بتـــــاريخ : 11/9/2008 5:51:54 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 741 0


    هل يبيح القرآن إنكار الله؟

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :

    هل يبيح القرآن إنكار الله؟
    الشبهة
    جاء في القرآن قوله: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل :106]، وجاء في بعض الأخبار أن عمارًا نطق بالكفر بعد أن عُذِّب. ونحن نسأل: هل من الأمانة أن يُزوِّر الإنسان في عقيدته وينكر ألوهية الإله في سبيل إرضاء الناس؟
     
    الرد عليها
    مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
    أولاً: ليس فيما فعل الصحابي الجليل عمار بن ياسر إرضاءً للناس وإنما فيه نجاة بالنفس، وبيان ذلك أن عمارًا فهم الحقيقة وهي أن الخروج عن الإسلام لا يكون بكلمة ينطقها الإنسان ولا يعتقدها، وإنما الخروج يكون باعتقاد يسكن في القلب، وفهم أن هذه الكلمة التي لا تخرجه عن الإسلام ترضي هؤلاء السفهاء فينصرفون عن إيذائه ففعل ذلك، وحصَّل المصلحتين النجاة بنفسه والبقاء على الإيمان.
    ثانيًا: هناك أمر مهم هو أنَّ الإسلام يعفو عن الإكراه، ولا يؤاخذ الإنسان إلا بما فعل طواعية، وليس معنى هذا أن الإسلام يعادي أو يُحَارب الصِّدق والصادقين، ولكن مَنْ كان قادرًا فصبر على الأعداء ولم ينطق بكلمة الكفر فهو شهيد، له عند الله عز وجل الجزاء الأوفى، وإذا وقع المرء في حرج بسبب ما تعرَّض له من إكراهٍ أُبِيح له أن يخرج عن هذه الفتنه بكلمة ينطقها لسانه ولا يعتقدها جنانه، فيفوز بها بالنجاة، وقد اطمأن قلبه بالإيمان.
    ثالثًا: انظر ما تكرر بكثرة في التوراة والإنجيل من نحو ذلك: ما جاء في الإصحاح الثالث عشر من سفر الملوك الأول أن رجلاً من رجال الله جاء إلى مدينة (بيت إيل) وتنبأ عليه. وقال له الملك: ادخل إلى بيتي لأعطيك أجرة؛ فأبى بحجة أنه أمر من الله أن يعود مسرعًا، وكان نبي شيخ ساكنًا في بيت إيل. فأتى إليه بنوه وقصُّوا عليه قصة رجل الله. فقال لهم: دلوني على الطريق التي رجع منها، فلما لحقه قال له: ارجع معي لتتقوت، فأبى. فقال له النبي الشيخ : «أنا أيضًا نبي مثلك، وقد كلمني ملاك بكلام الرب قائلاً: ارجع به معك إلى بيتك، فيأكل خبزًا ويشرب ماء، كذب عليه، فرجع معه وأكل خبزًا وشرب ماء». [ 1مل 13: 1719]
        فقد استعمل الحيلة في إرجاعه و «كذب عليه«، وفي الأناجيل والرسائل أن بولس كان ذا لسانين وذا وجهين فإنه لما ردوه للسياط، قال: إنني روماني الجنسية وقد ولدت حرًّا [أعمال 22: 28] وقال: أنا رجل يهودي من سبط بنيامين [رومية 11:1]. ولما مثل أمام رئيس الكهنة وضربه على فمه قال له بولس : «سيضربك الله أيها الحائط المبيض، ولما شتمه بهذا القول وفي التوراة أنه لا يجوز شتم رئيس الكهنة وَوَجَّه إليه اللوم على مخالفته للتوراة. قال بولس: لم أكن أعرف أيها الإخوة أنه رئيس كهنة؛ لأنه مكتوب: رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا«. [أع 23: 15] ، خروج ] 28:22].
        وفي التوراة أن الإكراه على كسر حكم من أحكام الشريعة يسقط العقاب على كسر الحكم، فإن الفتاة العذراء المخطوبة لرجل، إن وجدها في الحقل وأمسكها الرجل واضطجع معها؛ يموت الرجل الذى اضطجع معها وحده وأما الفتاة فلا تفعل بها شيئًا. «ليس على الفتاة خطية للموت، بل كما يقوم رجل على صاحبه ويقتله قتلاً، هكذا هذا الأمر، إنه في الحقل وجدها؛ فصرخت الفتاة المخطوبة فلم يكن من يخلصها«. [تث 22:26-27]
    رابعًا: من يدرك معنى الرحمة الإلهية يعلم أن الله - عز وجل - وهو العليم بحال الإنسان، وهو الذي خلقه على حال من الضعف بحيث يعتريه النسيان أحيانًا والخطأ أحيانًا أخرى، وأن بعض الناس لا يصمدون أمام الضغوط؛ ولذا خفف عنهم بمثل هذا الأمر.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()