أنا شاب ولله الحمد والمنة ملتزم بجميع تعاليم الإسلام، وأسأل الله لي ولك الثبات على الحق إلى يوم المعاد، وقد توظفت في إحدى الوزارات، وأنا أريد أن يكون الراتب الذي أتقاضاه حلالاً، ولا يكون فيه قرشاً واحداً حراماً؛ لأنني أريد أن أكون مستجاب الدعوة، كما قال -عليه السلام- لسعد بن أبي وقاص: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، ولا أريد أن أكون مثل الأشعث الأغبر الذي يمد يديه إلى السماء، وملبسه حرام، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له، وأنا آتي للدوام في الصباح الساعة السابعة والنصف أكون جالساً على مكتبي، ولا أستخدم الأقلام والأوراق والدبابيس وكل أغراض العمل إلا في العمل، ولا أستعملها لحاجاتي الخاصة، بل استخدمها لحاجة العمل، ولكن هناك ثلاثة أشياء أريد أن أسأل عنها بارك الله فيك، وهي: جميع موظفي الإدارة التي أعمل فيها يخرجون في الساعة الثانية ظهراً، وفي الثانية والربع لا تجد في الوزارة أحداً إلا نادراً، يخرجون جميعاً بما في ذلك مدير إدارتنا، وكذلك مدير القسم، وقد جلست أكثر من يوم أجلس إلى الثانية والنصف، وأخرج أنا لوحدي من الوزارة، وليس هناك أحد، فهل يجوز لي يا سماحة الشيخ أن أخرج معهم أم لا؟ ثانياً: التلفون في المكتب بعض الأيام يكون لي أشغال وحاجات تخصني ولا تخص العمل بشيء، وأريد أن أتكلم في التلفون، فهل يجوز لي استعمال التلفون بغير حاجة العمل؟ ثالثاً: بعض الأيام يكون لي أعمال وأشغال وحاجيات لا يمكن فعلها إلا في وقت الدوام، سواء داخل الوزارة أو خارجها، فآخذ الإذن من رئيس القسم وأخرج، وبمجرد الانتهاء من العمل، أرجع مباشرة إلى المكتب، فهل هذا جائز؟ رابعاً: بعض الأيام يكون عندي يوم كامل فيه شغل، أو أسافر إلى المدينة التي يسكن فيها والداي وزوجتي وأهلي، فأستأذن من رئيس القسم، ويأذن لي وأتغيب ذلك اليوم، أو في منتصف الوقت يأذن لي، فهل هذا جائز؟، علماً يا شيخي أن رئيسي هذا صاحب صلاحية في عملية دخولي وخروجي، وكشف الخروج والدخول يتم عن طريقه وبإذنه، أرجو -يا سماحة الشيخ- أن تجيب عن هذه الأسئلة بأسرع وقت ممكن حتى تنقذني من دوامة الأفكار التي تطاردني، فانا لا أريد أن آكل حراماً، بارك الله فيك ونفع بك وجعلك ذخرا لأمة -محمد صلى الله عليه وسلم-.
أولاً، نسأل الله لنا و لك الثبات على الحق، ونسأل الله أن يتقبل دعواتك، وأحبك الله الذي أحببتنا له. ثانياً: لا حرج فيما ذكرت من الأمور الأربعة، أولاً: استعمال التلفون عند الحاجة لا بأس إذا لم يكثر إذا دعت الحاجة في شيء قليل نرجو ألا حرج في ذلك إن شاء الله، والدولة بحمد الله خيرها كثير ونفعها عام، فالشيء اليسير يغتفر في مثل هذا، لأن الحاجة قد تدعو إلى هذا في بعض الأحيان، وكذلك خروجك في الساعة الثانية والربع مع الناس، لا بأس، تخرج الساعة الثانية والربع وإذا جلسوا إلى النصف اجلس معهم وإذا خرجوا اخرج معهم، لكن بعد الساعة الثنتين والربع، النهاية الثنتين والربع والربع الأخير هذا للخروج والذهاب إلى البيت، ولا بأس أن تخرج مع الناس، في الساعة الثانية والربع، لا قبلها. الثالثة: تخرج من المكتب بإذن المسؤول في بعض الحاجات لتعرض أو لأهلك في زيارة خاصة في بعض الأيام بإذن المسؤول لا حرج في ذلك، مع مراعاة القلة من هذه الأشياء والحرص على أن تكون هذه الحاجات في غير الدوام، فإذا عارضت الدوام ولم يتيسر قضاؤها إلا في الدوام فلا حرج في ذلك إن شاء الله.