انتبهت( ليلى) على طرقات خفيفة على باب شقتها نظرت إلى ساعة الحائط، أنها الثالثة صباحاً، من الذى يطرق بابها فى هذه الساعة..
قررت إلا تفتح الباب فمنذ سفر زوجها وهى تعيش وحيدة مع طفلها الصغير، تململ الصغير فى فراشه، ازدادت الخبطات ولكنه خبط واهن ضعيف، قامت وهى متثاقلة, نظرت من العين السحرية للباب، لاترى شيئاً، صممت على أغلاق أبوابها أمام الطارق مهما كان.. رجعت إلى حجرتها وأغلقت بابها عليها ، ولكن رغم هذا مازال الطرق الهادئ يصل إلى مسامعها.
أستيقظ الصغير وبكى.. أزداد بكاؤه .. أخدته فى حضنها وراحت تربت على جسمه لعله يهدأ،ولكن الطرق الملح باستمرار جعل الصغير يزداد صراخاً..
ألن يرحل ذلك الطارق أبدا ؟
الطفل يزداد صراخه, ولا سبيل إلى تهدئته.. فلتفتح الباب حتى لو كان خلفه إبليس نفسه أو شياطين جهنم كلها, فذلك سوف يرحمها من صوت الدق الذى يقرع رأسها كل ثانية رغم خفوته.
الخبط لايتوقف, وصراخ الصغير يزداد كأنه هو الاخر يلح عليها أن تفتح الباب، ومخاوفها تتضخم بداخلها، ليكن.. لقد اتخذت قرارها.. مضت إلى الباب وتطلعت من العين السحرية مرة أخرى.. لاترى شيئا..
ليكن جنوناً منها، واربت الباب قليلاً.. لاترى أمامها اى أحد، وصمتت لثوان تلتقط أنفاسها، بغتة سمعت الدق مرة أخرى، نظرت بطرف عينيها إلى أسفل ثم تنهدت في ارتياح وهى تبتسم، لقد كان الصغير (تامر) ابن جارتها التى تعيش نفس ظروفها تقريبا... ولكن ابتسامتها اختفت حين رأت وجه الصغير الشاحب الذى همس همساً خافتاً وجلاً: أمى سقطت على الارض ولا تنطق.
هرعت إلى شقة جارتها.. وجدتها ملقاة على الأرض دون حراك. هزتها عدة مرات، دون فائدة.. من الواضح أن المرأة فى غيبوبة تامة.. أتصلت بالطبيب واستمرت تراعى جارتها حتى أتى وبعد رحيله بساعات..
ولكنها راحت تتساءل بداخلها، من كان سينجدها أن كانت هى التى فى موقف جارتها الأن؟!
وظل السؤال بداخلها بلا اجابة مع إزدياد الطرق فى عقلها