ثمة تقنية جديدة لفحص البول صباحاً تعطي صورة واضحة عن حال كلى المريض، وخصوصاً مريض السكري، في حين انه كان يتم سابقاً تجميع بول المريض لمدة 24 ساعة لمعرفة ما اذا كان يحتوي على الزلال(الألبومين)، علماً أن وجود هذا الأخير هو دليل على مشاكل الكلى.
ومن المعلوم أن مريض السكري هو من أكثر المعرضين لمشاكل الكلى بسبب المضاعفات المزمنة.وقد أثبتت دراسة حديثة ان كل زيادة في زلال البول (الالبومين) تعني زيادة في نسبة امراض القلب والشرايين.فبقدر ما نضبط السكر في الدم ونلتزم اصول التغذية والحركة الجسدية ونمتنع عن التدخين ونضبط معدلات دهون الدم وخاصة الكوليسترول وننتبه إلى ضغط الدم، فإن المريض يبقى بعيداً من الإصابة في الكليتين، وخصوصاً ان هناك تقدماً كبيراً في الفحوص الالبومينية.?
يحدث عطب في الكلى في شكل تدريجي عند نحو ثلث المرضى بداء السكري، ويبدأ بظهور البروتين في البول وينتهي بقصور كلوي كامل يتطلب غسل الكلى ثم زرعها.
الاكتشاف المبكر للألبومين
هل يمكن تجنّب مضاعفات السكري او تأجيلها أو التخفيف من حدوثها؟? _ نعم، وذلك عبر الاكتشاف المبكر للسكري وضبطه جيداً. وقد أثبتت دراستان ان ضبط السكري المبكر والحثيث (الاقرب الى الطبيعي) يخفف الاصابة في الكلية ومشاكل العين والقدمين وتأثير الاعتلال العصبي.?وهناك وسائل حديثة تتيح الاكتشاف المبكر للألبومين في البول، ومن بينها البيلة البروتينية الدقيقة، التي تؤخّر التدخل بواسطة الادوية لدى ظهور مشاكل الكلى. وهذا الفحص من الضروري اجراؤه دورياً ولمرة في السنة على الأقل، خصوصاً لدى مريض السكري (النوع الثاني الذي يصيب الكبار).?واذا كان مريض السكري معرضاً اكثر من غيره لارتفاع الضغط، فعند ظهور اي ارتفاع طفيف (المعدل الطبيعي 13.5 على 8.5 ) يجب علاجه مباشرة للتخفيف من ظهور مشاكل الكلى او تسارعها.واذا طبّق الفريق الطبي هذه الاجراءات فقد ننجح في خفض عدد المرضى الذين يعانون القصور الكلوي ويحتاجون الى الغسل او زرع كلية.والشروط نفسها تنطبق على العين واعتلال الأعصاب. ?ويجب التذكير بأن مشاكل السكري جزءان: الكلى والشبكية والجهاز العصبي وكلها تتعلق بالخلل في الاوعية الدموية الدقيقة، وتأثير السكري في الاوعية الكبيرة المتعلقة بشرايين القلب والدماغ والاطراف. وللتأثير في الاوعية الكبيرة لا يكفي ضبط السكر بل من المهم ايضاً ضبط الكوليسترول والامتناع عن التدخين ومعالجة الضغط وتجنب السمنة والتشجيع على ممارسة الرياضة المنتظمة.
كما ان الاضطرابات الشريانية عند المعرّض لمرض السكري تبدأ قبل ظهور المرض بأعراضه المعروفة في المرحلة الأولى منه. من هنا ضرورة الاكتشاف المبكر والمعالجة.
ما هي ابرز الإرشادات للاكتشاف المبكر للنوع الثاني من السكري؟
_ من ابرزالإرشادات: ?- أولاً، فحص السكري مرة كل سنة بعد سن الأربعين، علماً أن هذا الفحص غير مكلف ودقيق، ومن الممكن إجراؤه بواسطة الآلات المبسطة والحديثة.?- ثانياً، يستحسن اجراء الفحص السنوي حتى قبل سن الأربعين، وخصوصاً عند: ?أ - كل فرد له تاريخ سكري في العائلة (أب أو أم، أخ أو أخت، خال أو خالة، عم أو عمة).?ب - كل فرد مصاب بارتفاع الضغط.?ج - كل فرد يعاني من زيادة في الوزن، ولو طفيفة.?د - كل سيدة سبق لها ان عانت سكري الحمل في الماضي (من علامات سكري الحمل ان يكون وزن الطفل فوق الـ 4 كيلوغرامات).?هـ - اي فرد يعاني من ارتفاع الدهنيات خصوصاً الشحوم الثلاثية.?و - عند وجود أي من الاعراض الآتية:?كثرة العطش والتبول، هبوط غير مفسر في الوزن، ضعف وارهاق، التهابات جلدية، التهابات مهبلية عند النساء، شعور بتنميل الاطراف.?وأثبتت دراسة حديثة انه عند الأشخاص الذين يتوقع ظهور السكري لديهم (وذلك عبر وجود سكري في العائلة او زيادة في الوزن) ، من المفيد اتباع برنامج مبسط لتغيير اسلوب الحياة يشمل:?* المشي لمدة نصف ساعة يومياً.?* خفض الوزن بنسبة 7 في المئة خلال سنتين.?وقد أدت هذه التدابير الى منع ظهور السكري بنسبة 58 في المئة.