تحدث بسبب تخمر بقايا الطعام وكثرة الجراثيم والالتهابات والأمراض
ليس للفم النظيف في الحالة الطبيعية أية رائحة للهواء الخارج منه، بل قد يكون زكيا في بعض الأحيان، لذا تعتبر رائحة الفم الكريهة والتي تعرف بالبخر حالة مرضية لها أسباب وطرق علاج مختلفة. وهي تنتج في الكثير من الأحيان عن إهمال صحة الفم وقد تكون لأسباب مرضية، وتختلف رائحة الفم باختلاف الوقت، فهي أشد ما تكون خلال فترة النهار بسبب التخمر الذي يحدث طوال الليل حيث ان نقص إفراز اللعاب أثناء النوم يساعد ويزيد من تخمر بقايا وفضلات الطعام في الفم، كما تعتمد حدة الرائحة على كمية اللعاب والجراثيم الكامنة في الفم.
* جفاف الفم
* كما ذكرت فإن عدم العناية بنظافة الفم والأسنان يعد أول سبب لظهور تلك الرائحة التي تنشأ عن تخمر فضلات الطعام المتبقية ما بين الأسنان وفجواتها وخصوصا بين الأسنان المنخورة بالتسويس أو بين الجسور المركبة بغير إحكام أو بين الأسلاك المركبة لتقويم الأسنان، فتجذب تلك الفضلات الجراثيم كتربة صالحة بوجود الغذاء والحرارة المناسبة لتكاثرها وينتج بالتالي عن هذا التخمر غازات كريهة مسببة تلك الرائحة للفم، ومما يساعد على سرعة التخمر إهمال تنظيف الفم والأسنان بصورة دورية صحيحة تمنع تكون الرواسب البيضاء التي تشبه الجبس حول الأسنان والمسماة بالجير أو القلح والتي تعد أيضا مرتعا للجراثيم، كما أن إهمال الجير وعدم إزالته يؤدي إلى عدم تنبه أطراف اللثة بواسطة الطعام فتضعف وتنفذ إليها الجراثيم وتصاب بالالتهاب فتصبح حمراء هشة ولينة سهلة النزف مسببة رائحة نفاذة وطعما كريها بالفم. جفاف الفم يؤدي إلى ظهور رائحة كريهة أيضا، ويعاني الأشخاص الذين يتنفسون من أفواههم من بخر الفم أيضا، لما تسببه هذه الطريقة من جفاف للفم وبالتالي تتأذى اللثة وتلتهب فتغزوها الجراثيم وتسبب تلك الرائحة النفاذة خاصة مع إهمال النظافة أيضا.
* شراهة والتهابات ومن المسببات المرضية للبخر، التهابات المريء والمعدة، أو الشراهة في الطعام والتخمة، فتناول الطعام بصورة مستمرة دون إتاحة الفرصة لعملية الهضم يؤدي إلى تراكم الطعام في المعدة فيتخمر وتبدأ الجراثيم بإطلاق موادها السامة وغازاتها الكريهة التي منها ما يخرج عن طريق الرئة (الغازات الطيارة) ويجعل رائحة النفس كريهة ومنها ما يخرج عن طريق الجلد فتجعل رائحة العرق نفاذة. كما تظهر رائحة نفاذة قوية تشبه رائحة الخل لدى مرضي الكبد.
ويعاني مرضى السكر أيضا من ظهور رائحة حمضية من أفواههم منفرة للمحيطين بهم.
وقد تتسبب بعض أمراض الرئة والحميات بالبخر كما في التهابات الرئة والشعيبات الهوائية والحميات كالحصبة والدفتيريا والتيفوئيد والإنفلونزا عن طريق تقليل إفراز لعاب الفم.
وتؤدي أمراض الفم والبلعوم ايضا إلى الإصابة بالبخر، كالتهابات الجيوب الأنفية والتهاب اللوزتين واللحميات والخراج السني والتهابات اللسان. ويستطيع المرء التفريق بين المسببات بإغلاق الشفتين والتنفس من الأنف، فإذا انعدمت الرائحة، كان الفم هو السبب.
وقد تعاني بعض السيدات من ظهور هذه الرائحة في أوقات معينة كفترة الدورة الشهرية، أما إذا صاحبها التهابات الأسنان واللثة أو التهابات الجيب الأنفية، فيعانون من مذاق كريه مر في الفم.
ويلعب التدخين دوره بتأثيره على الأغشية المخاطية، فيحدث في البداية التهاب فيها ثم تضعف وترق أنسجتها ثم تبدأ الغدد المخاطية الجزء الخلفي من سقف الحلق بالتضخم ومن ثم تنسد قنواتها ومن الممكن في بعض الأحيان ان تصاب بالتقرحات وبالتالي تضمر الحليمات المنتشرة على سطح اللسان فتؤدي إلى بخر شديد ينفر منها أي شخص يشمها.
* طرق العلاج
* أما طرق علاج هذه المشكلة فهي علاج المسبب لها مع الاعتناء بصحة الفم والأسنان ,بتنظيفها بالفرشاة والمعجون بعد كل وجبة، مع استعمال خيط التنظيف للتخلص من بقايا وفضلات الطعام بين فجوات الأسنان، الذهاب إلى طبيب الأسنان لمعالجة التسويس والتهابات اللثة والخراج، مع تنظيف الأسنان بالأجهزة لدى الطبيب للتخلص من الجير المتراكم حول الأسنان بصورة دورية كل ستة أشهر، استخدام غسول الفم المحتوية على مضادات للجراثيم، فهي تزيل الرائحة المزعجة لمدة لا تقل عن ساعتين وهو تخلص مؤقت للنفس الكريه.
كما أن مضادات البخر كثيرة ويمكن للطبيب وصفها طبقا للحالة، ومنها ما يقوم بعمل تأثير كيميائي أو ميكانيكي في تعديل التفاعلات الكيميائية الناتجة عن تخمر الجراثيم، ومن هذه الأدوية المواد المؤكسدة والمواد الماصة كالفحم والكلوروفيل والمواد المحررة للكلور كماء الأوكسيجين، والذي يستخدم أيضا في تنظيف الأسنان الصناعية لإزالة بقايا الأكل وتطهيرها من الجراثيم، وتعمل مادة الكلوروفيل كمضاد للأكسدة فتساعد على التئام الجروح والتقرحات.
ولا ننسى تنظيف الجزء الخلفي للسان الذي يعد مصدرا رئيسيا لرائحة الفم التي تنبعث من تكسر المواد العضوية من قبل البكتريا الموجودة على سطح وبين حليمات اللسان التي تحتوي على عشرات الألوف من البكتريا بين ثناياها وينظف عن طريق كشطه بأداة تسمى المقشطة مخصص لذلك، وهو عبارة عن شريط بلاستيكي رفيع وطويل له حافة مسببة مصممة لتنزلق على اللسان لجرف وإزالة البكتريا وبقايا الطعام ويكفي سحبه إلى الأمام مرة واحدة أو مرتين في اليوم لضبط البكتريا ومنعها من التكاثر.
وأخيرا علاج المسببات الأخرى كأمراض الجهاز الهضمي وأمراض الرئة والجهاز التنفسي لدى الطبيب المختص تعطي نتيجة فعالة وجذرية في حل تلك المشكلة المزعجة لكل من يعانيها.