بتـــــاريخ : 11/17/2008 8:35:25 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1038 0


    الوجه

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبد الرحمن سيدو | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

     

    حدث هذا بلمح البصر..؟!‏

    كنا ثلاثة، حسين وكمال وأنا، ولتونا كنا قد فرغنا من شرب بعض الكؤوس، وذلك في خمَّارة "دو-ري-مي" أو مقهى العميان كما يسمونها، كانت الموسيقى تصدح، "آرام" يعزف، أحدهم يغني، والآخرون يرقصون، كنت أردد الأغنية مع المغني، حسين يصفق، كمال يصفر، بائع أوراق اليانصيب يصيح بصوت نزق:‏

    "غداً السحب على الجائزة الكبرى"..‏

    الكراسي ترقص، الرواد يرقصون، والمقهى يصدر بهجته الآسرة..‏

    قال بائع أوراق الحظ وهو يفلل ربطة البطاقات:‏

    - لابد أن تشتروا مني بطاقة..‏

    قال كمال:‏

    - حظي يتيم.‏

    قال حسين:‏

    - المكتوب يقرأ من عنوانه.‏

    أردفت:‏

    - آه ياحظي وحظ أمي.‏

    وتعالت قهقهة، ارتبك بائع البطاقات لحظة ثم عاد وقهقه هو الآخر وأصر:‏

    - سيأتي يوم..‏

    عندها قال كمال:‏

    - لننصرف.‏

    وبسرعة جرى حسين وذاب في إحدى حلقات الرقص، تركت كمال والتحقت بحسين، راحت الأجساد تتلوى، تترجم دواخلها إلى حركات، تصعد مع الموسيقى، وتهبط، تدور، ترتفع، واستمر الغناء الشجي مواظباً، ومن بين الوجوه، لمع وجه أحدهم في عيني، طارت بسمته إلي، وللوهلة الأولى خيل إلي أني أعرفه، حاذاني، كبرت بسمته، كان على وجه أثر جرح طويل، وتحت عينه اليسرى شامة ضخمة، وكان شعره الأشقر المسترسل، يشرف على بشرة ناعمة، ووجه متطاول بأنف معقوف، أخذ يدي، وجعلني أرافقه إلى خارج المقهى، ووقت أصبحنا في الشارع بأضوائه المعطلة، مدَّ يده إلى جيبه الخلفي وبهدوء استل موسى حلاقة، عرضه أمام عيني، لمعت شفرته الحادة في دواخلهما، انفتح فمي دهشة، التقط رأس لساني وهبط بالشفرة الحادة، أظلمت الدنيا في عيني، جريت، جريت، التفت إلى الخلف، شاهدته يتوقف عن ملاحقتي، مسح موسى الحلاقة بكمه، طوى نصله، أعاده إلى جيبه الخلفي، وغاب، ارتخت ركبتاي، طوتني الرجفة، وكحائط يتهدم ارتميت على وجه الشارع ولفني الضباب.. وعندما انفتحت عيناي، كنت محاطاً بعالم أبيض، محايد وقاس، عالم أبيض من الجدران والأسرة، عالم من المشاجب والمغاسل البيضاء كالعظام، وتحذير مكتوب بخط أسود، ومعلق قبالتي، بصعوبة لملمت التحذير.‏

    " لاتتحرك ولا تحرك لسانك، ولا تحاول فالمحاولة قد تكلفك حياتك"...‏

    ابتلعت ريقي، تألمت، تألمت من الصداع الذي يشطر رأسي إلى نصفين، انقفلت عيناي ثانية، بينما تعالى صوت الممرضة دامعاً ومواسياً:‏

