بتـــــاريخ : 11/10/2008 4:58:31 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1264 0


    هل تسلَّط الشيطان على ملك سليمان؟

    الناقل : heba | العمر :42 | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :
    الدفاع الاسلام شبهات حول الانبياء

    هل تسلَّط الشيطان على ملك سليمان؟
    الشبهة
    جاء في القرآن: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص34، 35] وذكر المفسرون قصة عن خاتم لنبي الله سليمان كان فيه مُلْكه، وأنه نزعه ذات مرة فأخذه الشيطان، وتسلَّط بواسطته على مُلْك سليمان، وتمثَّل بصورته، إلى أن سقط منه الخاتم في البحر ووجده نبي الله سليمان في بطن سمكة فلبسه وعاد إليه مُلْكه. فكيف تسلط الشيطان على ملك سليمان، وما معنى هذا الخاتم السحري الذي مَنْ يلبسه من الإنس أو الجن يصير مَلِكاً؟
     
    الرد عليها
    مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
         إن السائل هنا يورد قصة من أخبار بني إسرائيل عن نبي الله سليمان لا تتَّفق بحال مع مقام النبوة وعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
        وهذه القصة ذكرها بعض المفسرين نقلا عن المصادر اليهودية؛ وقد صرح المفسرون بمصدر هذه القصة(1)
        ومن المفسرين من يقصد الاستيعاب ونقل كل ما يجد حول الآيات تاركًا التمحيص للقارئ، مكتفيًا برجحان عقله عن التصريح بتضعيف ما ينقل، ومنهم من تعرض بالنقد لما يروي، وهذه القصة التي يوردها السائل قد تعرَّض لها بالنَّقد كثير من المفسرين، وصرحوا بأنها من وضع اليهود وزنادقة السوفسطائية(2).
        بل فصَّلوا أوجه الضعف والوضع فيها؛ من ذلك:
        أن الشيطان لا يتصور بصورة الأنبياء، ويستحيل أن يلتبس على أهل مملكة شخص نبيهم والشيطان.(3)
        أما عن خاتم سليمان وأنه قد ربط ملك سليمان عليه الصلاة والسلام به، فهو أمر مستنكر جدًّا؛ حيث إنه لا يقبله العقل، ولم يدلنا عليه القرآن(4) رغم أن من عادات القرآن الكريم أن ينص على خصوصيات لبعض الأشياء كما ذكر عن عصا نبي الله موسى عليه السلام، فكيف ينص القرآن على خصوصية هذه العصا ولا ينص على شأن الخاتم؟
        وحيث ثبت سقوط هذه القصة ثبت سقوط كل ما ذكر السائل من تفاصيل حولها فضلاً عن اشتمال سؤال السائل على مستغربات لا يصدقها العقل.
        والتفسير الصحيح للآية الكريمة:
        أن نبي الله سليمان عليه السلام أنه قال: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تأتي كل واحدة بفارس يجاهد في سبيل الله تعالى، ولم يقل إن شاء الله، فطاف عليهن فلم تحمل إلا امرأة، وجاءت بشق رجل، وقد روى ذلك الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة مرفوعاً وفيه : "فوالذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا فرسانًا"
        وهذا هو المراد بالفتنة، وليس في هذا إخلال بمقام النبوة، بل هو فقط ترك للأولى فليس بذنب.
        وقد أراد الله سبحانه أن يُعلِّمه أمر تقديم المشيئة وهو أمر مهم جدًّا روجع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سُئِل عن قصة أهل الكهف فوعد بالإجابة، وقال: "أخبركم غدا بما سألتم عنه". ولم يستثن [أي: لم يقل إن شاء الله] فنزل في القرآن الكريم: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف23،24] .
        والمراد بالجسد ذلك الشق الذي وُلِدَ له، ومعنى إلقائه على كرسيه: وضع القابلة له عليه ليراه"(5).
     
     
     
     
     
    الهوامش:
    ---------------------
    (1) التحرير والتنوير 23/156
    (2) تفسير الألوسي 17/343
    (3) القرطبي (15/201)
    (4) تفسير الألوسي (17/344)
    (5) تفسير الألوسي (17/342)

    كلمات مفتاحية  :
    الدفاع الاسلام شبهات حول الانبياء

    تعليقات الزوار ()