الاستشارة :
إني امرأة متزوجة من 8 سنوات ولا يوجد عندي أطفال مع العلم أن العقم من زوجي ونصحونا الأطباء بعملية أطفال الأنابيب وكان هو الحل الوحيد وعملتها أكثر من عشرين مرة وخسرنا أكثر من أربعين ألف دولار دون جدوى !
المهم سلّمت أمري إلى رب العالمين .. وأدعو ليل ونهار أن ربي يرزقني الذرية الصالحة لأن هناك من يقول لي استمري في العمليات .. أفيدوني جزاكم الله كل خير ..
الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الأخت السائلة الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن من كمال إيمان العبد أن يرضى بما قسمه الله تعالى له وقدره عليه، وفي هذا إيمان بقدرة الله تعالى { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ. أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } [ الشورى: 49-50 ]
كما أن الأخذ بالأسباب في العلاج مطلوب شرعاً ..
وما ذكرته في حالتك أمر لابد فيه من الرضاء بقضاء الله وقدره أولاً.
أما وقد عملت عشرين عملية ليحصل الحمل من خلال عملية أطفال الأنابيب فإنه لا بد قبل أن ننصحك بما عليك فعله أن نؤكد على ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية في مثل هذه العمليات، فإذا قمت بعمل هذه العمليات بضوابطها الشرعية فليس هناك داع لتكرار العمليات ما دام لم يستجد في الطب شيء جديد في هذه العمليات.
وليس أمامك أنت وزوجك إلا اللجوء إلى الله تعالى وتعليق الرجاء به سبحانه، والإكثار من الدعاء له في كل صلاة وسجود وفي أوقات الإجابة كوقت السحر وبين الأذان والإقامة أن تكثروا من دعاء زكريا عليه السلام: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} (الأنبياء : 89 ) و{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} [ آل عمران : 38 ] .
وأكثرا من الاستغفار فإن الله يجزي من لزم الاستغفار جزاء عظيماً وأجراً كبيراً، ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً . يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } والله تعالى لا يخلف وعده، ولكن الأمر يحتاج إلى يقين راسخ وافتقار كامل إلى الله تعالى.
وأكثرا من الصدقة بنية الاستشفاء من العقم فقد جاء في الأثر: (داووا مرضاكم بالصدقة).
وينبغي لك أن تملئي حياتك ووقتك بما يفيدك في نفسك ويفيد أمتك ومجتمعك ليكون لك في ذلك شيء من العوض والسلوى عن الولد.
نسأل الله تعالى لكما الذرية الصالحة الطيبة، والرضاء بقضاء الله وقدره.
والحمد لله رب العالمين ..