    - "مسكين.. لقد فرغوا فمه تماماً.. ماتبقى من لسانه لا يساعده على النطق"... وتأرجحت بي الدنيا.. وباستماتة أخذت أحاول استعادة تفاصيل الرجل الذي احتز لساني.. رأيت سقف المقهى، يهبط به أمامي، شاب عمره في الثلاثين، حليبي البشرة، له عينان غائرتان وعميقتان، على وجه أثر جرح طويل، وتحت عينه اليسار شامة كبيرة، وحاولت أن أتذكر... أين التقيت بهذا الوجه، أين التقيت بهذا الأنف المعقوف...‏

    - التقيته في المدرسة..؟ في العمل...؟ في القرية...؟! في الشارع؟! ولحظة لم تسعفني الذاكرة.. راحت أسئلة أخرى تدور وتتدور وتحك حنجرتي...‏

    - ما الذي دفعه لارتكاب هذا الفعل ومعي بالضبط...؟ هل أخطأت بحقه، واختلفنا، شتمني، شتمته، أنا لا أعرفه، أكيد أنا لا أعرفه، توهمت، خيل إلي فقط..؟‏

    ليس لي أعداء، قلبي حمام أبيض، أحب الجميع، والذي لا أحبه...أحترمه..؟ النساء..؟‏

    لم أجرؤ طوال عمري أن أبني علاقة مع امرأة متزوجة أو لها عشيق سابق، نهائياً لم أجرؤ..أنا أعلم..النساء يسببن المشاكل والأحقاد.. نعم أنا أعرف.‏

    صراعات..؟ مع من..؟ لا أملك عقارات، ولا نقوداً كثيرة، أو مصالح تدعو أو تورط البني آدم في صراعات مع الآخرين.‏

    مالسر إذن..؟!‏

    ووقت انفتحت عيني هذه المرة إثر رشقة ماء بارد على وجهي، شاهدت شرطياً يتسمر جانبي، ويحدق إلى رئيسه الذي يرتاح على كرسي لصق سريري، يرتاح وفي يده أوراق ملفوفة، وقلم ينتظر أن ينتهي من مهمته بسرعة، فَرَدَ الرئيس الأوراق التي بين يديه... على الورقة بعض الأسئلة، عرض الورقة علي، ناولني القلم وطلب مني الإجابة عنها، هززت رأسي دليل الاحتجاج، عبس، قطب جبينه وبنفاذ صبر راح يدق كفه اليمنى المضمومة كقبضة بالكف اليسرى المفتوحة، فتأكد لي أنه لا حاجة لي بمزيد من المشاكل، قرأت الأسئلة بعد أن تناولت القلم.‏

