بتـــــاريخ : 11/9/2008 1:58:23 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1418 0


    حقيقة الجن

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :

    الشبهة

    أولاً : ليس في الكتاب المقدس ما يسميه المسلمون جنًّا وإنما فيه الملائكة والشياطين ؟
    ثانياً : من العجيب أن يرد في القرآن قوله : { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ، قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ الأحقاف :29،30 ] فلماذا يقول الجن إن القرآن الكريم أنزل من بعد موسى ولم يقولوا من بعد داود أو عيسى عليه السلام وهم أقرب إلى زمان محمد صلى الله عليه وسلم من موسى عليه السلام ؟
     

     
    الرد عليها
    مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
    حقيقة عالم الجن :
        عالم الجن الذي يتحدث عنه القرآن الكريم هو واحد من العوالم التي تتسع لها القدرة الإلهية ، والإيمان بوجوده فرع عن الإيمان بالغيب ، ذلك الأمر الذي تشترك في الإيمان به الأديان جميعها .
        "و الجن- بحسب ما يستخلص من ظواهر القرآن ومن صحاح الأخبار النبوية وحسنها- نوع من المجردات ، أعني الموجودات اللطيفة غير الكثيفة، الخفية عن حاسة البصر والسمع ، منتشرة في أمكنة مجهولة ليست على سطح الأرض ولا في السماوات بل هي في أجواء غير محصورة ، وهي من مقولة الجوهر من الجواهر المجردات أي ليست أجساما ولا جسمانيات بل هي موجودات روحانية مخلوقة من عنصر ناري ، ولها حياة وإرادة وإدراك خاص بها لا يدرى مداه ، وهذه المجردات النارية جنس من أجناس الجواهر تحتوي على الجن وعلى الشياطين فهما نوعان لجنس المجردات النارية ، لها إدراكات خاصة، وتصرفات محدودة ، وهي مغيبة عن الأنظار ملحقة بعالم الغيب ، لا تراها الأبصار ، ولا تدركها أسماع الناس إلا إذا أوصل الله الشعور بحركتها وإرادتها إلى البشرعلى وجه المعجزة خرقاً للعادة لأمر قضاه الله وأراده " (1)
     
    عالم الجن بين النقل و العقل :  
        معرفتنا بعالم الجن مصدرها -على الحقيقة- الوحي المنقول إلينا كتاباً وسنة ، وهو ما يعرف - في علم التوحيد- بالسمعيات بمعنى أن تسليمنا بوجودها فرع عن إيماننا بالقرآن والسنة وحيين ربانيين ، في حين أنه لا يترتب على هذا الإيمان شيء مما يحيله العقل، قد يستغربه البعض- أحيانا- لكن ما أكثر ما يستغرب مما هو كائن في دنيا الناس  بحيث إنك لو أخبرت بكثير من غرائب الوجود لاستبدت بك الدهشة على الرغم أنه حقيقة واقعة . وإذا كانت القدرة الإلهية صالحة لإيجاد هذا العالم فلم ينكر أو يستغرب من يؤمن بالإله وجوده ؟
     
    من يؤمن بوجود الشياطين لماذا لا يؤمن بوجود الجن؟
        لا مانع أن يكون الشيطان نوعاً من الجن ، والجن يتزوجون ويتناسلون ، بل وإبليس نفسه يتزوج ويتناسل ، فما المانع -عقلاً- من ذلك ؟ وهم عالم من المخلوقات كعالم الإنس وإن كنا لا ندري عنهم كل شىء إلا أنه لا يمنع أن يتكاثروا ويتوالدوا وإلا فكيف يستمرون في الوجود ؟ ثم إنه ليس بمستبعد على من يؤمن بوجود الشيطان وأن له حقيقة أن يؤمن بوجود الجن ؛ إذ الكل من الغيب ، والإيمان بالغيب حاصل عند أهل الأديان .
     
    الجن في الكتاب المقدس :
        والعجب ممن يكتب عن الكتاب المقدس ولم يعرف ما فيه، فإن الكتاب المقدس – كشأن القرآن- يتحدث عن وجود الجن ، و اقرأ هذه النصوص الكتابية :
        " لا تلتفتوا إلى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم أنا الرب إلهكم " [لاويين 19: 31]
        " وعبر ابنه في النار وعاف وتفاءل واستخدم جاناً وتوابع وأكثر عمل الشر في عيني الرب لإغاظته " [2ملوك 21: 6] .
     
    لماذا قال القرآن : {  كِتَاباً أُنزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى } ؟
        أما قول الله تعالى واصفًا القرآن الكريم بأنه كِتَابٌ أُنزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ولم يعبر عنه بأنه أنزل على  محمد صلى الله عليه وسلم أو أنزل من بعد المسيح أو غيره من الأنبياء الذين هم أقرب إلى زمان النبي صلى الله عليه وسلم من موسى عليه السلام ؛ فلأن التوراة آخر كتاب من كتب الشرائع نزل قبل القرآن ، وأما ما جاء بعده فكتب مكملة للتوراة ومبينة لها مثل زابور داود وإنجيل عيسى ، فكأنه لم ينزل شىء جديد بعد التوراة فلما نزل القرآن جاء بهدي مستقل غير مقصود منه بيان التوراة ولكنه مصدق للتوراة وهاد إلى أزيد مما هدت إليه التوراة" (2).
     

     
     
     
     
    الهوامش:
    ------------------------
    (1) التحرير والتنوير 29 / 2180
    (2) التحرير والتنوير 29 / 2180

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()