ـ هيّا لتكملي واجباتك .
تنشغل شادية بواجباتها ، و ألعابها حتى المساء .. تأتي إلى أمها ضاحكة ، و تقول :
ـ أريد أن أرى القمر !!
تخرجان إلى الحديقة .. و تتطلع شادية إلى السماء :
ـ أين القمر يا أمي ؟
ـ ربما يكون في بيته !!
ماذا يفعل الآن ؟
ـ ربما يحل واجباته !!
ـ هل يحل واجباته كل يوم ؟
ـ القمر لا يتأخر في إنجاز مهامه أبدا !!
ـ و متى ينتهي ، و يخرج لأراه يا أمي ؟
ـ لا أدري .. لكنه سيخرج حتماً .
ـ و هل يمكن أن أدعوه إلى البيت ؟
ـ إنه معلق في الفضاء .. يطلع هناك ليراه جميع الناس !!
ـ أريد أن ألعب معه !!
ـ الآن وقت نومك يا شادية .. سأخبرك عندما يخرج .
تذهب نادية إلى فراشها .. تغمض عينيها و تحلم بالقمر . يأتي القمر مدورا ، و أبيض مبتسما ، يطرق على نافذتها طرقات خفيفة .. تفتح له النافذة فيدخل .. تذهب إلى صندوق ألعابها ، و تخرج الكثير منها .. تلعب مع القمر .. يمدّ القمر يده ، و يأخذ دبّها البني .. تأخذه منه .. ينتزعه منها ، و يقول : هذا الدبّ لي .. تقول : هذا دبّي أحضره لي أبي هدية ..يقول القمر : إنه لي و سآخذه .. يقوم القمر .. و يقفز على حافة النافذة .. تخاف أن يسقط و ينكسر .. تقول له : أرجوك أيها القمر أعد دبّي لي .. و سأعطيك لعبة أخرى .. يقول القمر : لا .. تقول له : أنت قمر شرير .. يطير القمر إلى السماء ممسكا بالدب .. تصرخ به : دبّي .. دبّي ..دبّي ........ تستيقظ شادية ، و أمها تضمها :
ـ ما بك يا حبيبتي ؟
ـ القمر .. لقد أخذ دبّي البنّي !!
تفتح الأم الصندوق .. و تجد شادية دبّها نائما .. تأخذه و تحضنه ..الأم تقول لها :
ـ كنت تحلمين يا ابنتي !!
ـ هل جاء القمر ؟
ـ نعم ..إنه في السماء !
تخرج شادية و أمها و تريان القمر مضيئاً أبيض .. تقول شادية :
ـ هل القمر شرير يا أمي ؟
ـ لا يا شادية .. القمر صديق المسافرين ، يضيء دروبهم في الليل .. إنه جميل .
ـ إنه صديقي .
تلوّح شادية له بيدها ، و تندس في فراشها ، و تنام .
في الغد تعود من مدرستها فرحة .. تقبّل والديها ، و تقول :
ـ أبي أريد أن تسميني ( قمر) !!
ـ أنت قمري الصغير .. لكن لماذا ؟
ـ قلت لمعلمتي : القمر صديقي .. فقالت لي : أنت قمر يا شادية !!
ـ حسناً .. أنت قمر !!
شادية تضحك بفرح .. و تركض لإكمال واجباتها .. في المساء ستخرج ، و تلوّح لصديقها ، و تقول أنها قمر مثله