حين توفي الأب الأكبر، انقض الأولاد على التركة يقتسمونها، وابتعدوا بإرثهم. فرحين بكون كل منهم سلطان على نفسه.
انزوت وحيدة بعد أن تركها أخوتها. كانت مليحة وفتية. كثر طلابها وازدادت رفضاً لهم خوفاً من طمعهم أجبرت في النهاية على الاتصال باخوتها طالبة العون في الرأي أو الفعل.
خيبتها كانت أكبر من توقعها فالأخ الأكبر قال بأن مسؤولياته جسام، وليس لديه الوقت الكافي للمسائل الصغيرة. وختم رسالته من غير سلام.
والأخ العاقل قال لها: بأن المسائل لا تحل إلا من قبل أصحابها، وتمنى لها التوفيق وطلب إليها التأني فبالتأني السلامة.
أما ذاك الأناني الذي تمنت أن تكون الأيام قد غيرته فقد قال: لقد كبرت بما فيه الكفاية و/كل من عقله
براسه يعرف خلاصه/.
ورد الكافي خيره شره بأن صفقاته مع الأجانب لا تدع له مجالاً للتفكير بأمر آخر.
أما إذا كانت بعض النقود تحل مشكلاتها فهو على استعداد، ولم يسأل عن صحتها ولا تمنى لها التوفيق.
أما الأصغر فقد أرسل يقول: بأنها سبقته في طلب العون، فهو على أبواب الإفلاس وغير قادر على مساعدتها فإن تكرمت بإمداده وإلا فالله في عون الجميع، وشكا لها من مشاكل أولاده التي لا تنتهي.
لحظ الناعم خيبتها فتقدم واثقاً من نجاحه هذه المرة، ربت على كتفها فلم تجفل. مد لها يداً مصافحة، لم تمانع، سحبها بيسر مشيراً لها إلى بساط حريري. مشت معه وكلها شك بوجود بئر تحت البساط.