بتـــــاريخ : 11/8/2008 2:14:44 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1082 0


    الكلام المكرر-2

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : . د / عبد العظيم المطعني | المصدر : www.dar-alifta.org

    كلمات مفتاحية  :
    الدفاع الاسلام شبهات حوا القرآن

    الشبهة
     
     
    الرد عليها
    أ. د / عبد العظيم المطعني

     التكرار فى القصة :
    أما تكرار القصة فى القرآن فذلك سمته الغالبة على معظم قصصه . إذ لم يأت فيه غير مكرر إلا القليل مثل قصة يوسف عليه السلام .
    وللعلماء توجيه فى سردها مرة واحدة دون تكرار ، أهم ما فى هذا التوجيه أن حرص الإسلام على صيانة الأعراض كان سبباً فى ذلك ، لأن فى قصة يوسف محاولة إغراء على جريمة خلقية . لذلك فرغ القرآن من سوقها للعظة والاعتبار مرة واحدة .
    والقصص القرآنى فى جملته مسوق لغرضين أساسيين :
    أولاً : تسلية الرسول عليه السلام وتثبيت فؤاده .  وأنه لم يكن بدعاً من الرسل خولفوا مثل مخالفته .  وحق على المخالفين العذاب .  ونصر الله رسله وجنده .
    ثانياً : تهديد وزجر المخالفين .  وبيان لمصير أمثالهم .  علهم يرتدعون ويقلعون عن غيهم .
    ودواعى هذين الغرضين متكررة مرات ومرات .  فالرسول -  صلى الله عليه وسلم -  لم يكف عن الدعوة إلى الإسلام . والكفار لم يكفوا عن الإعراض والمخالفة .  فإذا اعتبرنا أن مجموع هذين الأمرين هما الحال المقتضية لإيراد القصة فى القرآن - فإن تكرارهما يستدعى تكرار مقتضى الحال -   وهو تكرار القصص مقدراً فى كل قصة على عدة مناسبات دقيقة لمقام الحديث .
    فتكرار القصة القرآنية فى أكثر من موضع ظاهرة فنية ودعامة تربوية . كان لابد أن تكون . .
    ومع هذا المقتضى فإن تكرار القصة فى القرآن لم يكن على نمط واحد .  أعنى أن هناك فروقاً بين مواضع تكرارها .  ولم تكرر فيه قصة واحدة على وجه واحد فى الصياغة أو الفكرة ـ أو فيهما معاً .
    فهناك اختلاف فى الصياغة ، وهناك اختلاف فى الطول والقصر .  واختلاف فى الأحداث التى تتناولها .  وطريقة عرض تلك الأحداث .
    وهى - بهذا -  جديدة متجددة دائماً  لا مدعاة للسآمة والملل - كما يزعم المغرضون - بل فيها روح وطرافة .
    كذلك فإن المعانى التى تتحدث عنها القصة القرانية لم تكن لمجرد التهديد أو التسلية .
    ولكنها حقائق يراد إثباتها لتؤدى دورها فى كل عصر ، متى توافرت دواعيها .
    والتكرار كما يقول جوستاف لوبون  :  " يحول المكرر إلى معتقد  " (1).
    ولذلك كان التكرار وسيلة من أهم وسائل التربية والتثقيف .

