بتـــــاريخ : 11/12/2008 11:10:31 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 714 0


    التعلق بالأبراج والطالع

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : sara rafaat | المصدر : sayadla.com

    كلمات مفتاحية  :
    عقيدة التعلق الأبراج

     

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ثم أما بعد ،،،

    إن بعض الناس يربط حياته ومستقبله باعتقادات وتصورات جاهلية بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، ومن أبرز السمات التي تختص بها الشريعة العقيدة الإسلامية ، وتلك العقيدة فريدة من نوعها ، متميزة بشمولها وبساطتها ووضوحها ، لأنها عقيدة ربانية ، أودعها الله تعالى في أرضه لتستنير البشرية بنورها ،
    وتحتمي بعدلها ، تلبي رغبات وحاجات وطبائع البشر ، وتعطي الفكرة الكاملة عن الكون وحقيقته ، وتوضح أي تساؤل قد يتبادر إلى الذهن بخصوص ذلك 0

    والله سبحانه وتعالى أوجد أسبابا شرعية وأخرى حسية مباحة لكي تحقق وتؤدي الغايات والأهداف المنشودة في هذه الحياة ، وهذا يعني أن الطريق الذي أراده الله سبحانه وتعالى لاسعاد البشرية واضح معلوم ، لا يحتاج إلا للإتباع والانقياد لكي تتحقق السعادة في الدارين ، وقد أشار الحق تبارك وتعالى إلى ذلك في محكم كتابه حيث يقول : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( الأنعام – الآية 153 ) 0

    وبنظرة متفحصة إلى أحوال العالم الإسلامي اليوم ترى الكثير ممن يبني ارتباطاته وعلاقاته بخالقه وبالآخرين بناء على تصورات ومفاهيم خاطئة ، ويعد ذلك انتقاص في الفهم والسلوك لا سيما أنه يخالف المنهج السوي ، وما أصلته العقيدة في النفوس 0

    ومن تلك المظاهر السيئة التي انتشرت في المجتمعات الإسلامية وبشكل ملفت للنظر وعلى نطاق واسع بعض الاعتقادات الفاسدة التي توقع الإنسان في الكفر أو الشرك التعلق بالأبراج وكتب الطالع والحظ ، وهذه الطريقة منتشرة وبشكل كبير على كثير من صفحات ومجلات عالمنا الإسلامي ، وأسواق الكتب تزدحم بأنواع عدد من كتب الحظ والبخت والطالع لهذا الفلكي أو ذاك 000 ، ومفاد هذه الطريقة المختصر أنها تحدد الأبراج المختلفة كالجوزاء والسرطان والحمل ونحوه وعددها اثنى عشر برجا ، وكل منها له تاريخ محدد ، بحيث تغطي كافة هذه الأبراج تاريخ السنة بأكمله ، وتحت كل برج يكتب الحظ والطالع الخاص بصاحبه ، وعادة ما توضع هذه الحظوظ بعناية ودراسة فائقة ، فمثلا يكتب ( أنت مقدم على أمر مهم للغاية ) وكل إنسان يرتبط بحياته بأمور يومية مهمة ، ومن هنا يقع كثير من الناس في التعويل على هذه الأبراج وربط حياتهم ومستقبلهم بها ، ولذلك فإن التعلق بهذه الأبراج على هذا النحو وبهذه الكيفية كفر وشرك بالله عز وجل ، وعلم الغيب أمر اختصه الله سبحانه وتعالى بعلمه وحده دون سائر الخلق 0

    سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم بعض الجرائد والمجلات وغيرها والتي تحتوي على ما يسمى بأبراج الحظ ، وهل يعتبر هذا النوع من أنواع السحر ؟

