إنها في العقد الخامس من عمرها ولها ابن لشدة حبها له تتغاضى كثيراً عن مخالفاته لأمر دينه ولأمور تتعلق بالأخلاق، وتقول: إن ذلك شأن كثير من الوالدات وبعض الآباء؟ ترجو التوجيه في هذا لو تكرمتم.
الواجب على المسلم أن يتقي الله في نفسه ، وفي أهل بيته ، في جيرانه ، وفي كل المسلمين ، وذلك بدعوتهم إلى الله ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وأن لا تأخذه في الله لومة لائم، هذا هو الواجب على كل مسلم، فلا يدع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل قرابة قريب ، أو محبة شخص ، بل من حبه له ومن صلته له الحقيقية التي يؤجر عليها أن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ؛ كما قال عز وجل: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى [(152) سورة الأنعام]. فالواجب على المؤمن أن يتقي الله ويؤدي حقه الذي عليه وإن كان مع القريب، يقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا [(135) سورة النساء]. فالواجب على المؤمن أن ينكر المنكر، وأن يأمر بالمعروف مع الأقرباء وغيرهم ، وأن ينصح قريبه وغير قريبه، وإذا كان قريباً له من أهم المهمات أن ينصحه ، وأن يوجهه ، هذا من أعظم من صلته بالمال، إذا كان يصله بالمال ويؤجر على صلة الرحم، فكونه يصله بتوجيهه إلى الخير وتعليمه الخير ، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، هذا أهم من صلته بالمال، وهذا ينفعه في الدنيا والآخرة، فليس لهذه المرأة ولا لغيرها أن تدع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لحبها لولدها ، أو ابن أخيها ، أو ابن أختها ، أو غيرهم ، بل يجب أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالطرق التي تراها مفيدة ومجدية، وبالأساليب الحسنة حتى تنجح إن شاء الله في عملها. المقدم: إذن من التربية الحسنة ومن الرأفة بالأبناء إنكار المنكر عليهم؟ الشيخ: نعم، نعم، لكن بالأساليب التي تراها مفيدة، لا بالعنف والشدة.