    * * *
    دواعى التكرار فى القصة :
    يقول صاحب " البرهان " موجهاً لتكرار القصة فى القرآن  :  " إن عادة العرب فى خطابتها إذا اهتمت بشئ أرادت تحقيقه وقرب وقوعه أو قصدت الدعاء إليه . كررته توكيداً وكأنها تقيم تكراره مقام المقسم عليه أو الاجتهاد فى الدعاء بحيث تقصد الدعاء .  والقرآن نزل بلسانهم فكانت مخاطباته فيما بين بعضهم وبعض .  وبهذا المسلك تستحكم الحجة عليهم فى عجزهم عن المعارضة " (2) .
    ويمضى الزركشى بعد هذا موضحاً لظاهرة التكرار فى القرآن .  ويسوق أدلة من القرآن نفسه لبيان صحة ما يقول هو عنه .  بيد أنه لم يأت بمثال واحد يحلل فيه التكرار فى الأسلوب القرآنى وإن لم يفته أهم غرض فيه وهو إفادته التقرير والتوكيد قال  : " وفائدته العظمى التقرير وقد قيل : إن الكلام إذا تكرر تقرر " (3) .
    وهناك شئ هام غفل عنه الزركشى .  إذ لايكفى أن يكون مجرد التوافق فى أسلوب القرآن وأسلوب العرب من حيث إن فى كل منهما تكراراً ، لا يكفى أن يكون هذا سبباً فى الحكم على التكرار بالجودة ، فنحن لسنا فى موضع يراد فيه إثبات مشروعية التكرار ، وإنما فى موضع يبحث عن مزايا وخصائص التعبير القرآنى ، ومنها التكرار .
    ويرى الزمخشرى رأياً يقرب من رأى الزركشى لكنه أعمق فهماً منه .  قال : " إن فى التكرير تقريراً للمعانى فى الأنفس . وتثبيتاً لها فى الصدور .  ألا ترى أنه لا طريق إلى تحفظ العلوم إلا ترديد ما يرام تحفظه منها .  وكلما زاد ترديده كان أمكن له فى القلوب ، وأرسخ له فى الفهم ، وأثبت للذكر ، وأبعد من النسيان " (4) .
    وهنا لابد أن نقرر حقيقة هامة .  هى : أن الإشادة بجمال التكرار فى القرآن لم يقتصر على العلماء العرب .  بل إن كثيراً من المستشرقين قد شهدوا بذلك منهم " جرونيبادم " - كما نقل عنه عبد الكريم الخطيب فى كتاب " الإعجاز القرآنى " ( ج1ص385 ) - ومع هذا الحق الذى يشهد به الأصدقاء والأعداء فإننا نستنطق القرآن نفسه .  وهو خير وأعدل ، ولنأخذ لهذا كله - مثلاً - قصة آدم عليهَ السُلام .  وقد كّرِرت فى سبع سور سبع مرات .
     
    دراسة تحليلية لقصة آدم

    نصوص القصة فى القرآن الكريم :
    قال سبحانه وتعالى : [ وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون  *  وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين  *  قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم  *  قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون  *  وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين  *  وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين  *  فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين  *  فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم  *  قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ] (5) .
    * * *
    وقال سبحانه وتعالى : [ ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين  *  قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين  *  قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين  *  قال أنظرنى إلى يوم يبعثون  *  قال إنك من المنظرين  *  قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم  *  ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين  *  قال اخرج منها مذءوما مدحوراً لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين  *  ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فَكُلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين  *  فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما وورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين  *  وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين  *  فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهمُا وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين  *  قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين  *  قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين *  قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ] (6) .
    وقال سبحانه وتعالى : [ ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأٍ مسنون  *  والجان خلقناه من قبل من نار السموم وإذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشراً من صلصال من حمأٍ مسنون  *  فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين  *  فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين  * قال يا إبليس مالك ألا تكون مع الساجدين  *  قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأٍ مسنون  *  قال فاخرج منها فإنك رجيم  *  وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين  *  قال رب فأنظرنى إلى يوم يبعثون  *  قال فإنك من المنظرين  *  إلى يوم الوقت المعلوم  *  قال رب بما أغويتنى لأُزينن لهم فى الأرض ولأغوينهم أجمعين  *  إلا عبادك منهم المخلصين  *  قال هذا صراط علىَّ مستقيم  *  إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين * وإن جهنم لموعدهم أجمعين  * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ] (7) .
     
    * * *
    وقال تعالى : [ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طيناً  * قال أرأيتك هذا الذى كرمت علىَّ لئن أخرتنِ إلى يوم القيامة لأَحتنكنَّ ذريته إلا قليلاً  *  قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءً موفوراً  *  واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً  *  إن عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً ](8) .
    وقال سبحانه وتعالى : [ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دونى وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً ] (9) .
     
    * * *
    وقال تبارك وتعالى : [ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزماً  * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى  *  فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى  *  إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى  * وأنك لا تظمؤُا فيها ولا تضحى  *  فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى  *  فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى  *  ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى  *  قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى  *  ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى  *  قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيراً  *  قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزى من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ] (10) .
    وقال سبحانه وتعالى : [ إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشراً من طين  *  فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين  *  فسجد الملائكة كلهم أجمعون  *  إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين  *  قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى أستكبرت أم كنت من العالين  *  قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين *  قال فاخرج منها فإنك رجيم  *  وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين  *  قال رب فأنظرنى إلى يوم يبعثون  *  قال فإنك من المنظرين  *  إلى يوم الوقت المعلوم  *  قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين  *  إلا عبادك منهم المخلصين  *  قال فالحق والحق أقول  * لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ) (11) .
     
