في كل صباح ثمة صباح آخر يشي بذاك الأمل .
تتشابك الخيوط وتقتحم الصور مخيلتك دون أن تستطيع أن تعبر ذلك الزمن ثانية هناك خلف الأشياء كان ثمة مشاعر خالية تنساب المشاهد في لذة من يوقعها بذاك الجنون راقداً وراء الغياب ماذا بقي من عطر الشتاءات كي تنثره هناك كلمات بسيطة وبضع أناشيد يلهو بها الصغار ماذا بقي من سكرات الثلوج على الطرقات أبضع كرات بيضاء تبحث لها أمل وليد ؟
بعيداً في زاوية النسيان هذه وعلى مسافة من الخيبة ندرك الأشياء بعمق أكبر وجنون لم نحترف قوانينه بعد جنوناً آخر كاد يلامس ذلك البعيد هناك لماذا على الشتاءات أن ترعي شجيراتها الصغيرة التي تحتضن وريقاتها بنشوة من يقاوم العاصفة وحده .
هناك ليس ثمة بداية أو نهاية هناك حيث لكل لحظة أريجها على القلوب تسلل ذلك الفرح إليه وهو يشرع كلماته ضفافاً بعيدة لم تعاني ظمأ النهايات المفتوحة على حلم ما على أمل ما لم تعاني المزايدات الحالمة في كثير من القسوة أرد أن يبتعد إلى هواجس أكثر لكنه في لحظة تفجر كل ما بداخله ليعبر تلك العتبات الهامسة ويمسك بخيط واه لصباح جديد وبين زاوية وزاوية كان ثمة الكثير ليودعه ويجهر بأنه لم يعد ذلك الواجف أمام أشياء عدة .
رمى بكل هذا بعيداً وبدأ مع نسيان آخر حيث تناثرت حياته كما السراب من بين يديه لكن سكرة المشاهد أبداً لم تبارحه ألا زال حقاً ثقة صباح يوشك على الانبلاج ؟
ترك أطيافه حوله ومضى إلى سريره وهو يطوي يوماً آخر لم يكن الأول ولن يكون الأخير كل ما عرفه أن خيالاته بدأت تشده كي يرحل أكثر احتفظ بكل ما لديه في بقعة منسية قبل أن يغلق الباب ويترك أطيافه تبحث لها عن أقدار جديدة