    1- من تتهم بالاعتداء عليك‏

    2- هل لك أعداء.‏

    3- هل لك ديون على الآخرين.. أم أنك مدين.. أذكر ذلك بالتفصيل...؟‏

    4- هل تسكر..؟ وحدك..؟ مع من..؟!‏

    5- هل لك علاقات عاطفية مع النساء...؟ من هن...؟!‏

    6- لماذا جئت إلى هذا المقهى "دو- ري- مي" بالذات وفي هذه الليلة..؟‏

    7- هل سبق أن اشتركت في معارك ونزاعات..‏

    8- هل عشت حالة حب عنيف.. أو حالة وهم عنيف..؟‏

    9- هواياتك المغفلة التي لا نعرفها..؟!‏

    10- عملك الأخير..؟!‏

    وكما تعرفون، كان يجب علي أن أجيب، أجيب عن كل هذه الأسئلة، في حينها خطر لي خاطر طريف، معقول.. أن يترك المجرم ويجري التحقيق معي..؟! ماذا ستفيدهم إجاباتي..؟! هززت رأسي بشك وحيرة، لكن القلم بدأ يسطر الإجابة فوراً ودون أي تردد، وبرقت في عيني لمعة الموس الحادة وهي تحتز لساني، لساني الذي أخذ يرقص مثل قلب مقلوع من جذوره، فارتجف القلم رجفة خفيفة في يدي وراح يخط: أنا ياسيدي من عباد الله البسطاء، استيقظ من النوم صباحاً، أنهض، أرتب الفراش، اتجه إلى المغسلة، أسيل الماء، أحلق ذقني، أخلع منامتي، ارتدي ثيابي، وغالباً لا أفطر، إذ أتناول خاصرة فنجان قهوة تعده لي أمي، وأدلقه في حلقي، التقط الولاعة، أتناول علبة السجائر، أحرق رأس إحداها، وانطلق إلى عملي، بالمناسبة أنا أعمل موظفاً صغيراً في مديرية منسية... ، هل اتهم أحداً..؟! لا يمكن أن أتهم أحداً من معارفي أو أصدقائي، فهم أخوة لي وأعز، صحيح أنهم يضطرون لأكل لحمي، لكنهم وللأمانة، لا يزنونني في كف الميزان، هم أصحاب خبز وملح ومروءات تمتد من الجاهلية حتى الآن..؟!‏

    ولا أستطيع أن أتهم أعدائي، إذ ليست لي أية عداوات على الإطلاق... فمنذ طفولتي لم أتشاجر أو أتعارك مع أحد... وفي صباي..ها...هها.. تذكرت.. تشاجرت مع أحد الصبيان، نعم تشاجرت معه وتعارك معي وقت لمح أن خطوات ابنة عمه التي تسكن في حارتنا، تثقل، وتضطرب وقت تراني ونحن ذاهبون إلى المدرسة..آه ياسيدي...بوركت الطفولة وبورك الصبا المشاغب، وقت كنت أحاذيها، تشهق بضحكة كالعسل، يشع وجهها حبوراً، تصفو عيناها وتبسمان، يطفح في شفتيها توت ورطب، كنت أحس أنها تخصني بكل شيء، نظراتها، خطوها المتعثر، وكنز الخفر الذي يطير من وجنتيها إلى قلبي البكر، لكني لم أكن أفهم أكثر من هذا ولا أعرف..؟! والله..لا أعرف..، وحين كنا نلعب الغميضة في الزقاق، كانت ترقبني وتترقبني، تتعقبني، تنط لفرحي، ومثل الجدايا الجريئة كانت تتحدى جميع اللاعبين وقت أسقط في الفخ، وقلبي يدق، بعنف يدق، تهتز أعضائي نعم... تهتز... لكن مالنا.. هذه الحكاية قديمة، جداً قديمة، وبالمناسبة فإن ابن عمها تزوج، ودعاني إلى حفل عرسه، ذهبت، فخصني بمودة متفردة، ورحب بي بحرارة...مالنا.. حكاية قديمة...وتسألني ياسيدي هل أعرفه..؟‏

    ربما أكون رأيته مرة، لكنني صدقاً لا أعرفه، أتريدني أن أكذب..؟ أسمي لك أحدهم لترتاح، ترتاح وتنتهي من مهمتك الثقيلة، فأنا متأكد أن جنابكم لا تهمه المشاكل التافهة التي لا تأتي بمكافأة أو رتبة أو بعشاء فاخر في مكان مرتب، نعم أنا متأكد، لكن لا...لا ياسيدي.. لن يحصل هذا.. والله لن يحصل..؟‍ وكي ترتاح وأنا أظهر بمظهر المريح، ليست لي أية علاقة مع النساء، فقط أذكر مرة وأنا أجرجر نفسي إلى البيت... وأنا سكران، التقيت بواحدة، واحدة عند موقف الباص، ضحكت عندما رأتني، بانت أسنانها البيضاء، أنا أيضاً ضحكت، ومشيت، وسمعت خلفي طرقات حذاء نسائي، والوقت شتاء، رذاذ المطر يرطب ويلين ريح الشمال الجاف، لكن البلل في النساء والناس، في الشوارع والإعلانات والجيوب، كان يرسل برداً أكثر جفافاً، ... بلا تطويل... سمعت طرقات حذاء نسائي خلفي، اهتز قلبي، سخن رأسي، والدنيا شتاء وليل ومطر، التفت، شاهدت بسمتها، بانت أسنانها البيضاء، بانت ألوانها الهاطلة، ارتعشت وتابعت السير، قلت هذه كتلة عظام وبثور ومساحيق، هذه ليست امرأة... وبقيت طرقات الحذاء ورائي، ووقت وقفت أشعل سيجارة، وقفت أمامي، رفعت رأسي، نفثت دخان السيكارة نعم...في وجهها...طيرت ضحكة جديدة، جنَّ جنوني، لكن عيب ياسيدي عيب.. الوقت متأخر... وأنا أحادث امرأة.. هكذا سيقولون...وغريبة لم أرها في عمري... لكن امرأة...هكذا سيقولون...حدقت إليها وقلت بجلافة...نعم...؟‍‏

