بتـــــاريخ : 11/10/2008 5:04:09 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1023 0


    أخنوخ وليس إدريس

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :
    الدفاع الاسلام شبهات حول الانبياء

    أخنوخ وليس إدريس
    الشبهة
    جاء في القرآن: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 56 ، 57] فقد ذكر القرآن أن اسم هذا النبي هو إدريس، وفي التوراة أن اسم هذا النبي أخنوخ، فمن أين جاء القرآن بهذا الاسم؟
     
    الرد عليها
    مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
        هذه الشبهة نتجت عن عدم الفهم الصحيح لاستخدام القرآن الكريم للغة العربية، ولأسلوبه في نقل الكلمات والأعلام من لغاتها.
    فالقرآن الكريم حينما ينقل اسم عَلَم من لغته إلى العربية، لا يخرج في نقله على ثلاث حالات:
    الحالة الأولى: أن يكون العَلَم في لغته الأولى على وزن يساوي أوزان اللغة العربية، يُنْقَل كما هو في لغته، مثل نَقْل اسم عيسى وموسى.
    الحالة الثانية: أن يكون العَلَم في لغته الأولى على وزن يُقَارب أوزان اللغة العربية، يُغَيِّر فيها بعض التغيير التي تجعلها تتناسب مع اللغة العربية، مثل يوحنَّا ويونان، فتجده الأول في القرآن يحيى، والثاني: يونس.
    الحالة الثالثة: أن يكون العَلَم في لغته الأولى لا يساوي ولا يقارب وزنًا عربيًّا، ففي هذه الحالة لا يأتي به القرآن من لُغَته كما هو، ولكنه يُتَرْجم معناه في اللغة العربية، وهذا ما حدث في اسم إدريس عليه السلام، فكلمة "أخنوخ" معناها في لغتها "الدارس" فنقلها القرآن الكريم إدريس، وهي بمعنى الدارس أيضا.
        وليس هذا شأن العربية وحدها وإنما هو شأن سائر اللغات، وهو وضع الأعلام على وفق قواعدها؛ ولذلك فقد وردت أسماء كثيرة لهذا النبي الكريم في لغات أخرى، منها أن اليونان سموه (هرمس)، ونقل عن ابن العبري في تاريخه "أن إدريس كان يلقب عند قدماء اليونان "طريسمجيسطيس" ومعناه بلسانهم ثلاثي التعاليم؛ لأنه كان يصف الله تعالى بثلاث صفات ذاتية وهي الوجود والحكمة والحياة".([1])
        وقال ابن عاشور تعليقًا على ما ذُكِرَ: "ولا يخفى قرب الحروف الأولى في هذا الاسم من حروف إدريس فلعل العرب اختصروا الاسم لطوله فاقتصروا على أوله مع تغيير".[2]))
        ومن ثَمَّ فإن مَنْ قال من المفسرين بأن لفظ "إدريس" عربي، قصد ترجمة هذا الاسم إلى العربية، ومَنْ قال منهم: إنه عَلَم أعجمي قصد معناه الذي تُرْجِم منه، فقيل: سرياني، وقيل: عبراني، وقيل: إن لفظ "إدريس" من لغة أُمٍّ للعربية والعبرية والسريانية، وعليه فلا توصف هذه الكلمة بأنها ليست عربية كما لا توصف بأنها ليست عبرية مثلاً بل هي في اللغتين معًا.
        والذي يُقَوِّي القول بأن لفظ "إدريس" غير عربي أنه ممنوع من الصرف، وهو الشأن في الأسماء الأعجمية.
        فالخلاصة أن لهذا النبي أسماءً كثيرة كل أمة تطلق عليه اسم وتعرفه به، وهو شان سائر اللغات فى تغيير بعض الكلمات والأسماء.
     

     
     
    الهوامش:
    ----------------------
    ([1]) 
    تاريخ ابن العبري (1/7)
    ([2]) التحرير التنوير (16/130)، وما بعدها.

    كلمات مفتاحية  :
    الدفاع الاسلام شبهات حول الانبياء

    تعليقات الزوار ()