    * * *
    ونسجل أولاً حقيقة هامة ، وهى ترتيب السور التى وردت فيها نصوص القصة حسب نزولها وهى  :
    أولاً - فى مكة : سورة ص - الأعراف - طه - الإسراء - الحجر - الكهف .
    ثانياً - فى المدينة : البقرة (12) .
    ومن هذا نعلم : أن أول سورة تتحدث عن قصة آدم عليه السلام هى سورة " ص " ، وأنها مكية النزول ، وأن نصيب العهد المكى من قصة آدم عليه السلام كان وفيراً .  حيث وردت فى ست سور .  بدأت بسورة " ص " ، واختتمت ب " الكهف " ، وأن الكهف كانت خاتمة المطاف بالنسبة للعهد المكى .
    أما العهد المدنى فلم ترد فيه القصة إلا فى سورة واحدة .  وهى سورة البقرة .  وأن سورة البقرة هذه أول ما نزل بالمدينة بعد الهجرة الشريفة . ولهذا فإننا سنحلل عناصر هذه القصة فى كل موضع وردت فيه .  حسب هذا الترتيب النزولى .
    *  عناصر القصة فى سورة " ص " :
    1- إخبار الله الملائكة بخلقه بشراً من طين .
    2- أمر الله الملائكة بالسجود لهذا البشر .  إذا سواه ونفخ فيه من روحه ، ثم امتثال الملائكة هذا الأمر .
    3- إخبار الله - تعالى - بمخالفة إبليس وإبائه السجود وصيرورته من الكافرين .
    4- سؤال الله - وهو أعلم - إبليس عن سبب مخالفته وامتناعه عن السجود .
    5- اعتذار إبليس عن مخالفته أمر ربه بالسجود لآدم . وحجته التى استند عليها .
    6- طرد الله إبليس من الجنة وإحقاق لعنته عليه إلى يوم الدين .
    7- طلب إبليس من ربه أن ينظره إلى يوم البعث .
    8- استجابة الله له ، وجعله من المنظرين .
    9- عناد إبليس وإعلانه - مقسماً - أن يغوى الناس أجمعين . إلا عباد الله المخلصين .
    10- توعد الله إبليس ليملأن جهنم منه ومن أتباعه .
     
    * * *
    * عناصر القصة فى سورة  " الأعراف " :
    1- الإخبار بأمر الله للملائكة أن يسجدوا لآدم . وامتثالهم هذا الأمر .
    2- مخالفة إبليس .
    3- سؤال الله -  وهو أعلم - إبليس عن مخالفته .
    4- اعتذار إبليس عن مخالفته أمر ربه . وحُجته التى استند عليها .
    5- أمر الله إبليس بالهبوط من الجنة منكراً عليه أن يتكبر فيها . وتكرار الأمر بالخروج وذمه .
    6- طلب إبليس من الله أن ينظره إلى يوم البعث .
    7- استجابه الله له .
    8- عناد إبليس وإعلانه الترصد للناس لإغوائهم وإيتاؤه إياهم من كل مدخل ينزلون فيه .
    9- تكرار الأمر له بالخروج مع ذمه وتوعده بأن يملأ الله جهنم منه ومن كل من يتبعه .
    10- أمر الله آدم أن يسكن الجنة هو وزوجه ويتمتعا بكل نعيم فيها إلا شجرة واحدة عيِّنها لهما .  وحرَّمها عليهما .  فإن أكلا منها صارا ظالمين .
    11- وسوسة الشيطان لهما ، وغرضه منهما . وأسلوب خداعه لهما .
    12- ذوقهما الشجرة المحرَّمة .  وظهور سوءاتهما ، ومحاولتهما سترها بورق الجنة .
    13- نداء الله وتذكيره لهما بنصائحه .
    14- ندمهما على ما فعلا، واستغفارهما الله .
    15- أمر الله لهم بالهبوط إلى الأرض مع تحقق العدواة بينهم  .  واستقرارهم فى الأرض . .  والاستمتاع بها إلى حين معلوم .
    16- إخبار الله لهم بما سيكون عليه حالهم فى الأرض : حياة ، فموت ، فبعث .
     
    * * *
    * عناصر القصة فى سورة  " طه " :
     1- مدخل القصة .
    2- إخبار الله بأمره الملائكة بالسجود لآدم  . وامتثالهم الأمر .
    3- مخالفة إبليس أمر ربه .
    4- نصح الله لآدم وتحذيره له من الشيطان .
    5- بيان النعم التى سينعم بها آدم وزوجه فى الجنة .
    6- وسوسة الشيطان لهما .  وأسلوب خداعه .
    7- أكلهما من الشجرة المحرَّمة . وظهور سوءاتهما . ومحاولتهما سترها بورق الجنة .
    8- حكم الله على مسلك آدم حيث خالف هو وزوجه أمر الله وأطاعا إغراء الشيطان لهما .
    9- اجتباء الله آدم . وتوبته عليه . وهدايته له .
    10-أمر الله لهم بالهبوط وترقب هُداه ، فمن اتبع هُداه فهو فى هدى وسعادة ، ومن أعرض عن هدى الله شقى فى الدنيا . وساء مصيره فى الآخرة .
     