    أجابت:‏

    1- أنت ابتسمت لي وأشرت بيدك، لذا لحقت بك..)‏

    وكانت الأصباغ تتهدل على وجهها وتهبط إلى العنق، فصرخت:‏

    - ( سيدتي أنت فهمت غلط...)‏

    قالت بحدة:‏

    - (ماذا تعني..؟‍!).‏

    قلت:‏

    - (كلامي واضح) ... سيدتي أنا أخاف النساء..، خاصة في الليل وفي الجو الماطر، ووقت تكون الجيوب فارغة... اعذريني.‏

    أكدتُ:‏

    - لكن أنت أومأت.‏

    - (سيدتي أنت غلطانة، اعذريني ثانية، لندع الخوف، وليكن كلامي واضحاً أرجو... أنا لا أحمل نقوداً، ووقت أتأخر في السهر خارج البيت، أنام عند صديق، وفي البيت توجد أمي...والبقية عندك..).‏

    فاضت عيونها بحقد، بصقت وهي تصرخ:‏

    (رجال آخر زمن.. تفو).‏

    وانسحبت... وغيرها ياسيدي لم يحصل شيء، تسألني عن السكر، أنا سكران دائماً، أحياناً من الجوع، وأغلب الأحيان من الهموم الصغيرة، التي لا تخطر على بالكم، ابتداء بجرة الغاز...وانتهاءً بأقساط المصرف، ووصفات أدوية أمي التي أصبحت تكلفني أغلب راتبي، وغالباً من العرق الرخيص الذي أشربه بصحبة "حسين وكمال" فهذا العرق الرخيص قاتل الله أجداده لم يعتصر باليد ياسيدي، بل "بدوس الأرجل" ومعلومكم عرق كهذا، لا يسكر فقط، لكنه "يسطل أيضاً"، فأنا يارعاك الله لا أسكر بل "أنسطل"، ولعلمكم ياسيدي...‏

    ...لعلمكم ليس لي ديون مع أحد، وليس لأحد عليَّ ديون، ماعدا ديون المصرف، والمصرف ليس أحد كما تعرفون، فأنا وتحت إلحاح الوالدة، لا أمارس هذه العادة الجميلة، في هذا الزمان الورد، وهذه نعمة من الله الذي له الشكر على كل حال من الأحوال... وتسألني عن المعارك...‏

    ياسيدي وتاج رأسي... ومتى فرغت من المعارك...؟!، فنحن كنا قاعدين في بلادنا بأمان الله والحكومة، وإذ بالجيوش الغريبة تأتي إلينا، لا تأتي فقط بل وتأخذ أرضنا، قاتلناهم مئات السنين وطردناهم... نعم طردناهم.. هذا حصل.. نعم حصل.. والله العظيم حصل...‏

