بتـــــاريخ : 11/24/2008 3:39:20 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1132 1


    المرأة المسلمة بين أمسين

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : د. القرضاوي | المصدر : www.muslema.com

    كلمات مفتاحية  :
    المرأة عندنا لها أمسان، الأمس القريب الذي يمثل عصور التخلف، وهذا لا نحب أن تعود إليه، لأن المرأة في عصور التخلف للأسف ظلمت، وفرضت عليها العزلة، وفرض عليها الجهل.

    عزلت عن الحياة وعن الدين وعن الدنيا... إنها حرمت من المسجد وكان هو منفذها إلى الدين والحياة. الفقهاء في الأزمنة الماضية قالوا: إن الزمان قد فسد، وإن سيل الفساد قد عم، وإن خروج المرأة يعرضها للفتنة ولهذا أفتوا بأن المرأة ـ وبخاصة المرأة الشابة ـ لا تذهب إلى المسجد! لا تذهب إلا العجوز التي أكل عليها الدهر وشرب! وعلى زوج المرأة الشابة أن يعلمها، وعلى الأب أن يعلّم ويفقه ابنته إذا لم تكن متزوجة.

    والذي حدث أن الأب لم يعلم ابنته، وكيف يعلمها وهو نفسه بحاجة إلى مَن يعلمه؟! وفاقد الشيء لا يعطيه! لم يستطع الأب ولا الأخ ولا الزوج أن يعلم المرأة ..

    وحرمت هي من الذهاب إلى المسجد لتسمع الدروس والعظات والخطب. ومعنى هذا أنها بقيت في عزلة وفي جهالة ... لا تعرف واجبها نحو زوجها كما أراد الإسلام، ولا واجبها نحو أولادها ... لم تحسن تربية الأولاد، ولذلك ظلت تخوف أولادها من الغول وما شابه ذلك، ظلت تحكي للأولاد القصص والخرافات. وللأسف فإن آثار هذه العزلة لا نزال نشكو منها إلى اليوم.
    المرأة في عصرنا خرجت من بيتها وذهبت إلى المدرسة، ذهبت إلى الجامعة، ذهبت إلى السوق، ذهبت إلى العمل، ذهبت إلى السينما! وإلى أماكن شتى ... ولكن المكان الوحيد الذي لم تذهب إليه كما ينبغي هو المسجد!

    لماذا لا تذهب المرأة إلى المسجد؟ كل نساء العالم يذهبن إلى معابدهن: النصرانية تذهب إلى الكنيسة، اليهودية تذهب إلى البيعة، والهندوسية تذهب إلى المعبد، كل صاحبة دين تذهب إلى مكان عبادتها ...

    فلماذا لا تذهب المرأة المسلمة إلى المسجد؟ لماذا لا تهيأ دروس منتظمة للنساء؟
    لماذا لا تحضر الجمعة والجماعة؟
    كانت المرأة في عهد النبي (ص) تحضر الجماعة، وكانت الصفوف الإمامية للرجال، والخلفية للنساء.

    وكان النساء يدخلن ويخرجن مع الرجال من باب واحد، وظل هذا لفترة طويلة، فقال النبي (ص) يوماً: ((لو جعلتم هذا الباب للنساء)) وأشار إلى أحد الأبواب في مسجده الشريف. قال ابن عمر: فلم أدخل بعد من هذا الباب. ولا يزال هذا الباب إلى يومنا هذا يسمى (باب النساء) في المسجد النبوي الشريف.

    في عصور التخلف والانحطاط فرضت هذه العزلة على المرأة، وفرض هذا الجهل، فلم تقم بحق بيتها، ولم تقم بحق أولادها، ولم تقم بحق زوجها ... بل لم تقم بحق ربها.
    وترك كثير من النساء الصلاة. المرأة المسلمة ـ من جهلها ـ تركت الصلاة! تركت الفرض الأساسي اليومي الذي هو عماد الدين، والذي هو الفرق بين الإسلام والكفر.

    ونحن لا نريد العودة إلى عصور التخلف والانحطاط. نحن نريد لمسلمة الغد أن تعود لعصر المسلمة الأولى التي عاشت في عصر النبوة وفي عصور الصحابة وتابعهيم بإحسان، وفي العصور الذهبية التي أدت المرأة فيها واجبها وعرفت حقها تماماً.

    عرفت واجبها نحو الله فأدت واجبها نحو الله، وعرفت ربها تماماً فعبدته حق عبادته، وصامت شهرها، وصلت خمسها، وأحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، فاستحقت جنة ربها.

    * د. القرضاوي.


     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()