بتـــــاريخ : 11/13/2008 11:26:49 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1200 0


    ذكرى صديق

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبد الحميد بن هدوقة | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

     

    من الحروف خلقت النور،‏

    والألم،‏

    والسعادة .‏

    بنيت صرحاً شامخاً للفن،‏

    أعطيت للحرية لوناً لا يبحث عن لون،‏

    شتّت الظلام،‏

    لأنك تعرف معنى النور،‏

    يا محمد!‏

    تألمت إنساناً،‏

    فعرفت كيف يعبر عن الألم،‏

    تغربت،‏

    فأدركت معنى الانتماء.‏

    أوهمونا أننا شجر بلا جذور.‏

    فكشفت- فناناً- عن الحروف- الجذور!‏

    وأبدعت - ملهماً- من الموات المضمون والشكل،‏

    الصورة والإنسان .‏

    كل رسومك يا محمد، تعابير وقراءات،‏

    للعيون المبصرة، والأرواح الطاهرة.‏

    لأنك إنسان أدرك مدى فداحة الجذب.‏

    الذي خلفته قرون الانغلاق.‏

    أبدعت من فننا فنا،‏

    ومن ماضينا حلما،‏

    وللأجيال الحاضرة والمقبلة طريقاً،‏

    زواج بين الأصالة والحداثة،‏

    بين النحن والآخر،‏

    يا محمد!‏

    جعلت لكل ظلام نهاية من نور.‏

    لأنك فنان،‏

    إنسان،‏

    يحب الإنسان،‏

    يؤمن بالإنسان.‏

    وفقدناك!‏

    يا محمد!‏

    فقدنا كلماتك الطيبة،‏

    نضالك المستميت،‏

    بسماتك الحبيبة،‏

    حضورك القويّ الرائع،‏

    في كل الملمات.‏

    فقدنا بفقدك عوالم،‏

    من الفن،‏

    وهي خسارة لا تقدر،‏

    بدموع ولا بألم !‏

    وأناديك،‏

    ونحن نستقبل ذكرك،‏

    بكلمات صامتات،‏

    هي الدموع وهي الألم،‏

    وأتذكر ..‏

    أحلاماً ترسمها ريشة،‏

    وأخرى يخطها قلم،‏

    ونتحدث، ونتحدث، بلا أصوات،‏

    ونبحث، ونبحث...‏

    كل منا في أبعاد كيانه المتصل بالكون.‏

    والسؤال يبقى قائماً، رهيباً،‏

    كالأبد!:‏

    إيّ موجة جاءت بهذا السواد، إلى ضفافنا الضاحكة.؟‏

    أيّ مد دفعه؟‏

    هل المدن البيضاء محكوم عليها بالسواد؟‏

    هل الأحلام الخضراء محكوم عليها بالحصاد؟‏

    هل الوجوه السمراء هي وجوه حداد؟‏

    لا تحيا إلا تحت استعباد أو استبداد؟‏

    أو تحت رايات جهاد؟‏

    وأتذكر...‏

    أحاديث تبادلناها،‏

    بلا كلمات:‏

    لماذا شبابنا والفتيات،‏

    تغتال على شفاههم البسمات؟‏

    ينزع من نظراتهم حلم الحياة،‏

    وتقدم لهم جنات محنطات؟‏

    والسؤال يبقى منتصباً،‏

    كأن لم يوجد نوفمبر،‏

    ولا وجد أكتوبر!‏

    لماذا عصافير الحرية تهجر أوكارها؟‏

    لماذا الليل الطويل يلد الأفجار الكاذبة؟‏

    لماذا مناجل الفلاحين تنصب أهلة على القبور؟‏

    لماذا إذن نوفمبر؟‏

    لماذا إذن أكتوبر؟‏

    لماذا ...‏

    لماذا صار للعدم معنى أكبر من معنى الوجود؟‏

    لماذا الفناء خير من الوجود؟‏

    أيّ لعنة ورثناها؟‏

    أيّ جريمة ارتكبناها؟‏

    إننا لم نختر المجيء‏

    فبأيّ مبرر نختار الذهاب؟‏

    ولدنا،‏

    لم نجد أمامنا سوى المستقبل.‏

    ماضينا عاشه غيرنا،‏

    لماذا نحيا حياة ليست لنا؟‏

    لماذا نترك أحلامنا تتحول إلى كوابيس؟‏

    أنت يامحمد.‏

    وجدت الطريق،‏

    بالحروف القديمة أبدعت المستقبل الجديد!‏

    بالفن عبرت عن سعادة الإنسان،‏

    وبالألم، عبرت عن سعادة الفنان!‏

    جمعت بين الثلاثة : الألم، السعادة ،والفن،‏

    جمعت بين اللازمين: الماضي والمستقبل،‏

    لأن كل حاضر بدونهما لا يكون،‏

    كم أنت حاضر، يامحمد!‏

    في قلوب من عرفوك.‏

    في عيون من قرؤوك!‏

    كم أتألم وأنا أتذكر أحاديثك الطيبة البسيطة،‏

    أحاديث الإنسان الفنان،‏

    حتى عندما تغضب،‏

    كنت تنفعل بالبسمات،‏

    لكنك، كم كنت صلباً عنيداً،‏

    في قضايا الحرية،‏

    لأنك فنان،‏

    ماالحرية بدون فن ونور؟‏

    وتقبل ذكرى رحيلك الأولى،‏

    ونقف خاشعين،‏

    متألمين، متحسرين،‏

    كم هي خسارة فادحة،‏

    أن نفقدك،‏

    أيها الحاضر الغائب،‏

    أيها الأخ الطيب،‏

    أيها الصديق الرفيق!‏

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()