    فأجاب – حفظه الله - : ( يظهر أن هؤلاء الصحفيين يريدون بهذه الأبراج دعاية إلى صحفهم ، وإلى الإكباب عليها وترويجها واشتهارها بأنها حوت على كذا وكذا ، فينتشر لها ذكر في المجالس ، ويقبل الناس على شرائها لتحصل لهم الأرباح المضاعفة 0 ولا شك أن هذه الأبراج لا حقيقة لها ، وإنما هي كلمات يروجونها ويوهمون العامة أن فيها حظاً ونصيباً ، وأن من فعلها وطبقها فقد أحرز كذا وكذا ، وفي ذلك ما هو شبيه بالميسر المحرم ، وشبيه بما يسمى اليانصيب ، وكأنهم يرسمون تلك الأبراج ويحثون العامة على عملها ، وإذا كان فيها شيء من التخييل أو العمل الخفي ، فإن ذلك من الحيل التي يسير عليها بعض المشعوذين ، وأرى أنه لا يلحق بالسحر الذي هو من عمل الشيطان ، والذي يتوقف على أعمال شركية يتقرب بها أهلها إلى الشياطين ، وأرى أن هذه الأبراج لا يجوز عملها ولا الإكباب على شراء الصحف التي تروجها ، فذلك مما يسبب كسادها مع عدم صدقها في الحظ أو النصيب ، والله أعلم ) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين – ص 302 ، 303 ) 0

    تقول صاحبة كتاب " عالم الجان من خلال القرآن والأحاديث الشريفة – ص 92 " : ( ومن الناس من يرفض السحر والسحرة عارفاً ببطلان قولهم وفعلهم لكن الشيطان لا ييأس أبداً فيأتيهم بأمور يدّعون أنهم إنما يفعلونها ويقبلون بها من باب التسلية ثم تصير بالتالي وسواساً يشغلهم أفكارهم ويسيطر على مشاعرهم 0
    وذلك عن طريق ما يسمى بالأبراج ومعرفة الحظ بواسطة الأبراج وحظك اليوم ، وما شابه ذلك من أمور نرى الصحف تزخر حتى ليندر أن تجد صحيفة لم تخصص زاوية لهذه الأبراج 0
    وتصديق هذه الأقوال يعني أن يؤمن الإنسان أن للأبراج الفلكية والكواكب دوراً في حياة الإنسان ، وأن ما يصيبه من خير وشر إنما هو ناتج عن حركاتها وعن دخول كوكب كذا في برج كذا ، وهذا شرك لا ريب فيه إلا أن كثيراً من الناس يستهلونه ويقبلون به ويقبلون عليه 0
    ومن هنا نرى صور وأخبار المنجمين تملأ بعض صفحات الكتب داعية الناس إلى الضلالات والباطل زاعمة لهؤلاء المنجمين القدرة على فك المربوط وجلب الغائب وما شابه ذلك من أمور وما هم بالحقيقة إلا رسل إبليس إلى الناس بالشرك والغواية والضلال ، والأحرى بنا أن نمنع كل مجلة تنشر مثل هذه الأمور لأنها وسيلة من وسائل إبليس وتسهيل دخولها إلى أي بلد وأي بيت هو فتح للأبواب أمام إبليس وجنوده ) 0

    وحقيقة الأمر فإني لا استطيع أن أجد عاقلا واحدا يصدق بمثل ذلك ، وينبئ بما اختص به الله نفسه من علم غيب المستقبل ، ومن اعتقد بذلك فلا أظن مطلقا إلا أنه مشرك أو كافر بالله تبارك وتعالى 0

    وكافة تلك المظاهر أطلت علينا إما نتيجة لانتشار الخرافات والبدع التي عمت معظم أنحاء العالم الإسلامي ، وإما أن تكون دخيلة علينا من المجتمعات الغربية الكافرة ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على انحراف العقيدة ، وانتكاس الفطر ، والبعد عن تعاليم الكتاب والسنة ، والمسلم لا يرتبط بأمور دينه ودنياه بترهات وأقوال وأفعال تعمل جزافا ، وما يميز المؤمن أنه متبع للحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وكم أسر دمرت وعائلات شتتت بسبب تلك الاعتقادات التي لا تمت بصلة من قريب أو بعيد لديننا الإسلامي الحنيف 0

    فلنحرص إخوتي القراء الأعزاء على تعظيم الخالق سبحانه وتعالى ، والعمل بكتابه وسنة نبيه لنيل رضاه وحسن الخاتمة والسعادة الأبدية ، والفوز بالدارين الدنيا والآخرة ، والله تعالى أعلم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

    كلمات مفتاحية  :
    عقيدة التعلق الأبراج

    تعليقات الزوار ()