بتـــــاريخ : 12/31/2010 6:32:52 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1780 0


    قصة نجاح عبد المحسن الراشد – ج3

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : شبابيك | المصدر : www.shabayek.com

    كلمات مفتاحية  :

     أعتذر لكل هذه التعليقات التي لم تستسغ عرض أحداث القصة على أجزاء، لكن دائما هناك سبب لكل شيء، وسأتحدث عنه في وقته. نكمل الآن مع عبد المحسن والذي تركناه في الجزء السابق وقد ظهر إعلانه في صدر الجريدة الأسبوعية المجانية، رغم أنه اتفق على مكان في داخل الجريدة. يقول عبد المحسن:
    لم أصدق عيني، فثمن الإعلان في هذه الصفحة يعادل ضعف المبلغ الذي دفعته، ولذا اتصلت بمندوب الجريدة والذي قال لي إن إعلانك جديد، ونريد جذب المزيد من المعلنين عن ذات النشاط في جريدتنا، ونعتبر إعلانك في الصفحة الأولى هدية لا نريد مقابلها أي شيء. في ذلك اليوم، بدأت الاتصالات تـنهال على أرقامي المعلن عنها، وكان النظام الذي اتبعته في البداية تقديم خدمة اشتراك لمدة شهر ولثلاثة شهور، وكان مقابل الاشتراك لشهر واحد 300 ريال (80 دولار) والثلاثة أشهر مقابل 800 ريال سعودي (213 دولار). كان الجميع يسأل في البداية عما إذا كان لدي فترة تجريبية مجانية، للوقوف على مدى مصداقية الخدمة. كنت أجيب بالنفي وأنه يجب دفع الاشتراك منذ البداية، ولذا لم يكن غريبا أن يأتي المساء ولم يشترك أحد إطلاقا في خدماتي، حتى تسرب اليأس إلي في البداية.

    لم أستطع النوم في تلك الليلة، وبدأت أتحسر على ضياع ربحي ومالي، ولكن رجل الأعمال الحقيقي يبحث دائما عن حلول للمشاكل والعوائق، لذا قررت إعطاء المتصلين فترة تجريبية مجانية، لثقتي في المصادر التي أستقي منها المعلومات، وفي صباح يوم السبت قررت إعطاء كل المتصلين فترة مجانية لمدة ثلاثة أيام على أمل أن الأمور ستصبح أفضل. في هذا اليوم سجلت ما يقارب 100 شخص في سجل التجربة المجانية للخدمة، وقد رحبت بهم عبر الرسائل النصية.
    ذلك الأسبوع كان ممتازا جدا من حيث أداء البورصة، وبعد تجربة لمدة ثلاثة أيام، كانت الأرباح هي سمة تعاملات عملائي، ولذا انهالت طلبات الاشتراك في مجموعتي، خاصة بعد انتهاء فترة الاشتراك المجاني للكثير من الأشخاص، حتى جمعت خلال أربعة أيام ضعف المبلغ الذي أنفقته – 6000 ريال ( 1600 دولار)، وياللفرحة التي لم تسعني، فقد حصدت نتيجة ما خاطرت به. بسرعة اتصلت مره أخرى بمندوب الجريدة وطلبت منه الإعلان مره أخرى، وكررت الأسلوب ذاته.
    كانت رسائلي وتوصياتي ناجحة ومربحة جدا، ولثقتي في توصياتي كنت أنا أيضا استثمر في البورصة لحساب والدتي وبمبلغ بسيط. كان الأمر جنونيا، فقد كانت الطلبات تنهال علي أسبوعا بعد أسبوع، حتى أنني توسعت لأفتتح مجموعة أخرى تهتم بالأسهم النقية (أسهم شركات ليس لديها قروض ربوية ويحللها جميع الشيوخ الثقات). أصبحت الأرباح تنهال علي وأصبحت عقودي مع الجريدة تمتد لأكثر من شهر وبمبالغ كبيرة حتى أنني وظفت قريبا لي لتسجيل الأشخاص بالنظام الإلكتروني لأتفرغ أنا للرد على الهاتف الذي لم يكن يصمت إطلاقا.
    أصبح الجميع يستشيرني، وكنت أناقش أشخاص يشكون بي وأقنعتهم بفكرتي، وأصبحت أنا من يقود الجميع إلي الأرباح. بالطبع كانت توجد بعض الإخفاقات، ولكن هذه من ضمن مخاطر البورصة، فلا يوجد من يربح دائما في أي نشاط تجاري مهما كان، وأعترف أن وضع سوق الأسهم السعودي خلال عام 2005 كان ممتازا للغاية، فقد ارتفع المؤشر من 12 ألف إلي 22 ألف نقطة.
    بعدها تغير نمط حياتي تماما، فلم أعد أطلب من والدي تحويل مالي لي، وبدأت أذهب إلي الأماكن والمقاهي الغالية، فمن شخص كان مصروفه الأسبوعي 250 ريال (66 دولار تقريبا) إلي دخل أسبوعي يقارب 5000 ريال (1333 دولار تقريبا). لم تكن والدتي تصدق ما كنت أفعله، فقد كانت الأموال والحسابات تزداد بشكل مهول وسريع، فبعدما كنت الشخص الذي يعتمد على والده، تحولت إلى شخص بدأ يعمل بمفرده وأصبح دخله كبيرا جدا.
    كنت بكل أمانة أعمل مثل الصراف في البنك، فلقد كانت الأموال تحول إلي يوميا، وكنت أستلم إشعارات التحويل لضبطها في نظامي وتسجيلها يوميا عبر الفاكس، لتصبح طويلة مثل الأفعى. بعد ذلك توسعت في الإعلان، ليس فقط في منطقتي الدمام بل في مناطق أخرى، وكنت متخصصا في الجرائد المجانية، وفي كل جريدة لها قسم خاص في كل مدينة كبيرة، في الرياض وفي جدة وغيرها، حتي أصبح لدي زبائن بطول المملكة وعرضها في نهاية سنة 2005.

    بشكل غير متوقع، سقط سوق الأسهم مع بداية 2006
    لكني بفضل الله استطعت تجنيب والدتي الخسارة بمبلغها البسيط، وطلبت منها عدم الدخول مرة أخرى، لأن السوق أصبح غير آمن وانهار مؤشره، وقررت عندها إلغاء نشاطي وقد حاول الكثير من المشتركين ثنيي عن هذا القرار، لكني لم أعد أرغب في المخاطرة أكثر، وقررت ترك النشاط بعد أكثر من عام من العمل المستمر، حيث حولت مبلغ 300 ريال (80 دولار) إلي مبلغ 200.000 ريال سعودي (54 ألف دولار تقريبا).
    - لا، ليست هذه نهاية القصة، لا زال هناك لها بقية !

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()