لاتكمن المشكلة في مقدار مانكسب بل تكمن في كمية ما ننفق..
من أين نبدأ أذاً؟
قد لايكون ذلك من حيث تظن.
إن الكثير من الناس على يقين أن سر الثراء يكمن في العثور على طرق جديدة تضاعف مدخولهم بأسرع مايمكن – فقط لو استطعت أن أزيد دخلي – يصرحون – فسوف أصبح ثرياً – كم مرة سمعت هذه الجملة وكم مرة قلتها لنفسك؟ حسناً – عزيزي القارىء – إن الامر ليس كذلك – ولتتأكد مما أقول اسأل أحداً تلقى علاوة العام المنصرم عما إذا كان رصيده التوفيري قد زاد ,في كل حالة تقريباً سيكون الجواب نفياً!.
أما لماذا ...فإن العلة تكمن في أنه كلما ازداد مدخولنا ازداد صرفنا للمال.
ان الحيلة وراء الازدهار المالي هي في كبح جماح الإنفاق على التوافه وإضاعة الأموال عليها...
اشياء صغيرة وتافهة,يمكن للمرء أن يستغني عنها بسهولة,وقد يجد كثير من الناس صعوبة في تصديق ذلك,لماذا؟ يطرح السؤال نفسه فيأتي الجواب بدهياً..لأن الناس قد علموا العكس ,فقد نشأنا في مجتمع يرى ان من الوطنية أن تصرف كل ما في جيبك ,بل اننا في الحقيقة نصرف تلك الزيادات قبل ان يصل الراتب كيف..
والان اذا كنت تعيش (من الراتب الى الراتب) كما يقال صارفاً كل دخلك فسوف تدخل في سباق خاسر,كيف؟ سيبدو الأمر كالتالي:
اذهب الى عملك.. اكسب المال... انفقه.
اذهب الى عملك.. اكسب المال.. انفقه.
وهكذا..
لاحظ انك تعود دائماً الى عبارة "اذهب الى عملك" ان ذلك في الواقع هو جهاز الجري الذي يقف أغلب الناس عليه و...ولايتجاوزونه إذ انهم يكدون ,ويكدحون لأربعين أو خمسين ساعة عمل أسبوعياً ثم يخرجون من ذلك كله صفر الأيدي,لأنهم يكونون قد صرفوا في نهاية الشهر كل مرتباتهم!
وهذا ليس عدلاً بل انه في الواقع حلقة مفرغة,عليك – عزيزي القارىء- ان تحذر من الوقع في شباكها,وإذا ماكنت قد وقعت وانتهى الأمر فإن عليك ان تسارع من دخل أو (أكثر أحياناً) تكون بذلك قد اسلمت نفسك الى حياة من التوتر والخوف والشك والدين,وربما تعدى الأمر الى ماهو أسوأ من ذلك..الإفلاس وحياة واعدة بآلام الفقر