    لا تستغرب ياسيدي، لم يكن هناك خيار، هم أتوا وشهروا سكاكينهم في وجهي.. ماذا أفعل... قلت ياولد الديك للذبح...ماذا تنتظر...وانطلقت..، وها...ياتاج رأسي تفتح لي جروحي من جديد، وتسألني عن الحب تصور ياسيدي حبة حنطة، تنمو.. بلا عش أخضر يحتضنها، شفة من التوت والرطب بلا قلب حار يدفع إليها الدم...هل هذا ممكن..؟!، خصلات تكتب الشعر في الفجر، بلا سحر ضباب يحمل القصيدة ويغنيها فوق أعلى رابية..؟! هل يمكن ياسيدي..؟!‏

    وإذا كان ذلك ممكناً، سيصبح الخبز مصيبة، وحبة القمح زمن من زؤان وفحم، والشفة التوت مقبرة، والخصلات حبل مشنقة..، صدقني ياسيدي.. هكذا ستصير...‏

    باختصار يامرحوم الوالدين...‏

    الحب ورد ينعش القلب، سكر وشهد يحلي الروح، نرجس يعطر المخيلة ويمنح الفقراء أمثالنا فسحة من الحلم، لذا أقول أحببت، قد تحتج ياسيدي وتقول بأنك اعترفت بأنه لا علاقة لك مع النساء...؟! صدقاً ياسيدي أحببت... لكن بلا علاقة لا تحتج وأطل روحك قليلاً، وتحملني، وها إني أخبرك... كنا نجمع القطن بعد الظهر، وفي جنوب القرية، وأنا منحنٍ ألملم الصوف الأبيض، أتتنى في الخاصرة جوزة قطن خضراء، صرخت:‏

    - آه... آخ......‏

    حينئذٍ بانت بقامتها الهيفاء، بخصلات شعرها المحلولة، بعينيها الواسعتين وهمست بخفوت:‏

    - سلامتك من الـ... آه...‏

    وبعد أيام رحلت، تركت جرحاً في الصدر ورحلت...، ومن يومها أعيش معها، تقول أمي وقت أعود من العمل:‏

    (- أحضر طعامك من المطبخ أنا تعبانة)‏

    أصيح:‏

    -(أمل ستحضر الطعام.)‏

    تقول:‏

    - (استيقظ يابني، المخلوقة ربنا يستر عليها رحلت منذ سنوات، "أمل" أم لقطيع من الأطفال، ماذا حصل لك..؟!"..‏

    ياسيدي ودمع عيني..‏

    دائماً أراها، في آناء الليل وأطراف النهار، عندما أعود في الليل دائخاً، تتأبط ذراعي بلطف وتوصلني إلى الفراش، تمسد شعري، ترش ثيابي بالياسمين، تقبلني وتغيب، نعم، ...عبر النافذة في الغرفة المجزأة... تضيع، في الصباح تأتي أمي، تسألني...من أوصلك..؟!‏

    - أهتف:‏

    (- طبعاً.... "أمل"..."‏

    لا تستغرب ياسيدي.. فأنا قلت لكم بأني لا أكذب، ومن ناحية الهوايات... "مسبع كارات مثلما يقولون"..أغني، أعزف، أرسم، أمثل، أرقص، أنام.. وأخيراً ومثلما ترون الآن وبأم أعينكم...بدأت أكتب.."‏

    ناولته القلم، ثم الورقة، قرأ الإجابات بتعجب، ارتسم الرعب في عيني الشرطي المرافق، فاض ذهول، تعجل الخروج وهو يهمهم:‏

    - الأخرس أصبح يخرف.‏

    وبلمح البصر.. حدث هذا.‏

    برقت الصورة في رأسي، العينان الغائرتان، الشامة الكبيرة تحت العين اليسرى، الأنف المعقـ...وووف، الجرح الطويل، لاشيء يختلف، الموس الحادة، الأضواء المعطلة، اللسان الذي يرقص، وهذه البسمة التي تلمع حادة أكثر من الموس.‏

    زعقت:‏

    - لحظة ياسيدي... أنت... عرفتك... عرفته.‏

    ...لكنه كان قد اجتاز عتبة الباب وغاب في الممر...

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()