تفسير قوله تعالى : { فوجدا عبدًا من عبادنا } بأن هذا العبد هو الخضر عليه السلام ثابت صحيح ، ولكن الخضر عليه السلام هو بَلْيا بن مَلكان -وليس إيليا كما ذكر- فمسألة أن الخضر هو إيليا أمر غير مُسَلَّم .
وأما القول بأن ذي القرنين هو الإسكندر الأكبر المقدوني [356 – 324 ق.م] فذلك قصص لم يخضع لتحقيق تاريخى . . بل إن المفسرين الذين أوردوا هذا القصص قد شكَّكوا فى صدقه وصحته . . لأن الثابت تاريخيًّا أن الإسكندر المقدونى كان ملكًا وثنيًّا ، وذو القرنين كان رجلا صالحا وقد اختلف فى نبوته .
وأما قول المفسرين : كان تحت الجدار كنز من الذهب مكتوب عليه بعض الحِكَم، ومنها " لا إله إلا الله محمد رسول الله " . فأمر لا غرابة فيه ؛ لأن سائر الأنبياء بشَّرُوا برسول الله صلى الله عليه وسلم من مُنطلق أن دينهم واحد وإن اختلفت الشرائع شيئا ما، فإن لم يكن هذا القول ضعيفًا فمحمول على وجود قدر من التشابه بين الشرائع السماوية .
أما القول بأن الحوت كان مشويًّا فلا ننكر أن يقع مثل هذا معجزة لنبى الله موسى عليه وعلى نبينا السلام .
|