    * * *
    * عناصر القصة فى سورة " الإسراء " :
    1-إخبار الله بأمره الملائكة بالسجود لأدم  وامتثالهم الأمر .
    2ـ مقولة إبليس ومحاجته ربه .  مبرراً لماذا لم يسجد لآدم
    3ـ عناده وإعلانه لو أخر إلى يوم القيامة ليُضلن ذرية من كرم الله عليه - يقصد آدم -  إلا قليلا منهم .
    4ـ إمداد الله لإبليس فى الغواية والإغواء ، متوعداً له ولمن تبعه بإدخالهم النار .
    5ـ بيان أن وعد الشيطان لأوليائه ما هو إلا غرور .
    6ـ عصمة الله عباده - الأحقاء - من غواية إبليس ، وسلبه كل سلطان عليهم ؛ فهم فى مأمن منه .
     
    * * *
    * عناصر القصة فى سورة " الحجر " :
    1ـ مدخل القصة .
    2ـ إخبار الله الملائكة أنه خالق بشراً من صلصال من حمأٍ مسنون .
    3ـ أمره الملائكة بالسجود له إذا سواه . وامتثالهم هذا الأمر .
    4ـ مخالفة إبليس أمر ربه .
    5ـ سؤال الله - وهو أعلم - إبليس عن سبب مخالفته أمره بالسجود لآدم عليه السلام .
    6ـ اعتذار إبليس وحجته .
    7ـ أمر الله إبليس بالخروج من الجنة وإحلال لعنة الله على إبليس .
    8ـ طلب إبليس من الله أن يجعله من المنظرين إلى يوم البعث .
    9ـ استجابة الله له .
    10ـ عناد إبليس وإعلانه تزيين المعاصى وإغواء الناس إلا المخلصين من عباد الله .
    11ـ إعلام الله إبليس بحصانة عباده المخلصين من إغوائه .
    12ـ أن جهنم مصير من يتبع إبليس .  وأن الله أعد لهم سبعة أبواب يدخلون منها النار لكل باب منها فريق مقسوم .
     
     
    * * *
    * عناصر القصة فى سورة  " الكهف " :
    1ـ إخبار الله بأمره الملائكة بالسجود لآدم  وامتثالهم هذا الأمر .
    2ـ مخالفة إبليس .
    3ـ إنكار أن يتخذ الناس إبليس وذريته أولياء من دون الله ، وهو لهم عدو .
    4ـ من يتخذ الشيطان ولياً من دون الله ، فبئس البدل بدله .
    وبسورة الكهف تنتهى مصادر القصة فى العهد المكى .  وتبدأ مرحلة جديدة فى العهد المدنى تتمثل فى سورة البقرة .
     
     
    * * *
    * عناصر القصة فى سورة " البقرة " :
     1ـ إخبار الله الملائكة أنه جاعل فى الأرض خليفة .
    2ـ تعجب الملائكة من هذا الجعل ، وسببان لهذا التعجب .
    3ـ رد الله عليهم .
    4ـ تعليم الله آدم الأسماء كلها .
    5ـ عرضهم على الملائكة ، ومطالبتهم بالإنباء بأسمائهم على سبيل الاختبار المؤدى إلى العجز .
    6ـ تنزيه الملائكة الله ، وتفويضهم الأمر إليه .
    7ـ أمر الله آدم أن يخبرهم بالأسماء ، وامتثال آدم عليه السلام هذا الأمر .
    8ـ استئثار الله بغيب السموات والأرض .  وعلمه بظواهر الأمور وبواطنها .
    9ـ أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم وامتثالهم هذا الأمر .
    10ـ مخالفة إبليس واستكباره وصيرورته من الكافرين .
    11ـ أمر الله آدم أن يسكن هو وزوجه الجنة وأن يتمتعا بما فيها من أنعام .
    12ـ تحريم الله عليهما قربان شجرة فيها عيّنها لهما .  فإن قرباها صارا ظالمين .
    13ـ إغواء الشيطان لهما ، وأكلهما من الشجرة المحرمة .  وإخراجه لهما مما كانا فيه .
    14ـ أمر الله لهم بالهبوط من الجنة إلى الأرض مع تحقق العداوة بينهم واستقرارهم فى الأرض واستمتاعهم فيها إلى حين .
    15ـ تلقى آدم كلمات من ربه ، وتوبة الله عليه .
    16ـ تكرار الأمر بالهبوط وترقب هدى الله فمن اتبع هدى الله آمن وسلم ، ومن عصاه أدخله النار وأخلده فيها .
     
