعة.
كما تبرز مخاوف حول السلامة، حيث يمكن، وفي حال عدم إزالة الدهن، حدوث التهاب، أو ان يدخل الدهن مجرى الدم، مما يسبب تخثره، ولكن أطباء آخرين يقولون ان هذا الخطر ضئيل جدا. وحتى في عملية شفط الدهون ما تزال كل الدهون، بل تتبقى كمية منها في الجسم، ولا تبدو أنها تسبب المشاكل.