لاحظ أن الموظف الذي اكتشف الكوكاكولا والمربي كانا يملكان شيئا مشتركا , فكلاهما ادرك الحقيقة البارزة بأنه يمكن تحويل الأفكار إلى أموال بواسطة قوة الهدف المحدد إضافة إلى الخطط المحددة .
وإذا كنت من أولئك الذين يؤمنون بأن العمل الشاق والأمانة وحدهما يجلبان إليك الغنى والثروة إنزع ذلك الايمان من ذهنك فهو ليس صحيحا لأن الثروات عندما تأتي في كميات ضخمة لا تكون نتيجة العمل الشاق وحده ! فالثروات تأتي إذا أتت تجاوبا مع مطالب محددة تستند إلى تطبيق مبادئ محددة وليس إلى الحظ والصدفة .
وبشكل عام يمكن القول أن الفكرة هي دافع فكري يحفزك إلى العمل بمساعدة الخيال , وكل البارزين في مجال المبيعات يعرفون أنه يمكن بيع الأفكار قبل بيع البضاعة , بينما لا يعرف البائع العادي هذه الحقيقة وهذا ما يبرر عدم نجاحه في المبيع .
وقد أكتشف أحد العاملين في نشر الكتب الرخيصة الثمن حقيقة تمثل الكثير لكل العاملين في مجال نشر الكتب بشكل عام , فقد عرف ذلك الشخص أن الكثير من الناس يبتاعون الكتاب على أساس محتوياته , وهكذا ومن خلال تغيير عنوان أحد الكتب الذي لم يكن رائجا من قبل تمكن من رفع نسبة مبيعات الكتاب إلى أكثر من مليون نسخة دون تغيير في محتوى الكتاب , وكل ما فعله هو تبديل الغلاف الذي يحمل العنوان بغلاف جديد يحمل عنوانا جديدا .ذلك الأمر على بساطته كان مجرد فكرة وكان وليد الخيال .
لهذا لايوجد أي سعر مقياسي للأفكار لأن صانع الأفكار هو الذي يضع السعر وإذا كان حاذقا يحصل عليه .
وتبدأ قصة كل ثروة كبيرة عمليا في ذلك اليوم الذي يجتمع فيه صانع الأفكار أ, مسوقها ليعملا بانسجام وتوافق , وهكذا نجد أن أحد الأثرياء أحاط نفسه بأشخاص يفعلون كل ما لا يمكنه هو فعله بذاته , وأشخاص يصنعون الفكار وأشخاص يضعون تلك الأفكار موضع التطبيق , وبهذا حقق لنفسه ولغيره ثراءا كبيرا .
وينطلق الملايين من الناس في الحياة آملين في حصول فرص سانحة (واختراقات) أيجابية مهمة , ويمكن لتلكك الأختراقات أو إحداها على الأقل أن تجلب الفرصة المطلوبة , لكن اكثر الخطط أمانا هي تلك التي لا تعتمد على الحظ , صحيح أن اختراقا مهما وأيجابيا أعطاني في حياتي فرصة العمر لكنه كان لا بد لي من تكريس 25 سنة من الجهد والعزم لتحقيق تلك الفرصة قبل أن تصبح شيئا ملموسا ثمينا مصدر قوة .
وحقق الكثيرون ثروات ضخمة بفعل تطبيق المبادئ المذكورة ضمن فلسفة النجاح التي عملت على صياغتها وكانت البداية سهلة وبسيطة لأنها كانت مجرد فكرة يمكن لأي شخص أن يطورها .
صحيح أن الختراق جاء من خلال فرصة اللقاء , لكن الهم كان التصميم ووضوح الهدف وتحديده والرغبة في تحقيقه والجهد المتواصل على مدى 25 سنة لذلك الغرض , فرغبتي لم تكن رغبة عادية نجخت أو تخطت الأحباط وخيبة الأمل والأنهزام الموقت والنقد والتذكير من قبل الآخرين بأنني أضيع وقتي , بل كانت رغبة حارقة مشتعلة وكانت هاجسا !
وعندما زرع ذلك الشخص الفكرة في ذهني لأول مرة عملت على صيانتها وملاطفتها لتبقى حية وبالتدريج أصبحت الفكرة عملاقا قويا بذاته بحيث عملت هي على صيانتي وملاطفتي وحثي بل ودفعي إلى العمل , وكل الأفكار هي كذلك فأنت , أولا تعطي الحياة والفعل والتوجيه للأفكار لتكتسب قوة بذاتها تبعد عنها كل ما يعارضها ويواجهها , والأفكار هي قوى غير ملموسة لكنها تملكك قوة أقوى من الدماغ الذي ينتجها وهي تملك قوة العيش والأستمرار حتى بعد فناء ذلك الدماغ.