    * * *
    وبعد هذا التحليل لعناصر القصة فى مصادرها الأصلية ننظر فيها على الوجه الآتى :
    أولاً : المعانى المشتركة فى جميع المصادر ، مع التعرض لفروق الصياغة ما أمكن .
    ثانياً : المعانى المشتركة فى مجموعة دون أخرى ، مع التعرض لفروق الصياغة كذلك .
    ثالثاً : المعانى التى لم تتكرر قط .
    أولاً : المعانى المشتركة فى جميع المصادر :
    المتأمل فى نصوص القصة فى جميع مصادرها يدرك أن المعانى التى لم يخل نص منها -  بل هى مشتركة بينها كلها - هى المعانى الآتية : ( أ ) أمر الله الملائكة بالسجود لآدم .
    (ب) امتثال الملائكة هذا الأمر .
    (ج) مخالفة إبليس أمر ربه .
    ففى سورة " البقرة " جاء قوله : [ وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ] (13) .
    وفى سورة " الأعراف " جاء قوله : [ ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين] (14) .
    وفى " الحجر " جاء قوله : [ وإذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشراً من صلصال من حمأٍ مسنون  *  فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين  * فسجد الملائكة كلهم أجمعون  *  إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين ] (15) .
    وفى سورة  " الإسراء " جاء قوله : [ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طيناً ] (16) .
    وفى " الكهف " جاء قوله : [ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه] (17) .
    وفى سورة  " طه " جاء قوله : [ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ] (18) .
    وفى سورة " ص " جاء قوله : [ إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشراً من طين  *  فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين *  فسجد الملائكة كلهم أجمعون  * إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين ] (19) .
    فهذه المعانى الثلاثة وردت - كما ترى - فى جميع المصادر لأنها العناصر الكبرى التى تدور حولها أحداث القصة .
    ونلحظ من النظر فى النصوص أن سجود الملائكة قد عطف بالفاء فى جميع المواضع على القول لهم بالسجود ، وهذا يفيد سرعة امتثال الملائكة لأمر ربهم وأنهم لم يترددوا قيد أنملة .
    أما مخالفة إبليس فقد صورت بصياغة مختلفة ففى سورة " البقرة " :  [ أبى واستكبر وكان من الكافرين ] (20) .
    وفى سورة  " الأعراف " : [ لم يكن من الساجدين ] (21) .
    وفى سورة  " الحجر " : [ إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين] (22) .
    وفى سورة " الإسراء " : [ قال أأسجد لمن خلقت طيناً](23) .
    وفى سورة " الكهف " : [ إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه] (24).
    وفى سورة " طه " : [ إلا إبليس أبى] (25) .
    وفى سورة " ص " : [ إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين] (26) .
    والتفنن فى العبارة قد أفاد إسناد أقبح أوصاف الذم للعين إبليس .
     
     
     
     
     
    الهوامش:
    -----------------------

    (1) روح الاجتماع ص 157 .
    (2) البرهان فى علوم القرآن  ، للزركشى 3 / 9 .
    (3) المصدر السابق .
    (4) الكشاف : 3 / 385 (بتصرف ) .
    (5) البقرة : 30 - 38 .
    (6) الأعراف :11 - 25 .
    (7) الحجر : 26 -44 .
    (8) الإسراء : 61-65 .
    (9) الكهف :50 .
    (10) طه : 115 - 127 .
    (11) ص : 71 - 85 .
    (12) اعتمدنا فى هذا حسب ما ذكره الزركشى فى البرهان : 1 / 193 - 194 .
    (13) البقرة : 34 .
    (14) الأعراف : 11 .
    (15) الحجر : 28 - 31 .
    (16) الإسراء : 61 .
    (17) الكهف : 50 .
    (18) طه : 116 .
    (19) ص : 71 - 74 .
    (20) البقرة : 34 .
    (21) الأعراف : 11 .
    (22) الحجر : 31 .
    (23) الإسراء :61 .
    (24) الكهف : 50 .
    (25) طه : 116 .
    (26) ص : 74 .

    كلمات مفتاحية  :
    الدفاع الاسلام شبهات حوا القرآن

    تعليقات الزوار ()