توصل العلماء الأميركيون من معهد السرطان الوطني، في بثيسدا، إلى ان نسبة الإصابة بسرطان البروستات بين الرجال، الذين يستهلكون الكثير من الثوم والبصل والكراث، تنخفض بشكل ظاهر مقارنة مع الذين لا يأكلون الثوم. وتقول الدراسة، التي شملت 238 رجلاً مصاباً بسرطان البروستات، و471 رجلاً سليماً، وقارنت عاداتهم في التغذية، ان الثوم عزز مناعة الرجال ضد سرطان البروستات.
وتشير الدراسة بالأرقام إلى أن الرجال الذين يأكلون أكثر من 10 غم من النباتات الزنبقية يومياً، تنخفض لديهم حالات الإصابة بسرطان البروستات إلى النصف، بالمقارنة مع الرجال الذين يستهلكون أقل من 2.2 غم من الزنبقيات يومياً. وهناك بالطبع فرق بين تأثير مختلف أصناف النباتات الزنبقية، وثبت من جديد أن الثوم أفضلها في هذا المجال، حيث ثبت أن سرطان البروستات هو أقل بين مستهلكي الثوم، مما هو بين مستهلكي الكراث والبصل.
وربما ان من المستحسن، ولمضاعفة تأثير الثوم، أن يجري تعاطيه مع مرقة الطماطم «البندورة»، لأن الأخيرة لا تقل شأناً عن الثوم في وقاية الرجال من أمراض البروستات. وتشير العديد من الدراسات، الى دور الطماطم ومنتجاتها في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستات. ويكمن سر فاعلية هذا النبات ضد السرطان، في محتوياته العالية من مادة ليكوبين المضادة للتأكسد، وهي مادة تؤهله ليس للوقاية من سرطان البروستات فحسب، إنما لتعزيز العلاج ضده أيضاً. وعمل الباحثون في دراسة حول الطماطم، على تغذية 32 مصابا بسرطان البروستات الادينومي بالمعكرونة، المعدة بمعجون الطماطم (30 مغم لايكوبين في اليوم)، واجريت التجربة على المرضى قبل اخضاعهم لعمليات استئصال البروستات، وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها ان انسجة البروستات حساسة أكثر من غيرها تجاه المواد المؤكسدة، لهذا فإن لايكوبين كانت اكثر تأثيراً في الورم السرطاني. وعملت الطماطم على رفع نسبة مادة لايكوبين في النسيج السرطاني قبل إجراء العمليات الجراحية.
وهناك العديد من المواد النباتية التي تساعد الرجل على الوقاية من تورم البروستات السليم ومن سرطانها. ومعروف منذ قرون تأثير بذور القرع الإيجابي، الذي دفع الآسيويين القدماء لنصح الرجال بالإكثار من تناوله. وأجريت دراسة ألمانية في ميونخ، تثبت أن تناول بذور القرع بمعدل 10 غرامات يومياً لمدة 12 سنة، يقلل خطر أمراض البروستات. ويعود تأثير بذور القرع في سرطان البروست ات، إلى غناها بمادة دلتا ـ 7 فايتوستيرول، التي تعرقل تأثير المواد المؤكسدة على الحمض النووي DNA في خلايا البروستات.
وكان لليابانيين القدماء السبق في الكشف عن علاقة التغذية النباتية البعيدة عن الشحم الحيواني. وتشير دراسة يابانية حديثة طويلة الامد، اجريت على 260 شخصا، الى ان تغذيتهم طوال 17 عاما بالوجبات الغنية بالقرع والجزر والسبانخ، قد قللت حالات الوفاة لديهم بسبب سرطانيات البروستات والمعدة والرئة.
عدا عن ذلك، ينصح الأطباء الرجال المخطورين بأمراض البروستات بتفادي الجلوس الطويل وعدم إرهاق المثانة بضغط البول خشية رد الفعل على البروستات.